سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
بعد زيارته لمحطتين الإمارات والبحرين في جولة عربية هامة، وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الإثنين، للقاهرة في زيارة هامة حظيت بترحيب واحتفاء كبيرين على المستويين الرسمي والشعبي، حيث كان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتنبع أهمية الزيارة من أنها تأتي في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، والدور الذي يقوم به ولي العهد السعودي، في تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
احتفاء رسمي
الرئاسة المصرية أعلنت في بيان لها عن وصول ولي العهد السعودي “لوطنه الثاني مصر” في زيارة هامة تستغرق يومين، وتتضمن عقد جولة مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تتناول الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن التباحث حول بعض الملفات السياسية، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض.(1)
ولعل تدشين سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة، لهاشتاق #ولي_العهد_في_بلده_الثاني_مصر، على حساباتها المختلفة على منصات التواصل الاجتماعي “تويتر وفيس بوك وإنستجرام”، هو دليل واضح آخر على أهمية الزيارة وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين.(2)
الملحق الثقافي بالسفارة السعودية بالقاهرة، الدكتور خالد بن عبدالله النامي، رحب بالزيارة – أيضًا – مؤكدًا أنها تدل على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، فضلاً عن دعائه وتمنياته بدوام نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده، والرئيس عبدالفتاح السيسي.(3)
ترحيب شعبي
إلى جانب الترحيب الرسمي، كان الترحيب الشعبي حاضرًا في الزيارة؛ وهو ما كان واضحًا بميدان التحرير- أكبر الميادين المصرية – حيث تجمع المصريون لإعلان ترحيبهم بولي العهد السعودي.
حزب المصريين الأحرار، رحب – أيضًا – بالزيارة، باعتبارها تؤكد قوة ومتانة العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية التي طالما كانت حائط صد لصالح الدول العربية بالكامل، بل وساهمت بشكل كبير في توحيد الجهود في كثير من القضايا العربية. بالإضافة إلى تأييد الهاشتاق بالهاشتاق الذي دشنته سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة تحت عنوان: #ولي_العهد_في_بلده_الثاني_مصر.(4)
وكذلك حزب مستقبل وطن – وهو من الأحزاب المصرية الهامة – أكد أن زيارة ولي العهد السعودي، تأتي لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين لخدمة المصالح المُشتركة، والتأكيد على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية الوطيدة والمتينة التي تربط بين السعودية ومصر.وهي بمثابة رسالة قاصمة لمُعادي استقرار الدولتين.
تاريخ من الزيارات الهامة
نظرًا لمكانة مصر لدى السعودية، فإن أول زيارة لولي العهد محمد بن سلمان، في أول جولة دولية له عقب توليه ولاية العهد، كانت لمصر؛ ولعل ذلك دليل واضح على مكانة مصر لدى السعودية والسعوديين.
بيْدَ أنَّ الزيارات بين الرياض والقاهرة، كثيرًا ما كانت حاضرة طوال الوقت كتقليد دبلوماسي هام بين البلدين، وتعدُّ تلك الزيارة السادسة في تاريخ زيارات ولي العهد السعودي للقاهرة، وكانت آخر زيارة له في مارس الماضي، حيث شهد التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين. وفي عام 2016، شهدت زيارته توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم، أهمها إنشاء منطقة تجارة حرة في سيناء، وكان وقتها يشغل منصب ولي ولي العهد، ووزير الدفاع. وشهد عام 2015، ثلاث زيارات من جانب الأمير محمد بن سلمان للقاهرة.(5)
الرئيس عبدالفتاح السيسي، زار السعودية عدة مرات، إذ قام بأول زيارة في أغسطس 2014م، والتقى فيه بالعاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ثم زارها أربع مرات خلال عام 2015، وشارك في البيان الختامي لمناورات “رعد الشمال” بالسعودية في 10 مارس 2016. كما التقى الرئيس السيسيالملك سلمان، لبحث الملفات العربية والإقليمية في أبريل 2017.(6)
علاقات قوية
من المعروف أن العلاقة بين مصر والسعودية ضاربة في الجذور، إذ تتسم بالتعاون والتنسيق المشترك، فلا يستطيع أحد إنكار حجم وقوة الدولتين في المحيط العربي والإقليمي، ووقوفهما كسد منيع في وجه الأخطار المحدقة بالوطن العربي.
العلاقات السعودية المصرية تمثل نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية، حيث:
* دأبت كل من القاهرة والرياض على التفاهم المشترك في القضايا العربية، كما أن هناك تطابقًا في وجهات نظر الدولتين حول العديد من القضايا في المنطقة.
* حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر، بلغ 2.6 مليار دولار في 2017، فيما تخطت الاستثمارات السعودية في مصر 6.1 مليار دولار.
* الاستثمارات السعودية في مصر تمثل 29% من حجم الاستثمارات العربية، فيما يصل حجم الاستثمارات المصرية في المملكة 1.1 مليار ريال عبر أكثر من 1000 مشروع في كافة المجالات.
* تشترك مصر والسعودية في تنفيذ العديد من المشروعات، يأتي على رأسها مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة.
* فضلاً عن وجود مشروع لإقامة جسر عملاق يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر من مدينة شرم الشيخ، إلى رأس حميد في منطقة تبوك، مما يتيح تأمين التنقل بشكل أفضل للمسافرين بين البلدين.(7)
رسائل ودلالات
–لعل توقيت زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر، توقيت مهم جدًا؛ لأن المنطقة على مشارف إيجاد حلول إيجابية للكثير من الملفات الساخنة.
-زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة مهمة؛ كونها تشكل عمقًا للنظام الإقليمي العربي.
– مصر لن تنسى من وقف إلى جانبها في ثورة 30 يونيو، إذ كانت السعودية من أكبر الداعمين لمصر وشعبها في التخلص من حكم جماعة الإخوان.
– مصر هي أول دولة زارها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في أول جولة خارجية له.
– ولي العهد السعودي زار الإمارات، والبحرين، ثم توجه إلى مصر، وذلك يعني حرصه على زيارة دول تحالف الرباعي العربي، وذلك ترسيخًا للسير قدمًا في طريق الحرب على الإرهاب.
– تصريحات هامة خرجت من وزارة النقل تزامنًا مع الزيارة بشأن “جسر الملك سلمان” مع مصر؛ إذ قال نبيل العمودي، وزير النقل السعودي، إن الجسر البري قيد الدراسة، وهناك مناقشات بشأنه بين البلدين. كما تم تطبيق نظام لمراقبة وتتبع حركة الشاحنات على مستوى المملكة، بالإضافة إلى تنفيذ خطط تطوير للموانئ البحرية.(8)
مكتسبات هامة
حققت الزيارة نجاحًا واضحًا، وهو ما نستدل عليه من التصريحات والأحاديث الهامة في اللقاء الذي جمع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بقصر الاتحادية بالقاهرة:
– الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية.
– التأكيد على تعزيز التعاون مع السعودية على أعلى مستوى لمواجهة التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليًا، وهو ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي.
– تشديد الرئيسالسيسيعلى أن أمن واستقرار المملكة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وهو ما نستدل عليه من استمرار قوة ومتانة التحالف بين البلدين ومضيهما قدمًا في طريق الحرب على الإرهاب ومجابهة الأخطار المحيطة بالمنطقة.(9)
– اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على تسيير الاتفاقيات العالقة بين البلدين.
– التأكيد المصري- السعودي على مواجهة التدخلات الإيرانية.
– الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعث برسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، تجدد التزام مصر بأمن الخليج، وهو ما يؤكد أن أمن مصر من أمن الخليج، وأمن الخليج من أمن مصر.
– الزيارة تضمنت مناقشة الأوضاع في المنطقة كلها، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات الاقتصادية العالقة، وهو ما يشير بوضوح إلى عمق العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
– جدد الرئيس المصري، وولي العهد السعودي، التمسك بالشروط التي وضعتها الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) لقطر، وأن هناك تمسكًا بها ولا تنازل عنها، والتي تضمنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ووقف بث قناة “الجزيرة”، بالإضافة إلى التوقف عن التدخل في الشؤون المصرية والخليجية الداخلية.”…
– لعل تناول الزيارة ضرورة توسع الدول العربية في إفريقيا من مشروعات وتنمية لمواجهة أية توغلات من دول تهدد الأمن القومي العربي، نستدل منه على الإلمام بالقضايا الراهنة والرؤية الثاقبة لدى ولي العهد السعودي والرئيس السيسي، لضرورة تنسيق التحركات الاستراتيجية، والإلمام بالأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي.(10)
وحدة الرصد والمتابعة
المراجع
1-الرئاسة المصرية تعلن عن زيارة محمد بن سلمان، روسيا اليوم.
2-السفارة السعودية تدشن هاشتاج “ولي العهد في بلده الثاني مصر”، اليوم السابع.
3-الملحق الثقافي السعودي: زيارة ولي العهد لمصر تؤكد عمق علاقة البلدين، الوطن.
4-الهيئة البرلمانية لـ”المصريين الأحرار” ترحب بزيارة ولي العهد السعودي لمصر، اليوم السابع.
5-ولي العهد في القاهرة للمرة السادسة .. زخم كبير في العلاقات السعودية المصرية، المواطن.
6-بالتواريخ.. تفاصيل الزيارات المتبادلة بين “السيسي” والملك سلمان وولي العهد السعودي، الفجر.
7- المرجع السابق.
8-تزامنًا مع زيارة ولي العهد.. تصريح سعودي جديد بشأن “جسر الملك سلمان” مع مصر، سبوتنيك.
9-السيسي: أمن واستقرار السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، المصري اليوم.
10-اتفاق بين السيسي وابن سلمان بشأن قطر، سبوتنيك.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر