ستغير شكل الإنترنت.. ما الذي تعرفه عن تقنية “الميتافيرس”؟ | مركز سمت للدراسات

ستغير شكل الإنترنت.. ما الذي تعرفه عن تقنية “الميتافيرس”؟

التاريخ والوقت : الأربعاء, 23 فبراير 2022

نوران بديع

 

أعلنت في الآونة الأخيرة، معظم شركات التكنولوجيا حول العالم عن خططها لدخول عالم الميتافيرس، وسط تساؤلات من مستخدمي الإنترنت حول ماهية هذه التقنية وطرق الاستفادة منها وشكل المنافسة فيها وما قد يترتب عليه من آثار جانبية على البشرية.

ما هي تقنية الميتافيرس؟

الميتافيرس “metaverse“، هي كلمة تتكون من شقين الأول “meta” (بمعنى ما وراء، أو الأكثر وصفاً) والثاني “Verse” (مُصَاغ من “Universe“) وتفيد (ما وراء العالم).

وقد كان أول استخدام لهذا المصطلح في رواية الخيال العلمي تحطم الثلج (Snow Crash) عام 1992 التي كتبها نيل ستيفنسون، حيث يتفاعل البشر كشخصيات خيالية (بالإنجليزية: avatar) مع بعضهم البعض ومع برمجيات، في فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد مشابه للعالم الحقيقي، وقد تم تطوير استخدام المصطلح مع الزمن وقد كانت استخداماتها الأولى في منصات العالم افتراضي كمنصة سكند لايف.

وبدأ استخدام مصطلح “ميتافيرس” على نطاق أوسع اعتباراً من عام 2019 للإشارة إلى نسخة مركزية من الواقع تؤثر على الإصدارات الأخرى في الخطوط الزمنية البديلة.

يستخدم المصطلح عادةً لوصف مفهوم الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت، المكون من محاكاة ثلاثية الأبعاد لا مركزية ومتصلة بشكل دائم. هذه العوالم الافتراضية يمكن الولوج إليها والوصول لها عبر نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز والجوالات والحواسب المكتبية ومنصات الألعاب.

كيف تعمل؟

وقد لا تشير “ميتافيرس” بالمعنى الأوسع إلى العوالم الافتراضية فحسب، بل قد تشير إلى الإنترنت ككل، بما في ذلك النطاق الكامل للواقع المعزز.

تعتمد تقنية الميتافيرس على أدوات تساعد المستخدم في الدخول إلى العالم الافتراضي ومحاكاة الأشياء من حوله، ومصطلح الميتافيرس يعني الاندماج بين العالمين الافتراضي والحقيقي بهدف خلق عالم متكامل افتراضي، يتم فيه استخدام نظارات ثلاثية الأبعاد، ويمكن للشخص اختيار المكان الافتراضي الذي يرغب بالتواجد به وكأنه عالم حقيقي.

يستخدم مصطلح “الميتافيرس” لوصف مفهوم الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت، المكون من محاكاة ثلاثية الأبعاد لا مركزية ومتصلة بشكل دائم

وتمكن هذه التقنية أيضاً من التفاعل مع كل الأشياء التي توجد في هذا العالم الافتراضي وبكل الحواس، فعلى سبيل المثال عندما تصافح شخصاً في العالم الافتراضي فإنك تستشعر المصافحة وقس على ذلك الحواس الأخرى، وفق ما أورد موقع “تقنية ومعلومة” المهتم بالتكنولوجيا.

ويعتقد الكثير من الناس أنّ الميتافيرس يرتبط بموقع “ميتا” (فيسبوك سابقاً)، نظراً لحديث مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ عن هذه التقنية، وتغيير اسم شركته إلى “ميتا”، لكن الحقيقة أنّ هذه التقنية ترتبط بالانترنت ككل، وهناك العديد من التطبيقات الفعلية المحتملة للميتافيرس، فحين الوصول إلى ميتافيرس مثالي سيكون بمقدور المستخدم أن يخوض أي تجربة أو نشاط وسيكون بمقدوره التعامل مع أي أمر يحتاجه من مكان واحد، إذ أن الميتافيرس عند وصولها الحالة المثالية الكاملة يمكن تطبيقها على أي شيء.

ولعل مجال الألعاب والترفيه هو الأكثر توضيحاً لفكرة الميتافيرس الذي يبدو مألوفاً لعشاق وهواة ألعاب الفيديو الشهيرة، ولكن الفرق في الميتافيرس، أنك لن تكون محدوداً ضمن مكان معين كما في اللعبة، بل ستتاح لك عوالم ومدن افتراضية موازية تتواجد فيها أنت والآخرون بشخصيات افتراضية رمزية تتواصل فيما بينها وتلهو وتتسوق وتتفاعل تماماً كما في الواقع بل وبحرية أكبر وكلٍ من منزله.

أدوات الغوص في الميتافيرس 

وقد بدأت العديد من شركات التكنولوجيا وغيرها من الشركات التجارية العمل على أدوات يمكن استخدامها لخدمة هذه التجربة، فتقنية الميتافيرس تعتمد بالكامل على الواقع الافتراضي الذي يحتاج لأدوات تجعلنا قادرين على الانغماس أكثر في هذه التقنية، ولنكون قادرين على لمس الأشياء والإحساس بها.

وطورت شركة “ميتا” نموذجاً أولياً لقفازات تتيح للمستخدمين الشعور بالأشياء دخل الواقع الافتراضي، هذه القفازات تحتوي على عدد من المستشعرات فائقة الدقة تجعل المستخدم يشعر كما لو كانت الأشياء التي يلمسها حقيقية، ولازالت أعمال التطوير على هذا القفازات مستمرة، وعندما تكون جاهزة للبيع في الأسواق ستتيح للمستخدم التفريق بين مختلف المواد حوله؛ أي إنّ ملمس الخشب على سبيل المثال ووزنه سيكون مختلفين عن ملمس ووزن كرة مطاطية أو كوب قهوة ساخن.

طورت شركة “ميتا” نموذجاً أولياً لقفازات تتيح للمستخدمين الشعور بالأشياء دخل الواقع الافتراضي، هذه القفازات تحتوي على عدد من المستشعرات فائقة الدقة تجعل المستخدم يشعر كما لو كانت الأشياء التي يلمسها حقيقية

ويقول الموقع التكنولوجي، على سبيل المثال توجد بدلة يمكن استخدامها مع الميتافيرس في المستقبل وهي بدلة تسلا “Tesla” التي تدعم تقنية الواقع الافتراضي وتجعل مرتديها قادراً على الإحساس بالأشياء من حوله واستشعار درجات الحرارة والهواء ولمس الأشياء، كما أنها تجعل الشخص قادراً على القيام بردود فعل بينما يستخدم الواقع الافتراضي.

كما أنّ نظارات الواقع الافتراضي لها دور كبير في مشروع الميتافيرس؛ لأنها السبيل الأمثل لجعلك تنغمس في هذا العالم الجديد، وقد بدأت شركة “مايكروسوفت” بالفعل العمل على مشروع خاص بها وهو عبارة عن نظارات الواقع الافتراضي، والتي يمكنها أن تجعل التواصل بين الناس في مختلف البيئات والأماكن أمراً في غاية السهولة، هذا المشروع يسمح للمستخدمين بالتعاون في كل من المواقع المادية والافتراضية بشكل أكثر فعالية.

وتجعل هذه الابتكارات والاختراعات المذكورة، وغيرها من الأدوات التي يجري تطويرها، قد تجعل الميتافيرس أقرب إلينا من أي وقت مضى.

سوق ضخمة

وتقدر الاستثمارات في هذه التقنية الجديدة حتى الآن  بالمليارات، حيث يقول بعض المحللين إنه قد يكون سوقاً بقيمة 30 تريليون دولار في غضون الأعوام الـ 10 أو الـ 15 القادمة.

وبالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً، يبدو ميتافيرس غريباً، وحتى حزيناً قليلاً، لكن بالنسبة للجيل القادم سيكون ميتافيرس أمراً شائعاً، سوف يعتادون على العيش في عالم افتراضي وفعلي، تماماً كما اعتدنا على العيش عبر الإنترنت.

كل هذا سيأتي بكلفة معينة، حيث إنه على المستخدم شراء عقارات افتراضية لعقد الاجتماعات وتجهيز تلك الغرف بالفنون والأثاث والأدوات اللازمة لتقديم عروض تقديمية، وسيبيع الكثير من رواد الأعمال الأذكياء هذه الأشياء، ويوفرون البنية التحتية ويقدمون العقارات والمنتجات الافتراضية المطلوبة التي يريدها الجميع، لذلك سيكون هناك الكثير من الأموال التي يتم جنيها أيضاً.

لذلك يمكن أن يتغير الكثير خلال عقد من الزمان وأذكى أصحاب الأعمال يراقبون كيفية الاستفادة منها، وفق ما أوردت صحيفة “الرؤية”.

المصدر: حفريات

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر