زيارة ولي العهد السعودي لتونس.. علاقات أخوية واستمرار للتعاون | مركز سمت للدراسات

زيارة ولي العهد السعودي لتونس.. علاقات أخوية واستمرار للتعاون

التاريخ والوقت : الأربعاء, 28 نوفمبر 2018

رغم كونها الأقصر من ناحية المساحة الزمنية التي استغرقتها، فإنَّ زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى تونس حققت نتائج هامة ضمن جولته التي شملت – أيضًا – الإمارات والبحرين ومصر، باعتبارها واحدة من المحطات الهامة التي تدشن للمملكة العربية السعودية في ثوبها الجديد.

الزيارة لتونس لم تكن ذات أهداف سياسية فقط، بقدر ما تضمنت أربعة بنود رئيسية، هي: التعاون في المجالات الاقتصادية، والتمويل، وتشجيع الاستثمار، والتعاون الأمني والعسكري لمكافحة التطرف والإرهاب، وهي الأهداف الرئيسية التي بُنيت على أساسها جولة ولي العهد السعودي، من أجل المضي قدمًا في مشروعه التنموي لنقل المملكة العربية السعودية إلى مرحلة جديدة أكثر اعتمادًا على الاقتصاد غير الريعي، وهو ما بدا واضحًا خلال الفترة الماضية عبر الاستراتيجيات التي أعلنتها المملكة.

 

ترحيب واضح

زيارة الأمير محمد بن سلمان، لتونس مرحب بها كنظيراتها من الزيارات الثلاث السابقة، سواء على المستوى الشعبي، أو الرسمي، حيث عُزفَ السلام الملكي السعودي والنشيد الوطني التونسي، بالإضافة إلى التصريحات الرسمية عن المسؤولين التوانسة، وعلى رأسهم المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، نور الدين بن تيشة، الذي أكد أن الملفات التي ستطرح ستتركز على القضايا الإقليمية والدولية، وتوطيد العلاقات بين تونس والمملكة، والذي قال في وقت سابق – أيضًا – إن الأمير محمد بن سلمان، مرحّب به في تونس كبقية الأشقاء العرب، وأضاف “أنَّ رئيس الجمهورية حرص منذ توليه مهامه على تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة”.(1)

الاهتمام بالزيارة امتد إلى كافة مستويات السلطات التونسية، إذ أكدت مديرة الديوان الرئاسي التونسي سلمى اللومي، الترحيب بالزيارة وذلك خلال حضورها جلسة مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية في البرلمان، وهو ما يتضح من قولها إن “علاقة تونس بالمملكة العربية السعودية هي علاقة طيبة، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يمثل المملكة العربية السعودية، وهو مرحَّب به”.

بعد وصول الأمير محمد بن سلمان، للأراضي التونسية، صعد هاشتاق “تونس ترحب بمحمد بن سلمان” إلى رقم 1في ترندات المملكة العربية السعودية، ويرصد الهاشتاق مظاهر ترحيب الشعب التونسي بالأمير، الذي استقبله الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، كذلك أظهر الهاشتاق مؤشرات على عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتونس، والتعاون وحجم الاستثمارات بينهما، بالإضافة إلى حجم المساعدات التي منحتها المملكة لتونس عقب الثورة لمساعدتها.

الحفاوة الرسمية بزيارة ولي العهد السعودي، انتقلت إلى فضاء شبكات التواصل الاجتماعي، حيث جاءت تغريدات رواد “تويتر” من التونسيين مرحبة بولي العهد السعودي، وهو ما يشير إلى عمق العلاقة بين تونس والسعودية.(2)

كما أن القرارالذي اتخذه الرئيس التونسي بمنح الصنف الأكبر من وسام الجمهورية لولي العهد السعودي، تقديرًا لجهوده في دعم وتعزيز العلاقات السعودية التونسية، يشير إلى حجم النجاح الذي حققته الزيارة على عدة مستويات.

 

علاقات وثيقة

– العلاقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية، تعود إلى عهد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – في عام 1945، وتأصيله لروابط الأخوة والشراكة، والذي استقبل في عام 1951 زعيم الحركة الوطنية التونسية القائد الحبيب بورقيبة، مقدمًا له الدعم المعنوي والمادي الذي أسهم في دعم الحركة الوطنية في نضالها من أجل نيل الاستقلال.

– العلاقات بين الطرفين شملت جميع المجالات، إذ تنوّه تونس بالتعاون في المجال الصناعي، ومجال الطاقة والتعدين، والمجال المصرفي والمالي والجمارك.

– من الجدير بالذكر أن الصندوق السعودي للتنمية، قدم مبلغ 85 مليون دولار لإنجاز وتجهيز مستشفى جامعي بمدينة القيروان التونسية. وفي مجال الاستثمار، بلغت قيمة الاستثمارات السعودية 561 مليون دينار، كما بلغت المشروعات التنموية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية 500 مليون دينار، كما أعلنت الرياض منذ عدة أيام تقديم 800 مليون دولار قروضًا ومساعدات سعودية لتونس.(3)

– وفقًا للتقارير الرسمية بين الجانبين، فإن إجمالي حجم التبادل التجاري بلغ مليار ريال خلال العام الماضي 2017، ووصل حجم التمويل والاستثمارات والدعم الذي قدمته السعودية لتونس خلال العقد الأخير مليار و450 مليون دولار.

– ووفقًا لأرقام الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين نما في 2018 بنسبة 4.7%، مقارنة بالعام السابق له وهو ما يؤكد لنا نمو العلاقة بين الجانبين في جميع المجالات وبلوغ مستويات التعاون أوجها.(4)

وعلى الجانب الدبلوماسي، سنجد أن الزيارات تمثل تقليدًا متعارفًا عليه بين الطرفين، وتشكّل أحد أساسيات دبلوماسية الدولة التونسية منذ استقلالها:

– فالرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة زار المملكة في العامين 1948 و1951.

– قبل ذلك، كان الأميران فيصل وخالد، ابنا الملك عبدالعزيز، قد زارا تونس في عام 1943.

– ما إن استقلت تونس حتى قام الملك سعود بن عبدالعزيز، بزيارة إلى تونس التقى خلالها بالملك وبالوزير الأكبر الحبيب بورقيبة.

-في عام 1965 قام بورقيبة بزيارة إلى السعودية استمرت عدة أيام.(5)

رسائل ومضامين

رسائل هامة بعثتها المحطة الرابعة لجولة ولي العهد السعودي من الأراضي التونسية، لعل من أبرزها:

– التأكيد على الدور الهام والحيوي للمملكة في المحيط العربي من شرقه إلى غربه.

– اضطلاع المملكة بدورها في الوقوف إلى جانب أشقائها العرب، وتأتي الزيارة لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك بين البلدين.

– التأكيد على مبدأ الحرب على الإرهاب الذي تقوده المملكة.

– الزيارة ستفتح الباب أمام “دعم سعودي لتونس” في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها (فمنذ 2011، سجلت أبرز المؤشرات الاقتصادية والنقدية بتونس تراجعًا ملحوظًا، وفي مقدمتها ارتفاع معدلات الدين العام والبطالة، فيما بلغ عجز الميزان التجاري مستويات غير مسبوقة بالبلاد).

– المملكة من أكبر الدول التي تمول مشاريع تنموية في تونس، وزيارة ولي العهد السعودي – بالطبع – ستشكل رافدًا قويًا لدعم الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين.

– الزيارة ستشكل مرحلة مهمة في تاريخ العلاقات التونسية، التي تعتبر تاريخية ووطيدة وفي أحسن حالاتها.

-المملكة تترأس – حاليًا – القمة العربية، لذلك سيناقش ولي العهد السعودي القضايا العربية مع الرئيس الباجي قائد السبسي، الذي تتولى بلاده رئاسة قمة 2019.(6)

وحدة الرصد والمتابعة*

المراجع

1-تونس ترحب بزيارة ولي العهد السعودي، سبوتنيك.

2- “تونس ترحب بمحمد بن سلمان” ترند رقم 1 في المملكة العربية السعودية.

3-العلاقات السعودية – التونسية استراتيجية وتتميز بعراقتها منذ 68 سنة، سبق.

4-تمويل مشروعات سكنية واستثمارية.. الدعم السعودي للشقيقة تونس لا ينقطع، صحيفة الوئام الإلكترونية.

5-تونس والسعودية: علاقات عريقة تتجاوز الحسابات الضيقة، العرب.

6-تونس في انتظار ولي العهد السعودي.. وهذه أهداف الزيارة، إرم نيوز.

 

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر