سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
جينا ماثيوز
هل مررت بتجربة النظر إلى بعض الموضوعات عبر الإنترنت ثم مشاهدة إعلاناتها في جميع حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي؟ فبعيدًا عن الصدفة توفر هذه الأمثلة من الإعلانات الدقيقة بشكل مخيف لمحات عن آليات ما وراء الكواليس التي تغذي موضوعًا تبحث عنه في “جوجل”، أو “أعجبك” على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تصادفها أثناء تصفح الإعلانات المخصصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
تُستخدم هذه الآليات بشكل متزايد لأغراض شائنة أكثر من الدعاية العدوانية. إذ يكمن التهديد في كيفية تفاعل هذه الإعلانات الموجهة مع المشهد السياسي المسبب للانقسام الشديد اليوم. وبصفتي باحثًا في وسائل التواصل الاجتماعي أرى كيف يستخدم دعاة التطرف الإعلانات الموجهة لدفع الأشخاص بسهولة إلى وجهات نظر متطرفة.
الإعلان لغرض واحد
يمثل الإعلان قوة واضحة، ولهذا يمكن أن تساعد الحملة الإعلانية الصحيحة في تشكيل أو إنشاء طلب على موضوع جديد، أو إعادة تصحيح وضع موضوع قديم، أو حتى شركة كلها، أو علامة تجارية. وقد تستخدم الحملات السياسية استراتيجيات مماثلة للترويج للمرشحين والأفكار، وقد استخدمتها الدول تاريخيًا لشن حروب دعائية.
الإعلان في وسائل الإعلام قوي، لكن وسائل الإعلام لديها قوة معتدلة. فعند محاولة تحريك العديد من الأشخاص في اتجاه واحد، فإنه لا يمكن لوسائل الإعلام تحريكهم إلا بالسرعة التي تتسامح معها الوسطية، وإذا تحركت بعيدًا جدًا أو سريعًا جدًا، فقد ينفر الناس ذوي الأفكار الوسطية منهم.
تجعل الملفات الشخصية التفصيلية التي تُنشئها شركات التواصل الاجتماعي لكل مستخدم من مستخدميها الإعلان أكثر قوة من خلال تمكين المعلنين من تخصيص رسائلهم للأفراد، وغالبًا ما تتضمن هذه الملفات الشخصية حجم وقيمة منزلك، والسنة التي اشتريت فيها سيارتك، وما إذا كنت تنتظر مولودًا جديدًا.
وبناءً على ذلك، تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بقدرة أكبر على تعريض الأشخاص للأفكار بالسرعة التي يقبلونها بها فرديًا. ويمكن للآليات نفسها أن توصي بموضوع استهلاكي متخصص للشخص المناسب فقط، أو تقترح مادة مسببة للإدمان عندما يكون شخص ما أكثر ضعفًا، ويمكن أن تشير أيضًا إلى نظرية مؤامرة شديدة عندما يكون الشخص مستعدًا للنظر فيها.
من الشائع بشكل متزايد أن يجد الأصدقاء والعائلة أنفسهم في طرف معاكس للآخر في نقاشات شديدة الاستقطاب حول قضايا مهمة. ويتعرف العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من المشكلة، ولكن كيف تساهم تقنيات الإعلان المخصصة القوية هذه في المشهد السياسي الخلافي؟
تعقب التصفح حتى بلوغ التطرف
جزء مهم من الإجابة هو أن هناك أشخاصًا ذوي صلة بالحكومات الأجنبية دون معرفة مكنونهم، يتخذون مواقف متطرفة في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إثارة الانقسام والصراع. وتستفيد هذه المنشورات المتطرفة من خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي المُصمَمَة لزيادة المشاركة، مما يعني أنها تُكافئ المحتوى الذي يثير التفاعل.
جزء مهم آخر من الإجابة هو أن دعاة التطرف – الأشخاص الذين يسعون إلى جعل الآخرين متطرفين – يُجهزون مسارات تعقب التصفح لخلق مواقف أكثر وأشد تطرفًا.
قد تشعر أنك “تُجري أبحاثك الخاصة” وتنتقل من مصدر إلى مصدر لكنك تتبع حقًا مسارًا متعمدًا للتطرف الذي تم تصميمه لتوجيهك نحو المزيد والمزيد من المحتوى المتطرف بأي وتيرة تتحملها. فعلى سبيل المثال، بعد تحليل أكثر من 72 مليون تعليق مستخدم على أكثر من 330 ألف مقطع فيديو منشورة على 349 قناة على اليوتيوب، وجد الباحثون أن المستخدمين ينتقلون باستمرار من محتوى معتدل إلى محتوى أكثر تطرفًا.
إن نتيجة مسارات التطرف واضحة، فبدلاً من أن يكون لدى معظم الأشخاص آراء معتدلة مع وجود عدد أقل من الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر متطرفة، فإن عدد الأشخاص ذوي الفكر المعتدل قليلون جدًا.
كيف تحمي نفسك؟
ما الذي تستطيع القيام به؟ أولاً، أوصي بجرعة كبيرة من الشك حول توصيات وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد ذهب معظم الأشخاص إلى وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن شيء معين ثم وجدوا أنفسهم يتطلعون إلى هواتفهم بعد ساعة أو أكثر وليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية قراءة أو مشاهدة ما قرؤوه أو شاهدوه للتو، أو سبب ذلك. فتلك التوصيات مصممة لتكون مسببة للإدمان.
لقد كنت أحاول تخطيط مسار أكثر حصرًا للوصول إلى المعلومات التي أريدها وأحاول بنشاط تجنب مجرد النقر فوق كل ما هو موصى به لي، وإذا قرأت أو شاهدت ما هو مقترح، أسأل نفسي: “كيف يمكن أن تكون هذه المعلومات في مصلحة شخص آخر، وليست مصلحتي؟”.
ثانيًا، ضع في اعتبارك دعم الجهود التي تتطلب من منصات التواصل الاجتماعي أن تقدم للمستخدمين خيارًا من الخوارزميات للتوصيات وتنظيم الخلاصة، بما في ذلك تلك التي تستند إلى قواعد سهلة الشرح.
ثالثًا، وهو الأهم، أوصي باستثمار المزيد من الوقت في التفاعل مع الأصدقاء والعائلة خارج وسائل التواصل الاجتماعي؛ وإذا وجدت نفسي بحاجة إلى إعادة توجيه رابط لإثبات نقطة ما، فأنا أتعامل مع ذلك على أنه جرس تحذير لأنني في الواقع لا أفهم المشكلة جيدًا؛ وإذا كان الأمر كذلك، فربما وجدت نفسي أتبع مسارًا موجهًا نحو المحتوى المتطرف بدلاً من استهلاك المواد التي تساعدني في الواقع على فهم العالم بشكل أفضل.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: scientificamerican
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر