سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Ibrahim Al Shunaifi, Caroline Tasse
مع تسارع الصناعات في جميع أنحاء العالم في رحلات التحول الرقمي الخاصة بها، فإن الطلب على قوة عاملة ماهرة في التقنيات الناشئة هو في أعلى مستوياته على الإطلاق. إن دمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأتمتة يعيد تشكيل التصنيع، ومع ذلك تكافح العديد من المنظمات للعثور على المواهب القادرة على اجتياز هذا التحول.
بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، تواجه الصناعات نقصًا في المواهب، وعدم كفاءة تشغيلية، وضياع فرص النمو، التأخيرات تضعف فقط القدرة التنافسية العالمية للبلد.
تعالج المملكة العربية السعودية هذا التحدي من خلال رؤية 2030 للتحول الصناعي لتوسيع قاعدتها التصنيعية من 12000 إلى 36000 مصنع بحلول عام 2035. وقدمت برنامج الذكاء الصناعي بجامعة الملك سعود لإعداد قوة عاملة ماهرة ومتقنة في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وقادرة على قيادة التحول الرقمي للتصنيع.
إنه يقدم هيكلًا ودروسًا مستفادة مستنيرة من خلال التشاور المتعمق الذي قد ترغب الاقتصادات الأخرى في محاكاته لتمكين التحول الرقمي لقطاعات التصنيع الخاصة بها.
التصميم بهدف
البرنامج هو تعاون بين مركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة العربية السعودية وشركة التكنولوجيا Eyotic. وهو مصمم لتزويد طلاب الهندسة بالمهارات الأساسية في الذكاء الصناعي لقيادة التحول الرقمي للتصنيع.
وهو منظم في ثلاث مراحل: الأسس النظرية والتطبيقات العملية والمشاركة الصناعية. يكتسب الطلاب خبرة عملية في التكنولوجيا التشغيلية، بما في ذلك أنظمة تنفيذ التصنيع والأتمتة وإدارة التغيير.
يشمل الإطار المنظم أصحاب المصلحة الرئيسيين في النظام البيئي: وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود والصناعات.
أدت المشاركة مع هذه الأطراف وتقييمات فجوات المهارات إلى منهج دراسي مدفوع بالصناعة مع تدريب معياري يركز على التطبيقات. يشتمل تنفيذ التدريب على أي تحديات محلية والمواءمة الثقافية اللازمة، بما في ذلك إعطاء الأولوية للتعلم العملي من خلال التلمذة الصناعية والتعاون الصناعي.
يعزز البرنامج أيضًا العلاقات بين الصناعة والأوساط الأكاديمية من خلال المجالس الاستشارية. يتم تشجيع قابليته للتوسع واستدامته من خلال الشهادات والتعلم مدى الحياة وصقل المهارات لتعزيز قدرة القوى العاملة على التكيف.
الميزات الرئيسية للبرنامج
1. تدريب عملي: تطبيق عملي لقادة الصناعة المستقبليين
يشارك الطلاب في تدريب عملي غامر، مما يمنحهم خبرة عملية من خلال عمليات التدقيق الوهمية وتقييمات المصانع. يقومون بتحليل العمليات بدقة، وتحديد أوجه القصور، واقتراح تحسينات قابلة للتنفيذ في الامتثال ومراقبة الجودة وسير العمليات التشغيلية.
تضمن أحد المكونات التدريبية الرئيسية محاكاة “نظام تنفيذ التصنيع”، وتوفير معرفة تطبيقية حول كيف يمكن للحلول الرقمية تبسيط العمليات وتعزيز اتخاذ القرارات وتحسين كفاءة الإنتاج.
إن تجربة الطلاب في دمج التقنيات المتقدمة في بيئات العالم الحقيقي تعدهم للتنقل ومعالجة تعقيدات التصنيع الحديث بثقة ومهارات حل المشكلات والخبرة.
يهدف هذا النهج إلى تعزيز كفاءاتهم التقنية ورعاية قدرتهم على قيادة التحول الرقمي في قطاع التصنيع.
2. التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة: سد الفجوة بين التعليم ومتطلبات السوق
تضمن الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية ومقدمي التكنولوجيا الرائدين وشركات التصنيع أن المنهج الدراسي يتماشى بشكل وثيق مع اتجاهات واحتياجات الصناعة الحالية.
يحصل الطلاب على رؤى قيمة من الخبراء من خلال المحاضرات وورش العمل والجلسات التفاعلية، ومعالجة تحديات السوق الرئيسية والابتكارات التكنولوجية وأفضل الممارسات. تم تصميم المنهج الدراسي خصيصًا لتلبية متطلبات الصناعة المحلية، مع التركيز على التقنيات المتطورة مثل إنترنت الأشياء الصناعي والذكاء الاصطناعي وأحدث التطورات في التصنيع.
ينخرط الطلاب في سيناريوهات حل المشكلات التي تحاكي تحديات العالم الحقيقي، مما يزودهم بالخبرة العملية اللازمة للتكامل السلس في القوى العاملة. علاوة على ذلك، تسهل الروابط الصناعية القوية فرص العمل والتدريب الداخلي حتى يكتسب الطلاب المهارات الأساسية والتعرض للعالم الحقيقي للنجاح في قطاع ديناميكي ومتطور بشكل متزايد.
يجلس ممثلو الصناعة أيضًا في المجالس الاستشارية للجامعات لتقديم نظرة ثاقبة حول الاتجاهات والمهارات المطلوبة مع تقديم التوجيه والخبرة الفنية.
تسمح جلسات المراجعة المنتظمة لخبراء الصناعة بتقييم البرامج الأكاديمية والتوصية بإجراء تعديلات عليها لضمان ملاءمتها. تشارك الجامعات والصناعات في تمويل المشاريع البحثية، وتجميع الموارد والبنية التحتية، بينما تقوم الشركات بنشاط بتجنيد الطلاب المتفوقين للتدريب الداخلي أو التوظيف بدوام كامل.
تساعد الاستطلاعات ومجموعات التركيز في قياس مدى فعالية البرامج الأكاديمية، في حين أن المبادرات الحكومية قد توفر التمويل أو الحوافز المالية لتشجيع الشراكات. بالإضافة إلى ذلك، تتعاون الجامعات والجهات الفاعلة في الصناعة في الهاكاثونات وحاضنات الشركات الناشئة وبرامج تطوير المنتجات لدفع الابتكار وتعزيز بيئة تعليمية ديناميكية.
3. بناء المجتمع: تنمية شبكة للنجاح المستقبلي
يعزز البرنامج مجتمعًا مهنيًا نابضًا بالحياة يشجع على المشاركة طويلة الأجل بين الطلاب والنظام البيئي الصناعي المحلي. من خلال مبادرات التواصل المختلفة، يتمكن الطلاب من التواصل مع أقرانهم وأعضاء هيئة التدريس والمهنيين والخريجين، واكتساب رؤى قيمة حول اتجاهات التصنيع والتكنولوجيا الناشئة.
يشاركون بنشاط في الفعاليات الصناعية والمناقشات والجهود التعاونية مع الشركات وقادة الفكر، لتعزيز فهمهم لديناميكيات السوق. يقدم البرنامج أيضًا فرصًا للإرشاد مع التوجيه المهني، ودعم النمو الشخصي والمهني.
بالإضافة إلى ذلك، يحصل الطلاب على إمكانية الوصول إلى شبكة من الشركات المصنعة المحلية والمبتكرين في مجال التكنولوجيا، مما يسهل التعاون وتبادل الموارد وتبادل المعرفة. يهدف الدعم المستمر للخريجين أثناء انتقالهم إلى حياتهم المهنية إلى الحفاظ على علاقة قوية بين الخريجين والصناعة، مما يضمن تطورهم المهني المستمر.
فوائد فريدة ودروس مستفادة
يقدم البرنامج خبرة محلية، حيث يقوم بتكييف أطر الذكاء الصناعي لتلبية الاحتياجات المحددة للمصانع السعودية بدلاً من الحلول العالمية العامة. كما يركز على تطوير القوى العاملة المستدامة وبناء خط أنابيب للمواهب على المدى الطويل لتقليل الاعتماد على الخبرات الأجنبية.
يضمن التركيز على قيادة التغيير أن تؤدي مبادرات التحول الرقمي إلى نتائج ذات مغزى ودائمة. بعد نجاح البرنامج التجريبي، ستعمل المبادرة على إثراء المنهج الدراسي بمزيد من الأفكار والأنشطة العملية، وتوسيع نطاق وصولها إلى المزيد من الجامعات والمعاهد الفنية.
كما ستعمل على تطوير شراكات البحث والتطوير مع شركات الثورة الصناعية الرابعة لتوفير فرص لحل المشكلات في العالم الحقيقي. بالإضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى تعزيز ريادة الأعمال من خلال توجيه الطلاب وتقديم اتصالات صناعية قيمة لمساعدتهم على إطلاق مشاريعهم.
كما كشفت ملاحظات المشاركين والصناعة عن عدة مجالات للعمل عليها. على سبيل المثال، حدت الجداول الأكاديمية المكثفة من توافر الطلاب للزيارات الميدانية للمصانع، مما استدعى الحاجة إلى طرق مشاركة بديلة.
سلطت المناقشات مع مديري التصنيع الضوء على طلب قوي على برامج تدريب مماثلة مصممة خصيصًا للمهنيين، مما أوجد فرص تعاون جديدة. كما أكد الطلاب والشركاء الصناعيون على إمكانية توسيع نطاق البرنامج ليشمل هندسة البرمجيات ومختبرات البحث والتطوير، مما يعزز تأثيره ومدى وصوله.
لذلك، من خلال التركيز على التحدي الفريد المتمثل في النهوض بالتصنيع من خلال توفير قوة عاملة ماهرة تقنيًا، يمكن للقطاع في جميع أنحاء العالم تحقيق أهداف النمو والكفاءة والاستدامة الخاصة به في المستقبل.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر