الروبوتات وأزمة كورونا | مركز سمت للدراسات

كوفيد – 19.. صعود الروبوتات

التاريخ والوقت : الأربعاء, 6 مايو 2020

رغم توالي تحذيرات العلماء والمتخصصين لسنوات طوال، من وباء من مرض معدٍ، لا يبقي ولا يذر، إلا أن الجنس البشري برمته، بما في ذلك الحكومات وصانعو القرار، كانوا في غفلة، ولم يكترثوا كثيراً لتلك التحذيرات، إلى أن وقعت الطامة التي بين أيدينا الآن. وعلى المنوال نفسه، يحذر العلماء والباحثون منذ سنوات وعقود، من مخاطر الذكاء الاصطناعي، ومن الروبوتات بالتحديد، وهي المخاطر التي ضاعف من حجمها الوباء الحالي.

المخاطر تلك، لخصها تقرير صدر عن أحد بيوت الخبرة الدولية عام 2017، توقع القائمون عليه أن ثلث الوظائف في الولايات المتحدة سيتم تنفيذها من خلال نظم الأتمتة والروبوتات. هذا التوقع السوداوي للعاملين في تلك الوظائف، سرع من وتيرته «كوفيد – 19»، مع إدراك الكثيرين أن العنصر البشري نقطة ضعف في زمن أوبئة تتطلب التباعد الجسدي.

فالعديد من الشركات قبل الوباء، كانت تعتمد بالفعل على الروبوتات، لأسباب عدة. أهمها انخفاض التكلفة في الأعمال الروتينية التكرارية مقارنة بالعنصر البشري، وكفاءتها ودقتها في الأعمال التي تتطلب دقة لا يمكن للجسم البشري مضاهاتها، وفي بعض الأحيان لا يمكن للبشر أصلاً أن يؤدوها، كما هو الحال مع المجال المعروف بالنانوروبوتات، أي الروبوتات متناهية الصغر. هذه المزايا دفعت بالكثير من الشركات الكبرى، والصغرى أحياناً، إلى زيادة اعتمادها في بيع منتجاتها وتقديم خدماتها على الروبوتات، ما حدا بيت الخبرة الدولي للخروج بتوقعه السابق.

وما فعله «كوفيد-19»، أنه نجح في إسقاط أحد آخر العوائق أمام تمكن الروبوتات من تغيير الحياة الإنسانية كما نعرفها، وهو إصرار الكثير من المستهلكين على وجود عنصر بشري وتفاعل شخصي عند طلبهم لخدمة ما، أو خلال شراء متطلباتهم. فالآن، وفي ظل حقيقة أن التباعد الجسدي هو خط الدفاع الأول والوحيد ضد فيروس كورونا المستجد، أصبح المستهلكون يفضلون التعامل مع روبوت بدلاً من عنصر بشري. وهو ما دفع المزيد والمزيد من الشركات للاستثمار في الذكاء الاصطناعي وفي الروبوتات، وخصوصاً في الوظائف التي لا يمكن تأديتها عن بُعد، وهو الاستثمار الذي لن تتخلى تلك الشركات عنه بعد انقضاء الوباء، ولذا لن يعيدوا توظيف من فقدوا وظائفهم خلال تلك الفترة. وبذلك يكون 2020 هو العام الذي فرض فيه «كوفيد – 19» الروبوتات قسراً على المجتمعات البشرية، بعدما كانت اختياراً.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر