سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أرول لويس
أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع، “كريستوفر ميللر”، أن قوام القوات الأميركية في هذين البلدين سيتم خفضه إلى 2500 لكل منهما بحلول 15 يناير، أي قبل خمسة أيام فقط من تولي “جون بايدن” السلطة في الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى فراغ سياسي. فقد قال “ميللر” إنه “في العام المقبل، سوف تنتهي حرب الأجيال وسنعيد رجالنا ونساءنا إلى الوطن”.
انتهاء حرب عام 2001
إن الحرب التي بدأت في عام 2001 لاستئصال تنظيم القاعدة الذي نفذ هجوم 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، وطالبان مما سمح لها بالعمل من أفغانستان، وقد أودت بحياة حوالي 2350 أميركيًا وخلفت أكثر من 20 ألف جريح. وكان الرئيس “دونالد ترمب” قد وعد في حملته لعام 2016 بإعادة جميع القوات الأميركية إلى الوطن. لكن لا يزال هناك قوات متبقية في أفغانستان والعراق للدفاع عن المرافق الدبلوماسية الأميركية وغيرها هناك، إذ كان هناك التقاء لوجهات النظر بين “ترمب” وبعض القادة الديمقراطيين ومعارضة الجمهوريين وحلف شمال الأطلسي. فقد قال “آدم سميث”، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، وهو تابع للحزب الديمقراطي: “إن تقليص وجودنا المنتشر في أفغانستان إلى 2500 جندي، إنما هو القرار السياسي الصحيح. وفي الوقت نفسه، يجب تنفيذ هذا التخفيض بمسؤولية وبعناية لضمان الاستقرار في المنطقة .”لكن رئيس اللجنة الجمهوري، “ماك ثورنبيري”، حذَّر “ترمب” من أن “هذه التخفيضات الإضافية للقوات الأميركية في المناطق الإرهابية قرار خطأ”. كما أن المزيد من التخفيضات في أفغانستان من شأنه أن يقوض المفاوضات هناك؛ فطالبان لم تفعل شيئًا ولم تستوفِ أي شرط من شأنه أن يبرر هذا الخفض. ولم يتم تنفيذ اتفاق السلام مع طالبان، الذي كان ينظر إليه على أنه شرط مسبق لسحب القوات، إذ تواصل الجماعة الإرهابية هجماتها في أفغانستان.
ثمن انسحاب القوات
وفقًا للأمين العام لحلف الناتو، “ينس شتولتنبرغ”، في بروكسل، فإن “ثمن المغادرة مبكرًا جدًا أو بطريقة غير منسقة قد يكون باهظًا للغاية.” فقد حذر “شتولتنبرغ” من أن أفغانستان تخاطر بأن تصبح مرة أخرى مركزًا الإرهاب الدولي مع انتقال تنظيم “داعش” إلى تلك المنطقة لإعادة بناء “الخلافة الإرهابية التي فقدها في سوريا والعراق”. وبينما التزم “بايدن” بإنهاء الحروب الأبدية في أفغانستان والشرق الأوسط، فإن مهمة الولايات المتحدة تتركز بشكل ضيق على القاعدة و”داعش”، لم يتفاعل “بايدن” ولا فريقه الانتقالي مع الخطوة الوقائية التي اتخذها “ترمب”.
إن الإجراءات التي اتخذها “ترمب” من شأنها أن تجعل صنع السياسات وتنفيذها صعبًا بمجرد تولي “بايدن” المنصب. وقد ضاعف من ذلك حرمانه هو وفريقه الانتقالي من الإحاطات الإعلامية ومنعهم من الوصول إلى المسؤولين والمعلومات. وكنائب للرئيس، كان “بايدن” متشككًا في زيادة قوات الرئيس “باراك أوباما” في أفغانستان عندما تمت زيادة القوات من حوالي 30 ألفًا مع توليه منصبه في عام 2009 إلى ما يقرب من 100 ألف في عام تقريبًا، حيث كان يحاول سحق الإرهابيين بشكل حاسم في أمل الانسحاب.
نفوذ باكستان
كانت باكستان فاعلاً رئيسًا في المنطقة التي لعب فيها كل الأطراف. وقد استفادت من الغزو الأميركي لأفغانستان بعد هجمات 2001 على الولايات المتحدة من قِبَل القاعدة، التي كانت تحميها طالبان وإسلام أباد، والتي منحت زعيم تلك الجماعة أسامة بن لادن اللجوء. وقد زار رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، كابول للمرة الأولى، أخيرًا، وهي زيارة وصفها الرئيس الأفغاني، “أشرف غني”، بأنها “تاريخية”، بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة خفض عدد القوات، لكن وفقًا للتقارير لم يقل المزيد عن تلك الزيارة وما جرى خلالها.
كما كانت حكومة كابول المدعومة من الولايات المتحدة متشككة وتنتقد دومًا باكستان لدعمها طالبان. لكن الآن سيتعين على “غني” أن يتصالح مع إسلام أباد، التي سهَّلت السلام بين طالبان والولايات المتحدة، بمشاركة اسمية من حكومة كابول في هذه العملية.
وبصفتها راعية لطالبان، ستمارس باكستان نفوذًا مباشرًا أكبر على أفغانستان بينما تنهي واشنطن مشاركتها.
لكن من ناحية أخرى، فعندما يتم خفض التدخل الأميركي وتخرج بلا عودة لقواتها بما يتجاوز حماية الموارد الأميركية، فإن نفوذ إسلام أباد سينخفض أيضًا لأن القوات الأميركية لم تعد عُرضَةً للإرهاب عبر الحدود والهجمات الإرهابية من قِبَل وكلاء باكستان، ولذلك لن يكون من الضروري أن تحترمه. ولن تتمكن إسلام أباد من ممارسة نفوذها من خلال التلاعب بدبلوماسية طالبان.
لكن الخطر على باكستان والعالم سوف يكون صعود “داعش” في فراغ أفغاني. فقد شكلت ولاية خراسان التابعة لتنظيم “داعش” تهديدًا لكل من أفغانستان وباكستان، وسيتعين على إسلام أباد احتواؤها وجماعات مماثلة من أجل حمايتها، وليس عقد صفقة معهم خشية مواجهة رد فعل عنيف من الولايات المتحدة. في حين لا توجد مؤشرات على معارضة البنتاغون لانسحاب القوات.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: South Asia Monitor
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر