سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
زيد الشكري
أكثر جملة سمعتها على نحو متكرر في مجتمعات خبراء الاتصال، هي أنه لا يمكن لأي منظمة أن تنجح اتصاليًا بلا دعم من إدارتها العليا، وتحديدًا من صانع القرار الأول في المنظمة.
لذا، أستطيع القول إنه مهما بلغت عبقريتك الاتصالية كممارس اتصال ومهما بلغت قدراتك المالية في الاستعانة بالوكالات المتخصصة، فلن يكون لذلك أي قيمة في ظل غياب فهم واستيعاب لنشاطاتك الاتصالية من صانع القرار الأول في المنظمة، وهو التحدي الأزلي لنجاح المنظمات.
هناك الكثير من البارزين في مجال الاتصال ممن يديرون العمل الاتصالي في المنظمات، لا يمكن أن تصدق أنهم فشلوا في إدارة ما يقومون به من عمل، وغالبًا ستجد أن العامل المشترك فيما قد نسميه مجازًا “فشلهم”، هو أنهم لم يتحققوا من تكريس الفهم والاستيعاب لوظيفة الاتصال لدى صانع القرار.
إنها بالفعل معضلة حقيقية، فهل ترضي صانع القرار الذي يتأثر بآراء انطباعية عابرة، أم تفرض رؤيتك الاتصالية التي تخدم صورة المنظمة على المدى الطويل، وبما يضمن بناء صورة ذهنية خلّاقة للمنظمة؟
لا شكَّ لدي أن معظم من يعملون ويديرون دفّة العمل الاتصالي في المنظمات، يقومون بتسويات مخيفة تلائم مزاج صانع القرار في المنظمة، وبعضهم يجامل حول أمور استراتيجية رغم أنها تنطوي على وصفة مدمرة ومتهورة.
ولا لوم على صانع القرار في المنظمة في قراراته الاتصالية غير المعقولة عندما يخفق فريق الاتصال في شرح قيمة ما يقومون به من عمل، فهو – أي صانع القرار – يحتاج أن يسمع المشورة والتوجيه، لا مجاملة ومباركة كل ما يطلبه أو يراه.
في دليل الاتصال الذي أصدره (IABC)، جمعية الاتصال الأميركية، الذي شارك فيه أكثر من 20 خبيرًا ومؤلفًا في الاتصال، كان هناك إجماع حول معضلة الاتصال في المنظمات، وهي أنهم – أي ممارسي الاتصال – لا يستطيعون شرح قيمة عملهم! فهم لا يتعاطون مع مبيعات ليترجموها في أرقام، وليسوا موارد بشرية يمكن تقييم عدد الموظفين القادمين أو المستقيلين، بل قدرهم أنهم “يديرون الانطباعات ويتولون بناء الصورة الذهنية”، حيث يختفي المنطق الرياضي، ويبرز استغلال السياق والظرف؛ فنتيجة 1+1=2، هي نتيجة رياضية منطقية.
غير أن اللافت والمهم هو أن العمل الاتصالي لا يعترف بالحقائق الرياضية والمنطقية، بل يستغل السياق والظرف، لذا سيكون من المحتمل وفقًا للسياق أن 1+1+4، في توظيف براغماتي للرسالة.
سيظل التحدي أمام ممارسي الاتصال في المنظمات – مهما بلغت عبقريتهم الاتصالية – قائمًا ما لم يكن هناك قناعة ودعم من الإدارة العليا في المنظمة، إذ لن يستطيعوا عرض خبراتهم أو تنفيذ أفكارهم في غياب إيمان ودعم الإدارة العليا في المنظمة.
متخصص في الاتصال والصحافة*
المصدر:
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر