سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Mark Whittington
كان اختبار الطيران الثاني الأخير لصاروخ “سبيس إكس ستارشيب” (سوبر هيفي) مثالًا ممتازًا على فلسفة “إيلون ماسك” لتطوير التقنية. اختبر عربة الإقلاع. دمرها. سجِّل ما لم يكن صحيحًا. أصلح ما كان غير صحيح. كرر حتى تحصل على شيء يطير بموثوقية مماثلة لطائرة نفاثة. تؤدي هذه الطريقة إلى الكثير من الانفجارات الضخمة والجدل بين الجهات التنظيمية الحكومية. ولكن في النهاية، سنحصل على مركبة فضائية ستقوم بنقل البشرية إلى سطح القمر والمريخ وما وراء ذلك.
كان إطلاق الاختبار في نوفمبر في مركز “سبيس إكس ستاربيس” بمدينة بوكا تشيكا، أفضل بكثير من الأول الذي حدث في أبريل. إذ أدى إطلاق أبريل إلى تدمير رصيف الإقلاع من الخرسانة، مما تسبب في نثر الحطام في كامل محمية الحياة البرية القريبة. كما فشل بعض محركات رابتور في المرحلة الأولى من “سوبر هيفي” في الإشعال أو توقفت بسرعة. كما فشلت المرحلة الثانية للنجمة “ستارشيب” في الانفصال عن “سوبر هيفي”، مما أدى لسقوط الكتلة بأكملها في سماء خليج المكسيك حتى أرسل محللو السيطرة الأرضية إشارة لتدميرها.
بعد شهور من التحقيق الشامل من قبل إدارة الطيران الاتحادية وخدمة الحياة البرية، استعدت سبيس إكس مجددًا للمحاولة. وهذه المرة، بفضل نظام غمر بالمياه، ترك الصاروخ رصيف الإقلاع سليمًا. كما بقيت جميع المحركات الـ33 لرابتور على “سوبر هيفي” مشتعلة. ثم انفصلت النجمة عن “سوبر هيفي” وأشعلت محركاتها الستة متجهة إلى الفضاء.
للأسف، انفجرت “سوبر هيفي” بناء على أمر من نظام تدمير ذاتي تلقائي. وبعد عدة دقائق، فقد محللو السيطرة الأرضية الاتصال بالمركبة أيضًا بسبب انفجارها ذاتيًا. ودخلت أجزاء الصاروخ الضخم الغلاف الجوي للأرض فوق منطقة البحر الكاريبي. ومع قيام مهندسي سبيس إكس بدراسة بيانات الاختبار الثاني وتصميم تعديلات أخرى، فتحت هيئة الطيران الاتحادية أيضًا تحقيقًا خاصًا بها بحسب الممارسة القياسية. ويأمل أن يكون التحقيق هذه المرة أسرع من السابق نظرًا لعدم وقوع أضرار على الأرض.
لم يتم تحديد موعد الاختبار الثالث بعد. قال “إيلون ماسك” على منصة “إكس” إن “معدات ستارشيب للطيران 3 ستكون جاهزة للطيران في غضون 3-4 أسابيع. هناك ثلاثة سفن قيد الإنتاج النهائي في قاعة التجميع العلوية (كما يمكن رؤيتها من الطريق السريع)”.تشير هذه التصريحات إلى أن مهندسي “سبيس إكس” يفهمون الأسباب الكامنة وراء انفجار “سوبر هيفي” والمركبة، وما يجب القيام به لإصلاح المشاكل. وكل شيء يعتمد على ما ستذكره هيئة الطيران الاتحادية. ولن يثير الاختبار الحادث في يناير أو فبراير أي دهشة.
رحبت ناسا، التي تعتمد على “ستارشيب” لنقل البشر إلى سطح القمر في أقرب وقت عام 2025، بجهود الفريق. ونشر رئيس ناسا “بيل نيلسون” على منصة “إكس” قائلًا: “أهنئ أطقم الفريق الذين أحرزوا تقدمًا في اختبار الطيران اليومي. فالرحلات الفضائية مغامرة جريئة تتطلب روح النجاح والابتكار الجريء. الاختبار اليوم هو فرصة للتعلم ثم الطيران مجددًا. ستعيد ناسا وسبيس إكس البشرية إلى القمر والمريخ وما وراء ذلك”.
أمام “سبيس إكس” طريق طويل قبل أن يكون “ستارشيب” جاهزًا لنقل البشر مجددًا إلى القمر. وعليها أن تثبت قدرتها على إطلاق “سوبر هيفي” و”ستارشيب” إلى مدار أرضي منخفض واستعادتهما سليمين. ثم يجب تدوير الصاروخين بسرعة لإعادة إطلاقهما. كما يجب أن تتقن عملية التزود بالوقود في الفضاء إذا أرادت استخدام “ستارشيب” كمركبة هبوط على القمر. كما يجب إجراء رحلة غير مأهولة واحدة على الأقل إلى القمر قبل أن تثق “ناسا” بالمركبة بما يكفي لوضع البشر على متنها.
على “سبيس إكس” القيام بكل هذه الأمور في غضون عامين إذا أرادت أن تلتزم بالموعد النهائي المحدد من قبل “ناسا” في أواخر عام 2025 لأول هبوط بشري على سطح القمر منذ عام 1972. إذ سيشمل أول الأشخاص الذين سيتجولون في سطح القمر أول امرأة وأول شخص من أصول إفريقية، وربما أول مواطن بريطاني وفقًا لسياسة “ناسا” التي تقضي بجعل برنامج “أرتميس” برنامجًا دوليًا. ولن يثير السادس والعشرين الاستغراب إذا ما تأخرت موعد الهبوط على سطح القمر حتى عام 2026، ما سيجعل الذكرى الـ250 للولايات المتحدة أكثر خصوصية.
بالإضافة إلى فتح الطريق أمام النشاط البشري على سطح القمر، سوف يكون لصاروخ “ستارشيب”، بمجرد الدخول في مرحلة التشغيل، عدة أدوار أخرى مثل إطلاق الهياكل الكبيرة كمحطات الفضاء وتلسكوبات الفضاء، إضافة إلى تحقيق حلم “إيلون ماسك” بإنشاء مستعمرة على المريخ. وهكذا ستكون الحقبة الفضائية الحقيقية قد بدأت.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: The Hill
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر