سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
جو ديتون
لم يكن إنترنت الأشياء (IoT) أقل من مسألة ثورية، إذ يسمح للمركبات بالقيادة بمفردها، كما يسمح بالتحكم في الأجهزة المنزلية والمعدات الطبية عبر الإنترنت.
فقد أصبحت منتجات “إنترنت الأشياء” بارزة جدًا لدرجة أن معهد ماكينزي العالمي يتوقع أن تُدِرَّ ما يصل إلى 12.6 تريليون دولار في القيمة الاقتصادية بحلول عام 2030. وبالنظر إلى مقدار ما يمكن لتقنيات إنترنت الأشياء القيام به، فإن السؤال الآن هو: هل يمكن أن يتحسن؟ ووفقًا لـ”إدواردو روشا”، وهو كبير مهندسي الحلول في مؤسسة جلوبال دوتس Global Dots، فإن التحسينات تبدو ضرورية في حالة استمرار “إنترنت الأشياء” في العمل على مستوى عالٍ.
هل يمكن لتقنيات “إنترنت الأشياء” الاستمرار في فعل كل شيء؟
لقد استفاد الأفراد والشركات على حد سواء من الأجهزة العاملة في إنترنت الأشياء للاتصال بالإنترنت، مما أدى إلى عدد من الاضطرابات في الصناعة. غير أن القلق يكمن في أن المزيد من الناس يستخدمون أجهزة “إنترنت الأشياء” ويتحكمون فيها بشكل أفضل. لكن هل يمكن أن يستمر مشهد الإنترنت الحالي في زيادة قدرات الأجهزة إلى أقصى حد؟ فعلى سبيل المثال، نجد الأجهزة الطبية تعتبر أحد القطاعات متسارعة النمو في قطاع “إنترنت الأشياء”. فقد زاد الطلب على حلول الخدمات الصحية عن بُعد منذ جائحة “كوفيد-19″، إذ تنامت التوقعات بأن هذه الأجهزة سوف تستمر في الانتشار، وتنمو في تطورها وقدراتها أيضًا. ويتوقع أن تتوسع تقنيات “إنترنت الأشياء” في القطاع الطبي إلى 176.8 مليار دولار بحلول عام 2026. ويمكن أن ينتج عن هذا النوع من النمو الكثير من الأجهزة الجديدة ذات التقنيات المتقدمة، التي تتضمن مزايا مثل “الواقع المُعَزَّز” أو “أجهزة الاستشعار القابلة للهضم”. وفي حين أن هذه الابتكارات تبدو مثيرة، كما هو الحال في تقنيات “إنترنت الأشياء” في الوقت الراهن، لا توجد ضمانات بأن البنية التحتية للإنترنت الحالية قادرة على التعامل مع كل هذه البيانات الطبية الإضافية في الوقت الفعلي.
البنية التحتية لـ“إنترنت الأشياء” تحتاج إلى تعزيز
مع تطور قائمة منتجات “إنترنت الأشياء”، تزداد الحاجة إلى بنية تحتية أقوى للإنترنت. فاتصال الإنترنت على المستوى العالمي ليس قويًا في الوقت الحالي بما يكفي لدعم أجهزة “إنترنت الأشياء” المتوقع استخدامها في المستقبل القريب، وذلك وفقًا لتقارير نشرتها دورية “كمبيوتر وييكلي” Computer Weekly.
ففي حقيقة الأمر، لا تستطيع الشبكات الحالية معالجة التجارب التفاعلية التي تتطلبها العديد من الأجهزة المتصلة بسلاسة. فمن السهل تخيل سيناريو مستقبلي، لا يمكن فيه للطبيب، الذي يشرف على روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي أثناء إجراء عملية جراحية، أن يراقب ويحلل بشكل فعَّال إجراءات الروبوت في الوقت الفعلي بسبب التأخر الناجم عن نقص النطاق الترددي الضروري اللازم.
فرغم كل التقدم الذي تم إحرازه في مجال الألياف الضوئية، وتقنيات الجيل الخامس (5G)، والإنترنت فائق السرعة، فإن البنية التحتية المتاحة حاليًا لن تكون قادرة على مواكبة جميع البيانات اللازمة لتشغيل هذه القائمة المتزايدة من الأجهزة المتصلة. ويتمثل جزء رئيس من المشكلة في عدم وجود شبكات للجيل الخامس ومُستَقبِلَات بياناتها بما يكفي للتعامل مع جميع الأجهزة المتصلة وكمية البيانات التي تحتاجها لتعمل.
ووفقًا لصحيفة “لايف وير” Lifewire، فإن 32% فقط من اتصالات الهاتف المحمول في أميركا الشمالية سوف تكون ضمن الجيل الخامس بحلول نهاية عام 2023. فقد أدى النقص في تغطية هذه الشبكات العالمية إلى سرعات معالجة غير متسقة، مما أجبر مزودي الاتصالات والبنية التحتية على اللحاق بالركب.
ما الحل؟ هنا يتعين أن نقوم بنشر الخوادم التي تدعم بروتوكولات مثل البروتوكول الخاص بقوائم انتظار الرسائل Messaging Queuing Telemetry Transport (MQTT)، وهو بروتوكول مراسلة قياسي يتعلق بإنترنت الأشياء، وهو أقرب إلى المستخدمين النهائيين أو الأجهزة نفسها. ويمكن أن يساعد ذلك في التخلص من اضطرابات الكمون العالية المحتملة؛ إذ يتيح وضع الخوادم المتطورة بالقرب من نقطة منشئها سرعات معالجة أسرع وأداء أفضل لأجهزة “إنترنت الأشياء” في الوقت الفعلي.
وتقدم شبكات توزيع المحتوى (CDNs) حلاً محتملاً آخر لمشكلة البنية التحتية لـ”إنترنت الأشياء”، وهي التقارير المُتَضمَنَّة، بحيث تزود شبكات توصيل المحتوى CDN أجهزة “إنترنت الأشياء” ببروتوكولات وأنظمة اتصال ومعالجة البيانات في الوقت الفعلي. فعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم إعداد أجهزة الاستشعار والكاميرات الأمنية لإرسال الفيديو والمعلومات التي تحتوي على مراكز بيانات وخدمات خاصة بالفيديو، وهو ما قد يساعد في تقليل زمن الوصول.
يجب أن تكون جميع الأجهزة المتصلة بالإنترنت آمنة
توفر أجهزة “إنترنت الأشياء” الكثير من الفوائد، لكنها أيضًا تكون عرضة للقرصنة. ذلك أنه من المهم أن يتم التعامل مع أمان جهاز “إنترنت الأشياء” بشكل مختلف عن الأمن السيبراني القياسي. ويتعين أن يكون هناك فعل يجمع بين الأمن السيبراني، والتخصصات الهندسية لمعالجة الجوانب المادية والأمنية للأجهزة. ويمكن أن تكون شبكات توصيل المحتوى ذات دور أساسي في حماية أجهزة إنترنت الأشياء؛ إذ يمكن لمتخصصي الأمن مراجعة السجلات الخاصة بشبكات توصيل المحتوى من أجل درء المخاطر مثل هجمات الروبوتات والحرمان الموزع للخدمة. ثم إنه من الضروري أن تدعم واجهات المنتج تأمين الوصول لتصحيح الأخطاء وتحديثات البرامج الموقعة لمنع الثغرات الأمنية الإضافية. لذا، يجب على الشركات اختيار المنتجات التي تستخدم تشفيرًا قويًا يمكنه حماية أجهزة “إنترنت الأشياء” الخاصة بها عندما تتحدث إلى أجهزة أخرى أو شبكات سحابية.
لقد تم تجهيز الكثير من أجهزة “إنترنت الأشياء” بإجراءات أمان قياسية مثل التحديثات التلقائية، ولكن يمكن للقراصنة اختراق هذه الحماية بسهولة. ومن ثَمَّ، يجب على الشركات والأفراد اتخاذ خطوة إضافية لإضافة أكبر عدد ممكن من ميزات الأمان لحماية أجهزة “إنترنت الأشياء” الخاصة بهم من العناصر السيئة. وحتى يمكن دعم هذه الموجة المتوقعة من منتجات “إنترنت الأشياء” والتهديدات الأمنية الحتمية التي تأتي معها، فإن البنية التحتية المتاحة تبدو في حاجة إلى التعزيز والتمكين؛ إذ يمكن أن يكون نشر المزيد من شبكات توصيل المحتوى بجانب خوادم الحافة والسحابة المدخل الأساسي لتحقيق ذلك. وتساعد الأجزاء الخاصة بالبنية التحتية الحيوية في تسهيل الاتصال السلس والفوري، إلا أن ثمة حاجة للمزيد من أجل تلبية متطلبات حركة المرور والبيانات التي سوف يتم إنشاؤها.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Connected Real Estate Magazine
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر