سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
يونس السيد
على الرغم من الانتخابات التمهيدية الجارية في مختلف الولايات الأميركية لاختيار مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، إلا أن الفتور وعدم الحماس هو السمة العامة للناخب الأمريكي الذي لا يريد عودة ثنائية «بايدن وترامب». فبعد أن استقر الديمقراطيون على ترشيح جو بايدن بغض النظر عن الانتقادات لموجهة له، وبعد أن أزاح دونالد ترامب كل منافسيه الجمهوريين، وآخرهم نيكي هايلي في مطلع مارس/ آذار الحالي، باتت ثنائية، بايدن وترامب، في طريقها لأن تصبح أمراً واقعاً بعد حصول كلا المرشحين على عدد أصوات المندوبين اللازم لإعلان ترشيحهما رسمياً. المسألة هنا لا تتعلق بنقص المرشحين للرئاسة بقدر ما تتعلق بأن معظم الأشخاص الذين يترشحون للمنصب يعملون تحت ظلي الرجلين نفسهما، بايدن وترامب.
ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن أياً من بايدن أو ترامب لا يحظي بالأغلبية لدى الأميركيين، الذين يفضلون خياراً بديلاً لكلا المرشحين. ووفقاً لمتوسطات استطلاعات رأي نشرها موقع «Five Thirty Eight»، قبل أيام، فقد بلغت نسبة تأييد بايدن 38.1% بينما استقرت نسبة التأييد لترامب عند 42.6%، وهي نتائج تعكس حالة عدم الرضا للناخبين الأميركيين. وفي استطلاع آخر، أجرته مؤسسة «يوجوف» وجامعة ماساتشوستس أمهرست في يناير، يعتقد 45% من الأمريكيين، أن إعادة مباراة بايدن وترامب أمر سيئ للبلاد، وأن عودة كلا المرشحين أمر لا تحبه أغلبية الأمريكيين. وفي الحقيقة، يأتي الرفض الأميركي لكلا المرشحين، جراء انعدام الثقة فيهما، إذ إن تجربة ترامب، خلال فترة رئاسته بين 2016 – 2020، لم تكن وردية كما يتصور البعض، وتمثل إعادة انتخابه عودة إلى الفوضى، في نظر الكثيرين، كما أنها تثير المخاوف من تقويض أسس الحكومة الأميركية. ناهيك عن أن الرجل محاصر بالمحاكمات والاتهامات، التي يبلغ تعدادها 91 تهمة جنائية. ولعل الأهم هو اتهامه بتحريض مؤيّديه على مهاجمة مبنى الكونغرس «الكابيتول» في 6 يناير 2021 احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي فاز بها بايدن في 2020، ومحاولاته لإلغاء نتائج تلك الانتخابات. أما بالنسبة لبايدن، فهناك تحفظ حتى لدى الكثير من الديمقراطيين أنفسهم، على كبر سنه (81 عاماً)، وهناك الكثير من الشكوك حول حالته الصحية ولياقته البدنية والذهنية.
لكن الأهم أيضاً هي الانتقادات الموجهة لأدائه السياسي، ومنها التخبط وازدواجية المعايير التي يمارسها في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتي وصلت إلى حد التناقض في مواقفه إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة. وهي عوامل زادت من حدة الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي، فحرب أوكرانيا، مثلاً، انعكست سلباً على الاقتصاد، بينما فوجئت الإدارة برد فعل الشارع الأمريكي تجاه الحرب على غزة، وحجب عشرات آلاف الأصوات عن بايدن في الانتخابات التمهيدية، ما يمثل جرس إنذار للإدارة إذا لم يتم تعديل الأوتار السياسية والاقتصادية في الأشهر المقبلة.
المصدر: الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر