سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
كلايف كوكسون، ودوناتو باولو مانشيني
تجعل الطفرات السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70%، لكن لا يُتوقع أن تقلل من فعالية اللقاحات. إذ يقول العلماء إن الإجراء الصارم الذي اتخذته حكومة المملكة المتحدة لفرض قيود صارمة على عيد الميلاد كان مبررًا تمامًا بالزيادة غير العادية في العدوى التي أظهرها الفيروس التاجي المتغير الجديد، مما يجعله أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70% من السلالات الأخرى المتداولة.
وتكمن الميزة الأكثر بروزًا لهذا النوع في عدد الطفرات التي شكلتها. يقول السير “باتريك فالانس”، كبير المستشارين العلميين للحكومة الأميركية، إن 23 حرفًا من الشفرة الوراثية الفيروسية قد تغيرت، في حين يرتبط كثير منها ببروتين “السنبلة” الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى الخلايا البشرية.
وعادة لا تتحور فيروسات كورونا بهذه السرعة، كما أنه عادةً ما تتراكم فيها التغييرات الجينية مرتين شهريًا.
ويقول “جيفري باريت”، مدير مبادرة “كوفيد – جينوميكس” Covid Genomics في معهد :Wellcome Sanger “إن هذا البديل الجديد مقلق للغاية، ولا يشبه أي شيء رأيناه حتى الآن في الوباء”.
وتتضح العدوى المتزايدة للمتغير من حقيقة أنه بعد ظهوره في أواخر سبتمبر كان مسؤولاً عن 28% من الإصابات التي حدثت في لندن بحلول أوائل نوفمبر وفي الأسبوع المنتهي في 9 ديسمبر حيث شكلت 62%.
ويبدو أنه ازدادت قيمة متوسط عدد الأشخاص الذين ينقل إليهم شخص مصاب بفيروس بالنسبة للعدوى بـ”كوفيد – 19″، الذي يعبر عنه بـ”R – ” بمقدار 0.4، مما يجعل السيطرة على الوباء أكثر صعوبة. إذ يقول “بول هانتر”، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا: “إن هذه التقارير عن قابلية انتقال المتغير الجديد أكثر إحباطًا مما كنت أتوقعه، فالزيادة في متوسط انتقال العدوى Rبمقدار 0.4 أو أكبر تمثل أخبارًا سيئة للغاية”. كما يقول البروفيسور “هانتر”: “إنه خلال الإغلاق الوطني في نوفمبر، كان أفضل ما يمكننا تحقيقه هو قيمة R تتراوح بين 0.8 و1.0 في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وهو ما يعني أنه حتى لو عدنا إلى الإغلاق، فلن يكون كافيًا لتخفيض قيمةR إلى أقل من 1.0.”
لكن “كريس ويتي”، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، رفض اقتراحًا في المؤتمر الصحفي للحكومة البريطانية في “10 داونينج ستريت” بأن هذه اللحظة كانت هي الأسوأ حتى الآن في المعركة ضد فيروس كوفيد ــ 19. إلا أنه يقول “إن هذه ليست أسوأ لحظة للوباء. ففي حين أن لدينا لقاحًا يجري طرحه حاليًا، فإن هناك احتمالاً في المستقبل على المدى المتوسط بأن الأمور يمكن أن تكون أكثر إشراقًا .”
وقد صرَّح رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”، في مؤتمر صحفي، أخيرًا، أن نحو 350 ألف شخص تلقوا جرعة أولى من اللقاح الذي أنتجته شركتا “فايزر” و”بيو” في أول أسبوعين من البرنامج. كما ستزيد معدلات التطعيم بسرعة كبيرة في العام الجديد إذا وافقت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية على لقاح “أوكسفورد – أسترازينيكا” Oxford / AstraZeneca بنهاية ديسمبر، كما يتوقع العديد من المراقبين.
وكما يقول “دانييل ألتمان”، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، فإن ظهور المتغير الجديد “يعزز إلى حد كبير حالة الجميع ليتم تطعيمهم في أسرع وقت ممكن، حيث تحفز اللقاحات الأجسام المضادة المعادلة لعدة أجزاء من السنبلة، والتي لن يتغير معظمها بسبب الطفرات، لذلك ستظل اللقاحات تعمل”. ويعمل العلماء بجد في مختبرات الأحياء الدقيقة التابعة للحكومة في بورتون داون، وفي أماكن أخرى، لفهم ما إذا كانت الطفرات تؤثر على شدة المرض، وكذلك قابلية الانتقال. وتشير المؤشرات الأولية إلى أنه ليس له تأثير كبير على تطور أعراض” كوفيد – 19″. ووفقًا لـ”فرانسوا بالوكس”، مدير معهد UCL الوراثي، فإن البديل الجديد من المحتمل أن يكون قد تطور بينما كان الفيروس يصيب مريضًا بجهاز مناعي ضعيف بشدة. حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطور سريع جدًا، بل إنه ربَّما قفز مرة أخرى إلى السكان. ذلك أنه من غير المرجح أن أيًا من الطفرات المنعزلة تثير القلق. وسيكون من المدهش جدًا إذا أدى ذلك إلى مرض أكثر خطورة. وكما يضيف “بالوكس”، فإنها أيضًا ليست مجرد سلالة يمكن أن تكون قادرة على الهروب من الحماية التي يوفرها التطعيم من اللقاحات الحالية أو العدوى السابقة، إذ لا يزال من المتوقع أن توفر اللقاحات الحالية الحماية الكافية ضد هذه السلالة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: فاينانشيال تايمز
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر