سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
نيك مارتنديل
إن وجود التنوع والشمول في فريق التكنولوجيا لديك يُعَزِّز مستويات الإنتاجية والإبداع والابتكار، وقد تكون التكنولوجيا نفسها هي المفتاح للوصول إلى قوةٍ عاملةٍ أكثر شمولاً.
وقد تم التركيز بشدة على بطء التقدم الذي يحيط بالتنوع في قطاع التكنولوجيا من قِبَل رواد الأعمال مثل “مارثا لين فوكس”، التي ترى أن بعض ديناميكيات الصناعة التي كانت تستمتع بها فيما سبق سوف تظل عظيمة جدًا؛ وهو ما تدعمه الإحصاءات المعنية بالتكنولوجيا إلى حد كبير. فمؤسسة مثل “تكنونيشن” TechNation تقدر بأن النساء يمثلن 26% فقط من سوق العمل التكنولوجي، وذلك مقارنة بـ50% من إجمالي القوة العاملة. ويتحسن أداء الأشخاص من الأقليات العرقية في المملكة المتحدة بشكل طفيف، إذ يمثلون 15.2% وذلك مقابل المتوسط المعتاد الذي يقدر بـ11.8%. لكن ثمة تقريرًا آخر تابعًا لمؤسسة “بي سي إس” BCS Insights 2021، يشير إلى أن 10% من محترفي تكنولوجيا المعلومات يعانون من معوقات، وذلك مقارنة بـ20% من السكان في سن العمل، و14% من القوة العاملة في المملكة المتحدة ككل.
ما هو التنوع والشمول في التكنولوجيا؟
كما يذهب الرئيس التنفيذي لشركة روكبورن Rockborne وسيم علي، فعندما نتحدث عن التنوع والشمول، فإن ما نتحدث عنه حقًا هو وجهات نظر مختلفة وتنوع في الفكر. ففي الوقت الحالي، ورغم النوايا الحسنة لدى الكثيرين، غالبًا ما تتخذ مناهج التنوع والشمول شكل المعايير للوصول إليها حتى يمكن عرضها على مواقع الإنترنت؛ إذ تحتاج الشركات إلى التركيز على جذب الأشخاص من خلفيات متنوعة، سواء كان ذلك يرجع إلى عوامل مثل مستوى التعليم، أو النوع Gender، أو العرق Race، بسبب القيمة المضافة التي يقدمونها. وبالتالي، فإن وجود قوى عاملة متنوعة يعدُّ أمرًا منطقيًا لأسباب عديدة ومتنوعة، ليس أقلها الحاجة إلى سَدِّ النقص الهائل في المهارات الذي يفسد هذا القطاع حاليًا. وقد تم الإعلان عن نقص المواهب التقنية بشكل ملحوظ، ذلك أن عدم المبالاة بتبني مبادرات كافية في جميع مجالات العمل، ولا سيما مكان العمل والاستراتيجيات، سوف يكون فيه قصر نظر.
لكن هذا الأمر يتجاوز مجرد القدرة على جذب الناس إلى الأعمال التجارية؛ فقد كشف برنامج “الناس في العمل لعام 2022” (People at Work 2022) الذي صدر عن معهد ADP للأبحاث، عن رؤية عالمية للقوى العاملة تفيد بأن نحو 68% من العاملين في المملكة المتحدة قد يفكرون في العثور على وظائف جديدة إذا اكتشفوا أن شركتهم بها فجوة غير عادلة في الأجور بين الجنسين، أو عدم وجود سياسة مناسبة للتنوع والشمول.
ثم إن هناك تأثيرًا على الإنتاجية، إذ تعتقد شركة “أوماكس” للاستشارات الرقمية OMMAX أنها تستفيد من وجود التوازن في نسبة الإناث والذكور والموظفين من مجموعة واسعة من الخلفيات والثقافات والبلدان. وللتأكيد على ذلك، يقول “فيليب أورتليب”، كبير مسؤولي شؤون الموظفين في شركة “أوماكس”، إننا نرى الفوائد التي يوفرها هذا التوازن في مشاريعنا، والتي تعمل على زيادة الإنتاجية والإبداع والابتكار، وذلك رغم إدراكنا بأنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به. كما أن الفرق التي تتسم بوجود قدر من التنوع تميل إلى تحقيق نتائج أفضل، لكن ذلك لا ينطبق على الفرق المتنوعة بين الجنسين فحسب، بل ينطبق أيضًا على الفرق ذات الأعمار والخلفيات الثقافية والأديان والتوجهات الجنسية المتنوعة أيضًا.
كيف يعزز العمل المختلط التنوع التكنولوجي؟
هناك دلائل على أن الأمور بدأت في التحسن في بعض المجالات. فقد كشف تقرير “القيادة الرقمية” الصادر عن مؤسسة Nash Squaredأن العمل المختلط أو الهجين قد بدأ في إحداث تأثير؛ إذ كان يقدر بـ27% من الموظفين في العامين الماضيين من النساء، في حين أن النساء تمثل 15% في المستويات القيادية بعد أن كانت تمثل 12% في عام 2021. وبالفعل، فقد تحسنت الأمور منذ دخول النساء في المستويات القيادية بمجال الصناعة قبل عقود من الزمن. ويعد ذلك نوعًا من التقدم، لكن الصناعة بحاجة إلى المضي قُدمًا بشكل أسرع.
وللتأكيد على ذلك، تقول “شيرين باروس”، الرئيس العالمي للتنوع والشمول في شركة “كين كارتا” للحلول الرقمية Kin Carta ، إنه ينبغي بذل المزيد من الجهد. فعندما يتعلق الأمر بالعرق، والخلفيات الاقتصادية والاجتماعية، فإن الكثير من شركات التكنولوجيا تبدو عمياء. إن الفهم الأفضل للتنوع يعتبر مهمًا بدرجة كبيرة بالنسبة لمجموعات محددة.
كيف يمكن لشركات التكنولوجيا المساعدة في تحسين التنوع والشمول؟
هناك طرق يمكن لشركات التكنولوجيا من خلالها المساعدة في تحسين مستويات التنوع والشمول لديها. غير أنه هناك المزيد مما يجب القيام به لتشجيع التطبيقات من مجموعات مختلفة في المقام الأول. وبالنظر إلى المكان الذي نقوم فيه بتسويق الأدوار، واللغة التي نستخدمها في عمليات التوظيف والتوصيف الوظيفي لدينا، فإنه بإمكاننا استقبال المزيد من المرشحين لهذه الوظائف بحيث يكونون على قدر من التنوع. فعلى سبيل المثال، قد يكون الأشخاص المتنوعون أكثر تقبلاً لإعلان وظائف عبر الإنترنت، ولكن ليست لديهم خلفية تتناسب بما يكفي مع واقع العمل ودينامياته. بجانب ذلك، يمكن أن يساعد تدريب الموظفين الحاليين في ضمان تجنب الأفراد للتحيز اللاواعي وأن يصبحوا دعاة للتغيير. فالتدريب وورش العمل يعدان أمرين حاسمين لوضع القضايا المتعلقة بالعرق والجنس في بيئة العمل، وتزويد الموظفين بفهم أعمق للتنوع وأهمية الشمول ودورهم في قيادة العمل.
كيف تدعم التكنولوجيا التنوع والشمول؟
إن التكنولوجيا يمكن أن تساعد التنوع والشمول بطرق متعددة، سواء كان ذلك من خلال إنشاء منصة للأفراد ليصبحوا موظفين افتراضيين عندما لا يكونون قادرين على الوجود في بيئات القوى العاملة، أو من خلال تزويد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وإمكانية الوصول والتنوع بالأدوات اللازمة للقيام بالمهمة. كما أن استخدام الأدوات عبر الإنترنت لتقييم سمات الشخصية يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر التحيز اللاواعي.
ويمكن أن يتحقق ذلك باستخدام البيانات أيضًا، لا سيما عندما يتم تقييم طلبات التوظيف الأولية بواسطة الأجهزة. وهنا نشير إلى أن تقنيات التعلم الآلي تكون جيدة فقط مثل مجموعات البيانات والخوارزميات المستخدمة في الأنشطة التدريبية، غير أن هذه الخوارزميات تكون جيدة ومتنوعة فقط مثل الفرق الهندسية المختلفة، وكذلك التكنولوجيا المستخدمة في التعرف على الكلام من خلال مجموعة كبيرة من البيانات الرسمية، وأيضًا البيانات غير الموسومة على وجه الخصوص. كما يمكن التغلب على النتائج التي خلص إليها استطلاع أخير أجرته مؤسسة “يو جوف” YouGov التي تفيد بأن احتمال فهم النساء من قبل المتحدثين الأذكياء أقل من الرجال بنسبة 13%. وتتعمق هذه المشكلة عند النظر إلى مجموعات الأقليات الأخرى، من الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الكلام إلى أولئك الذين تعتبر اللغة الإنجليزية لغة ثانية بالنسبة لهم.
ومن المعتقد أن أفضل طريقة لمعرفة أين توجد الفجوات هو التحدث إلى الناس، مثل التحدث إلى أفراد مختلفين حول سبب تقدمهم أو عدم قيامهم بالتقدم لوظيفة في شركتك وامتلاكها والتصرف بناء عليها. لذلك على المرء أن يذهب ويتحدث إلى قادة الأعمال الآخرين في مواقف مماثلة، أو أولئك الذين يقومون بعمل جيد، وألا تخشى الشركات أبدًا إجراء هذه المحادثات وتسليط الضوء على إخفاقاتها إذا أرادت تحقيق نمو مستدام.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Information Age
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر