سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Maersk
خلال السنوات الأخيرة، أصبح بالإمكان اختبار مرونة سلسلة التوريد الخاصة بالتجارة الإلكترونية بشكل لم يسبق له مثيل. إذ كان من المحتمل أن يكون التحدي الأكبر ناجمًا عن جائحة كوفيد-19 الذي تسبب في فترة طويلة من الإغلاق والتعطيل في كافة أنحاء العالم.
وفي خضم ذلك، تسببت سفينة حاويات “إيفر جرين”Ever Given ، في إغلاق قناة السويس في مصر لمدة ستة أيام، مما أدى إلى توقيف حركة البضائع بمتوسط 400 مليون دولار أميركي في الساعة.
وأثرت الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة على حياة المواطنين حول العالم، وبسبب هذا النزاع العالمي حدثت فوضى في عمليات نقل المواد الخام الرئيسية مثل النفط.
لقد واجهت أعمال التجارة الإلكترونية مشاكل ضخمة في سلاسل التوريد، لكن يبقى السؤال: هل يقتصر ذلك على فئة بعينها؟
بالتأكيد لا. قد تكون الربحية قد تأثرت بهذه المشكلات، ولكن وفقًا لمعهد إدارة التوريد (ISM) الأميركية، فقد أبلغ حوالي 75% من الشركات التي شملها الاستطلاع عن وجود اضطرابات في سلاسل التوريد، كما توقع 80% منهم بوجود بعض أنواع الاضطرابات في المستقبل القريب، بينما أبلغ 62% عن تأخيرات في استلام البضائع.
رغم أننا لا نتعامل بشكل مباشر مع الشركات في روسيا أو أوكرانيا، لكن يبدو أن سلسلة التوريد تضررت من الأزمة، لماذا ذلك؟
في هذه الأيام، يبدو الاقتصاد العالمي مترابطًا في كل شيء. فوفقًا لـ”دون وبردستريت” Dun & Bradstreet ، فإنه يوجد أقل من خمسة عشر ألفًا من موردي المستوى الأول في روسيا. لكن إذا تعمقنا في هذا الأمر، فسوف نكتشف أن هناك 7.6 مليون معاملة بين الموردين من المستوى الثاني مع كيانات روسية على مستوى العالم. ذلك أن كل مشكلة لها تأثير غير مباشر، وقد يكون ذلك هو السبب في أننا نواجه مشاكل رغم أن سلسلة التوريد الخاصة بكل الكيانات لا تعبر المنطقة.
عندما أُغلِقَت قناة السويس وتأخرت البضائع، تأثرت السمعة التجارية للعديد من الشركات نتيجة لذلك. إذًا: ما الذي يمكننا القيام به لتجنب ذلك؟
إن كل وسيلة من وسائل نقل البضائع لها مزاياها وعيوبها، لكن عندما يتعلق الأمر بسرعة الوصول والاستجابة لحالات الطوارئ مثل حالة انسداد قناة السويس، فإن الشحن الجوي يفيد كثيرًا في هذا الصدد. إذ يمكن قراءة القصة الكاملة لكيفية إنقاذ شركة ملابس عالمية تواجه مشكلات تشغيلية مثل تسليم الوثائق، وإصدار سندات الشحن.
لقد نمت مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة 50% خلال جائحة كوفيد-19، لكن كيف يمكننا إيقاف مشكلات سلسلة التوريد التي تعيق هذا النمو؟
ارتفعت مبيعات التجارة الإلكترونية نتيجة لتغيير عادات المستهلك. وحتى إذا استمرت الاضطرابات الحالية في سلسلة التوريد وظهرت اضطرابات جديدة، فإن اتجاه السفر للتجارة الإلكترونية سوف يستمر في التقدم والصعود. غير أن ما ينبغي التركيز عليه هو تعزيز المرونة في سلسلة التوريد حتى تتمكن من التعامل مع الحدث الكبير الذي جرى لاحقًا بشكل غير متوقع؛ وهو ما يعني وجود مجموعة واسعة من وسائط النقل تحت قيد التصرف، لذلك لا يمكن الاعتماد كثيرًا على أيٍّ منها.
تعدُّ أعمال التجارة الإلكترونية موسمية بشكل أساسي؛ لذلك كيف يمكننا التعامل مع الطلبات الإضافية المفروضة على سلسلة التوريد الخاصة بنا خلال موسم الذروة دون تكبد تكاليف غير ضرورية في الأوقات الأكثر هدوءًا؟
يلامس هذا السؤال نقطة مهمة جدًا. فمرونة سلسلة التوريد ليست مجرد حالة من القدرة على تسريع الأمور، أو زيادة حجم البضائع، عندما تكون مشغولاً. كما يتعلق الأمر أيضًا بالقدرة على إبطاء الأشياء عند إيقاف الحرارة. وتكمن الإجابة عن هذا التحدي المزدوج في بناء المرونة. فمع التنوع المتزايد لخيارات النقل، بالتوازي مع التخزين المرن، وسعات الحاويات، وزيادة الرؤية عبر سلسلة التوريد من البداية إلى النهاية، فإنه بالإمكان مواجهة كلٍّ من الارتفاع والانخفاض في العرض والطلب بسهولة أكبر.
كيف يمكننا أن نجعل سلسلة التوريد الخاصة بنا أكثر مرونة في أعقاب أحداث “البجعة السوداء” المستقبلية؟
إذا كان لديك رؤية أفضل لسلسلة التوريد الخاصة بك، فسوف تتمكن من الاستجابة بشكل أسرع للمشكلات غير المتوقعة، واتخاذ خطوات للتغلب عليها بينما لا يزال هناك متسع من الوقت. ويمكن أن تساعدك الحلول التقنية على تتبع البضائع الخاصة بك على المستوى الميداني؛ أي من المصنع إلى السفينة والمستودع، وصولاً إلى المستهلك النهائي. فعندما يكون لديك هذا النوع من الرؤية، يمكنك أن تشعر بأول إشارة على وجود مشكلة ينبغي أن تتفاعل معها قبل فوات الأوان.
هل يمكن أن يساعد الشحن الجوي في حل مشكلات سلسلة التوريد التي واجهناها في السنوات الأخيرة؟
حتى اللحظة، يتم استبعاده بسبب التكلفة. نعم، يعدُّ استخدام النقل الجوي مكلفًا نسبيًا مقارنة بأشكال النقل الأخرى، لكن يمكن أن يوفر الأموال إذا تم استخدامه بشكل صحيح. ففي معظم الحالات، توفر الخدمات اللوجستية الجوية إمكانيات واسعة بدلاً من إيجاد حلٍ مستقل. ذلك أنه هناك مجموعة متنوعة من وسائط النقل يمكن أن تكون تحت تصرفك بما يمنحك المرونة؛ وهو ما يساعد على بناء المرونة في سلسلة التوريد الخاصة بك. كما يمنح النهج التكاملي للخدمات اللوجستية عملك القدرة على التركيز على الحلول البديلة، مثل الشحن الجوي، في مواجهة قيود السعة والازدحام في النقل البحري.
مع تزايد عدد الظواهر الجوية القاسية المتوقعة في السنوات المقبلة، كيف يمكننا منعها من التأثير على موثوقية سلسلة التوريد لدينا؟
يبدو حجم هذه المشكلة هائلاً. فمن المرجح أن تؤدي كارثة واحدة مرتبطة بالطقس في الولايات المتحدة إلى خسائر تجارية صافية تبلغ حوالي تريليون دولار أميركي. لذلك، هناك حاجة عملية للوصول إلى أدق المعلومات الممكنة، التي يمكن تقديمها على أساس وجود الخدمات المتكاملة والأصول المملوكة ومجموعة الأدوات المتقدمة. كما ينبغي أن يقترن هذا بالقدرة على الاستجابة مع وسائط النقل البديلة في اللحظة الأخيرة إذا لزم الأمر. فبالإضافة إلى المرونة، فإن تقليل عدد الشركاء ونقاط الاتصال وعمليات التسليم في سلسلة التوريد، يساعد أيضًا في تقليل التعقيد والمخاطر، وكلاهما من العوامل المساهمة الضخمة في الموثوقية. لذلك، وكما هو الحال مع جميع التهديدات لسلسلة التوريد الخاصة، يجب أن يكون المرء مستعدًا في أقرب وقت ممكن، ثم تتمتع بالمرونة لتسريع خطط سلسلة التوريد الخاصة بك، أو إبطائها، أو تغييرها بسرعة.
ما هي أفضل طريقة لتحقيق إدارة ناجحة لسلاسل التوريد؟
مع بدء الصين في الانفتاح مرة أخرى بعد المزيد من جهود التخفيف من إغلاق “كوفيد-19″، أخذ الطلب العالمي في الارتفاع. ويعتبر الشحن الجوي في وضع أفضل لتجنب الازدحام مقارنة بالشحن البحري. ولهذا السبب يتوقع أن يكون هناك دور أكبر بكثير لشركات الشحن البحري في النقل العالمي؛ وهو ما يوفر حلاً سريعًا وفعالاً لحالات الطوارئ، إذ يكون نقل البضائع المحظورة أمرًا ضروريًا للعمل. وهذا يعدُّ خيارًا رائعًا للسلع حيث تكون السرعة والتوافر عاملين أساسيين لتلبية توقعات العملاء.
بينما نشهد أخيرًا حدثًا تلو الآخر، ماذا سيكون القادم؟
ليس هناك من يقول ذلك، لكن يبدو الأمر منطقيًا أن نفترض أنه سيكون هناك الكثير من الاضطرابات غير المتوقعة لسلسلة التوريد في السنوات المقبلة.
أخيرًا، فإن المرونة هي الأساس بالنسبة لتطوير سلسلة التوريد المرنة لعملك للمُضي قُدمًا.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Maersk
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر