فهم الزعزعة الرقمية وكيفية استخدامها والاستفادة منها | مركز سمت للدراسات

فهم الزعزعة الرقمية وكيفية استخدامها والاستفادة منها

التاريخ والوقت : الأحد, 9 مايو 2021

تتسبب الزعزعة الرقمية في إحداث نقلة نوعية، في الطريقة التي تتم بها الأشياء في الأعمال التجارية في عالم اليوم أو حتى في المجتمع بشكل عام، فقد خلقت التطورات الجديدة في التكنولوجيا سبلًا جديدة للأعمال، لتبقى ذات صلة وتكتسب حصة جديدة فضلًا عن توسيع دائرة تواجدها.

لقد سمحت التكنولوجيا الجديدة للعديد من الشركات الصغيرة التي كان من الممكن أن تلتهمها المنافسة في الماضي، لتصبح الآن أكثر حضوراً في السوق.

وعلى هذا النحو تتغير طلبات واحتياجات العملاء واتجاهات أعمالهم باستمرار، بوتيرة من المرجح أن تستمر في المستقبل القريب على أقل تقدير.

ينظر الكثيرون إلى الزعزعة الرقمية بدرجة من الشك بينما ينظر إليها آخرون بنوع من الكراهية أو السخرية، وعلى الرغم من الدلالة السلبية التي تبدو على المصطلح، إلا أن الزعزعة الرقمية في الواقع تمثل قوة إيجابية لأي شركة ترغب في الاستفادة من الفرص التي توفرها، إنها تتطلب ببساطة عقلًا منفتحًا واستغناءً عن الطرق القديمة في فعل الأشياء، فكما ذكرنا في البداية فإن الزعزعة الرقمية تدور حول تغيير النموذج، وبالنسبة للشركات التي ترغب في الحصول على “جاذبية” إضافية، فإن الاستفادة من الزعزعة الرقمية يمثل إحدى الطرق المؤكدة للاستمرارية وللنجاح في المستقبل.

ما هي الزعزعة الرقمية؟

تُعرِّف شركة “جارتنر Gartner” الزعزعة الرقمية بأنها: “تأثير يغير التوقعات والسلوكيات الأساسية في ثقافة أو سوق أو صناعة أو عملية ناتجة عن القدرات أو القنوات أو الأصول الرقمية أو يتم التعبير عنها من خلالها”.
ويسمي مدير قسم المعلومات الزعزعة الرقمية بأنها “التغيير الذي يحدث عندما تؤثر التقنيات الرقمية الجديدة ونماذج الأعمال على عرض القيمة للسلع والخدمات الحالية”.

إن العامل الرئيس الذي يحدد الزعزعة الرقمية هو التغيير، فالأمر كله يتعلق بإعادة تعريف الأشياء وتغييرها بحيث يتم تبديل الوضع الراهن، وتمهد الزعزعة الرقمية الطريق للتطور والنمو، وتستعد الشركات التي تستخدمه تستعد لجني فوائد الفرص الجديدة التي توفرها الزعزعة الرقمية.

فمع المنظمات الرشيقة تحديدًا؛ فإن الزعزعة الرقمية تجعل الأمور تحدث، فمن الممكن أن تصبح الأعمال الداخلية والخارجية للشركة أكثر تعقيدًا مع تصاعد نمو الشركة وتتغير الاحتياجات والمتطلبات التي تحافظ على المنظمة بأكملها، حينها تعد رقمنة الأعمال والتي تعتبر جزءً من الزعزعة الرقمية مسألةً ضروريةً لجعل المؤسسة أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة والإنتاجية وأكثر ملاءمة للعملاء.

وعلى نفس النحو تنطوي الزعزعة الرقمية على استخدام ذكاء الأعمال والبيانات الضخمة، مما يمنح المدراء التنفيذيين والقادة وغيرهم من صانعي القرار القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة تستند على بيانات قوية ومعلومات موثوقة، ونظرًا لأن قرارات الأعمال لها آثار بعيدة المدى، فإن الزعزعة الرقمية تمهد الطريق لتحسين عملية صنع القرار والذي بدوره يساعد المنظمة على النمو والتطور والبقاء على صلة.

كما تحرك الزعزعة الرقمية روح الابتكار في الشركة، وتتجاوز المعايير القديمة للشركات للوصول إلى آفاق جديدة، من حيث الخدمة وجودة المنتج والإنتاجية والكفاءة والربحية، وتمكّن الزعزعة الرقمية الشركات من تلبية الاحتياجات والرغبات الجديدة للعملاء، الذين طالما تتغير أذواقهم ومتطلباتهم.

ويعد الابتكار الذي تحركه الزعزعة الرقمية مسؤولًا عن الاختراقات في الإدارة مما يمهد الطريق للشركات والعلامات التجارية لمزيد من النجاح ويمنح الشركات ميزة عن منافسيها، وهو أمر ضروري في السوق الشديد التنافسية حيث أصبح العملاء أكثر معرفة وفطنة، ولم تعد الأساليب القديمة قادرة على حل المشاكل بعد الآن، حيث يمكن للزعزعة الرقمية أن توضح الفرق بين المضي قدمًا أو التخلف عن الركب.

التغيير الرقمي قادم، وهو أمر حتمي

على الرغم من المزايا العديدة التي توفرها الزعزعة الرقمية، لا يزال الكثيرون يتشبثون بالطرق القديمة في فعل الأشياء وإن كان التغيير أمر لا مفر منه، فقد أفادت دراسة أجرتها مجلة “فوربسForbes” أن ثلث المدراء التنفيذيون يقولون إن المنافسة بين الشركات التي تستفيد من البيانات والتقنيات الرقمية يكون لها تأثير أكبر على السوق، وقال 51% من المدراء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع إن الزعزعة الرقمية التي تستخدمها الشركات الناشئة قائمة على التكنولوجيا، كما أن الابتكارات الرقمية من قبل الشركات القائمة يمثل مستوىً عالٍ من المخاطر من حيث حصتها في السوق والإيرادات.

أحد الأمثلة الجيدة لإظهار حتمية الزعزعة الرقمية يتمثل في إلقاء نظرة على ما حدث لشركة “كوداك Kodak”، والتي هيمنت على سوق التصوير الفوتوغرافي السائد كشركة رائدة بلا منازع لعدة سنوات، ولكن نظرًا لعدم قدرتها على تمييز وتلبية احتياجات السوق المتغيرة فقدت أهميتها في النهاية.

لقد فشلت “كوداك” في رؤية سوق متنامية لم تستهدفها من قبل وتمسكت بصيغتها المجربة والمختبرة، وكانت الصيغة التي تم تجربتها واختبارها قديمة، وكان الأهم من تجربة الصيغة القديمة السماح بالتغيير والذي سمح لعلامات تجارية مثل: “كانون Canon”، و”نيكون Nikon” و”سوني Sony”، بالانقضاض والاستفادة من المجموعة الجديدة من العملاء، الذين عاصروا التصوير الفوتوغرافي وكانوا على استعداد للاستثمار في التصوير الرقمي وقد أعلنت كوداك إفلاسها في عام 2012.

من المهم للشركات التخطيط للبء في الزعزعة الرقمية، فبدلًا من غض الطرف عنها وتجاهلها من الأفضل احتضانها، فمراقبة الاتجاهات الرقمية يعني أنك في صدارة المجموعة وأنك تتمتع بميزة في المنافسة، وفي بيئة شديدة التنافسية فإن امتلاك ميزة يعد صفقة ضخمة، إن تبني الاضطراب الرقمي يعني امتلاك رؤية بديلة الآخرين وجعلهم يتخلصون من العمل الشاق، في حين يمكنك جني الفوائد وتعزيز عملك الجاد ورؤية استثماراتك تؤتي ثمارها بفرص الجديدة تنمي أعمالك.

ثلاث نقاط رئيسية حول سبب أهمية الزعزعة الرقمية:

الزعزعة الرقمية تعد أمرًا جيدًا للشركات والعملاء على حد سواء، فالانتقال نحو سير أعمال أكثر تمكينًا من الناحية التكنولوجية أمر لا مفر منه، كما أن تبنوا الزعزعة الرقمية شهدوا تحسنًا ملحوظًا على سير الأعمال في جميع المجالات.

اولًا، الزعزعة مفيدة للنمو:

لم يصل أي شخص إلى أي شيء من خلال البقاء في منطقة الراحة الخاصة به، فعلى مر التاريخ كان التطور البشري مدفوعًا بالتغيير الجذري، والأمر نفسه ينطبق على الأعمال التجارية، فمع تزايد عدد الأشخاص- وبالتالي العملاء- الذين أصبحوا أكثر تمكنًا رقميًا ومع تزايد تأثير التكنولوجيا الرقمية بشكل مطرد وتكاملها مع حياتنا اليومية، بات من الواجب على مزودي الأعمال والخدمات مواكبة ذلك، حيث أن النمو يأتي مع الزعزعة الرقمية.

ولنأخذ على سبيل المثال شركة “لوموند Lemonade”، وهي شركة تأمين تعتمد على الذكاء الاصطناعي في حساب أقساط التأمين من خلال بعض الأسئلة، حيث يمكن لتقنية “لوموند” أن تحسب بدقة قسط التأمين المناسب وتحصيل الرسوم، ومع ايقاف الوسيط والكفاءات الأخرى التي يوفرها الذكاء الاصطناعي والتي يتم أخذها في الاعتبار أثناء العملية برمتها، أصبحت الشركة قادرة على تخفيض الأقساط التي تقدمها بشكل كبير، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على تبسيط ما كان في السابق عملية معقدة للغاية، وهو ما يمثل محطة بيع قوية لعملاء شركة “لوموند”.

ثانيًا، تخلق عملاء أكثر سعادة ورضى

إن عملاء اليوم هم محصول مختلف تمامًا مقارنةً بالسنوات الماضية لأنهم أكثر معرفة وتمييزًا ويعرفون ما يريدون، كما أن الكثير من العملاء لديهم ولاء ضئيل للعلامة التجارية، بل إنهم يسعون إلى الشركة التي تلبي رغباتهم فحسب، فالعلامات التجارية التي تشهد نجاحًا باهرًا هي التي تمكنت من التنبؤ باتجاهات وسلوك العملاء فضلًا عن تقديمها تجربة عملاء رائعة قبل البيع وبعده.

أصبح الفهم الأفضل للعملاء ممكنًا من خلال التحليلات المتقدمة والبيانات الضخمة، والتي توفر رؤىً لم يكن من الممكن الوصول إليها سابقًا حول سلوك العملاء والاتجاهات الأخرى، وهذا هو السبب في أن شركات مثل “أمازون” على الرغم من عدم وجود متجر فعلي إلا أنها شهدت نجاحًا هائلًا على مر السنين.

أمازون تستخدم باستمرار البيانات الضخمة والتكنولوجيا الحديثة، التي أصبحت إلى حد ما نموذجًا لما يجب أن تكون عليه تجربة التسوق عبر الإنترنت، وقد حذت العلامات التجارية والشركات الأخرى حذوها، لكن لم يتمكن أيٌ منها من الوصول إلى الارتفاعات التي حققتها أمازون.

ثالثًا، تساعد على تطوير مكان العمل وتحسينه:

إن أحد المفاتيح لعملية تجارية ناجحة يكمن في أن يكون لديك قوة عاملة ومكان عمل متناغم يعمل مثل آلة جيدة التشحيم باستخدام أحدث أدوات إدارة سير العمل، ليمكن تمكين الفرق والقادة من استخدام الوقت والموارد بشكل أفضل، مما يجعل الأمور أكثر كفاءة من خلال بعض الأدوات، مثل تلك التي يوفرها موقع “Runrun.it” الذي يعتبر مثالًا جيدًا على ذلك فاستخدم أداة مثل “Smart Time Tracking” الخاصة بها، والتي تجعل من ضبط الوقت أمرًا سهلًا كما تسمح أيضًا بتوليد البيانات التي تُظهر أشياء مثل مقدار الوقت الذي استغرقته مهمة معينة قبل اكتمالها أو كيف تستغل الفرق وقتها، ويمكن للقادة بعد ذلك التدخل لتحسين أي نقاط ضعف متصورة أو منح الأفضلية للوظائف لتتم بشكل جيد، فالإدارة الفعالة للوقت تعني وقتًا إضافيًا أقل، وتوازنًا أفضل بين العمل والحياة، وهو أمر يقدره كل موظف.

وينطبق الأمر نفسه على أداة “لوحة المعلومات” الخاصة بموقع “Runrun.it”، والتي تتيح الوصول إلى المزيد من مجموعات البيانات التي يمكن للقادة والفرق استخدامها، لمزيد من الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة وجوانب أخرى من العملية.

الشيء العظيم في أدوات هذا الموقع هو أنها قابلة للتخصيص بناءً على احتياجات المؤسسة ومتطلباتها وحتى على ثقافتها.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: Run Run

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر