سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ماجدة السويح
واجهت شركة “بيبسي” عام 2017، أزمة إعلامية بعد بثها لإعلان وظّف الأحداث والمظاهرات التي تتوالى منذ عام 2014 من قبل الأميركيين من أصول إفريقية والأقليات، لمواجهة تسلط وعنف الشرطة غير المسؤول.
“بيبسي” وظفت المظاهرات التي حدثت للترويج للمنتج المعروف، عبر حبكة درامية قامت ببطولتها عارضة الأزياء “كيندل جينر” الأخت غير الشقيقة لكيم كارداشيان.
الإعلان لاقى ردة فعل سلبية من الجمهور، لتصويره مطالب الأميركان من أصول إفريقية والأقليات بطريقة مهينة وساذجة، حيث تدور أحداث القصة في الشارع الذي اتخذته عارضة الأزياء بشعرها الأشقر وملابسها الباهظة الثمن، مكانًا لجلسة تصوير، بينما يتوافد المتظاهرون تباعًا إلى الجانب الآخر للمطالبة بحقوقهم؛ في حين لفت التجمع الكبير نظر العارضة، لتقرر حينها خلع الشعر الأشقر المستعار، الذي يرمز للعرق الأبيض والتسلط والتفوق، وتنضم إلى أفواج المتظاهرين حاملة بيدها مشروب الـ”بيبسي”، ومتقدمة الجموع لتهديه إلى رجل الشرطة الذي بادلها العطاء بابتسامة.
الإعلان واجه نقدًا لاذعًا لأنه أساء لحركة النضال، والمطالبة بحقوق الأقليات. الشركة سارعت لمعالجة التفاعل السلبي مع الإعلان المهين بمنع عرضه، والاعتذار للجمهور الغاضب.
وعلى خطى “بيبسي”، أنتجت شركة “زين” إعلانًا مهينًا ومسيَّسًا لعام 2018 بعنوان (سيدي الرئيس)، لتعيد إلى الأذهان تجربتها السابقة في إثارة الجدل في رمضان الماضي 2017، حيث وظفت لغة عنيفة في صياغة رسالتها ضد التطرّف الديني والإرهاب، مثل “لنفجر”، ووقوع الشركة في مغالطات حينما أدرجت ضحايا نظام الأسد كضحايا للتطرف الديني.
شركة “زين” – للأسف – واصلت نهجها لإثارة الجدل في تبني رسالة وأمنية تراود قلب كل مسلم في العودة لفلسطين والصلاة في المسجد الأقصى؛ لكن بتوظيف سيّئ للحقائق بخلق قصة مشوشة، وخلط عجيب بين القضايا والأحداث التي تناولتها، لإيصال أمنية ذلك الطفل الذي ظهر مرددًا “سنُفطر في القدس”، أمام الرئيس الأميركي ترمب، مستخدمًا لغة لا تخلو من الاستجداء، كما واصل الطفل طلب تحقيق أمنيته من الرئيس الروسي “بوتين”، وزعيم كوريا الشمالية، في توظيف محير ومتخبطللأحداث والشخصيات!!
الإعلان المثير يضعنا في حيرة وغموض من الرسالة المزدوجة التي تريد الشركة إيصالها للجمهور، وكمية التضمين في نهاية الإعلان عبر مشهد القادة الخليجيين مع الطفل لإلقاء نظرة أخيرة على القدس.. كل تلك المشاهد المغلفة ببراءة وأمنيات الطفولة، تضعنا أمام دعاية فجة وتسييس مقيت، لرسالة غير بريئة، أضاعت الاتجاه والتسويق لمنتجها، وتاهت في دهاليز الدعاية السياسية المتضاربة.
باختصار.. إعلان “زين” يصدق عليه القول “سمك لبن تمر هندي”.
أكاديمية وكاتبة سعودية*
@AlsewaiahMajedh
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر