سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Brian Owens
تملأ دخان حرائق الغابات المشتعلة في شرق كندا الرئتين، ويحوِّل السماء إلى اللون البرتقالي في شمال شرق الولايات المتحدة، وبخاصة في مدينة نيويورك والمنطقة المحيطة بها.
وعلى الرغم من أن الناس في غرب أميركا الشمالية تعودوا مثل هذه الظروف في السنوات القليلة الماضية، فإن الأحداث غير المعتادة في الجزء الشرقي من القارة، تثير تساؤلاً عن سبب الحرائق الاستثنائي هذا العام؟
يقول “أنتوني تايلور”، المتخصص في إدارة الغابات في جامعة نيو برونزويك في فريدريكتون، إن “الطقس” هو السبب الأساسي وراء موجة الحرائق الغابات الحالية. وعلى الرغم من أن حرائق الغابات في كندا تعتبر أمرًا شائعًا، فإن الربيع هذا العام كان دافئًا وجافًا بشكل لافت في معظم أنحاء البلاد، وخاصة في شرق كندا حيث شهد هطولًا مطريًا يقل بنسبة 50% عن المعدل السنوي المتوقع. وفي غرب كندا، كان شهر مايو الأكثر دفئًا وجفافًا على الإطلاق، وفقًا لـ”ديفيد فيليبس”، عالم المناخ في مؤسسة البيئة وتغير المناخ في كندا.
“النينو” ليست السبب
وفقًا لـ”بايوش جاين”، عالم البحوث في الخدمة الغابية الكندية، لا توجد تفسيرات واضحة للطقس الشاذ في الربيع هذا العام. ويقول إنه من غير المرجح أن يكون متعلقًا بظاهرة النينو المناخية، التي تزيد من درجات حرارة المحيط الهادئ الشرقي وتؤدي إلى ارتفاع حرارة الكوكب بشكل عام. وأشارت إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأميركية إلى أن النينو قد وصلت، لكن لا يُتوقع ظهور آثارها حتى وقت لاحق من العام. ومع ذلك، فإن الظروف الجوية الشاذة ليست مفاجئة مع تزايد حرارة الأرض، ويقول جاين: “بدون شك، يعد التغير المناخي عاملاً يزيد من حدوث هذه الظروف الجوية الشديدة وتكرارها”.
تركت ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، التربة والغابات جافة وهشة، وبالتالي فإن حرائق الغابات يمكن أن تندلع وتنتشر بسرعة، حتى في المناطق التي تعتبر الحرائق الكبيرة والمدمرة فيها نادرةً، مثل المقاطعات الشرقية في نيو برونزويك ونوفا سكوتيا. وقد شهدت كندا حرق أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات هذا العام، وهو رقم يزيد بما يعادل ضعف المتوسط التاريخي، ويحدث عادة في وقت لاحق من الموسم.
وفقًا لــ”جاين”، ليس من الشائع أن يؤثر الدخان على العديد من الأشخاص في شرق الولايات المتحدة. والسبب وراء السماء البرتقالية في مدن مثل نيويورك هذا الأسبوع، يرجع إلى نظام ضغط منخفض كبير يوجد فوق ولاية مين لعدة أيام، ويقوم هذا النظام بحجب نقل الدخان إلى الشرق. ومع ذلك، تعمل نظام الرياح العكسي وفقًا لـ”جاين” بطريقة الحزام الناقل، ويسحب الدخان جنوبًا إلى الساحل الشرقي للبلاد. ومن المتوقع أن يبدأ النظام في التلاشي خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يجلب بعض الراحة.
وفقًا لـ”مارك-أندري باريسيان”، عالم البحوث في الخدمة الغابية الكندية، تختلف أسباب الحرائق على الأرض في جميع أنحاء البلاد، ومن الممكن أن يكون البرق هو السبب وراء الحرائق في الشريط العريض الممتد عبر منتصف مقاطعة كيبيك، والتي يتجه دخانها نحو مدينة نيويورك وغيرها من المواقع الأميركية. وعادةً ما يكون البرق مسؤولًا عن حوالي نصف حرائق الغابات في كندا، ويؤدي إلى حرق 85% من المساحة الغابية التي تحترق كل عام.
تنويه: التردد الجنوبي – النينو – هو ظاهرة مناخية عالمية تختلف عن ظاهرة النينا، حيث يتأثر الجو في منطقة بعيدة نتيجة لتغير الحرارة في أحد المحيطات. ويحدث التردد الجنوبي نتيجة التقلبات الموسمية في درجات الحرارة.
أخطاء بشرية
ومع ذلك، في هذا العام، جاءت معظم الحرائق في المقاطعات الغربية والساحل الشرقي مبكرة عن موعد تسجيل البرق الذي يعتبر عادة المسؤول الرئيسي عنها، وربَّما تكون تسببت بها الأنشطة البشرية. فعلى سبيل المثال، بدأ حريق بالقرب من سانت أندروز في مقاطعة نيو برونزويك عندما اشتعلت النيران في مركبة كانت تسير عبر الأراضي، ومما أدى إلى اشتعال الأخشاب المحيطة. ويقول “تايلور”: “أهم شيء نحتاج إلى القيام به، خاصة في الشرق، هو توعية الناس بدورهم في الحرائق”.
ووفقًا لـ”باريسيان”، فإن موسم الحرائق الشديدة لهذا العام في كندا يندرج ضمن اتجاه مستمر يشهده كندا والعالم بأسره، نحو زيادة عدد الحرائق وتحولها إلى أكبر وأكثر تدميرًا. ويتزايد عدد الحرائق الكبيرة في كندا وتحترق مساحات أكبر، كما يطول موسم الحرائق حيث يبدأ الآن بعد حوالي أسبوع من موعده وينتهي بعد أسبوع عن موعده قبل 50 عامًا. ويصبح الطقس الشديد الذي يزيد من احتمالية نشوب الحرائق، مثل الحرارة والجفاف والعواصف، أكثر شيوعًا في كندا وفي جميع أنحاء العالم.
وبالرغم من حجم المساحات الكبيرة التي احترقت هذا العام، لا نزال في مأزق، وقد يستمر الحرائق لأشهر متواصلة حسب الظروف الجوية. ووفقًا لـ”تايلور”، إذا استمرت الأحوال الجوية الدافئة والجافة، فإن هناك الكثير من المواد القابلة للاشتعال في الغابات، وبالتالي سيستمر الحريق لفترة طويلة، ولن ينتهي في وقت قريب.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: nature
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر