سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
بعد مشاركته في قمة العشرين بالأرجنتين، وجولة عربية هامة حفلت بالعديد من المكاسب على جميع الصُعُد، جاءت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لموريتانيا، لتكتب فصلاً آخر لجولات خارجية ناجحة بدأها الأمير بالإمارات، ثم البحرين ومصر وتونس، ثم مشاركة لافتة في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية (بيونس آيرس)، وسط احتفاء من قادة العالم، وحضور لافت، ومكاسب عديدة.
زيارة الأمير محمد بن سلمان لنواكشوط (وهي الأولى له لموريتانيا منذ توليه ولاية العهد في المملكة) لاقت ترحيبًا لافتًا، وقد كان في مقدمة مستقبليه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، وعدد من كبار المسؤولين في البلاد، إذ حظي الأمير باستقبال رسمي في مطار نواكشوط الدولي (أم تونسي)، قبل أن ينتقل إلى مقر إقامته بالقصر الرئاسي.(1)
وسائل الإعلام الموريتانية، وصفت الزيارة بالتاريخية، كونها الأولى من نوعها بهذا المستوى في القيادة السعودية منذ أربعة عقود، لكونها الأولى لمسوؤل سعودي بهذا الحجم، منذ الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز لموريتانيا عام 1972.
إلغاء الإذاعات وقنوات التليفزيون الموريتانية لجميع برامجها لتغطية الزيارة، دليل واضح على الاهتمام والحفاوة بالزيارة، فضلاً عن قول وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية: إن هذه الزيارة تعكس متانة وعمق هذه العلاقات وتنوعها وإرادة البلدين في تطوير وتنمية التواصل والعمل المشترك بما يخدم شعبي البلدين.(2)
وسط ترحيب موريتاني كبير بزيارة سمو ولي العهد السعودي، انعقدت ندوة “موريتانيون أصدقاء السعودية” بالعاصمة نواكشوط، بحضور عدد كبير من المفكرين والمثقفين والشخصيات السياسية المرموقة، التي تمَّ تنظيمها كمبادرة حب لتسليط الضوء على قوة العلاقات السعودية الموريتانية، وآفاق تطويرها.
مبادرة “صحفيون مهنيون”، رحبت هي الأخرى بالزيارة التاريخية، وهو ما يتضح من البيان الذي أصدرته وأشادت فيه بقوة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين.
ولعل ترحيب الجالية الموريتانية في المملكة واعتزازها بالزيارة المهمة لسمو ولي العهد السعودي لبلادهم، وإشادتها في بيان نشرته الصحف الموريتانية، بما قدمته المملكة على مر التاريخ للموريتانيين، هو مؤشر آخر على الاحتفاء الشعبي الموريتاني بالزيارة والاعتزاز بالعلاقات الوطيدة بين المملكة وموريتانيا.(3)
العلاقات التي تربط بين قيادتي البلدين والشعبين، هي علاقات تحكمها روابط الدم والدين والأواصر التاريخية، والمتابع للعلاقات السعودية الموريتانية، يعرف أن التعاون بين البلدين قد شهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية على شتى الصُعُد، ففضلاً عن السخاء من صناديق التنمية السعودية على مشاريع التنمية في موريتانيا، تطابقت وجهات نظر البلدين الشقيقين فيما يتعلق بالإرهاب ومكافحته، بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية تعدُّ أكبر ممول عربي للمشروعات التنموية في موريتانيا.
بيد أن العلاقة بين الطرفين قائمة على أعمدة عدة تشمل: وضع حجر الأساس لجامعة جديدة، ومنتدى الاستثمار في موريتانيا، واستصلاح بحيرة أركيز الزراعية، وتمويل استغلال مناجم “القلب”.
شهدت العلاقة بين البلدين نقلة نوعية عند وضع حجر الأساس لجامعة جديدة، شمال العاصمة نواكشوط، التي تتسع لأكثر من 50 في المئة من طلبة جامعة نواكشوط، بتكلفة بلغت ثلاثين مليون دولار.
السعودية دفعت بثقلها لإنجاح منتدى للاستثمار في موريتانيا، فضلاً عن إعلان البنك الإسلامي للتنمية عن تقديم تمويلات لموريتانيا تصل إلى 700 مليون دولار.
في المجال الزراعي أيضًا، كان التعاون حاضرًا، حيث قدَّم الصندوق السعودي للتنمية لموريتانيا قرضًا ماليًا بقيمة 127 مليون ريال سعودي لاستصلاح بحيرة أركيز الزراعية.
وفي مجال المناجم والتعدين، قدَّم الصندوق السعودي للتنمية قرضًا بقيمة 226 مليون ريال سعودي لتمويل استغلال مناجم “القلب”، كما قدَّم قرضًا لدعم قطاع الصناعة والمعادن بقيمة 12 مليون ريال سعودي.(4)
– من الطبيعي أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من تدفق الاستثمارات السعودية في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية في موريتانيا وتوطيد علاقات الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
– مباحثات هامة أجراها الطرفان تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك، والسبل الكفيلة بتعزيز وتطوير العلاقات “القائمة” بين البلدين، ومن المتوقع أن تساهم في تعزيز العلاقات وتطويرها.(5)
– نجاح دبلوماسي مضاف للجولة العربية التي بدأها ولي العهد السعودي منذ زيارة الإمارات.
– عودة الزيارات الدبلوماسية لموريتانيا لكون تلك الزيارة هي الأولى من نوعها بهذا المستوى في القيادة السعودية منذ أربعة عقود.
– تعزيز الوجود السعودي في شمال إفريقيا.
– من المنتظر تطور التنسيق السياسي والأمني بين البلدين وتنسيق وجهات النظر حول مختلف المجالات، وفي مقدمتها المجال الأمني، وخاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
– إعلان وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، عن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بإنشاء مستشفى الملك سلمان في نواكشوط بسعة 300 سرير .
– شهد سمو ولي العهد السعودي، والرئيس الموريتاني، مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، حيث نصت الاتفاقية الأولى على تجنب الازدواج الضريبي، وكانت الثانية مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المياه والصرف الصحي، أمَّا المذكرة الثالثة فكانت في مجال الحياة الفطرية.
– شمول المباحثات عددًا من القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتأكيدات الجانبين على دعمهما الراسخ للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وفقًا لمبادرة السلام العربية، وهو ما يعزز التعاون والتنسيق في القضايا المشتركة بين الجانب السعودي والموريتاني.
– الرئيس الموريتاني ثمن الدور الريادي الذي تقوم به المملكة وجهودها في حفظ أمن وسلامة الدول العربية.
– المباحثات شملت تناول الجانبين الأوضاع في سوريا وليبيا، وتأكيد الطرفين على دعمهما لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، وحرص الجانبين على وحدة وسلامة الأراضي السورية والليبية، وهو ما نستدل منه على التنسيق والتعاون والاتفاق في الرؤى من الطرفين.(6)
وحدة الرصد والمتابعة
المراجع
1- ولي العهد السعودي يستأنف جولته العربية من موريتانيا، العربية.
2- اهتمام إعلامي بارز بزيارة ولي العهد السعودي لنواكشوط، البوابة نيوز.
3- ترحيب موريتاني واسع بزيارة الأمير محمد بن سلمان، البلاد.
4- العلاقات السعودية الموريتانية.. دعم غير محدود من الشقيقة الكبرى، المواطن.
5- محمد بن سلمان يجري محادثات مع رئيس موريتانيا، الاتحاد.
6- ولي العهد يلتقي الرئيس الموريتاني ويعقدان اجتماعًا ثنائيًا ويشهدان مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرات تفاهم، سبق.
1
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر