سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عقب أهداف عدة حققها خلال مشاركته في قمة العشرين بالأرجنتين، وجولة عربية هامة حفلت بالعديد من المكاسب على جميع الصُعُد، جاءت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للجزائر في المحطة السادسة، لتكتب فصلاً آخر لجولات خارجية ناجحة بدأها الأمير بالإمارات، ثم البحرين ومصر وتونس، ثم مشاركة لافتة في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية (بيونس آيرس)، وسط احتفاء من قادة العالم، وحضور لافت، ومكاسب عديدة، ليستأنف سموه جولته العربية بزيارة موريتانيا ثم الجزائر.
استقبال رسمي
استقبال رسمي حافل، حظي به سمو ولي العهد السعودي، في المطار عند وصوله للجزائر، حيث استقبله الوزير الأول أحمد أويحيى، والعديد من الوزراء في الحكومة الجزائرية، منهم: وزير الشؤون الخارجية، ومعالي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ووزير العدل، ووزير المالية.
فضلاً عن مراسم استقبال رسمية، عُزِف خلالها السلامان السعودي والجزائري. وصحب الوزير الأول الجزائري، سمو ولي العهد السعودي في موكب رسمي إلى مقر إقامته، وكان الوزير الأول أحمد أويحيى والوزراء في الحكومة الجزائرية في مقدمة مودعيه أيضًا؛ وهو ما نستدل منه على المكانة الهامة للمملكة العربية السعودية والاحتفاء الجزائري بزيارة ولي العهد السعودي.(1)
الرئاسة الجزائرية، رحبَّت هي الأخرى بالزيارة، وهو ما يتضح من بيانها الذي جاء فيه أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الجزائر والمملكة العربية السعودية، وتهدف أيضًا إلى توطيد العلاقات بين البلدين، فضلاً عن كونها ستسمح بإعطاء دفعة جديدة للتعاون وتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار من أجل رفع حجم التبادل التجاري وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في الجزائر رحَّب بالزيارة، وهو ما يتضح من حديثه المتفائل بالتعاون الفكري والديني مع السعودية، والتأكيد على الاشتراك مع المملكة في وجهات النظر في العديد من القضايا.
ومن الجدير بالذكر، أن هذه الزيارة تعطي زخمًا متجددًا للجان الثنائية المنبثقة عن اجتماع الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة الجزائرية – السعودية، التي عقدت بالرياض في أبريل الماضي، وتوجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون.(2)
علاقات ثنائية قوية
ترتبط المملكة العربية السعودية وجمهورية الجزائر بعلاقات ممتدة على الصعيدين الرسمي أو الشعبي، وتمتاز علاقات البلدين بثبات المبادئ التي تؤمن بها قيادة البلدين، علاوة على الروابط التقليدية التي تجمعهما، مثل: وحدة الدين، واللغة، وروابط الدم، والمصير المشترك.
ويمكننا القول إن العلاقة بين الجانب السعودي والجزائري، تأخذ عدة أشكال وجوانب للتعاون، منها: اتفاقيات شراكة، وعلاقات اقتصادية قوية، وتعاون ثقافي وتعليمي.
1- اتفاقيات شراكة:
اتفاقيات عدة للتعاون والشراكة وقعتها حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وشملت عدة مجالات، منها: مجال النقل البحري، ومذكرة تفاهم للتعاون بين السوق المالية السعودية وبورصة الجزائر، بالإضافة إلى برنامج عمل للتعاون في مجال التخطيط والاستشراف.(3)
2- علاقات اقتصادية قوية:
العلاقات الاقتصادية بين المملكة والجزائر، شهدت تناميًا ملحوظًا في الأعوام المنصرمة، فقد زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 503% خلال الفترة (2006 – 2015)، إذ ارتفع من 95 مليون دولار في 2006 إلى 573 مليون دولار في 2015.
حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري – حسب إحصائيات رسمية جزائرية – إلى 580.72 مليون دولار، مرتفعًا بنسبة 29.77% عن 2017، من بينها 571 مليون دولار صادرات سعودية إلى الجزائر، و9.72 مليون دولار صادرات جزائرية إلى السعودية.
وتعدُّ المملكة العربية السعودية من بين أكبر الدول المستثمرة في الجزائر، فقد بلغت قيمة استثماراتها الإجمالية 3 مليارات دولار، مع توقعات بأن ترتفع إلى أكثر من 10 مليارات دولار في الأعوام العشرة المقبلة.(4)
3- علاقات سياسية:
لا شك أن زيارة ولي العهد السعودي، تجسد امتدادًا للعمل المشترك بين المملكة والجزائر في إطار تعزيز العلاقات السياسية (الضاربة في جذور التاريخ). ولعلنا نستدل على ذلك من وقوف الرياض بقوة في دعم وتأييد ثورة الشعب الجزائري للتحرر من الاستعمار الفرنسي، ومساندته في الأمم المتحدة عام 1955م، بالإضافة إلى إدانة الجزائر بشدة الاعتداءات الصاروخية التي وجهتها ميليشيا الحوثي ضد مدن المملكة، ودعت لوقفها فورًا، وأعلنت تضامنها مع المملكة.(5)
أهمية الزيارة
ومن الواضح أن أهمية الزيارة تأتي من العلاقة الجيدة بين البلدين، وتعدُّانطلاقة جديدة للتعاون الثنائي من أجل رفع حجم التبادل التجاري، بالإضافة إلى العمل المشترك في محاصرة التطرف الديني، فضلاً عن المكانة المحورية لكل منهما في المحيط العربي والقضايا المشتركة بين الجانب السعودي والجزائري التي تتمثل في:
1- القضايا العربية:
المملكة والجزائر عضوان فاعلان في جامعة الدول العربية، وتجمعهما الإرادة المشتركة لخدمة قضايا الأمة العربية. ومن الجدير بالذكر أن قيادتي البلدين أكدتا إرادتهما لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية من خلال اللجنة السعودية الجزائرية المشتركة.
2- العنف والإرهاب:
المملكة والجزائر تتفقان على ضرورة نبذ التطرف، ومنع خطاب الكراهية، ومكافحة الإرهاب. كما تؤيد المملكة والجزائر الحل السياسي للأزمات العربية الراهنة، وأهمها الأزمة السورية والليبية.
– زيارة ولي العهد السعودي – بالطبع – ستمثل فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن المسائل العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في بعض الدول الشقيقة، إضافة إلى تطورات سوق النفط.(6)
مكتسبات عدة
– الزيارة تكللت بالتوقيع على5 من الاتفاقيات التجارية والمشاريع الاستثمارية في مجالات مختلفة، والتي ستدخل حيز الخدمة بداية 2019.
-إنشاء شراكات بين المتعاملين الجزائريين والسعوديين لتجسيد 5 مشاريع شراكات عبر عدة ولايات من الوطن.
– تدشين مشروع لصناعة الورق الصحي من طرف الشركة السعودية “بايبر ميل” بطاقة إنتاج 30.000 طن، بقيمة 20 مليون دولار.(7)
– لعل المباحثات بين ولي العهد السعودي، والوزير الأول أحمد أويحيى، كانت مكسبًا هامًا آخر من مكاسب الزيارة، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطويرها في مختلف المجالات، فضلاً عن بحث تطورات الأحداث في المنطقة.
– البيان المشترك الذي أعلنته السعودية والجزائر والذي يحمل نقاط هامة، كان مؤشرًا على نجاح الزيارة، حيث أعلن فيه عن إنشاء مجلس أعلى للتنسيق برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ومن الجانب الجزائري الوزير الأول أحمد أويحيى. وتنبع أهمية المجلس من كونه يهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف.(8)
– التنسيق بين الجانب السعودي والجزائري في مجال مكافحة التطرف والإرهاب. ولا شك أن تلك القضية من القضايا الهامة التي تهدد أمن الأمة العربية.
وحدة الرصد والمتابعة
المراجع
1- سمو ولي العهد يصل الجزائر، واس.
2- الأمير محمد بن سلمان يصل إلى الجزائر في زيارة رسمية تستغرق يومين، اليوم السابع.
3- محطات لا تنسى في تاريخ العلاقات السعودية الجزائرية، المواطن.
4- إنفوجراف.. العلاقات الاقتصادية السعودية الجزائرية تحقق قفزات متسارعة، العين الإخبارية.
5- المملكة والجزائر.. علاقات استراتيجية تتعزز في شتى المجالات، المواطن.
6- زيارة ولي العهد للجزائر.. تأكيد للعلاقات الأخوية وفرص لشراكات اقتصادية جديدة، سبق.
7- الجزائر.. تدشين 5 مشاريع شراكة مع السعودية، العربية.
8- ولي العهد السعودي يبحث تطورات المنطقة مع الوزير الأول الجزائري، الشرق الأوسط.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر