سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أمجد المنيف
بعد مراقبة كثيفة وغزيرة، يمكنك أن تصل إلى جزء من التفهم للحالة الخاصة بالرئيس الأميركي. الحالة التي دفعته في بداية الأمر إلى رهانه على نبذ المملكة العربية السعودية، قبل أن تنتهي به هذه الحالة إلى طريق وحيد يتجه به إلى البلاد التي شعر بأنه يمكنه إقصاؤها.
لم تكن لتصل الولايات المتحدة، ولا حتى العالم أجمع إلى حجم النمو الحالي من دون مصدر طاقة مستمر، ومستقر، ويمكن الاعتماد عليه؛ إذ إن السعودية هي أكبر منتج للنفط داخل دول منظمة أوبك، ويعادل إنتاجها من النفط نحو 35.7% من إجمالي إنتاج دول المنظمة.
لقد كان أحد أهم أجزاء مصادر الطاقة حول العالم يقع في يد دولة تمر العواصف بجوارها دون أن تنجح في تحريك طرف ردائها حتى!
هذا ما جعل دولاً كثيرة تتجه إلى المملكة، أهمها الولايات المتحدة الأميركية التي لطالما كانت علاقتها بالمملكة متوازنة، حتى مع تعاقب الإدارات، ومميزة حتى في أحلك الظروف. وحتى في أقصى درجات الاختلاف كان جميع الرؤساء الأميركيين يعلمون جيدًا.
“جو بايدن” لم يعلم جيدًا مثلهم، واستغرق بعض الوقت حتى يرى حجم جذور المملكة التي ترسخت في أعماق الأرض.
احتاج الوقت ليرى جيدًا أنه لا يمكن أن يتجاهل دولة يقع فيها بقعة مباركة يتجه إليها أكثر من مليار مسلم في صلاتهم، وحمت هذه البقعة لعقود طويلة من أنياب الإرهاب والتشدد التي تخطفتها.
احتاج الوقت ليرى جيدًا كذلك أنه لن يستطيع أن يتجاهل دولة تمسك بيد واثقة استقرار طاقة العالم، وعبر كل العقود الماضية من الحروب والمشاكل والكوارث التي حدثت لم تهتز هذه اليد لوهلةٍ. واحتاج بالتأكيد وقتًا ليرى النقلة التي تمر بها السعودية.
لقد أحدث ولي العهد السعودي نقلة غيرت حتى مفهوم الوقت. أشعل الأمير محمد بن سلمان ضوءًا لامعًا لا يُمكن لوم أحد على عدم قدرته على النظر إليه، لكن في نهاية الأمر ظهرت السعودية الحديثة بشكل واضح لا يمكن إخطاؤه، وهي تصعد إلى المُستقبل بخطى ثابتة.
هكذا يظهر المشهد، هذا ما فعله ولي العهد السعودي، لقد صنع مُستقبلاً يصل فيه جميع من يسلك طرق الصواب إلى المملكة.
لهذا كان الأمير كريمًا جدًا في مد يد الغفران لجميع العائدين. في مد يده إلى من يرغب في مشاركته رحلة الصعود، من الدول التي شعرت لوهلة بأنها تستطيع أن تتجاهل المملكة.
آخر هؤلاء “جو بايدن”، الذي ستقوده خطاه في الفترة المقبلة إلى المكان الذي راهن على تجاهله.
اليوم يسير الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية بعدما حصل على وقت كافٍ ليعلم من خلاله مدى خسارة هذا الرهان.
ومن بين جميع أخطاء هذه الإدارة التي اُرتكبت، أو التي سيتم ارتكابها، سيبقى هذا الوعد الخاسر في تجاهل أعظم حليف من الممكن أن تحصل عليه أي دولة، هو الأكثر شناعة على الإطلاق.
سينتهي الجميع إلى ذات الاكتشاف الذي حصل عليه “بايدن”. سينتبهون في وقت ما إلى أن البوصلة اختلفت، وإلى أنه عالم جديد جريء تشير بوصلته إلى المملكة العربية السعودية، إلى الدولة التي تصعد، في الوقت الذي يتساقط فيه كُل العالم من حولها. والسلام..
مدير عام مركز سمت للدراسات، وكاتب سعودي*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر