سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
دروف كولار
مع اقتراب الشتاء الذي عادة ما يحمل معه موسم الإنفلونزا، تعود الخشية من حدوث موجاتٍ جديدة من كوفيد-19، فعلى الرغم من تراجع الإصابات بمقدار الثلث في الولايات المتحدة، يشعر الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة كورنيل دروف كولار، بشيءٍ من القلق حيال الأشهر القادمة. وفي مقال كتبه ونشرته صحيفة ذا نيويوركر يحذر كولار من هجماتٍ جديدة لهذا الفيروس الذي أربك العالم..
يبدأ كولار مقاله بالإشارة إلى عوامل التفاؤل، فقد تلقى أكثر من 78% من الأمريكيين البالغين جرعة واحدة من اللقاح على الأقل، وتلقى الملايين جرعة ثالثة معززة، وقريباً سيتم التصريح بإعطاء لقاح فايزر-بايونتيك إلى الأطفال بين سن الخامسة والحادية عشرة، وأعلنت شركة ميرك أن عقارها المضاد للفيروسات يقلل إلى النصف من احتمال دخول المصابين إلى المستشفيات، كما أن ما لا يقل عن ثلث الأمريكيين قد أصيبوا بالفيروس، وهم الآن يمتلكون مستوى معيناً من المناعة الطبيعية.
ثم ينتقل الكاتب إلى المشهد الأقل تفاؤلاً، فالولايات المتحدة لديها أقل معدل تطعيم بين الديمقراطيات الغنية، بل إنها تخلفت عن بعض الدول الفقيرة مثل الأوروغواي وكمبوديا ومنغوليا. ولا تزال الحركات المناهضة للقاح تشكل قوة مؤثرة، ولا يزال واحداً من كل ستة بالغين في البلاد يعارض اللقاح. ويشير إلى قول عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون بأنه لا يتوقع شتاء سيئاً كالعام الماضي، ولكن بالتأكيد هنالك الكثير من الأشخاص غير المحصنين الذين سيواجهون شتاءً قاسياً.
لطالما فاجأنا الفيروس خلال الفترة الماضية، مما دفع إلى إجراء مراجعات في مجال الصحة العامة، وربما إلى عكس بعض القرارات والتوجهات. لم نكن نعرف لماذا يتفشى الفيروس في مكانٍ دون آخر، ولماذا يتراجع، أو كيف سيتطور.
ولكن على الرغم من ذلك، يمكننا الحديث بثقة عن بعض المشكلات مثل التواصل الشخصي بعد رفع قيود الإغلاق، واستئناف التعليم في المدارس والجامعات، والطقس البارد الذي يعني قضاء المزيد من الوقت في أماكن مغلقة. كل ذلك يعني المزيدَ من الفرص لانتشار الفيروس.
يقول د.كولار في مقاله إن عواقب الانتشار تتوقف على عدد الأشخاص المعرضين للإصابة، وقد يشكل مرور الوقت مشكلة بالنسبة للمجتمعات ذات معدلات الإصابة المرتفعة، ومعدلات التطعيم المنخفضة. لأن مستوى المناعة ينخفض عند المصابين السابقين بمرور الوقت. أما بين من تلقوا اللقاح، فإن احتمال حدوث موجة كبيرة من العدوى يبقى قليلاً حتى مع وجود متحور دلتا. ولكن فرصة حدوث هذه الموجة تتزايد مع الوقت، حيث تتراجع المناعة وخصوصاً بين كبار السن. ومناعتنا المجتمعية سوف تزداد وتنخفض مع تكرار الجرعات المعززة وتكرار العدوى. وما يعقد كل هذا هو احتمال ظهور متحور جديد، ربما يغير التوازنات التي نحققها.
في الدول الفقيرة لم تتجاوز نسبة من تلقوا جرعة واحدة من اللقاح 2%، وهذا يعني إخفاقاً أخلاقياً وفشلاً في الصحة العامة. يموت الآلاف من البشر كل أسبوع في مختلف أنحاء العالم نتيجة حرمانهم من اللقاح، ومع استمرار انتشار الفيروس دون رادع، تزداد احتمالات ظهور متحورات جديدة أكثر خطورة. وفي يونيو الماضي كان عدد الإصابات اليومية بالفيروس لا يتجاوز 10% مما هو عليه اليوم. ثم جاء متحور دلتا وحمل معه أكثر من مئة ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة.
يقول إيريك توبول مدير معهد سكريبس لأبحاث الأمراض المعدية: “ما سيحدث لاحقاً يعتمد بشكلٍ كبير على ما إذا كان الفيروس سيتطور إلى سلالة أسوأ. لم يتم احتواء الفيروس على مستوى العالم أو على المستوى المحلي. ولم يظهر أي من المتحورات الرئيسية في الولايات المتحدة، بل جاءت جميعها من دولٍ أخرى، ولكننا نشكل بؤرة للفيروس، ويمكن أن نكون مهداً لمتحورٍ جديد”.
ويختم الكاتب مقاله بقوله إن هنالك الكثير من الأمور التي يمكن للأفراد التحكم فيها بشأن تهديد الفيروس الذي سيواجهنا هذا الشتاء. ولكن ما سيحدد مدى جاهزية أجهزتنا المناعية يعتمد على الخيارات التي سنتخذها اليوم. فالثغرات في معدلات التطعيم يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة، خاصة عندما تتركز في مجتمعاتٍ معينة أو فئات عالية الخطورة.
ومن المرجح أن رفع قيود الإغلاق، وظهور المتحورات، ومستوى المناعة، سوف تؤثر بطرقٍ مختلفة على الناس وفقاً لأعمارهم، وحالتهم الصحية، ومستوى تعرضهم لمخاطر العدوى، بالإضافة إلى قرارات جيرانهم. لقد دخلنا معاً في هذا الوباء، ولكننا سنخرج منه بسرعاتٍ مختلفة، وفي أوقاتٍ مختلفة.
المصدر: كيو بوست عن – ذا نيويوركر
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر