سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
رامز شحادة
ظهرت العديد من الاتجاهات الجديدة نتيجة لكوفيد-19 التي ربما كان ليتم تبينها على نطاق واسع خلال أقل من خمس سنوات، ولكن نظرًا إلى الوضع الراهن فقد اعتمدت في غضون أشهر قليلة فقط، حيث لم تثبت الضرورة إنها أم الاختراع فقط بل أيضًا أم التبني والتكيف.
نتيجة لهذا الوباء، أثبت التحول الرقمي أنه حاسم لاستمرارية الأعمال في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في قطاع التجارة الإلكترونية التي تدفع بقوة الاقتصاد الرقمي نحو الهيمنة. ووفقًا لتقرير وضع التجارة الإلكترونية في الإمارات لعام 2019، ساهم الاقتصاد الرقمي في الإمارات العربية المتحدة بنحو 4.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ومن المقرر أن يصل قطاع التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة إلى 63.8 مليار دولار بحلول عام 2023.
واليوم رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الوباء، أصبح قطاع التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة أكثر نجاحًا بصورة نسبية عما يزيد عن 30 اقتصاد آخر، وفقًا لتحليل حديث أجرته غرفة تجارة وصناعة دبي.
ويتضح ذلك من حقيقة أن المبيعات عبر الإنترنت في المنطقة آخذة في الارتفاع وفقًا لتقرير جديد بعنوان “الحياة بعد كوفيد- 19: مستقبل تجـارة التجزئة” الصادر من مؤسسة دبي المستقبل DFF. وعلى سبيل المثال، شهدت مجموعة ماجد الفطيم MAF ومقرها دبي، والتي تدير 27 مركزًا تجاريًا، ارتفاعًا في المبيعات عبر الإنترنت، مع تسجيلها زيادة سنوية بلغت 59٪ في عدد العملاء على منصاتها الإلكترونية في مارس/آذار 2020. وقد أطلقت علامة كارفور التجارية التابعة لشركة الفطيم مؤخرًا منصة رقمية رئيسية واحدة تدمج أكثر من 10 ألف منتج في موقعها على الإنترنت، فضلًا عن توفير الأجهزة اللوحية داخل المتجر، وتطبيق الهاتف المحمول، لإعادة ابتكار تجربة الشراء لأكثر من 750 ألف عميل يوميًا. وبالمثل، شهدت متاجر شركة التجزئة السعودية بن داود القابضة زيادة بنسبة 200٪ في مبيعاتها عبر الإنترنت.
وفي ظل الوضع الحالي تضطر العديد من الشركات من مختلف الأحجام إلى تغيير نموذج الأعمال المطبق والتركيز في المقام الأول على البيع عبر الإنترنت. حتى أولئك الذين اعتبروا المنصات الرقمية مجرد قناة ثانوية في السابق، أصبح يتعين عليهم الآن إعادة توجيه كل جانب من جوانب أعمالهم لتبني التسوق عبر الإنترنت.
ورغم إن المتاجر التقليدية ستكون دائمًا مهمة للرفاهية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات المحلية، إلا إنه من الواضح أن التجارة الإلكترونية ستستمر إلى المستقبل. وستواصل تشغيل الاقتصاد الحالي في ظل حالات الإغلاق والبقاء في المنزل حتى لدى الدول مثل الإمارات العربية المتحدة. فيما تبدأ الدول الأخرى من جميع أنحاء المنطقة في تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي مع توخي الحذر. ولكن ماذا يعني هذا لمستقبل التجارة وكيف يمكن للشركات والعلامات التجارية التكيف مع الوضع الجديد؟
سيتعين على الشركات أن تجد طرقًا مبتكرة لتقديم التجارب التي تعتمد بشكل كامل على الزيارة الفعلية للمتاجر.
فيما ستستمر أدوات التسوق الإلكتروني المتنوعة في التوسع في ظل الاقتصاد المعزول، عبر التسوق مباشرة من قنوات منصات التواصل الاجتماعي، أو الفيديو المباشر، أو عبر التواصل مع الشركات، أو عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية، أو خدمات الاشتراك التي تبدو جميعها على استعداد هائل للنمو.
وتستخدم مجموعة Apparel Group، على سبيل المثال، منصة واتساب كمركز لخدمة العملاء وقناة للبيع. وفي الآونة الأخيرة، شهدت الشركة زيادة بنسبة 20٪ في المبيعات التي تم تحقيقها عبر واتساب لمنتجات أحد العلامات التجارية، مقابل المبيعات المحققة على الموقع الإلكتروني للعلامة التجارية نفسها.
فيما تستكشف العلامات التجارية والمنصات الاجتماعية أيضًا تجارب الواقع الافتراضي التي من شأنها تلبية احتياجات الإنسان من التواصل البصري واللمسي. بينما اكتشف الناس أنه لا يوجد طريقة واحدة للتسوق ما دفع نحو وجود انفتاحًا على طرق جديدة لاكتشاف المنتجات والتسوق عبر الإنترنت.
تحتاج الشركات بعد ذلك إلى تحديث فهمها لتفضيلات الأشخاص والاعتماد على الإبداع والابتكار ومواصلة التعلم.
تستخدم الشركات الآن أدوات البث المباشر لإطلاق مختلف المنتجات، بدءًا من متاجر الأحذية التي تعلن عن إطلاق الأحذية الرياضية الجديدة إلى المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي الذين يجربون منتجات التجميل المختلفة. الناس يحبون التواصل المباشر والفوري الذي يتمتع به التسوق عبر البث الحي.
تحتاج الشركات إلى الانتباه إلى الحاجة الأساسية التي تتمثل في أهمية التواصل بين المشترين والبائعين، مع إجراء المحادثات الإلكترونية، والاستمتاع بالقيمة الاجتماعية التي تجعل عملية الشراء ممتعة
لذا، رغم أننا لا نعرف إلى متى سيستمر هذا الوباء العالمي أو التحديات الجديدة التي قد تواجهنا، فإننا نعلم أن طبيعة التجارة شهدت تحولّا جوهريًا سيظل إلى الأبد. لمئات السنين، كانت التجارة عبارة عن علاقة بدأت من احتياج شخص إلى شيء ما يوفره شخص آخر. ولم يكن مجرد تبادل بدل اتصال. والآن، حتى في فترة التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل، لا يزال المستهلكون يبحثون عن هذه العلاقة وهذا التواصل ولكن رقمياً.
المصدر: forbes middle east
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر