سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
بيفرلي ديسيلفا
كما وجد تيار البساطة لحظته في السنوات الماضية، حان الآن دور حركة “المنزل الصغير” التي تمثل ثورة في عالم تصميم المنازل، وحركة معمارية واجتماعية تدعو إلى تقليص مساحات المعيشة. وفي مقالٍ لها نشره موقع “بي بي سي”، رصدت بيفيرلي ديسيلفا هذه الحركة، مشيرة إلى ملايين المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي والعدد الهائل من المسلسلات والبرامج التلفزيونية المكرسة لهذا الاتجاه الذي يقوم على فكرة جذابة، مفادها أن وجود مساحة وأشياء أقل يمكن أن يخلق في حياتنا مساحة لأشياء أكثر أهمية.
وتشير كاتبة المقال إلى أن المنازل الصغيرة تميل لأن تكون صديقة للبيئة؛ فهي تحتاج إلى مواد أقل لبنائها، وتستهلك ما لا يتجاوز 30% من كمية الطاقة التي يستهلكها معظم المنازل. كما يمكن تزويدها بسهولة بألواح شمسية ومنظومة طاقة رياح، بحيث يمكن لساكنيها الاستغناء عن كهرباء الشبكة العامة.
يقول كريس مارش مؤسس شركة إيكو تايني هوم الذي يعيش في أحد البيوت الصغيرة التي تبنيها شركته: “أعيش في بيت مساحته 7 × 2.5 متر، مؤلف من غرفتي نوم وغرفة معيشة، ويحتوي على كل ما أحتاجه أنا وابني”.
ويرى مارش أن العقبة الرئيسية أمام الراغبين بامتلاك منزل صغير هي الأرض التي سيقام عليها. فكلفة المنزل الصغير قد لا تتجاوز 50 ألف جنيه إسترليني، بينما كلفة الأرض عادة ما تكون باهظة. وغالباً ما يقوم البعض بالالتفاف حول هذه المسألة بوضع منزلهم على أرض مملوكة للعائلة أو لأصدقاء، بينما يستأجر البعض الآخر قطعة أرض من مزارع، وربما يقوم آخرون بشراء قطعة أرض، وتغيير الغرض من استخدامها إلى مزرعة. ومع ذلك يقول مارش: “يكاد يكون من المستحيل في المملكة المتحدة الحصول على ترخيص لبناء منزل صغير على أساس دائم”.
وتشير ديسيلفا إلى أن الدافع الرئيسي وراء العيش في هذا النوع من المنازل هو أسلوب الحياة، ومجموعة القيم والأولويات، مثل تعزيز المجتمعات المحلية أو الحفاظ على البيئة أو قضاء وقت أطول مع العائلة أو بممارسة الأنشطة التي يسمح بها تقليص حجم المنزل. وتقول الكاتبة إنه على الرغم من أن الجميع يتحدثون عن العيش في منازل صغيرة، فإن فليلين هم من يفعلون ذلك في المملكة المتحدة. ولكن يبدو أن صناعة بناء المنازل الصغيرة تنمو سريعاً في بلدان أخرى، ففي الولايات المتحدة مثلاً يقدر عدد من يعيشون في منازل صغيرة مدمجة بنحو عشرة آلاف شخص.
ديفيد لاتيمر هو مؤسس ورئيس شركة نيو فرونتير ديزاين التي حصلت على لقب أفضل شركة متخصصة ببناء المنازل الصغيرة الفاخرة من موقع سبراوس 2020. ويبيع لاتيمر ما بين 12 و16 منزلاً مدمجاً سنوياً، وتبدأ تصاميمه الخمسة من تصميم ألفا المثالي لشخصين، وتنتهي عند تصميم إيشر الفاخر الذي يتسع لستة أشخاص، ويضم طاولة طعام لعشرة أشخاص، وجاكوزي بالحجم الكامل، بالإضافة إلى جميع التجهيزات المنزلية.
وعلى الرغم من الصعوبات والعوائق، فإن حركة المنازل الصغيرة تسير على قدمٍ وساق، ويتم الإعلان عن مشاريع محلية صغيرة في مختلف أنحاء العالم، مثل مشروع “تايني هاوس كوميونيتي” في بريستول، وهو مشروع سكني محلي لا يهدف للربح، وقد حصل المشروع على دعم رئيس بلدية ومجلس المدينة. ويضم المشروع إلى جانب البيوت المدمجة متجراً للمنتجات المحلية لا ينتج عنه أية نفايات ضارة بالبيئة، ومصبغة صديقة صغيرة للبيئة، ومساحة لورشة إصلاح وصيانة، ومطعماً مجتمعياً.
ثم تشير الكاتبة إلى تجربة المهندس المعماري جوناثان آيفري في بناء قرية للمشردين في إدنبرة، مكونة من منازل مدمجة تتيح لهم الإقامة فيها لمدة تتراوح بين 12 و18 شهراً مع دعم للانتقال إلى سكن دائم. وقد تلقى هذا المشروع دفعة كبيرة عندما شارك النجم السينمائي الشهير ليوناردو دي كابريو بحملة لجمع التبرعات لصالحه.
المصدر: ترجمة كيو بوست – خدمة بي بي سي
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر