سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
استكمالاً لجولة خارجية وزيارات آسيوية حققت نجاحًا مبهرًا تابعه العالم أجمع، وعقب زيارته إلى مصر وبريطانيا وأميركا، والتي جاءت بشكل يختلف تمامًا عن المعهود في جولات القادة السعوديين السابقين، وعكست بوضوح السعودية الجديدة ورؤيتها المستقبلية للعالم والحضارة والثقافة والتنمية، وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لكوريا الجنوبية اليوم في زيارة هامة يتابعها العالم، وتشهد تنسيقًا اقتصاديًا وتوقيعًا لاتفاقيات هامة بين الطرفين وتستكمل طريق الشراكة الاستراتيجية للبلدين وفقًا لـ”رؤية السعودية 2030″، وتأتي كخطوة ومحطة هامة قبل مشاركة ولي العهد السعودي في قمة العشرين باليابان.
استقبال حافل
استقبال حافل كان في انتظار ولي العهد السعودي، فور وصوله للأراضي الكورية، حيث كان رئيس جمهورية كوريا الجنوبية “مون جاي إن” على رأس مستقبليه، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في كوريا الجنوبية، وهو ما يبرز الحفاوة والاهتمام المحيطين بالزيارة وبمكانة الأمير محمد بن سلمان.
وهو ما يتضح أيضًا من حديث سفير المملكة العربية السعودية لدى كوريا الجنوبية، رياض أحمد المباركي، الذي قال إن زيارة ولي العهد السعودي، إلى كوريا الجنوبية “سيُذكرها التاريخ وسيمتد أثرها لأجيال قادمة، حيث تبشر كل المؤشرات والأجواء بأنها ستكون زيارة ناجحة”.(1)
مراسم استقبال حافلة أجريت في القصر الأزرق الرئاسي في العاصمة سيول، وفور وصول ولي العهد السعودي بوابة القصر، رافق الموكب مجموعة من الفرق الراجلة بالأزياء التقليدية الكورية احتفالاً بزيارة الأمير محمد بن سلمان، خاصة أنها أول زيارة لولي عهد سعودي إلى كوريا الجنوبية منذ 1998.(2)
علاقات تاريخية
العلاقات السعودية – الكورية علاقات وطيدة، إذ بدأت عام 1962، وتطورت حتى افتتاح سفارة كوريا الجنوبية في مدينة جدة 1972.
وكانت أول زيارة لمسؤول سعودي كبير لكوريا، هي زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 1998، وكان وليًا للعهد – آنذاك – وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية في الشرق الأوسط والمزود الأول لها بالنفط الخام، فيما تصدر كوريا لها سلعًا ومنتجات مختلفة.(3)
الرياض و”سيول” حافظتا عبر التاريخ على متانة العلاقات الثنائية، وهو ما نستدل عليه من حديث السفير الكوري لوكالة الأنباء السعودية بقوله “إن المملكة هي المزود الرئيس بالطاقة للنظام الاقتصادي الكوري، فضلاً عن قيام أكثر من 100 ألف كوري بالعمل في المملكة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي في مواقع إنشاء البنية التحتية في المملكة”.
بيد أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ 30.2 مليار دولار أميركي في عام 2018، بزيادة قدرها 22.4% مقارنة مع عام 2017، كما زاد حجم التجارة بشكل مطرد خلال السنوات الماضية، ومن عام 2018 أصبحت المملكة ثامن أكبر شريك تجاري لكوريا، فضلاً عن كون المملكة هي أكبر مصدر للنفط إلى كوريا، حيث تمثل حوالي 30% من إجمالي واردات كوريا من النفط.(4)
ولا يمكننا إغفال دور لجنة الرؤية الكورية – السعودية 2030، التي بدأت في أكتوبر 2017، والتي ستكون القاعدة المؤسسية للبحث عن فرص شراكات تحت مظلة “رؤية السعودية 2030، خلال اجتماع اللجنة الثاني، الذي عقد في العاصمة “سيول” في 3 أبريل2019.(5)
ملفات اقتصادية
الملف الاقتصادي وقضاياه كان حاضرًا بقوة خلال الزيارة، وهو ما يتضح من مناقشة ولي العهد السعودي والرئيس الكوري لملفات اقتصادية هامة متمثلة في فرص للتعاون في مجالات الطاقة وصناعة السيارات والاتصالات وتقنيات الجيل الخامس.
فضلاً عن إشادة الأمير محمد بن سلمان بتطور الجمهورية الكورية في الخطة الخمسية 2017 – 2022، مشيرًا إلى فرص التعاون بين المملكة وجمهورية كوريا من خلال التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون والاستثمار بين البلدين في مجالات الطاقة وصناعة السيارات والاتصالات وتقنيات الجيل الخامس والصحة، والتعاون في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية.(6)
ويبدو أن التبادل التجاري بين البلدين أخذ طريقًا مختلفًا بعد إطلاق “رؤية السعودية 2030″، حيث تظهر أحدث أرقام رسمية صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن التبادل التجاري قفز إلى 93,7 مليار ريال في عام 2017، مقارنة بـ80,7 مليار ريال في عام 2016.
بجانب ذلك تتمثل أهمية الزيارة أيضًا في الرؤية الثاقبة من جانب ولي العهد السعودي وإدراكه لأهمية اقتصاد كوريا الجنوبية (إحدى دول مجموعة العشرين) في دعم الاقتصاد السعودي مستقبلاً والدخول معه في شراكات عدة.
فيما يتعلق بالطاقة النووية، فإن كوريا الجنوبية قد أتت في قائمة لائحة الدول التي سعت إلى الاستثمار في مشاريع الطاقة النووية التي ترغب السعودية في إطلاقها، وأدرجت المملكة شركة كورية حكومية على قائمة الشركات المرشحة لبناء مفاعلات نووية على أراضيها.(7)
شراكة استراتيجية
الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تمثل فرصة لتحقيق قيمة مضافة للبلدين لدعم وتنمية القدرات والتعاون، حيث يتمتع البلدان بشراكة استراتيجية في عدد من مجالات التعاون، منها السياسية والأمنية والدفاع والاقتصاد.
ولا شك أن كوريا الجنوبية شريك اقتصادي للمملكة ولها تعاون فيما يتعلق بالنفط والطاقة والمشاريع الأخرى، وهو ما يلقي أهمية بالغة لزيارة ولي العهد السعودي لشركات كورية عملاقة مثل شركة “سامسونج”، وأن يكون هناك عقد شراكة تصب في مصلحة مجال الاستثمار بين الطرفين.
بيد أن كوريا الجنوبية من الدول الهامة في مجموعة العشرين التي ستعقد القمة الخاصة بها خلال أيام في طوكيو، وهو ما يجعل الزيارة خطوة هامة لتعزيز الاتفاق والتعاون والتنسيق الاستراتيجي بين الرياض و”سيول”.
نتائج
أثمرت الزيارة عن عدد من النتائج الملموسة من خلال اللقاءات والاتفاقيات ومذكرات التعاون التي تمَّ إبرامها ولعل أبرزها:
– تعزيز التعاون العسكري، والجهود الرامية إلى توطين الصناعات العسكرية، حيث حظي هذا الملف باهتمام خاص في جدول الزيارة، وكان من أبرز الملفات التي تمت مناقشتها من الجانبين.(8)
– تعدُّ الزيارة نقطة تحول هامة في العلاقات بين الرياض و”سيول”، وهو ما تمثل في “الرؤية السعودية الكورية 2030″، كأحد أهم الملفات المشتركة الهامة بين الطرفين، والهادفة لتوظيف الخبرات الدولية حيث مضى الجانبان قدمًا في تنفيذ الرؤية، وهو ما تجسد في توقيع 15 مذكرة تفاهم بين القطاعين الخاص والعام، فضلاً عن تسليم رخصتي استثمار من الهيئة العامة للاستثمار إلى شركات كورية لبدء أعمالها في المملكة، بالإضافة إلى الإعلان عن افتتاح مكتب تحقيق الرؤية في “سيول” بنهاية الربع الأول من عام 2020 يتولى اكتشاف فرص تعاون أكبر بين البلدين على صعيد القطاعين الخاص والعام.(9)
– استمرار جهود ولي العهد السعودي في تعزيز التعاون الاقتصادي الاستراتيجي مع الدول الصديقة، وتعزيز الشراكات ونقلها إلى مستويات جديدة،إذشهدت الزيارة توقيع مذكرات تعاون في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، والحكومة الإلكترونية، والثقافة، والسيارات، والتأمين الصحي، والإشراف على المؤسسات المالية، والصناعات العسكرية، إضافة إلى برنامج الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، والتعاون بين المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية والمعهد الكوري للتنمية.
– مواصلة المملكة لدورها الريادي الساعي إلى ترسيخ السلام العالمي، ونشر الاعتدال، ومكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أوضح البيان المشترك عقب الزيارةمناقشة ولي العهد السعودي، والرئيس الكوري جهود المجتمع الدولي لمكافحة التطرف، والاتفاق على أن الإرهاب قضية عالمية لا ترتبط بجنسية أو دولة أو دين معين.(10)
وحدة الرصد والمتابعة*
المراجع
1- بالصور.. ولي العهد السعودي يصل كوريا الجنوبية في زيارة رسمية، مباشر.
2- الرئيس الكوري يستقبل سمو ولي العهد، واس.
3- استقبال مهيب لولي العهد السعودي في كوريا… هذا ما كتبه في سجل الزيارات، وكالة سبوتنيك.
4- سفير كوريا لدى المملكة: زيارة سمو ولي العهد نقطة تحول تاريخية للعلاقات الثنائية بين البلدين، واس.
5- ولي العهد السعودي يبدأ اليوم زيارة إلى كوريا الجنوبية، الشرق الأوسط.
6- رئيس جمهورية كوريا وولي العهد يعقدان اجتماعًا موسعًا ويبحثان مستجدات الأحداث، مكة.
7- 4.4 مليار ريال تبادل تجاري بين السعودية و”سيول” بالربع الأول، الأسواق العربية.
8- ولي العهد السعودي يبحث التسلّح والطاقة في كوريا الجنوبية، موقع الأمن والدفاع العربي.
https://bit.ly/2XdoQ5W
10.رئيس جمهورية كوريا وسمو ولي العهد يدشنان مصفاة S-Oilالكورية،واس
11- كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟ المواطن.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر