سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ستيوارت راوخ
لطالما واجهت الشركات تحديات في إدارة سلاسل التوريد الخاصة بها، لكن الجائحة الأخيرة التي تعرض لها العالم جلبت معها إحساسًا جديدًا بالإلحاح، إذ تحاول الشركات الحفاظ على مرونة سلاسل التوريد الخاصة بها في مواجهة المِحَن والشدائد.
فمنذ أكثر من عقد من الزمان، بدأت الشركات في دمج التقنيات والأدوات التي تعتمد على البيانات لجعل سلاسل التوريد الخاصة بها أكثر ذكاء. والآن، فإنها تتطلع إلى الخبراء المتخصصين في الذكاء الاصطناعي (AI) وعلوم البيانات لتوسيع قدرتها على تحسين الاتصالات بين العملاء والموردين، وذلك من الأجزاء إلى الإنتاج إلى التسليم العالمي.
الذكاء الاصطناعي وسلسلة التوريد
تؤدي العديد من التغييرات إلى إدخال تحسينات على إدارة سلسلة التوريد الحديثة. فقد أفادت دراسة حديثة أجرتها شركة “آي بي إم” IBM أن نحو 95% من الشركات الأعلى أداء ترى أن الذكاء الاصطناعي هو مفتاح الابتكار. إذ يمكن للشركات حاليًا الوصول إلى المنتجات والعمليات التي ستتعلم وتتكيف مع الظروف المتغيرة. لقد تجاوز التعلم الآلي الخوارزميات لتحليل موجزات البيانات إلى تقديم التوصيات والبدائل في المبيعات والعمليات. إضافة إلى ذلك، فإن معالجة اللغة الطبيعية تُمَكِّن الأدوات والبرامج من فهم الكلام والنص كما يفعل البشر.
عائد الاستثمار للذكاء الاصطناعي في إدارة سلسلة التوريد
تدرس الشركات من جميع الأحجام قيمة الاستثمار في خبراء علوم البيانات والذكاء الاصطناعي لسلاسل التوريد الخاصة بها. ففي أحد الاستطلاعات التي أجرتها شركة “ماكينزي” McKinsey، أفاد 61% من المديرين التنفيذيين لإدارة سلسلة التوريد بانخفاض في التكاليف نتيجة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في سلاسل التوريد الخاصة بهم، وقد بلغت 63% زيادة في الإيرادات. فعلى سبيل المثال، قامت شركة “بروكتور آند جامبل” Proctor and Gamble بتنفيذ نظام أساسي يحركه الذكاء الاصطناعي لتخطيط سلسلة التوريد لتعزيز كفاءة العمليات. فعادة ما تكون ثمة حاجة إلى عدد كبير من الموظفين لإدارة العرض والطلب عبر خطوط الإنتاج. ولكن عندما بدأ خبراء علوم البيانات في هذه الشركة في استخدام خوارزميات التعلم الآلي، نجد أنه تم تقليل الوقت المطلوب بشكل كبير باستخدام نظام يقوم تلقائيًا بتعديل خطط التوظيف واستراتيجيات التخزين. فقد حررت هذه التغييرات فرق التخطيط لمشاريع أخرى وخفضت مخزونها وتكاليف الترحيل المرتبطة بها.
التحول المدفوع بالذكاء الاصطناعي لإدارة سلسلة التوريد
مع التقدم في الذكاء الاصطناعي على غرار التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية، فضلاً عن التقنيات ذات الصلة مثل إنترنت الأشياء (IoT، تشهد الشركات تحولاً جذريًا في سلاسل التوريد الخاصة بها. إذ يقوم خبراء علوم البيانات والمديرون التنفيذيون بتنفيذ بدائل الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير تحولي في خمسة مجالات أساسية:
التخطيط: وذلك من خلال خلق شفافية متزايدة عبر سلسلة التوريد من البداية إلى النهاية، مما يسمح باتخاذ قرارات أسرع. ويتيح الذكاء الاصطناعي تحسين الهامش في الوقت الفعلي.
اللوجستيات والتوزيع: إذ يمكن تحقيق تخفيضات كبيرة في التكاليف، وأثر بيئي أقل من خلال تحسين توجيه البضائع وتقاسم السفن.
المشتريات: فبينما زادت الحوسبة السحابية من شفافية الموردين، فإن الذكاء الاصطناعي سيسمح بالتكامل الكامل للبيانات وتحسين شراء المواد الخام.
الإنتاج: إذ يركز التصنيع السريع على خدمة العملاء السريعة. ومع إدخال الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين التخطيط والجدولة بشكل أكبر.
المبيعات والتسويق: سيوفر الذكاء الاصطناعي مزيدًا من الدقة في التنبؤ بالطلب والتسعير. إضافة إلى ذلك، ستشهد تحليلات المبيعات تفاصيل وشفافية محسنة.
مستقبل سلاسل التوريد
لقد كان للجائحة تأثير كبير على سلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم، إذ أدت إلى نقص تاريخي في المنتجات، مما أثر في المستهلكين والشركات على حد سواء. لقد تأخر التصنيع في حين أن المنتجات الحالية عالقة على متن سفن الشحن الموجودة في الموانئ حول العالم وباتت في طي النسيان. وفي الوقت نفسه، يعتقد 4% فقط من قادة سلسلة التوريد أن مؤسساتهم جاهزة للمستقبل. إذ يتعين على الشركات إعادة التفكير تمامًا في كيفية بناء وإدارة سلاسل التوريد الخاصة بها والبحث عن التطورات في المجالات التالية:
الأتمتة المعرفية
فالتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي سيسمحان باتخاذ قرارات سلسلة التوريد في الوقت الفعلي بشكل مستقل، وذلك بناءً على قواعد العمل والظروف الحالية. إذ يمكن للأتمتة المعرفية أن تقلل من الخطأ البشري مع تسريع العمليات المعقدة.
التنبؤ لتحسين العملية
فقد أظهر التاريخ الحديث الاضطرابات الهائلة التي يمكن أن تحدث عندما ينهار أي جزء من سلسلة التوريد. ويمكن للذكاء الاصطناعي زيادة قدرات التنبؤ المتقدم وحلول التخطيط المتقدمة عبر جميع أجزاء سلسلة التوريد. ويمكن أيضًا بعد ذلك التواصل والتوصيل في خضم الأزمات العالمية.
مرونة سلسلة التوريد
يمكن للمؤسسات التعامل مع الصدمات الهائلة لسلسلة التوريد، إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بتصحيح مشكلات البيانات والاستجابة لها في الوقت الفعلي. وبذلك ستسمح هذه المرونة والرشاقة المحسّنة للقيادة باتخاذ قرارات أفضل وأسرع.
نقص المهارات
يمكن أن يمثل التوظيف تحديًا لأي منظمة حتى في أفضل الأوقات. ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في توظيف خبراء علوم البيانات عبر منظومة سلسلة التوريد، مما يقلل من الوقت والتكاليف المرتبطة بالتوظيف وتطوير الموظفين.
الاستعداد لمستقبل في الذكاء الاصطناعي
مع توقع استمرار تحديات سلسلة التوريد في جميع أنحاء العالم لبعض الوقت، ستبحث المنظمات عن أفراد يتمتعون بالتعليم والمهارات اللازمة للازدهار في مثل هذه البيئة. وسوف يزداد الطلب على مهندسي الذكاء الاصطناعي وخبراء علوم البيانات في المستقبل المنظور عندما يتم خلق 2.3 مليون وظيفة. لذا، فإن أولئك الذين يسعون إلى تحسين مجموعات مهاراتهم ومصداقيتهم يجب أن ينظروا إلى الدرجات العلمية والشهادات في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي. كما أن البرامج الدراسية والبحثية سوف تعمل على تطوير المهارات في العديد من المجالات مثل: تحليلات البيانات، والتعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي، مما يجعل الدارسين مستعدين لبناء سلاسل التوريد في المستقبل.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Simple I Learn
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر