قمة مالابو الإفريقية | مركز سمت للدراسات

قمة مالابو الإفريقية

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 31 مايو 2022

فيصل عابدون

 

لم تحظ القمة الإفريقية التي اختتمت مطلع الأسبوع، في غينيا بيساو، بالاهتمام الإعلامي اللائق، على الرغم من القضايا الحيوية التي كانت مثار مناقشة الزعماء، والنتائج بالغة الأهمية التي خرجت بها القمة. وربما تعود أسباب التجاهل الإعلامي لقمة مالابو جزئياً، إلى انشغال العالم بالتداعيات الكبيرة التي تطرحها الحرب الأوكرانية على مستقبل الاستقرار العالمي، ومخزونات الغذاء والطاقة.

وربما ترجع أيضاً إلى الانتكاسات المستمرة، وخيبات الأمل، والعثرات التي تواجه تنفيذ مقررات القمم الإفريقية على أرض الواقع، ما يجعل هذه المقررات في نهاية الأمر مجرد أدب سياسي رفيع، وطموح خلاق لكنه بعيد المنال.

ناقشت قمة مالابو خلال اجتماعين منفصلين، ثلاثة ملفات رئيسية، هي الأنشطة الإرهابية التي باتت تمزق العديد من دول القارة. والتغييرات غير الدستورية للحكومات وتأثيراتها الضارة في حالات الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي، إضافة إلى قضية التغيير المناخي التي تطرح تهديداً وجودياً للعديد من الشعوب والمجتمعات الإفريقية.

وفي خطابه الافتتاحي ركز رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، على فداحة الخسائر التي تتكبدها العديد من دول القارة جراء كثافة الأنشطة والهجمات الإرهابية. وشدّد على خطورة التغييرات غير الدستورية للحكومات، وندّد بشكل خاص بعودة الانقلابات العسكرية بذريعة عجز الحكومات المدنية المنتخبة ديمقراطياً عن مكافحة الإرهاب. واعتبر فكي أن الظاهرتين تهددان المسيرة الديمقراطية، وتقلبان أولويات إفريقيا التنموية، وتعيقان مسيرتها نحو السلام والأمن والازدهار والتقدم. وطالب فكي الزعماء باتخاذ إجراءات جريئة وشجاعة لوقف هذا النزيف.

وفي ختام أعمال القمة التي انعقدت تحت عنوان «استجابة قوية وترسيخ للديمقراطية والأمن الجماعي»، جدد القادة المشاركون تأكيد التزام دولهم بتعزيز النظام الدستوري ومبادئ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وتعزيز التعددية السياسية.

وجدد القادة إدانتهم القاطعة لجميع مظاهر الإرهاب والتطرف العنيف في كل أنحاء القارة، والحفاظ على عدم قابلية أمن الدول الإفريقية للتجزئة بما يتماشى مع السياسة الإفريقية المشتركة للدفاع والأمن، وفي إطار روح الحلول الأمنية الإفريقية. لكن القضية هنا تتعلق بتمويل الجهود الخاصة بمكافحة جماعات الإرهاب، حيث تم اقتراح استخدام الأموال المخصصة لعمليات دعم السلام في جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في القارة.

وحول قضية التغيير المناخي تبنّى الزعماء مبادرة الجزائر من أجل إنشاء قوة مدنية قارية للتصدي للكوارث الطبيعية. وتهدف المبادرة إلى مواجهة التحديات الإنسانية التي يشكلها التغير المناخي والكوارث الطبيعية والأوبئة وحالات الطوارئ الصحية والغذائية. وقد ذكر رئيس المفوضية الإفريقية في خطابه الافتتاحي أن ملايين الأشخاص يواجهون خطر المجاعة بسبب تغييرات المناخ ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة.

 

المصدر: صحيفة الخليج

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر