سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
هناك أزمات مرت بها دول عظمى كان منطلقها خلل اتصالي يمكن تلافيه بسهولة. وهناك شركات خسرت عملاءها وجزءًا من أرباحها بسبب تصريح كان يمكن تجنبه أو تحسينه. وهناك جهات إعلامية مرموقة تأثرت بجائحة كورونا ولم تحسن التعامل الاتصالي مع الجماهير في تلك الفترة الحرجة.
الكتاب الذي بين أيدينا تولَّى مهمة تحليل قضايا من هذا النوع، وتقديم مقاربة نقدية تسلط الضوء عليها. ولكن في الوقت نفسه، ترك الكتاب للقارئ مساحة للتقييم من وجهة نظره الخاصة، فالاتصال الحقيقي يؤمن بأن الجماهير بشكل عام تتباين في آرائها، فما بالك بالجمهور المتخصص.
“حملات الإعلام والاتصال.. 17 حالة من السعودية حول العالم” هذا هو عنوان الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه. الكتاب صادر عن دار أثر للنشر بالدمام، وهو من إعداد الكاتبة السعودية عبير خالد، وهي قائدة اتصال في مشروع “نيوم” وعملت من قبل في مجال الاتصال مع “اليونيسيف” وجهات أخرى. كما نالت درجتي البكالوريوس والماجستير في الإعلام والاتصال من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وتعمل حاليًا في مجال الاتصال المؤسسي والاتصال الداخلي، وتكتب في كلٍّ من: “الوطن” و”الشرق الأوسط ” و”مال” و”الرياض”.
كتاب اليوم هو ثاني أعمال عبير خالد، بعد ترجمتها للكتاب الأشهر” نظرية ماكويل للاتصال الجماهيري” أحد أهم الكتب العالمية في الإعلام والاتصال. وكان النجاح اللافت للكتاب المترجم هو الدافع وراء ظهور الكتاب الجديد.
يقدِّم كتاب “حملات الإعلام والاتصال” التحليلات والقراءات الإعلامية المستخلصة من مئات المقالات التخصصية التي سبق نشرها في عدة صحف ومراكز فكر ودراسات، باللغتين العربية والإنجليزية. الهدف من الكتاب ليس جمع المقالات، بل إثراؤها وإضافة عمق نظري وعملي لها، وتحديثها وتضمين المزيد من الأمثلة والنماذج بسياق عالمي وآخر محلي؛ لإرضاء ذائقة القارئ المتخصص وإشباع فضوله.
كان تفاعل الطلبة والمختصين في الإعلام والاتصال، في السعودية أو في العالم العربي، مع ترجمة كتاب “نظرية ماكويل”، عاملاً تحفيزيًا للاستمرار في العمل على المحتوى المتخصص الذي يخدم صناعة الإعلام والاتصال الصاعدة والواعدة في العالم العربي، وفي المملكة على وجه الخصوص.
تقول الكاتبة إن أهمية هذا النوع من المحتوى المتخصص في تزايد مستمر، بالتزامن مع الإصلاحات الأخيرة في المملكة المتمثلة في الرؤية الوطنية والتنويع الاقتصادي، إذ تتطلب هذه التحولات جهودًا اتصالية وقيادات بارعة في الاتصال، تستند على خلفيات علمية رصينة لمواكبة الرؤية الوطنية، ونقل تصورها للعالم بذكاء ونعومة.
تؤكد الكاتبة أن الاتصال الجماهيري، والإعلام بشكل عام، ليس مجرد موهبة، بل هو قبل ذلك علم يُدرس، ومعرفة تُلقن، لها تعقيداتها ومحاذيرها. وما تطمح إليه عبر هذا الكتاب هو تسليط الضوء على الجوانب العلمية والعملية في صناعة الإعلام والاتصال السعودية، وفي العالم، من خلال الدمج بين الواقع المعاصر والنظريات العلمية المحكمة.
يناقش الكتاب عبر خمسة أقسام مجموعة من القضايا المتخصصة في الإعلام والاتصال، عبر الاستشهاد بحالات من التغطية الإعلامية. في القسم الأول الذي حمل عنوان “الاتصال الاستراتيجي (العلاقات العامة)”، تستعرض الكاتبة حالة اتصالية من شركة “بوينغ” للطيران، وتجربة من إفريقيا خاصة باتصال الأزمات. كما تتطرق إلى قضية الاتصال الاستراتيجي مع الأقليات والحل لمواجهة التطرف.
في القسم الثاني الخاص بالتحليلات الإعلامية، تناقش الكاتبة التغطية الإعلامية للأمراض والأوبئة، مستشهدة بتغطية أزمة فيروس كورونا كنموذج. كما تناقش التغطية الإعلامية لقضايا المناخ، والانحياز السياسي للأخبار، وتضرب مثالاً على ذلك بقناة الجزيرة والقضايا الهندية، قبل أن تتناول تأثير الاستعمار على صناعة الإعلام والاتصال المعاصرة.
وتنتقل في القسم الثالث إلى التشريعات الإعلامية مع عرض لبعض من نماذج المخالفات الإعلامية. وتستهلُّ الكاتبة هذا القسم بالحديث عن أمر غاية في الخطورة والأهمية، ألا وهو جدلية الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الصدد أيضًا، تتطرق إلى الاستعراض والبذخ الموجود على موقعي “سناب شات” و”إنستغرام”.
وفي سياق الحديث عن التشريعات، تناقش الكاتبة مسألة الأخبار المضللة وموقعها بين مطرقة القوانين وسندان مواقع التواصل الاجتماعي. كذلك تتطرق إلى جدلية الانتحار المرتبطة بألعاب الفيديو، وتطرح السؤال: هل يمكن لوم الإعلام؟!
في القسم الرابع، يتحدث الكتاب عن “الإعلام الرقمي” من خلال 3 محاور: الأول يختص بالعلاقة بين الأطفال وما يعرف بـ”الإعلام الجديد”، مع استعراض منصة يوتيوب كحالة. ويتناول المحور الثاني الإعلام الرياضي ومواكبة مستجداته التقنية. في حين يناقش الثالث مسألة حوكمة الإعلام الجديد، مستشهدًا بتجربة شرق آسيا.
في القسم الخامس والأخير من الكتاب، تتطرق الكاتبة إلى اقتصادات الإعلام، عبر استعراض سوق التلفزيون والمواجهة المحتدمة بين “نتفليكس” ومنافسيه. كما تستعرض الكاتبة سوق التلفزيون الرقمي في المملكة العربية السعودية. وفي الجزء الأخير من هذا القسم، تناقش الكاتبة صناعة الإعلام والاتصال من وجهة نظر استثمارية – تشريعية.
معلومات الكتاب
المصدر:
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر