سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
إيرين كننغهام
عندما سلَّم “محمد علي النجفي” نفسه للسلطات الإيرانية، ليلة الثلاثاء الماضي، كان يرتدي بدلة أنيقة، حيث استقبلته الشرطة بابتسامة وبترحاب.
لكن “النجفي”، الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية طهران السابق، كان في طريقه للإدلاء باعترافاته، إذ قال: “إنه قتل مترا أوستاد، زوجته، في الليلة السابقة بعد تهديدها بمسدس لأنها رفضت أن تمنحه الطلاق”.
وقال “النجفي”، وهو سياسي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، ويبلغ من العمر 67 عامًا، إنه قتلها بطريق الخطأ بعد أن فاجأها في الحمام بمنزله في أحد أحياء طهران الغنية.
وقد قام “النجفي” في هذه القضية المأساوية بالاعتراف على نفسه، وقد تمَّ بثه في التلفزيون، وهو ما تسبب في تغيير نهج التحقيق معه من قبل السلطات، ما أدى إلى إثارة غضب الإيرانيين الذين يعانون منذ فترة طويلة، المعاملة التفضيلية التي يحصل عليها المسؤولون الحكوميون في المسائل والقضايا المعروضة أمام القضاء.
وقد قام التلفزيون الحكومي بتصوير “النجفي”، الذي كان يشغل منصب وزير التعليم في السابق، وهو خريج معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، وهو جالس دون قيود، بل كان يحتسي الشاي في مكتب قائد الشرطة. وقد صافح الضباط “النجفي” وانحنوا بينما أجرى أحد المراسلين مقابلة معه.
وقال النجفي: “كانت لدينا أدلة، فقد شهرت هذا السلاح لإخافتها عندما كانت تستعد للاستحمام”. “لقد أصابتني بالذعر وهاجمتني لتأخذ المسدس وقامت بلمس الزناد بطريق الخطأ”.
وفي مقطع منفصل تمَّ بثه على الإذاعة الرسمية IRIB، يظهر تعامل المراسل مع السلاح المزعوم استخدامه في عملية القتل، ويحسب عدد الرصاصات المتبقية في السلاح، وقد أكد المراسل أن طلقتين أصابتا “أوستاد” وأن الثالثة كانت عن طريق الخطأ.
وقال “شادي صدر” المحامي المقيم في طهران على (تويتر): “إن هذه القضية لم تدرج كتحقيقٍ جنائي بعد، وذلك وفقًا لمعايير القضاء الإيراني”.
وأضاف أن “لدى مراجعة السلاح المستخدم في الجريمة من خلال بصمات الأصابع ومطابقة عدد الطلقات مع تلك الموجودة في جسد الضحية، نجد أنه لا يمكن إجراؤها في أقل من 24 ساعة، وأنه لا ينبغي إعطاء سلاحِ القتل إلى شخصٍ ما بشكل عشوائي للعبث به أمام الكاميرا”.
وتعدُّ هذه القضية إضافة إلى المؤامرات التي شهدها التاريخ السياسي لـ”النجفي”. فقد استقال من منصب رئاسة البلدية العام الماضي بعد أن خدم لمدة ثمانية أشهر فقط، بسبب سوء حالته الصحية.
لكن استقالته جاءت بعد أن بدأ التحقيق في مزاعم فساد تتعلق بسلفه، الذي ينتمي إلى التيار المحافظ المتشدد، والذي كان يرتبط بصلات مع قوات الأمن الإيرانية. وفي الوقت نفسه، بدأت صور “أوستاد” زوجة “النجفي”، تنتشر على الإنترنت.
وبعد أن نقلته السلطات إلى محكمة طهران الجنائية، الأربعاء الماضي، أجرى “النجفي” مقابلة منفصلة مع المراسلين، وكان في تلك المرة مرتديًا زي السجن.
وقال: “كانت (مترا) تتحكم في كل تحركاتي واتصالاتي”، مضيفًا أنها هددته بالكشف عن “معلومات سرية” للجمهور ووكالات الاستخبارات، لكنه لم يقدم أي دليل يثبت هذه الادعاءات. وقال “النجفي” إنه يفكر في الانتحار قبل وبعد وفاة “أوستاد”.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، وهي مجموعة حقوقية مقرها لندن، فإن “التمييز الراسخ بعمق ضد النساء في النظام القانوني الإيراني” غالبًا ما يمنعهن من الحصول على الطلاق، حتى لو تعرضوا للعنف المنزلي.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: واشنطن بوست
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر