حصاد عام 2018.. الزخم السياسي ينتصر | مركز سمت للدراسات

حصاد عام 2018.. الزخم السياسي ينتصر

التاريخ والوقت : الأحد, 30 ديسمبر 2018

وصل عام 2018 إلى محطته الأخيرة، ليطوي العالم صفحته ويستقبل أخرى جديدة، ويودع عامًا كان مليئًا بأحداث سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية عديدة في أرجاء العالم كافة. فلم تخلُ منطقة في العالم من حادث سياسي، أو واقعة اقتصادية، أو عملية إرهابية، أو طفرة تكنولوجية، أو قفزة علمية.. مسرح الأحداث كان ممتدًا من أقصى العالم إلى أقصاه، وتفاصيل الوقائع كانت مرهقة في متابعتها، وتوالي الأحداث كان متعبًا في الإلمام بكل كواليسها.

وانطلاقًا من إيمان مركز سمت للدراسات برسالته، واستكمالاً لدوره في تحليل ما حدث وقراءة ما يحدث للوصول إلى أفضل استقراء لما هو آتٍ، يقدِّم المركز في هذا الإصدار قراءة لأهم الأحداث السياسية التي تركت أثرًا كبيرًا في الدول كافة، في عالم بات معروفًا عنه أنه قرية صغيرة، ويحاول الغوص في كواليسها ومستقبل الأطراف التي أثرت فيها، دون إفرط ممل، أو تفريط مخل.

إن هذا الإصدار لم يقتصر فقط على تلك الأحداث المصنفة بكونها سياسية فقط، رغم صعوبة الفصل بين السياسة وبقية المجالات الأخرى، لكننا راعينا في الإصدار تصنيف الوقائع للتسهيل على القارئ، وتبسيط المحتوى؛ نظرًا لضخامته وتعدد مشاربه. سيجد القارئ في الإصدار قسمًا خاصًا بأهم الأحداث السياسية التي مثلت علامة فارقة في عام 2018. كما سيطالع رصدًا وتحليلاً للاقتصاد وفاعلياته وأحداثه في هذا العام بنظرة بحثية.

الإصدار لم يغفل – أيضًا – التركيز على كابوس العصر الحديث، والكلام هنا عن الإرهاب والتطرف، فقدَّمنا استعراضًا لمعاناة الدول والشعوب من ذلك الخطر المحدق. وكذلك عرَّج الإصدار على أهم مناطق النزاع التي شغلت الرأي العام والإعلام طوال 2018، مع تقديم رؤية خاصة لما قد يحدث مستقبلاً في هذه النزاعات.

لم يكن الإصدار كله مأساويًا، بل إنه تعرَّض لجوانب مشرقة وأخبار مضيئة جرت في 2018، تمثلت في إنجازات علمية وطفرات تكنولوجية يُتوقع لها أن تساعد البشرية في الوصول إلى حياة أفضل وأسلوب معيشة أمثل.

عين على السياسة

كان العالم على موعد مع أحداث سياسية مهمة خلال عام 2018، لعبت دورًا كبيرًا في تحديد سياسات واستراتيجيات العديد من الدول خلال هذا العام، وتنوعت تلك الأحداث ما بين استحقاقات انتخابية في العديد من دول العالم، ومجموعة من الأزمات والملفات والقمم واللقاءات والتعيينات والإقالات والتوقيفات والاعتقالات التي كانت حديث وسائل الإعلام خلال هذا العام.

 

الانتخابات في 2018

شهد عام 2018 عددًا من الاستحقاقات الانتخابية في أكثر من 25 دولة، وتنوعت ما بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية والجهوية والاستفتاء، وسنلقي الضوء على أهم هذه الاستحقاقات:

1-الانتخابات في أوروبا

كانت الانتخابات في الدول الأوروبية في عام 2018، محطَّ اهتمام وأنظار العالم أجمع، في ظلِّ تصاعد مشاعر التطلعات المعادية لأوروبا وتنامي الخطابات الشعبوية لدى الساسة الأوروبيين، فالانتخابات البرلمانية الأوروبية وصفت بأنها ستحدد مصير المسار الذي ستنتهجه أوروبا مستقبلاً.

في مطلع مارس، أُجريت الانتخابات العامة في إيطاليا، وكشفت عن وجود تيار قوي رافض للاتحاد الأوروبي يتطلع إلى الخروج منه على غرار ما فعلت بريطانيا. وتولى رئاسة الحكومة “جوزيف بيكونتي” الذي رشحه تحالف “حركة خمس نجوم” الشعبوي وحزب الرابطة اليميني المتطرف.

وبالفعل، يجري وصف الانتخابات المقبلة بأنها ستكون مواجهة حول وضع إيطاليا في أوروبا، مع وجود احتمال واضح بأن الناخبين سيسعون إلى حلول أكثر جذرية. ويظهر الأمر إلى أي مدى يمكن لدولة أوروبية أن تتحدى العقيدة الاقتصادية في الاتحاد، ويثير تساؤلات حول استقرار منطقة اليورو، وحول مكانة إيطاليا في الاتحاد الأوروبي.

وفي المجر، أعلن رئيس الوزراء اليميني “فيكتور أوربان” عن فوزه بفترة ثالثة على التوالي، وذلك بعد أن استطاع حزب أوربان (فيديس)، وهو حزب معادي للمهاجرين ومتحالف مع الحزب المسيحي الديمقراطي، من الفوز بنسبة 66.8 في المئة من أصوات الناخبين ليحافظ على الأغلبية المطلقة بالبرلمان المجري بـ133 مقعدًا.

حكم “أوربان” خلق نوعًا من معاداة الأجانب، وأدى إلى ظهور اتجاهات سلطوية بعيدًا عن الديمقراطية والليبرالية. وقامت المجر ببناء جدار عازل على حدودها الجنوبية لمنع تدفق اللاجئين إليها، خوفًا مما عكف “أوربان” على وصفه بالخطر الإسلامي الذي يهدد هوية بلاده المسيحية.

وتمنح الأغلبية المطلقة لـ”أوربان” اليد العليا في سن قوانين تتحدى السياسات الليبرالية للاتحاد الأوروبي، كالقوانين التي أقرها حزبه بشأن تضييق عمل منظمات المجتمع المدني، والتضييق على جامعة وسط أوروبا التي أسسها رجل الأعمال “جورج سوروس”. ويتبنى “أوربان” وحزبه أفكارًا معادية للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يؤدي فوزه بالانتخابات إلى تقوية موقف الحكومات اليمينية بوسط أوروبا، كحكومات بولندا والنمسا التي تسعى إلى تحدي سياسات الاتحاد في عدد من النقاط المحورية أهمها ملف المهاجرين.

وفي هولندا، أظهرت نتائج انتخابات المجالس البلدية، اقتحام الحزب القومي الجديد، “المنتدى للديمقراطية”، الذي تأسس في 2016 بزعامة “تييري باوديت” (35 سنة)، المشهد السياسي بحصوله على 3 من مقاعد العاصمة (أمستردام) الـ45.

الحزب الجديد لم يترشح في بقية البلديات في هولندا (وعددها 300)، لكن تقدُّمه بهذا الشكل في العاصمة (أمستردام)، التي كانت مغلقة على اليسار ويسار الوسط، دفع بالجدل مرة أخرى حول خيارات الناخبين بالبحث عن “تطرف أكثر”. تطرف يتجاوز “حزب الحرية”، بزعامة اليميني المتطرف والشعبوي، المنتقد للإسلام والهجرة، “خيرت فيلدزر”، الذي لم يستطع – رغم كل مواقفه – الوصول إلى أي من مقاعد مجلس العاصمة.

ويبدو أن التغيير في توجهات الجمهور الهولندي، تزامنًا مع ما يجري بدول شمال غرب أوروبا، يدفعه نحو اليمين أكثر. ووفق ما تشير إليه الاستطلاعات، ونتائج الانتخابات المحلية، فإن شعبية حزب “فيلدزر” في تراجع، وأن انتقالاً واضحًا يجري نحو “المنتدى”. وإذا ما أخذت الاستطلاعات الأخيرة بجدية، حول شعبية “باوديت” فإن واحدًا من كل عشرة هولنديين يرون فيه رئيس وزرائهم القادم، وذلك يعني أنه استطاع سحب ناخبين من رئيس الوزراء الليبرالي “مارك روته”، ومن “فيلدزر”، بكثير من الانتقادات الصريحة لاستقبال اللاجئين والمهاجرين، وللاتحاد الأوروبي والدعوة لـ”الديمقراطية المباشرة”، بالاستفتاءات.

وفي السويد، حقق اليمين المتطرف نتائج جيدة في الانتخابات التي شهدتها البلاد في سبتمبر من عام 2018، دون أن يحصد نسبة الأصوات التي كان يأمل بها. وحصد حزب “ديموقراطيو السويد” اليميني المتطرف، 18 في المئة من الأصوات وأضاف إلى مقاعده 13 مقعدًا ليصل عددها في البرلمان الحالي إلى 62 مقعدًا. وتراجعت قوى اليسار ويمين الوسط، كما كان متوقعًا، رغم احتفاظها بالصدارة وحصول كل منها على أكثر من 40 في المئة من الأصوات.

ويشعر اللاجئون بالقلق، خاصة بعد أن ارتفعت نسبة المؤيدين لقوى اليمين التي تدعو إلى ترحيل اللاجئين غير الشرعيين وغلق الأبواب في وجه المهاجرين الجدد، في ظل ربط حزب “الديمقراطيون السويديون” بين زيادة حوادث إطلاق النار وزيادة الهجرة، على الرغم من أن الأرقام الرسمية لم تظهر أي علاقة بينهما. كذلك يرغب الحزب في الخروج من الاتحاد الأوروبي، واقترح إجراء استفتاء على ذلك. بيْدَ أن أحزاب الوسط تعارض جميعها مثل هذا التصويت؛ لذا ليس من المرجح المضي قُدمًا في هذه الخطوة.

2-انتخابات تركية مبكرة

وفي تركيا، كان سياق الانتخابات مختلفًا تمامًا هذه المرة عن مخاوف تزايد الشعبوية، فالانتخابات التي جرت في يونيو 2018 بدلاً من نوفمبر 2018، لاختيار أول رئيس بعد تحول تركيا لنظام رئاسي، يمكن القول إنها كانت استبدادًا بطعم الديموقراطية.

وكانت الانتخابات التركية إيذانًا بتطبيق نظام رئاسي قوي جديد أيدته أغلبية بسيطة في استفتاء عام 2017، لتدخل تركيا حقبة نظام حكم الفرد متمثلاً في الرئيس “أردوغان”، الذي يهيمن على مقاليد السياسة والاقتصاد والإعلام في البلاد، لتكون جميع السلطات في قبضته بعد تحويل النظام من برلماني إلى رئاسي؛ ما يعني توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية لتجعل منه نصف إله، بينما تقتصر مهمة البرلمان على التشريع والمراقبة فقط، وستكون النتيجة الحتمية هي استمرار “أردوغان” في بطشه والإطاحة بالمعارضين وغلق وسائل الإعلام التي تعارضه.

3-انتخابات الرئاسة الروسية

ومن تركيا إلى روسيا، التي أعيد فيها انتخاب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لولاية رابعة، عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس 2018، وهي النتيجة التي لم تمثل أية مفاجأة لكل المتابعين. ولم تكن الانتخابات لتمثل أي طارئ أمام “بوتين” الذي يعرف جيدًا ماذا يريد، ويصوِّر نفسه على أنه قيصر روسي معاصر، في شكل قائد روسي متميز يعلو فوق سياسات الأحزاب. فالرئيس الروسي سيستمر في سياسته التي يتبناها والتي ترسم صورة روسيا العظمى، التي تملؤها الوطنية والقوة العسكرية.

وخلال حكمه، أعاد “بوتين” إلى الأذهان فكرة “جامع الأراضي الروسية”، وهي فكرة قديمة تبرر سياسات روسيا التوسعية. وفي هذا الإطار، تبرز أهمية القرم و”الخارج القريب” بالنسبة له. كما أثبت أن حكومته هي المؤسسة الأكثر استقرارًا التي عرفها الروس. وساعده تدخله في الصراعات الخارجية، وسحقه للمعارضة الداخلية، على ترسيخ رواية “أن الغرب عدو روسيا”، وأنه الشخص الوحيد القادر على الدفاع عن مصالح البلاد.

انتخابات عربية

كانت ضربة البداية في الاستحقاقات الانتخابية العربية في عام 2018 من مصر، حيث أجريت الانتخابات الرئاسية في مارس، وأسفرت عن فوز كاسح للرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت النتائج النهائية دليلاً جديدًا على ثقة الشعب المصري بقيادة “السيسي” لمصر خلال المرحلة القادمة لمواصلة مسيرة البناء والتنمية.

1-الانتخابات التشريعية اللبنانية

وفي لبنان، كان الموعد مع ثاني استحقاق انتخابي عربي في عام 2018، حيث جرت في مايو الانتخابات التشريعية اللبنانية، وكان “حزب الله” المستفيد الأكبر مما أفرزته نتائج الانتخابات بعد تمكنه مع حليفه رئيس البرلمان نبيه بري، من حصد معظم المقاعد العائدة للطائفة الشيعية. أمَّا زعيم تيار المستقبل، رئيس الوزراء سعد الحريري، ورغم احتفاظه بزعامة الطائفية السنية على مستوى البلاد، بحصوله على 21 مقعدًا، فإنه خسر بعض المقاعد في بعض دوائر بيروت والشمال والبقاع والجنوب، مما قلَّص عدد كتلته البرلمانية التي كانت 32 نائبًا.

وعلى الرغم من إعلان نتيجة الانتخابات، فإن أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس المكلف سعد الدين الحريري، دخلت الشهر السادس على التوالي، مع بروز عقدة تمثيل “لقاء السنة المستقلين” في الحكومة، وتأزم العلاقة بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”. وأرجعت بعض التحليلات هذا التأخر إلى وجود ضغوط من إيران على “حزب الله”، الذي يرفض تسمية وزرائه، فإيران ليس من مصلحتها تشكيل الحكومة إلا إذا أخذت مقابلاً من المجتمع الدولي. وترى تحليلات أخرى أن إيران تقف وراء تعثر الحكومة اللبنانية بسبب فرض العقوبات الأميركية عليها.

وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران مع تزايد حدة الموقف الأميركي منها والرفض العربي لها، فلا يُنتظر أن يتخلى “حزب الله” عن دوره في إفشال تشكيل الحكومة اللبنانية على المدى القريب على الأقل.

2-الانتخابات البلدية التونسية

ومن لبنان إلى تونس، التي كانت على موعد في مايو 2018 مع الانتخابات البلدية، وكانت نسبة المشاركة ضعيفة جدًا ولم تتجاوز ثلث عدد الناخبين المسجلين. ويعبِّر ضعف المشاركة هذا، عن تذمر التونسيين من أداء الطبقة السياسية، وبخاصة تحالف حزبي الحكم: “نداء تونس” و”حركة النهضة” باسم التوافق.

وعلى مستوى النتائج، يلاحظ أن القائمات المستقلة هي التي حصلت على أغلب الأصوات، يليها حزب “حركة النهضة”، ثم حزب “نداء تونس”، وذلك بفارق كبير عن بقية الأحزاب. ويعكس صعود القائمات المستقلة بحث الناخب التونسي عن خيار جديد خارج الحزبين الحاكمين في ظل تراجع الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

ومن المبكر جدًّا الحكم بإمكانية أن تحقق المجالس البلدية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، قدرًا من النجاح في تحويل العناوين الكبرى للحكم المحلي إلى إجراءات وإنجازات تنعكس، إيجابًا، على حياة المواطنين وتخفف وطأة الأزمة المعيشية والخدمية والتنموية المعقدة في أسبابها وتمظهراتها، وتحدُّ من شطط المركزية التي انتهجتها الدولة منذ الاستقلال. غير أن التعدد الذي يسِم المجالس البلدية المنتخبة سيكون، مبدئيًا، دافعًا لكل طرف لتحقيق الإضافة وضمان رصيد يؤهله لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وكسب مزيد من القواعد والأوراق، كما يمكن أن يكون – أيضًا – بيئة لتواصل حالة التجاذب والمناكفة.

3-الانتخابات التشريعية العراقية

وفي العراق، أجريت الانتخابات التشريعية في مايو 2018 أيضًا، لانتخاب 329 عضوًا في مجلس النواب العراقي الذي بدوره ينتخب رئيس الوزراء العراقي ورئيس الجمهورية. وتصدّر تحالف “سائرون” بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، نتائج الانتخابات التشريعية العراقية. أمَّا تحالف “الفتح” الذي يتزعمه هادي العامري، ويضم فصائل الحشد الشعبي، فحلَّ ثانيًا على مستوى العراق بـ47 مقعدًا، بينما حلَّ ائتلاف “النصر” برئاسة حيدر العبادي ثالثًا بـ42 مقعدًا.

وعقب كل انتخابات تشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة غالبية، وليس بعيدًا أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية، قدرتها على تشكيل الحكومة بفعل تحالفات بين الكتل البرلمانية (الكتلة الأكبر تحتاج إلى 165 مقعدًا من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 329).

لكن المفاوضات الجديدة معقدة، وسط التوتر الراهن بين واشنطن وطهران بفعل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما بدا واضحًا في تأخر إعلان تشكيل الحكومة العراقية بشكل كامل، وهو ما دعا الرئيس العراقي برهم صالح، في 16 ديسمبر، إلى الإسراع والسعي الجاد لإكمال المناصب الوزارية الشاغرة في الحكومة الحالية. ويرجع سبب التأخر في استكمال تشكيل الحكومة العراقية إلى الصراع المحتدم على وزارتي الدفاع والداخلية.

ومن أهم التحديات التي تنتظر الحكومة العراقية، التحدي الأمني والتحدي الاقتصادي، إذ يثير الوضع الأمني في العراق قلق أهالي المحافظات، خاصة التي تمَّ تحريرها، أخيرًا، من قبضة تنظيم “داعش”، والتي لا يزال التنظيم يستطيع اختراقها، بينما يشكك مسؤولون في قدرة حكومة عادل عبد المهدي على ضبط هذا الملف، إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية للشعب العراقي.

وأخيرًا، كان الاستحقاق الانتخابي التالي في مملكة البحرين، حيث أجريت الانتخابات النيابية والبلدية في شهر نوفمبر، وبلغت نسبة المشاركة 67 في المئة، وهو ما يعتبر رفضًا قاطعًا للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، ويؤكد وحدة الشعب البحريني الشقيق وثقته بقيادته.

لقد عبرت نتائج الانتخابات عن وحدة الشعب البحريني والتفافه حول قيادته، وجسدت حقيقة المشاركة في أجلِّ معانيها، وذلك لاختيار أفضل المرشحين القادرين على التعبير عن الناس، تلك المشاركة التي جاءت من كل المستويات التي يحق لها التصويت، وبالذات من الفئات الخاصة كالمرأة والشباب، فضلاً عن كبار السن، ودعت إليها كل مؤسسات الدولة وجمعياتها ورموزها ونخبها وقياداتها الفكرية.

 

انتخابات التجديد النصفي بأميركا

اتجهت الأنظار في نوفمبر 2018 إلى الولايات المتحدة الأميركية، بالتزامن مع إجراء انتخابات التجديد النصفي التي جرت على كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدًا، وأسفرت عن سيطرة الحزب الديموقراطي على أغلبية المجلس، بعد أن فاز الحزب بـ220 مقعدًا، بزيادة قدرها مقعدان عن العدد المطلوب للحصول على الأغلبية، وهو 218 مقعدًا، مقابل 194 للحزب الجمهوري. في حين تمكن الجمهوريون من حسم انتخابات مجلس الشيوخ التي جرت على 35 مقعدًا من أصل 100 مقعد، بعد أن تخطوا العدد المطلوب للأغلبية، وهو 51 مقعدًا.

ورغم فوز الحزب الديموقراطي بأغلبية مجلس النواب، فإن هذا الأمر ليس بالمفاجئ فيما يخص أدبيات السياسة الأميركية، فغالبًا ما يفشل حزب الرئيس في الفوز بأغلبية مجلس النواب في أول انتخابات نصفية من عهده. لكن، كان اللافت للانتباه هو نجاح الحزب الجمهوري “حزب الرئيس” في المحافظة على أغلبية مجلس الشيوخ. إن حصول الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلس الشيوخ، أعطى الجمهوريين إمكانية تسمية القضاة الاتحاديين براحة أكبر، وإذا كان فوز الديموقراطيين بأغلبية النواب سيخولهم بفرض رقابة مؤسسية على رئاسة ترمب، وهو الدور الذي اختار الجمهوريون عدم القيام به خلال فترة حصدهم الأغلبية، فقد يلجأ ترمب إلى الأوامر التنفيذية، ربطًا بالقضايا التي لن يتمكَّن فيها من جعل الكونجرس يتعاون معه.

ولعلَّ القضية الأهم التي طُرحت عقب إعلان فوز الحزب الديموقراطي بأغلبية مجلس النواب، هي مدى جدية الحزب الديموقراطي في قضية عزل ترمب من منصبه؛ لكن عزل ترمب، يبقى مجرد احتمالات ضعيفة بشكل كبير، بل من المتوقع أن يخوض قادة الحزب الديموقراطي معركة من أجل احتواء مطالب قواعد الحزب وجماهيره بعزل ترمب، خصوصًا أنهم لن يتمكنوا من حشد تصويت ثلثي مجلس الشيوخ اللازم لإقالته من منصبه، وهو ما سيؤدي إلى نتائج عكسية، أهمها – ربَّما – حدوث شرخ بين قواعد الحزب الديموقراطي والجماهير الذين صوتوا للديموقراطيين في هذه الانتخابات، وبين الحزب الديموقراطي وأعضائه وقادته.

وبنظرة أكثر واقعية، يمكن الجزم أن جدول أعمال الديموقراطيين خلال العامين المقبلين، سيركز على الأمور الداخلية فقط، من أجل إقناع الناخب الأميركي بجدارة الحزب بالحصول على ثقة الناخبين، استعدادًا لماراثون الانتخابات الرئاسية في عام 2020. لذلك، ستكون أولويات مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية التوافق مع اهتمامات ناخبي الحزبين، وكلها اهتمامات بملفات داخلية بحتة، مثل نظام رعاية صحية يحمي الجميع، ومشاريع بنى تحتية تشجع التوظيف، وتعليم عام بجودة عالية. إن الديمقراطيين يدركون جيدًا أن هذه الانتخابات النصفية منحتهم فرصة لإعداد الساحة للاقتراع الرئاسي المقبل، عبر استعادة ثقة الناخبين الذين خسروهم خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والوصول إلى الأصوات الجمهورية المعتدلة، فهم لا يملكون رفاهية إهدار هذا الوقت القليل نسبيًا – عامان فقط قبل انتخابات الرئاسة المقبلة – في قضايا لا تهم الناخب الأميركي ولا تدخل في بؤرة اهتمامات المواطنين بشكل يؤثر على تصويتهم في الانتخابات، وسيفضلون أن يقدموا كل جهودهم في الملفات الداخلية التي تشغل الشعب الأميركي، مثل: الرعاية الصحية، والبنية التحتية، والضرائب، وسعر الأدوية، والتعليم.

من المتوقع أن يكون هناك تأثير لنتائج الانتخابات على سياسة أميركا الخارجية، ولكنه سيكون تأثيرًا محدودًا، وبشكل غير مباشر، خاصة أن الرئيس ترمب هو من يضع ويحدد السياسة الخارجية، لا مجلس النواب. وإذا كانت الأغلبية الديموقراطية ستحاول التدخل في سياسات الرئيس الخارجية، فإن التدخل سيكون من باب المناكفات والصفقات السياسية.

المكسيك والبرازيل

في يوليو 2018، أُجريت الانتخابات العامة في المكسيك لاختيار رئيس جديد لمدة ست سنوات، و500 عضو في مجلس النواب، و128 عضوًا في مجلس الشيوخ. وأسفرت الانتخابات عن تنصيب “أندريس مانويل لوبيز أوبرادور” كأول رئيس يساري في تاريخ البلاد، وانتخب بصفته معاديًا للنظام السياسي القائم، ما يسمح بالتكهن بتغيير عميق في سياسة المكسيك.

الرئيس اليساري تعهد بوضع نهاية لنخبة “جشعة” في بلد يصارع الفساد والفقر المزمن وعنف العصابات، وتغيير النظام السياسي بالانتقال السلمي والمنظم، ولكن في نفس الوقت، التحول العميق والراديكالي، وانتقد السياسات الاقتصادية النيوليبرالية باعتبارها كارثة ونكبة على البلاد. ومن بين التحديات الضخمة التي تواجه “لوبيز أوبرادور” إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة، أكبر شركاء المكسيك التجاريين، بعد انتقادات الرئيس دونالد ترمب المتكررة للمكسيك بسبب المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة.

-وفي البرازيل، وكما كان متوقعًا، فاز المرشح اليميني “جايير بولسونارو” برئاسة الجمهورية، على حساب مرشح حزب العمال وأحزاب اليسار “فرناندو حداد”، لتبدأ البلاد مرحلة جديدة بعد انتخابات وأجواء سياسية وصفت بأنها الأكثر تعقيدًا في تاريخ البلاد، التي عاشت حالة صعبة من الانقسام الحاد في المجتمع البرازيلي، ما انعكس سلبًا على كافة مناحي الحياة.

الوعود التي أطلقها “بولسونارو” في حملته الانتخابية كانت كبيرة جدًا، لكن الحقيقة أنه ليس من السهل إطلاقًا تحقيقها، نظرًا لكثرة الأزمات التي تعاني منها البلاد، والانقسام الحاد الذي أضيف إليها، ومعظم وعوده تحتاج إلى إقرار الكثير من القوانين لتنفيذها، وهو ما يتطلب منه عقد التحالفات، كما يحتاج إلى الحفاظ على دعم رجال الأعمال، وهو ما قد يدفعه لتقديم خدمات كبيرة لهم.

 

تعيينات وإقالات

شهد عام 2018 مجموعة من التعيينات والإقالات المختلفة، مثل الاستقالة المفاجئة للرئيس الجنوب إفريقي “جاكوب زوما”، بعد أن دعا حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، “زوما” لتقديم استقالته، أو أنه سيواجه تصويتًا بسحب الثقة منه داخل البرلمان. واختار الحزب “سيريل رامافوسا” لتولي زعامة الحزب ورئاسة البلاد.

ويأمل الكثير من مواطني جنوب إفريقيا في أن يتمكن “رامافوسا”، الرجل النقابي الذي تحوَّل إلى رجل أعمال، من تغيير أوضاع البلاد، بعد سلسلة من فضائح الفساد التي أدت إلى تراجع شعبية الحزب الذي قاده من قبلُ الزعيم التاريخي “نيلسون مانديلا”.

1-تعطيل الحكومة الفيدرالية

وفي منتصف ليلة السبت 20 يناير 2018 بدأ تعطيل الحكومة الفيدرالية الأميركية، وانتهى في مساء الاثنين 22 يناير 2018. حصل التعطيل بعد فشل الحكومة الفيدرالية الأميركية في تمرير مشروع قانون التمويل القانوني المناسب للعمليات والوكالات الحكومية، وقد نتج هذا عن الخلافات المُتعلقة بتمديد وضع الأشخاص المتأثرين بسياسة الهجرة المؤجلة من أجل الوصول إلى الأطفال، وبالتالي ما إذا كان أولئك المشمولون في البرنامج يجب ترحيلهم. ويوجد – أيضًا – خلاف آخر حول ما إذا كان ينبغي تمويل بناء جدار الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، وهي سياسة أساسية في حملة دونالد ترمب الرئاسية.

وهذا أول تعطيل في تاريخ الولايات المتحدة يحدث بسبب التحكم في مجلس النواب والبيت الأبيض من قبل نفس الحزب (في هذه الحالة، الحزب الجمهوري). وكان التعطيل في عام 2018 عندما فشل مجلس الشيوخ الأميركي في الموافقة على مشروع قانون تمَّ تمريره من قبل مجلس النواب يهدف إلى الحفاظ على الحكومة مفتوحة. وبدأ التعطيل في الذكرى الأولى لتنصيب دونالد ترمب.

2-إقالة ريكس تيلرسون

غير أن أهم التعيينات والإقالات التي حصلت في 2018، كانت كلها من نصيب الرئيس الأميركي ترمب، وكان القرار الأول هو ذلك الخاص بإقالته لوزير خارجيته “ريكس تيلرسون”، وتعيين مدير الاستخبارات الأميركية “مايك بومبيو” بدلاً منه، مُنهيًا بذلك مرحلة من الخلافات بين الرجلين بشأن عدة قضايا، يتعلق معظمها بطريقة التعامل الدبلوماسي مع أزمات المنطقة العربية.

الإقالة شكلت ضربةً لا يُستهان بها للتيار المُناصر لـ”قطر” المعزولة في أروقة المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، وهو ما يجعل من الصعب على الدوحة اللعب بورقة الخلافات بين أجنحة إدارة ترمب، خاصةً في ظل المواقف المتشددة التي يتبناها الوزير الجديد “بومبيو” تجاه الحلفاء الإقليميين لقطر، مثل النظام الإيراني. ويتوقع أن تؤدي إقالة “تيلرسون” إلى أن تنتهج واشنطن “سياسة خارجية أكثر وضوحًا في تشددها، أي سياسة الصقور لا سياسة الحمائم”، فالمعروف عن “بومبيو” تبنيه رؤى، تتطابق مع تلك التي يؤمن بها “ترمب” على صعيد السياسة الخارجية، وهي توجهاتٌ لا تتلاءم بأي شكلٍ من الأشكال، مع السياسات الطائشة التي تنتهجها قطر وحلفاؤها.

“بومبيو” يُوصف بأنه يشارك “ترمب” مواقفه المتشددة إزاء إيران وكوريا الشمالية، ويعتبر أن “قطر حاضنة للإرهاب، ويرى (الجزيرة) أداةً للترويج للإرهاب”. كما أن توجهات وزير الخارجية الأميركي الجديد المتشددة على الصعيد الخارجي لا تقتصر على إيران وحدها، بل إنه ضد روسيا تمامًا، ويناوئ أي نوع من التدخلات الروسية في شؤون السياسة الأميركية، وذلك على الرغم من أن الرئيس ترمب “كان يدعو إلى إحداث تقاربٍ مع روسيا”.

3-عزل مكماستر

أيضًا، كان من أهم التعيينات والإقالات التي وقعت في عام 2018، قيام الرئيس الأميركي بعزل مستشار الأمن القومي “هربرت مكماستر”، وعين محله “جون بولتون”، أحد قادة “الصقور” في صفوف الجمهوريين، وهو معروف بمناهضته لإيران وكوريا الشمالية.

مراجعة تصريحات “بولتون” على مر السنين، تستذكر مواقفه المتشددة والمحافظة تجاه عدد من القضايا. ومع ذلك، عند النظر إلى أداء إدارة ترمب حتى الآن، يبدو من غير المرجح أن تترجم كلمات “بولتون” حرفيًا إلى أفعال؛ ولكن وجود “بولتون” في الإدارة يؤدي دور التهديد المبطن في حالات معينة، كقضيتي كوريا الشمالية وإيران. ولعل انسحاب ترمب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة العمل بالعقوبات الأميركية على طهران، كان من أهم نتائج وجود “جون بولتون” و”بومبيو” في الإدارة الأميركية.

4-استقالة ماتيس

الرحيل الأخير من إدارة ترمب جاء في أواخر 2018، وكان بإعلان الرئيس قبول استقالة “جيمس ماتيس”، وزير الدفاع الأميركي، واختياره نائبه “باتريك شاناهان”، الذي سيقوم بأعمال وزارة الدفاع ابتداء من مطلع يناير 2019، رغم إعلان ترمب سابقًا أن “ماتيس” سيرحل في فبراير، وهو ما عزاه بعض المحللين إلى غضب الرئيس الأميركي من التغطية المكثفة لاستقالة وزير الدفاع.

وكان “ماتيس” قد قدَّم استقالته بعد يوم واحد من إعلان ترمب، عن سحب القوات الأميركية من سوريا، ما كشف عن معارضة “ماتيس” لمثل هذا القرار، حيث لمَّح الجنرال بقوة في رسالة استقالته إلى وجود اختلافات في رسم السياسات مع الرئيس. ثم إن أعضاء في الكونغرس الأميركي من كلا الحزبين الرئيسين عبروا عن صدمتهم لقرار الاستقالة.

إن استقالة شخص مثل “جيمس ماتيس” من منصبه كوزير للدفاع، وهو شخص تربى في أحضان العسكرية والنظام، يعني أن هناك خللاً ما. إننا أمام رئيس لا يريد أن يخالفه في الرأي أحد، ولا يريد من أحد أن يتحداه، ولا يريد رؤية الأمور من خارج أفكاره الأيديولوجية، وهذا هو التحدي. استقالة “ماتيس” أثارت قلق كثيرين في الولايات المتحدة في الدوائر السياسية وبين المواطنين أيضًا، فهل تكون بداية لنهاية الرئيس؟ “ماتيس” كان آخر الرجال البالغين العقلاء في إدارة ترمب، وأحد مجموعة الكبار التي كان من المتوقع أن تكبح جماح “الرئيس المتهور”، وتسيطر على تصرفاته وقراراته المفاجئة والسريعة.

قمم ولقاءات

حفل عام 2018 بمجموعة مهمة من القمم واللقاءات، بدأت من إفريقيا، بانعقاد القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، وأعرب الاتحاد الإفريقي عن دعمه لإعادة إطلاق المفاوضات بين المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بهدف التوصل إلى حل دائم ينسجم مع قرارات ولوائح منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي وقرارات الأمم المتحدة. وأكد القادة الأفارقة على ضرورة إصلاحات المنظمة وحتمية تعزيز الاندماج القاري من أجل تجسيد جهود السلام والتنمية.

وهناك عدة نتائج هامة صدرت عن القمة في مجالات الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وإطلاق سوق إفريقية موحدة في النقل الجوي، وتبني بروتوكول حول حرية تنقل الأفراد، فضلاً عن عقد اجتماع لمجلس إدارة المبادرة الإفريقية للطاقات المتجددة. وأكدت فرنسا التزامها بمواصلة وتكثيف تعاونها مع الاتحاد الإفريقي من أجل السلام والاستقرار والتكامل والتنمية المستدامة للقارة الإفريقية. إضافة إلى المبادرات التي تمَّ إطلاقها في عدة مجالات، مثل: التمويل الذي يمكن التنبؤ به لعمليات حفظ السلام الإفريقية، وتنفيذ الشراكات بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من ناحية، وبين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي من جهة أخرى، وإنشاء منطقة للتجارة الحرة القارية، والتعجيل بتعبئة إمكانات الطاقة المتجددة في إفريقيا.

1-مؤتمر سوتشي

ومن إثيوبيا إلى روسيا، حيث عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري دعت إليه روسيا، أواخر يناير، في منتجع “سوتشي” المطل على البحر الأسود، قاطعته المعارضة السورية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. ومن أبرز مخرجاته الاتفاق على تأسيس لجنة لإعادة كتابة الدستور السوري، ودعوة لإجراء انتخابات ديموقراطية.

خلص المؤتمر إلى إصدار بيان عام، ومن أهم ما جاء فيه تأليف لجنة دستورية تتشكل من وفد الحكومة في الجمهورية العربية السورية، ووفد معارض واسع التمثيل؛ لصياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ولم يتطرق البيان إلى القضايا الأساسية، مثل: دور الأمم المتحدة والسلطة، ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، واستعمال السلاح الكيميائي، ووجود القوات الأجنبية على الأراضي السورية.

لم يتم إطلاع الوفود المشاركة في المؤتمر مسبقًا على بيان المؤتمر، ولا يُعرف كيف قام 1600 شخص بمناقشة بيان المؤتمر الذي اقتصرت مدته الفعلية على يوم واحد. ولم يتطرق البيان الختامي إلى مصير الأسد بما يعكس، عمومًا، موقف وفود النظام التي طالما رفضت بحث مصير الأسد في مفاوضات “جنيف”، وأكدت أن ذلك أمر يحدده الشعب عبر الانتخابات.

2-القمة العربية في الظهران

وفي منتصف أبريل، انطلقت في مدينة الظهران السعودية أعمال القمة العربية الـ29، التي أطلق عليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز “قمة القدس”. وأكد البيان الختامي للقمة، الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، بالإضافة إلى التعهد بالعمل على تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية. كما أشار إلى أهمية اليقظة لوقف الأطماع الإقليمية التي تستهدف أراضي الدول العربية، ورفض وإدانة القرار الأميركي بحق القدس واعتباره باطلاً، وتابع: “تفعيل شبكة أمان مالية لدعم فلسطين”.

وأكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب، رفضهم لتوغل القوات التركية في الأراضي العراقية، مطالبين الحكومة التركية بسحب قواتها فورًا دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء على السيادة العراقية، وتهديدًا للأمن القومي العربي. كما أكد البيان على رفض القادة العرب للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، مشددين على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

وأدانوا بشدة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، بما في ذلك الصاروخ الباليستي الذي استهدف مدينة الرياض بتاريخ 4 نوفمبر 2017، واعتبار ذلك عدوانًا صارخًا ضد المملكة وتهديدًا للأمن القومي العربي، مؤكدين على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.

وشدد البيان على ضرورة تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وإدانة كل أشكال العمليات والأنشطة الإجرامية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية والعالم. وندد القادة العرب بكل الأنشطة التي تمارسها تلك التنظيمات المتطرفة والتي ترفع شعارات دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية وتعمل على التحريض على الفتنة والعنف والإرهاب.

3-بوتين وترمب في هلسنكي

احتضنت مدينة هلسنكي في فنلندا في يوليو، قمة هي الأولى بين الرئيسين الأميركي ترمب والروسي بوتين، وعبر الرئيسان في مؤتمر عقب القمة التاريخية عن تفاؤلهما بالمحادثات “الناجحة جدًا والمفيدة”، وأشاد الرئيس الأميركي بالحوار “المباشر والصريح” مع بوتين، وقال إنها “ليست سوى بداية” لاستعادة العلاقات. أمَّا بوتين فرأى أن محادثاته مع نظيره الأميركي كانت “ناجحة جدًا ومفيدة للغاية”.

القمة حققت مسألتين حتى قبل أن تبدأ؛ أولاهما أنها أعادت مرة أخرى روسيا باعتبارها قوة عالمية تناقش القضايا الدولية والتوازنات الاستراتيجية مع الدولة الأقوى على الصعيد العالمي من موقع الند للند. أمَّا الأخرى، فقد أبانت أن التفاهم الروسي- الأميركي، يمكن أن يكون بديلاً عن تفاهمات موسعة تتعلق بقضايا متفجرة، وقد أثبتت هذه التفاهمات عدم جدواها خلال السنوات القليلة الماضية.

وأثارت القمة ردود فعل معارضة تخللتها انتقادات حادة من بعض المسؤولين السياسيين البارزين في الولايات المتحدة، ووصفها البعض بأنها “خطأ مأساوي” وتراجع جديد للولايات المتحدة، واتهموا ترمب بالتقاعس عن الدفاع عن بلاده، ووصفوه بأنه أصبح في جيب بوتين بشكل كامل، وإن تصريحات ترمب جعلت الولايات المتحدة تبدو كما لو كانت “لقمة سائغة”.

لكن، يمكن القول إن القمة سارت تحت عنوان “التسويات” وليس تفعيلاً أو إعادة إنتاج لأسباب الصراع التاريخي بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يؤمن به الرئيس ترمب في إطار فهم عميق وراسخ لديه بإمكانية بناء علاقات إيجابية مع روسيا، وإنجاز “تفاهمات وصفقات” تخدم الولايات المتحدة ، وتمَّ التعبير عن هذا الفهم خلال حملته الانتخابية، وتعززت هذه المقاربة بوجود رئيس روسي (بوتين) يمكن الاعتماد عليه في تحقيق تلك الصفقات والتسويات، على صعيد العلاقات الثنائية وفي إدارة النزاعات الدولية والإقليمية؛ وهو ما يمكن أن تجده في تصريحات ومواقف الرئيس الأميركي في قمة الناتو وزيارته إلى بريطانيا، قبيل انعقاد القمة مع بوتين، والكثير من الشواهد قبلها في قمة العشرين والعلاقات الاقتصادية وإلغاء اتفاقات التجارة وفرض الضرائب الجمركية على الواردات من الصين وكندا وأوروبا.

التسريبات حول القضايا التي تمَّ الاتفاق عليها أو المختلف حولها، بين روسيا وأميركا على قلتها، تؤكد أن توافقًا بين الجانبين قد تحقق تجاه بعض القضايا، من بينها دعم روسيا للاتفاق الأميركي مع كوريا الشمالية حول نزع أسلحتها النووية، في حين تمَّ تحقيق تقارب في قضايا أخرى كالملف الإيراني، رغم تحفظات روسيا على السياسة الأميركية تجاه إيران، وانسحاب أميركا من الصفقة النووية. وغابت قضايا أخرى كالقضية الفلسطينية، إلا أن القضية الأبرز التي تمَّ الاتفاق عليها هي سوريا، وفي إطار استمرار الصفقة التي تمَّ إنجازها وجوهرها بقاء بشار الأسد مقابل إخراج إيران من سوريا، ووقف الدعم من قبل أميركا وحلفائها للمعارضة السورية، وهو ما دفع الكثير من المحللين إلى القول بأن الأسد هو الرابح الحقيقي من القمة.

4-ترمب وزعيم كوريا الشمالية

وكانت القمة الأبرز في عام 2018، هي تلك التي انعقدت في سنغافورة، في يونيو، وجمعت بين الرئيس الأميركي ترمب، وزعيم كوريا الشمالية “كيم جونغ أون”، في أول لقاء بين رئيس أميركي ونظيره الكوري الشمالي، وهو ما مثل انعطافًا مهمًا في سياسة كل من “ترمب” و”كيم”.

تركزت القمة على قضايا نزع الأسلحة النووية وتخفيف التوترات، إذ تريد الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلص من أسلحتها النووية بطريقة لا رجعة فيها مع السماح للمجتمع الدولي بالتحقق من ذلك. وأعاد “كيم” تأكيد التزامه الثابت بإكمال إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. لكن التساؤل هو: ما السبب الذي قد يدفع “كيم” إلى التخلي عن أسلحته النووية بعد أن عاني الكثير لامتلاكها. في المقابل، يحاول الرئيس ترمب تحقيق اختراق في الملف الكوري الشمالي بدءًا من تطبيع العلاقات، مرورًا بنزع السلاح النووي الكوري، وتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية، وهذا الاختراق على شاكلة اختراق “نيسكون” بتطبيع علاقات الولايات المتحدة مع الصين، وفي عهد أوباما مع كوبا.

أجواء التفاؤل بعد المصافحة التاريخية، وأجواء الترحيب المتبادل بين الرئيسيين، تحيط بها أجواء الإحباط بفشل القمة من حيث النتائج العملية، فلا مهارات تفاوض يمتاز بها “ترمب” ولا “كيم”. كما أن التسرع والغضب قد يصدر من قبلهما في أي لحظة في سياق أي تصريح مضاد، كما حصل من جانب ترمب تجاه قمة الدول السبع الكبار في “كيبك” بعد تصريحات رئيس الوزراء الكندي. إضافة إلى تاريخ كوريا الشمالية في موضوع التنصل من المحادثات والاتفاقيات والمعاهدات، فبعد توقيعها اتفاق إطار عام ١٩٩٤ انهار هذا الاتفاق عام ٢٠٠٢ لاتهام “بيونغ يانغ” بامتلاك برنامج تخصيب يورانيوم سري، ثم دخلت بمحادثات سداسية عام ٢٠٠٣ أفضت جولات المحادثات إلى اتفاق طموح عام ٢٠٠٥، لكن “بيونغ يانغ” أجرت أول تجربة نووية عام ٢٠٠٦ بعد اتهام واشنطن لأحد المصارف في “ماكاو” بتبييض الأموال لصالحها.

هذه المعطيات تدل على محدودية المراهنة على قمة سنغافورة من حيث النتائج، وقد لا تتعدى سابقاتها باتفاق إطار ينص على تجميد البرنامج النووي مقابل انفتاح اقتصادي وسياسي حذر من جانب واشنطن ينهار في أي لحظة، لهشاشة الأرضية التي قد يقوم عليه الاتفاق، فقمة عابرة تقفز على معطيات التاريخ وتعقيدات العلاقة المعقدة بين الطرفين تشي بذلك. لكن، في حال سير المحادثات بالاتجاه المطلوب من قبل الطرفين، قد يفتح عصرًا جديدًا في تاريخ العلاقات الدولية في ظل نظام دولي تصنع قواعده من قبل الولايات المتحدة قائم على أساس مجموعة من القواعد الاقتصادية والقانونية والعسكرية المتفق عليها، لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها مما يؤدي إلى اندلاع الصراعات والارتباك. ولهذا، لا بدَّ أن تعمل الولايات المتحدة على إعادة صياغة النظام الدولي من خلال تعميم الآليات المتبعة في تقاربها مع “بيونغ يانغ” بشكل يتواءم مع توجهاتها إزاء إيران والصين وروسيا وفلسطين والأزمات المتفاقمة في الشرق الاوسط، عدا ذلك لا يمكن الرهان على نجاح قمة “ترمب – كيم” من حيث أثرها على السلام العالمي ما لم يستكمل هذا النموذج الدبلوماسي مع بقية مناطق الصراع وبؤر التصدع الدولية والإقليمية.

5-قمة مجلس التعاون الخليجي

احتضنت المملكة العربية السعودية قمة مجلس التعاون الخليجي الـ39، لمناقشة آخر التطورات السياسية الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة، وكذلك ملف الحرب على الإرهاب والتطرف، وأزمة اليمن ومفاوضات العاصمة السويدية ستوكهولم. وجاء انعقاد القمة الخليجية ليؤكد تصميم قادتها على المضي قُدمًا لترسيخ هذه المنظومة وتعزيز الترابط والتكامل الخليجي لكل ما فيه الخير والنفع لمواطنيها.

القمة الخليجية كانت حريصة على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون، بما يحقق تطلعات المواطن الخليجي. وانتهت القمة إلى اعتماد قوانين واستراتيجيات، تضمن تسارعًا أكبر لمسيرة العمل الخليجي المشترك فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والسياسي والأمني، بما يتواكب مع ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من متغيرات واضطرابات.

 

ملفات وأزمات

كان العالم على موعد مع مجموعة من الأزمات والملفات المهمة التي أثارت جدلاً وضجة عالميين خلال عام 2018، تنوعت بين أزمات انفصالية وتظاهرات احتجاجية وملفات جاسوسية، نرصد أهمها فيما يلي:

1-تحقيقات الجاسوس سكريبال

في مطلع مارس 2018، عُثر على “سيرغي فيكتوروفيتش سكريبال”، وهو ضابط رسمي سابق في المخابرات الروسية وعميل مزدوج لدى جهاز الاستخبارات البريطاني، وابنته يوليا ( 33 عامًا) مغمى عليهما في الشارع، نتيجة تسميمهما بمادة مجهولة، وقد عثر عليهما شرطي، وتمَّ نقلهما والشرطي إلى مستشفى في “سولسبري”، في حالة حرجة. وصرحت الحكومة البريطانية أنهما سُمِّما بغاز للأعصاب تمَّ تطويره في روسيا ويحمل اسم “نوفيتشوك”، ونفت موسكو ذلك قطعيًا. لتبدأ بعد ذلك سلسلة من التشاحن بين بريطانيا وروسيا.

وأعلنت بريطانيا عن تكليف فريق محققين من أكبر وكالة لمكافحة الإرهاب بالعمل على كشف تفاصيل الحادث الذي أخذ أبعادًا سياسية ودولية، قبل أن تعلن السلطات البريطانية اسمي رجلين يحملان الجنسية الروسية، مشتبه بضلوعهما في محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق، مضيفة أن الرجلين يرجح أنهما ضابطان في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (جي آر يو)، وأن محاولة الاغتيال “ليست من صنيع فريق مارق” وأنه “شبه مؤكد” أنها نُفذت بعد الموافقة عليها من قبل أرفع المستويات في الدولة الروسية.

تصاعدت أزمة تسميم الجاسوس عندما قررت بريطانيا طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا من الأراضي البريطانية، وأكدت أن الدبلوماسيين الروس الذين قررت طردهم هم عملاء استخبارات سريين. وفي المقابل، ردت روسيا بطرد 23 دبلوماسيًا بريطانيًا من موسكو، لكونهم “أشخاصًا غير مرغوب فيهم في البلاد”. كما أعلنت موسكو سحب موافقتها بشأن افتتاح قنصلية بريطانية في “سان بطرسبرغ”، وإصدار قرار بتعليق أنشطة المجلس الثقافي البريطاني في الاتحاد الروسي، بسبب الوضع غير المستقر للمجلس.

القضية اتخذت منحى دوليًا، إثر دخول أطراف أخرى على الخط، حيث طالب الناتو روسيا بالإجابة عن استفسارات بريطانيا حول تسميم “سكريبال”. كما عقد مجلس الأمن اجتماعًا طارئًا حول القضية، وعبَّر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن تضامنهم غير المحدود مع بريطانيا في خلافها مع روسيا، وحمَّل كلٌّ من ترمب وماكرون، روسيا تبعات تسميم “سيرغي سكريبال”، قبل أن تعلن 20 دولة على الأقل، بينها الولايات المتحدة و14 من الاتحاد الأوروبي، طرد دبلوماسيين روس من أراضيها، لترد روسيا بطرد 150 دبلوماسيًا من 24 دولة وتغلق قنصلية أميركا بـ”سان بطرسبرغ”، وسط توقعات بمزيد من التصعيد.

2-السلام بين الكوريتين

في أبريل 2018، كان “كيم جونغ أون” أول رئيس كوري شمالي تطأ قدماه أراضي كوريا الجنوبية، بعد عبوره خط الحدود العسكرية الذي قسَّم شبه الجزيرة الكورية إلى بلدين منذ نهاية الحرب الكورية قبل 65 عامًا. والتقى “كيم” نظيره الكوري الجنوبي “مون جاي إن” على الحدود، ثم توجَّها إلى مقر قمتهما التاريخية في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين. وتعهد زعيما كوريا الشمالية والجنوبية بالعمل على تخليص شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بعد عقد قمة تاريخية. كما اتفق الطرفان، بحسب بيان مشترك عقب القمة، على الدفع باتجاه تحويل الهدنة التي أنهت الحرب الكورية عام 1953 إلى معاهدة سلام هذا العام.

إن الهدف الأساسي هو الحصول على إعلان رسمي لنهاية الحرب. بمعنى آخر، استبدال الهدنة التي استمرت أكثر من 65 عامًا بمعاهدة سلام حقيقية بين البلدين. وفي حال تمَّ الوصول إلى صيغة لإعلان نهاية الحرب، ستستمر المفاوضات القانونية والسياسية سنوات من أجل الاتفاق على تفاصيل معاهدة السلام. كذلك أكدت واشنطن، عدة مرات، أن أي إعلان لنهاية الحرب بين الكوريتين يتوقف أولاً على كشف “بيونغ يانغ” عن محتويات برنامجها النووي. في حين تطالب كوريا الشمالية بإعلان السلام قبل القيام بأية خطوة أو تنازل فيما يتعلق بملفها النووي. وتخشى الولايات المتحدة أن تزيد معاهدة السلام من نفوذ كوريا الشمالية وحلفائها – روسيا والصين – في مجلس الأمن؛ إذ تعتقد واشنطن أن ذلك سيسمح لخصومها بعرقلة أية مشاريع ضد ملف كوريا الشمالية النووي والاكتفاء بتقديم تنازلات جزئية.

لكن: هل من حظوظ لبناء سلام دائم؟ الحقيقة أن القمّة انتهت بإعلان نوايا على إنهاء الحرب رسميًا، وبخاصة نزع الأسلحة النووية نهائيًا. وقد تحمست كوريا الشمالية لهذه النتائج بخلاف الرأي العام الكوري الجنوبي الذي بقي متشككًا في صدق نوايا الزعيم الكوري الشمالي. ففي سنة 2005 انتهت قمة تاريخية مماثلة بتوقيع اتفاق يسمح حتى لمراقبين أجانب بزيارة كوريا الشمالية، غير أن ذلك لم يمنع عودة شبح الحرب. وتبقى حظوظ نجاح القمة الأخيرة محدودة بالنظر إلى أهداف الصين خاصة، وهي المتحكم الحقيقي في الملف الكوري. فبقدر انزعاجها من تهديدات كوريا الشمالية النووية، تخشى أي تغيير سياسي قد يؤدي إلى حرب تدفع نحوها بملايين النازحين. كما تخشى أي توحيد لكوريا يقرِّبها من الولايات المتحدة ويخرجها من دائرة نفوذها.

3-الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني

كان من أهم الأحداث التي وقعت في 2018، وتنفيذًا لوعده خلال حملته الانتخابية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مايو، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (٥+١)، ووقَّع أمرًا رئيسيًا يُعيد فرض أعلى مستوى من العقوبات على النظام الإيراني، وحذَّر الدول من فرض واشنطن عقوبات شديدة عليها إذا قدَّمت مساعدات لطهران في سعيها للحصول على أسلحة نووية. القرار الأميركي يتسق مع رؤية ترمب للاتفاق بأنه الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يصفه بـ”الكارثي”، وأنه عزز من الطموح النووي الإيراني، والحصول على القنبلة النووية بشكل قانوني، فضلاً عن أن الاتفاق من وجهة نظر ترمب، قد منح الديكتاتورية الإيرانية شريان الحياة السياسية والاقتصادية، بعد رفع العقوبات المفروضة على طهران، والتحرر من الضغوط المحلية الشديدة التي فرضتها العقوبات الأميركية والدولية، ناهيك عن عدم تعرضه لبرنامج إيران لتطوير منظومة الصواريخ الباليستية، ودورها المزعزع للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

القرار الأميركي بالانسحاب أثار تداعيات سلبية على مستوى العلاقة بين مؤسسات صنع القرار الأميركي، وعلى مكانة وصورة الولايات المتحدة دوليًا، وكذلك على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقة الإدارة الأميركية بالحلفاء الأوروبيين. فقد أكد الاتحاد الأوروبي – إلى جانب الدول الأعضاء فرنسا وألمانيا وبريطانيا- مجددًا التزاماته بالاتفاق النووي مع إيران قبيل ساعات من اتخاذ ترمب لقراره، إلا أنه من الصعب أن تستطيع الدول الأوروبية تقديم أيَّ شيء “مهم” لإيران بغياب الولايات المتحدة، فلا يمكن إجبار البنوك الكبيرة على القيام بأعمال تجارية مع إيران، لأنها ستكون عرضة للعقوبات الأميركية، فهي تخضع للولاية القضائية الأميركية ما دامت تستخدم الدولار.

في المقابل، فإن الاتفاق النووي فشل في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأدى إلى استغلال إيران للمنافع الاقتصادية من رفع العقوبات لنشر الفوضى في المنطقة؛ ما أدى إلى زيادة التهديد الإيراني للمجتمع الدولي. ويكفي فقط أن نلقي نظرة عابرة إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان، لنرى ما آلت إليه التدخلات الإيرانية المارقة في شؤون دول المنطقة، إذ دمرت سوريا، وعصفت بالشرعية في اليمن، وفي لبنان بات “حزب الله” دولة داخل دولة، وفي العراق نشاهد الميليشيات الإيرانية المدججة بالسلاح ترتع في الشوارع وتُهجر أهل السنة. فمع مرور الوقت ثبت عدم صحة الحجة القائلة بأن الاتفاق ساهم في تدعيم قوة ما يسمَّى بالمعتدلين التي كان يروج لها البعض.

4-نقل السفارة الأميركية للقدس

في مايو2018، نقلت الولايات المتحدة سفارتها في إسرائيل إلى القدس، بعد الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين والعرب والمسلمين وعشرات الدول الغربية. وتمت مراسم الافتتاح في مبنى القنصلية الأميركية في حي “أرنونا” بالقدس حيث سيصبح مقرًا مؤقتًا للسفارة يعمل فيه السفير وعدد قليل من العاملين، وذلك لحين العثور على موقع أكبر مساحة.

ويعدُّ الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المحتلة، انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية المتعلقة بالقدس، وهو تشجيع للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة السير في النهج نفسه، وقد كفلت قرارات الشرعية الدولية تجسيد قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى أن المدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال. كما أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس قد يعمل على تقويض عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقويض أي فرصة للوصول إلى اتفاق شامل ونهائي. وقد صرح نتنياهو قبل يوم من نقل السفارة قائلاً: “ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه”.

الخطوة الأميركية تهدد بنسف خيار حل الدولتين الذي يتبناه المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية، كما أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس أثبت للفلسطينيين أن طريق التسوية مع إسرائيل لم يخدم قضيتهم، وأنهم باتوا مضطرين إلى البحث عن خيارات أخرى للحفاظ على حقوقهم. ويطعن قرار الرئيس ترمب في مصداقية ومكانة الولايات المتحدة في العالم، ويجعلها وسيطًا “غير نزيه” لعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

5-السلام بين إريتريا وإثيوبيا

بعد عشرين عامًا من إعلان الحرب بين إثيوبيا وإريتريا حول مناطق حدودية، أعلن البلدان عن إنهاء حالة الحرب. وجاء الإعلان غداة لقاء تاريخي بين رئيس الحكومة الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الإريتري إيسايس أفورقي، في أسمرة. وجاء الإعلان ليتوج أسابيع من تطورات سريعة للتقارب بين البلدين باشرها رئيس الوزراء الإثيوبي وأفضت إلى زيارته للعاصمة الإريترية ولقائه رئيس البلاد.

بدأ التقارب بين البلدين حين أعلن “آبي” أن إثيوبيا ستنسحب من بلدة “بادمي” وغيرها من المناطق الحدودية الخلافية، تنفيذًا لقرار أصدرته عام 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين. وتولى “آبي” منصبه في أبريل 2018 بعد سنوات من الاضطرابات المناهضة للحكومة، وسرعان ما أعلن تغييرات غير مسبوقة شملت تحرير بعض نواحي الاقتصاد الذي تسيطر عليه الدولة والإفراج عن معارضين مسجونين. لكن أكبر تحول في سياسته حتى الآن، هو توجهه نحو إريتريا، إذ وعد “آبي” بالتنازل عن الأراضي التي احتلتها بلاده.

ورعى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، توقيع كل من الرئيس إيسايس أفورقي، رئيس إريتريا، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، اتفاقية جدة للسلام بين إثيوبيا وإريتريا، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع. وقلَّد خادم الحرمين الشريفين، الرئيس الإريتري، ورئيس الوزراء الإثيوبي قلادة الملك عبدالعزيز. وقال أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة عقب توقيع الاتفاق، إن توقيع اتفاقية السلام بين إريتريا وإثيوبيا في جدة حدث تاريخي. وحضر مراسم التوقيع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ورغم المودة الدبلوماسية الواضحة، فإن المفاوضات لمنح إثيوبيا الحبيسة حق استخدام مرافئ إريتريا على البحر الأحمر وترسيم الحدود بين البلدين وضمان علاقات طيبة بينهما، لن تكون سهلة. كما أن هناك معارضة داخلية في إثيوبيا بشأن التقارب، خصوصًا من إثنية “تيغراي” التي تستوطن الحدود مع إريتريا وتخشى فقدان أراض لمصلحة هذا البلد، خاصة أن قادة إثنية “تيغراي” كانوا غائبين بشكل ملحوظ عن المباحثات في أسمرة، وحضورهم سيكون حاسمًا لإرساء السلام.

6-إسقاط الطائرة الروسية في سوريا

في سبتمبر 2018، وأثناء مرحلة الهبوط، تعرضت الطائرة العسكرية الروسية إيل-20 إلى صاروخ سوري، أدى إلى إسقاطها بالخطأ ومقتل طاقمها المكون من 14 فردًا. وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” حمَّل تل أبيب المسؤولية الكاملة. وتدهورت العلاقات بين روسيا وإسرائيل بعد تحطم طائرة الاستطلاع الروسية.

ولم يكن المسار المتردي للعلاقات الروسية الإسرائيلية بعد سقوط الطائرة الروسية، يشير إلى وجود أية إمكانية لنجاح اللقاء بين العسكريين الروس والإسرائيليين، الذي عقد في موسكو منتصف ديسمبر. وبدا الإعلان عن اللقاء من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي أمرًا مفاجئًا، خصوصًا في ظل الحملة العاصفة في الإعلام الإسرائيلي من الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالعداء للسامية، بلغت حد القول بأن “روسيا يحكمها معادون للسامية”، وبأن “روسيا ليست صديقة إسرائيل، بل تؤيد الإرهاب” تعليقًا على تصويت روسيا لصالح “حماس” في الأمم المتحدة.

لكن روسيا تحمل هذا اللقاء معنى مختلفًا كليًا، كما تشير أجهزة إعلامها. فالجنرال الإسرائيلي “آرون خليفا”، اجتمع بمسؤول أدنى منه رتبة ومسؤولية، وهو نائب قائد إدارة العمليات في الأركان الروسية الجنرال “فاسيلي تورشين”، الذي ليس له علاقة مباشرة مع الحرب السورية، حسب مواقع إسرائيلية أخرى. وكانت الرسالة مفهومة. فروسيا، وعلى الرغم من أنها تعرف محدودية قوتها في الشرق الأوسط ومحدودية الضغط الذي بوسعها ممارسته على إسرائيل، لا تنوي “خلع التاج” عن رأسها. فالحرب السورية تقترب من نهايتها، وروسيا ليست معنية بإثارة نزاعات جديدة مع حلفائها في هذه الحرب؛ ولذلك عمدت إلى افتعال أزمة مع إسرائيل لتضييق مساحة حرية الجيش الإسرائيلي في الهجمات على إيران وحزب الله. وتدرك إسرائيل أنها بحاجة إلى تفاهم جديد مع روسيا للحفاظ على حرية حركتها في سوريا، وهو ما سعى إليه الجنرال “آرون خليفا” في زيارته إلى موسكو، التي هي بحاجة إلى الاحتفاظ بعلاقة مع إسرائيل، التي تلعب الآن دور الجسر بينها وبين واشنطن في مجالات عدة.

إسرائيل قد اضطرت، بعد حادثة الطائرة الروسية، إلى تخفيض نشاطها فوق سوريا لتفادي الاحتكاكات “غير الضرورية” مع الروس”، ولم تقم في هذه الأثناء إلا “بغارتين أو ثلاث”، على المواقع الإيرانية في سوريا. لكن، وعلى ضوء المعطيات الجديدة حول تجديد إيران نشاطها في سوريا، ومواصلة التصعيد من قبل الروس بشأن الطائرة، تجد القيادة الإسرائيلية نفسها “مضطرة للتخلي عن سياسة ضبط النفس”. نتنياهو قد حذر أكثر من مرة، خلال الأسابيع الأخيرة، بأن إسرائيل لا يسعها القبول بتصاعد التهديد الإيراني عند حدودها الشمالية، وهي تحتفظ لنفسها بحق القيام بما “تراه ضروريًا” لضمان أمنها. غير أن كلمات نتنياهو لم تلقَ أذنًا صاغية لا في دمشق ولا في طهران ولا في موسكو، على حد قوله. ولذا، أتت الغارة الأخيرة مطلع ديسمبر لتشير إلى التبدل في الموقف الإسرائيلي، وإلى أن صواريخ S-300الروسية، التي يتموضع الإيرانيون تحت مظلتها، لن تتمكن من منع إسرائيل من القيام بمهمات الحفاظ على أمنها.

7-احتجاجات وهجمات عسكرية على إيران

كان عام 2018 عصيبًا على إيران، ولم يقتصر الأمر على تأزم الأوضاع التي تتعلق بالسياسة الخارجية، والتي كان على رأسها الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية على طهران، بل شمل الأمر الجبهة الداخلية التي عانت من احتجاجات وحوادث إسقاط طائرات والهجوم على عرض عسكري.

كانت البداية مع الاحتجاجات الإيرانية التي اندلعت في عدد من المدن الإيرانية، ابتداء من يوم 28 ديسمبر 2017 في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، ولا تزال مستمرة حتى اليوم. وتمَّت الدعوة للمشاركة في المظاهرة التي كانت تسمَّى في البداية “لا للغلاء”، احتجاجًا على السياسات الاقتصادية لحكومة حسن روحاني، على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن تجاوز نطاقها العام إلى بعض الشعارات السياسية التي ردَّدها بعض المحتجِّين. وعلى الرغم من الشعارات الراديكالية التي ترددت في بعض التجمعات، فإن العديد من الأحزاب والشخصيات ووسائل الإعلام داخل النظام، اعتبروا الاحتجاجات صحيحة وطالبوا بمساءلة الحكومة واليقظة للشعب لمنع استغلال الأعداء للاحتجاجات.

كذلك كانت إيران على موعد مع احتجاجات الدراويش، وهي سلسلة من الاحتجاجات المستمرة من الدراويش الإيرانيين الذين هم أعضاء في الإسلام الصوفي في طهران بإيران. بدأت الاحتجاجات في الرابع من فبراير، ثم سرعان ما هدأت في اليوم التالي. بيدَ أن الاحتجاجات اندلعت مرة أخرى في 19 فبراير حيث قُتلَ 3 أفراد من قوات الأمن بعد أن دهستهم حافلة.

ثم في مارس، اندلعت احتجاجات خوزستان، التي تُعرف كذلك باسم “انتفاضة الكرامة”، وهي سلسلة من الاحتجاجات المستمرة من قبل الإيرانيين العرب في محافظة خوزستان في إيران ضد التمييز الذي يستهدف العرقية العربية الأقلية.

كما شهدت إيران احتجاجات في يونيو، عرفت باسم “الاحتجاجات ضد المياه الصالحة للشرب”، وهي سلسلة من الاحتجاجات المستمرة من قبل الإيرانيين الذين يعيشون في مدن مُحدَّدة، مثل المحمرة وعبادان، وذلك بسبب نقص مياه الشرب النظيفة. فبدأت الاحتجاجات في عبادان، ثم تصاعدت وتيرتها في مدينة المحمرة قبل أن تتحول إلى أعمال عنف وشغب.

وفي سبتمبر، قام مسلحون بإطلاق النار على عرض عسكري في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران بمناسبة ذكرى بداية الحرب العراقية الإيرانية. اتهم التلفزيون الحكومي في إيران تنظيم (داعش) بالعملية، إذ ذكر أن مسلحين تكفيريين هم من قاموا بها.

8-حادثة جمال خاشقجي

أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة السعودية في موضوع اختفاء الصحافي السعودي جمال بن أحمد خاشقجي، أن المناقشات التي تمت بينه، وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار، واشتباك بالأيدي مع المواطن جمال خاشقجي، مما أدى إلى وفاته.
وأكدت النيابة العامة السعودية أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق، وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.

9-تظاهرات أوروبا.. احتجاجات السترات الصفراء

عندما اندلعت احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا، كانت لسبب واحد في البداية وهو معارضة الضريبة على الوقود، ثم توسعت وازدادت عنفًا بمرور الأيام، وارتفع مستوى المطالب، لتصل إلى مطالبة الرئيس الفرنسي بالتنحي عن منصبه. وفي وقت لاحق أخذنا نسمع عن احتجاجات أخرى ولأسباب مختلفة في مدن ودول أوروبية أخرى، شملت هولندا وبلجيكا والنمسا وصربيا وهنغاريا.

ورغم أن هذه الاحتجاجات المختلفة امتدت لتشمل العديد من المدن الأوروبية، فإن هناك أمرين يجمعان فيما بينها، الأول أصبح رمزًا لكل هذه الاحتجاجات والتظاهرات وهو “السترات الصفراء”. أمَّا الثاني، فهو أنها بدأت واستمرت من دون زعامات أو قيادات تنظيمية، وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي فرنسا، بدأت الاحتجاجات في إطار حركة شعبية باسم “السترات الصفراء” كرد فعل على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون، زيادة الضرائب على الوقود. وبدأت الاحتجاجات والمظاهرات بشكل خجول في مايو الماضي، لكنها زادت قوة وحدة في 17 نوفمبر، قبل أن تنتقل إلى بعض المدن البلجيكية والهولندية.

وفي أوائل ديسمبر، انتقلت عدوى السترات الصفراء إلى بروكسل، فاتسمت المظاهرات بالعنف من قبل المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة، بينما ردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه، واعتقال العشرات. وفي الفترة نفسها، امتدت التظاهرات إلى هولندا، وارتدى المتظاهرون السترات الصفراء، وجاءت التظاهرات احتجاجًا على الأوضاع المعيشة في البلاد. وبعد أيام قليلة شهدت صربيا احتجاجات مماثلة، شملت أفرادًا ارتدوا السترات الصفراء أيضًا. أمَّا في ألمانيا، فقد خرجت تظاهرات لليمين المتطرف رفضًا لسياسة الهجرة، وكان بعض المتظاهرين يرتدون سترات صفراء، والاختلاف هنا أنها لم تكن احتجاجات لأسباب معيشية كما هو الحال في الدول الأخرى.

10-تحالف البحر الأحمر

أعلنت المملكة العربية السعودية، تأسيس تحالف يضم 7 دول عربية وإفريقية مشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أن الكيان الجديد يهدف إلى حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية. وعقد وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، اجتماعًا في الرياض، ضم 7 وزراء ومسؤولين، يمثلون مصر وجيبوتي والصومال والسودان واليمن والأردن، إذ وافقوا على إنشاء كيان يضم الدول السبع المشاركة في الاجتماع.

التحالف يهدف إلى إيجاد منصة دائمة للتشاور بين الدول الأعضاء من أجل إيجاد فهم مشترك للتحديات الأمنية التي تزعزع استقرار البحر الأحمر، وقد يهدف كذلك إلى محاولة علاج الخلافات والتوترات المحدودة، التي قد تنشأ في العلاقات بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر. ويمكن توظيف تحالف البحر الأحمر كأداة رئيسية لمواجهة الإرهاب في القرن الإفريقي. ويتمتع البحر الأحمر بأهمية جغرافية استراتيجية، سواء بالنسبة للدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر، أو للقوى الدولية، حيث يعبر بالبحر الأحمر ما يقدر بنحو 3.2 مليون برميل نفط يوميًا باتجاه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. وسبق أن حاولت ميليشيات الحوثيين الإرهابية والمتحالفة مع إيران تهديد الأمن البحري بالقرب من مضيق باب المندب من خلال مهاجمة السفن التجارية وناقلات النفط والسفن الحربية أثناء مرورها بالقرب من السواحل اليمنية.

سوف يسعى التحالف الجديد لتعزيز التعاون السياسي بين الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، وقد يمهد في مرحلة تالية إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الدول المؤسسة، لكي تتمكن من مواجهة التنظيمات الإرهابية في منطقة القرن الإفريقي والحد من النفوذ الإيراني على مضيق باب المندب ومحاولة استبيان أبعاد الدور التركي الجديد في هذه المنطقة.

حصاد الاقتصاد

وقعت في عام 2018 مجموعة من الأحداث والفعاليات الاقتصادية المؤثرة، بعضها يقتصر تأثيرها على دولة بعينها، والأخرى يمتد تأثيرها ليشمل العالم بأسره، وهنا نحاول تقفي أثر نتائج هذه الفعاليات والأحداث ومدى تأثيرها على مستقبل الاقتصاد في الدول والأطراف المشتبكة معها.

1-مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي

في أواخر فبراير، احتضنت تونس أعمال مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي بعنوان “التكامل الاقتصادي العربي: الإنجازات والآفاق”، الذي أكد أهمية تطوير الصناديق الاستثمارية العربية في وقت تشهد فيه الاستثمارات وتيرة أقل بكثير من تلك الموجهة خارج هذه الأقطار. فالصناديق العربية للتمويل يمكن أن تلعب دورًا هامًا في إنجاح المشاريع العربية المشتركة، وهو ما شكل أهم التوصيات التي خلص إليها المؤتمر، فالمئات من المشاريع العربية المشتركة عجزت عن تحقيق النجاح، نظرًا لعدم حصولها على تمويلات من هذه الصناديق.

ويمكننا التأكيد على أن القادة العرب مطالبون بالاهتمام بشكل أكبر بمشاريع الاتفاقيات المشتركة، إلى جانب إرساء خارطة طريق مستقبلية تمتد إلى 20 عامًا، وتتضمن المشاريع المشتركة التي يمكن تحقيقها، مع التركيز على أهمية إدراج قطاع الخدمات ضمن الاتفاقيات العربية المشتركة إلى جانب حركة السلع، خاصة أن قطاع الخدمات مغيب عن هذه الاتفاقيات. ومن الضروري أن تعمل البلدان العربية بشكل مشترك لإعادة بناء الدول التي طالتها الحروب.               

2-العقوبات على فنزويلا

كان عام 2018 سيئًا من الناحية الاقتصادية على فنزويلا، ففي مايو وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مرسومًا ينص على فرض مزيد من العزلة الاقتصادية على النظام في فنزويلا، غداة إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو، في عملية وصفتها واشنطن بأنها “غير شرعية”. ويحد مرسوم ترمب من قدرة “كراكاس” على بيع أصول تعود إلى الدولة. وسار الاتحاد الأوروبي على خطى ترمب أيضًا، فأعلن في نوفمبر، تجديد التدابير والقيود المفروضة منذ نوفمبر 2017 بحظر توريد الأسلحة، ومعدات القمع الداخلي، وسفر وتجميد أصول 18 شخصًا. والتحرك الأوروبي جاء بعد أقل من أسبوع من فرض واشنطن عقوبات جديدة على فنزويلا تستهدف قطاع الذهب تحديدًا.

الاقتصاد الفنزويلي المعتمد على النفط، شهد ركودًا شديدًا وانهيارًا للعملة المحلية، وواجه “مادورو” اضطرابات مناهضة للحكومة أدت إلى سقوط أكثر من ألف قتيل. وأدى انهيار الوضع الاقتصادي في فنزويلا إلى نقص كبير في الغذاء والدواء. ثم إن الحد الأدنى الحالي للأجور، الذي انهار بسبب التضخم، لا يكفي حتى لشراء كيلوجرام واحد من اللحم. وقد تم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تُبيِّن مدى انخفاض قيمة البوليفار إلى درجة أنه يجب حمل قفة كاملة من الأموال لشراء دجاجة واحدة فقط أو خبزة. وبات العجز المالي يشكل نحو 20% من إجمالي الناتج المحلي، بينما بلغ الدين الخارجي 150 مليار دولار.

ويبدو أن النفق المظلم الذي دخلت فيه فنزويلا غير متناهٍ. والدليل على ذلك، أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن تصل نسبة التضخم إلى مليون بالمئة في هذا البلد الذي ينعم بثروات طبيعية لا يملكها أي بلد آخر. ومن المتوقع أن تزداد نسبة الفقر بين المواطنين الذين يعانون من أزمات غذائية حادة بسبب نقص الموارد الأساسية من جهة، وغلائها من جهة أخرى. وتشير إحصائيات من الأمم المتحدة إلى أن حوالي 3,2 مليون فنزويلي غادروا بلادهم خلال السنوات القليلة الأخيرة، هربًا من البؤس والفقر وبحثًا عن أدنى مقومات العيش.

3-ترمب والرسوم الجمركية

كان عام 2018 مسرحًا لمعركة ملتهبة يمكن تسميتها بـ”معركة الرسوم الجمركية” التي أشعل فتيلها قرار الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على واردات الألمنيوم والحديد الصلب إلى الولايات المتحدة، بنسبة 25 في المئة على الصلب و10 في المئة على الألمنيوم. وإذا كان هذا القرار سيساعد على حماية صناعة الصلب الأميركية من المنافسة الخارجية، فإنه سيرفع تكاليف الإنتاج في الصناعات الأميركية الأخرى، التي تعتمد على هذه المادة، وفي مقدمتها صناعة السيارات والأجهزة المنزلية والعسكرية والطاقة والآلات وغيرها. وعلى المدى البعيد ستزيد الأضرار الناتجة عن ذلك أضعاف الفوائد التي ستحصل عليها صناعة الصلب المحلية.

خارجيًا يعني القرار الأميركي عرقلة دخول صادرات الصلب الأوروبية والصينية والكورية الجنوبية والروسية وغيرها إلى السوق الأميركية ودفعها للبحث عن أسواق أخرى، وهو ما دفع هذه الدول إلى فرض رسوم عقابية على الصادرات الأميركية من منتجات زراعية ونسيجية وغذائية وتقنية وخدمية كرد على قرار ترمب. ومن شأن ذلك أن يجر إلى سلسلة عقوبات وعقوبات مضادة بشكل يفتح الباب أمام حرب تجارية محتملة تقوض أسس حرية التجارة والعولمة، التي قطعت شوطًا هامًا في إطار الاتفاقات ومنظمة التجارة العالمية. وكانت الولايات المتحدة، حتى عهد قريب، في مقدمة الدول التي رفعت لواء حرية التجارة، إلى درجة أنها كانت مستعدة لفرضه على الدول المعارضة بشتى وسائل الترغيب والتخويف.

4-قمة العشرين

احتضنت العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، فعاليات قمة العشرين في جو من الانقسام العميق بين دولها، وبعيدًا عن إعلان الالتزام بتعددية الأطراف الذي صدر في نسختها الأولى قبل عشر سنوات. لكن دول مجموعة العشرين اتفقت في ختام القمة على الالتزام بإصلاح منظمة التجارة العالمية. وتطرق البيان الختامي للقمة إلى قضية الهجرة واللاجئين بحد أدنى، كما أن الحديث عن تغير المناخ لا يشير إلى أي تراجع. كل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين باستثناء الولايات المتحدة تدعم تطبيق أهداف اتفاق باريس حول التغير المناخي التي “لا عودة عنها”.

وفي حين يشن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حربًا تجارية على الصين ودول أخرى، تجنب البيان الختامي للقمة ذكر مكافحة الحمائية والالتزام بالتجارة المتعددة الأطراف. وبدلاً من ذلك، لفتت الدول الأعضاء فقط إلى “المشاكل التجارية الحالية”، وأكدت – أيضًا – أن النظام التجاري المتعدد الأطراف “لا يحقق أهدافه” على صعيد النمو وخلق الوظائف، وساندت “الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية”. ودعت 4 دول في قمة الـ20 إلى تقوية منظمة التجارة العالمية، فأصدرت الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا، تحذيرًا مشتركًا ضد الحمائية التجارية، وتميزت أعمال اليوم الأول بتنوع القضايا المطروحة على مستوى قادة القمة.

مع أنه لم يكن متوقعًا أن تطوي قمة “بوينس آيرس” الملفات الخلافية بين المشاركين، لكن يمكن القول إن رياح الواقعية هبَّت على أسلوب التعامل مع هذه الخلافات.

5-أكبر حقل نفطي بحريني

كان عام 2018 سعيدًا على مملكة البحرين، إذ شهد الإعلان عن اكتشاف حقل نفط هو الأكبر في تاريخها، إثر اكتشاف مورد كبير من النفط الصخري الخفيف تقدر كمياته بأضعاف حقل البحرين الذي تنتج منه المملكة نحو 50 ألف برميل يوميًا، إضافة إلى اكتشاف كميات كبيرة من الغاز العميق.

ومن شأن تطوير الحقل الجديد، رفع قدرات المملكة التنافسية، ومواصلة تنفيذ مشاريع ومبادرات التنمية، وكذلك الوفاء بالتزاماتها مع دول المنطقة والأسواق المالية العالمية. وترجح تقديرات أن الحقل المكتشف يحتوي على نحو 80 مليار برميل من النفط، وتشير تقديرات شركتين أميركيتين إلى وجود 280 مليار إلى 560 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يعني أن الحقل النفطي الجديد سيلعب دورًا رئيسيًا في السوق العالمية.

6-منتدى إفريقيا للاستثمار

أقيم في مدينة شرم الشيخ المصرية، منتدى إفريقيا للاستثمار، على مدار 3 أيام، واختتم بـ 7 قرارات مهمة وتوقيع 30 اتفاقية في مجالات الاستثمار وريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنية الأساسية واتفاقيات التعاون بقيمة إجمالية 3.5 مليار دولار.

وكان من ضمن نتائج المنتدى، إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في إفريقيا، والمشاركة في تنمية القارة والاستفادة من الفرص الهائلة المتوفرة في القارة، وتمكين الدول من التفاوض مع المؤسسات الدولية، لدعم البنية الأساسية والإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة – كيب تاون، لدمج وتوسيع حركة التجارة بين بلدان القارة، وتحفيز وتيسير عمل الشركات الإفريقية في مصر.

إن الاستثمار في القارة يعتبر وسيلة ناجعة للخروج من الاستثمار الضيق، خاصة أن إفريقيا من أكثر الأسواق الجاذبة للاستثمار في ظل توفر عدة مقومات تشجع على دخول هذا المجال. وفي هذا السياق، تبنى المنتدى إنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، بهدف دعم التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة على أحدث النظم التكنولوجية، والتعاون المشترك بين دول القارة، في مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد.

ويتوقع أن يساهم منتدى إفريقيا، ولو بشكل ضئيل، في فتح الأبواب المغلقة بوجه الاستثمارات، فالمنتدى أعلن عن تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية في القارة، لنشر ثقافة الحوكمة والقضاء على الفساد، وإطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2019-2022، بالإضافة إلى تفعيل الإجراءات المحفزة للتدفقات الاستثمارية من خلال آليات ضمان مخاطر الاستثمار عبر دول القارة، وتعزيز التعاون الإفريقي في مجالات الاستثمار مع الشركاء في التنمية ومؤسسات التمويل وبنوك الاستثمار. كذلك، لا نغفل التوصيات بزيادة المشاركة بين القطاعين العام والخاص، خاصة في تنفيذ مشروعات شبكات الربط والنقل بما يعكس حجم الفرص والإمكانيات في إفريقيا، والاستعانة بأدوات التطور التكنولوجي وتوظيفهم لخدمة مجهودات التنمية وخلق أسواق جديدة وفرص عمل.

7-ميزانية سعودية تاريخية

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ديسمبر، عن الميزانية العامة للعام المالي 1440-1441 هـ، وهي الموازنة الأكبر للمملكة في تاريخها المعاصر، التي تتسق أرقامها مع الأهداف الرئيسية لتوجُّه المملكة ورؤيتها لاقتصاد 2030 بنوع خاص، تلك التي تهدف إلى تغيير شكل اقتصاد الدولة من الاقتصاد الريعي التقليدي إلى اقتصاد التنمية المستدامة وتعدُّد مصادر الدخل، والاهتمام بالقطاع الخاص كأحد أهم المحركات الداخلية الاقتصادية، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع القطاع الحكومي لتعزيز مستوى الخدمات التي يتلقاها المواطن السعودي، وتحسين نوعية تلك الخدمات المقدَّمة إليه. وبلغ الإنفاق في الميزانية تريليونًا ومئة وستة مليارات ريال بزيادة 7 في المئة عن نهاية العام المالي 2018،كما بلغت الإيرادات 975 مليار ريال بزيادة 9 في المئة.

كان لافتًا في ميزانية عام 2019 أن إيرادات القطاعات غير النفطية ارتفعت في العام الجاري بنسبة 48 في المئة، وهي قابلة – طبعًا – للزيادة في المستقبل؛ لأن هناك مشاريع قيد الإنجاز ستدخل السوق بعيدة عن قطاع النفط والطاقة، وفي مقدمتها تلك المرتبطة بالسياحة والخدمات والترفيه وغير ذلك. ومن الواضح أن هذه الساحة ستحقق نموًا كبيرًا ليس فقط من ضخامة المشاريع التي تختص بها، بل من جهة الإمكانيات الطبيعية التي تتمتع بها السعودية في مختلف أطرافها. القيمة المالية الهائلة للميزانية السعودية العامة، لم تكن مفاجئة لأحد، لأن كل الجهات التي تتابع المسار الاقتصادي السعودي تعرف أن الميزانية المذكورة ستتجاوز التريليون ريال في العام المقبل، وهذه المعرفة تعود أساسًا إلى أن حجم الإنفاق الفعلي الذي شهدته السعودية في العام الجاري تجاوز التريليون ريال فعلاً.

إن ميزانية عام 2019 السعودية تمثل – بالفعل – نقطة تحول في الحراك الاقتصادي للبلاد ككل، من ناحية حجمها الهائل، ومخططاتها المستقبلية، وتلك التي تجري على الأرض حاليًا، مع ضرورة التأكيد على أن هذه المخططات شجعت كثيرًا من الجهات الأجنبية على أن تكون لها حصص فيها، مستندة إلى السمعة الائتمانية الجيدة للسعودية، وجدوى مشاريعها التنموية. إن أرقام ميزانية 2019 التريليونية، مؤشر قوي على النمو المالي وزيادة الحراك الاقتصادي والاستثماري وتعزيز الحكومة وتحسين التواصل بين الجهات الحكومية وتعزيز الشفافية مدعومًا بالنفقات التوسعية.

8-تزايد ديون قطر

عام سيئ.. كلمتان تختصران 2018 وأثره على الاقتصاد القطري، بعد أن كشفت بيانات مصرف قطر الوطني عن ارتفاع في الديون الداخلية والخارجية للحكومة القطرية ومؤسساتها التابعة لتسجل نحو 574 مليار ريال قطري بنهاية يوليو الماضي، بعد أن كانت 567 مليار ريال في يوليو2017، لتواصل بذلك ديون الحكومة القطرية ارتفاعها، بالرغم من موجة تسييل الأصول الخارجية لتوفير السيولة المحلية، ومواجهة موجة نزوح الاستثمارات والأموال من الدوحة في أعقاب مقاطعة الرباعية العربية لها لدعمها الإرهاب. ووفقًا للبيانات المتاحة، فإن تقديرات نصيب المواطن القطري من الديون الحكومية يبلغ نحو 1.9 مليون ريال قطري (522 ألف دولار)، وهو من أعلى المعدلات في العالم، وذلك باعتبار أن عدد المواطنين القطريين في حدود 300 ألف نسمة وفق آخر التقديرات المتاحة، إذ تعتبر الدوحة الإعلان الرسمي عن عدد المواطنين سرًا لا يمكن الإعلان عنه، كما أنها تخفي في بياناتها حجم القروض الشخصية للمواطنين في قطر، التي تشير التقديرات إلى ارتفاعها بشكل مخيف.

ويشكِّل تفاقم حجم الديون الداخلية والخارجية، تهديدًا واضحًا للاستثمارات المحلية في الدوحة، إذ تتجه الاستثمارات دائمًا إلى الاقتصادات الأكثر عمقًا وقوّة، أو الاقتصادات الأكثر قدرة على النمو، بعيدًا عن الدخول في اقتصادات مهددة بشكل ملحوظ بتفاقم حجم الديون، عبر توجيه الاستثمارات الحكومية الخارجية إلى اقتصادات معينة، لأهداف لا تبنى على أسس اقتصادية أو استثمارية واضحة. التهديدات التي تسيطر على اقتصاد قطر لا تتعلق فقط بتوقف بوصلة الاستثمار، ولا بتراجع القوة الشرائية، ولا بمحدودية منافسة الذراع الجوية للدوحة، بل إنها طالت أسواق الغاز؛ إذ ذكرت وكالات أنباء عالمية في وقت سابق، أن أستراليا باتت تهدد إنتاج قطر للغاز الطبيعي المسال، وأنها (أستراليا) تخطط لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال بنحو 16 في المئة في 2018. وتشير الأرقام إلى تراجع حجم الاستثمار الأجنبي في قطر، بنسبة 10.3 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري 2018، على أساس سنوي، إذ تكشف الأرقام عن انخفاض يبلغ مداه 77.6 مليار ريال قطري (21.3 مليار دولار)، وذلك مقارنة بالربع الأول من العام الماضي 2017، وفقًا لإحصاءات رسمية.

9-مدينة الطاقة

بعيدًا عن الاقتصادات المتعثرة، كانت المملكة العربية السعودية على موعد مع إنجاز اقتصادي وصناعي جديد، فقد دشَّن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) في مدينة الظهران، وهو ما يتوقع له أن يوفر 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة على المدى البعيد بعد إطلاق هذا المشروع القومي. المدينة المزمع إنشاؤها ستكون قادرة على توطين أكثر من 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة، بالإضافة إلى قدرتها على خلق قاعدة صناعية تساعد على التطوير، والابتكار والمنافسة على المستوى الإقليمي والعالمي. إن الهدف الأساسي من المدينة، تعزيز مكانة المملكة كونها مركزًا إقليميًا وعالميًا للطاقة، والعمل على تنمية القطاعات الصناعية والخدمية في المملكة لتكون خير منافس، على مستوى عالمي، بالإضافة إلى دعمها لعملية تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل الوطني.

10-النفط.. ثنائية الأسعار والإنتاج

مع بدء سريان العقوبات الأميركية على قطاع وصادرات النفط الإيراني في شهر نوفمبر، انخفضت أسعار النفط بواقع ٢٥-٣٠ في المئة إلى ما دون الـ٦٠ دولارًا بدلاً من الزيادة! لماذا؟ باختصار: ما كان ينبغي لـ”أوبك” ولا لروسيا زيادة إنتاجها من النفط؛ استباقًا لبدء سريان العقوبات الأميركية على إيران قبل اتضاح الرؤية الشاملة لسوق النفط لجهة الطلب والعرض العالمي وحجم المخزونات الاستراتيجية، وما كان يجب عليها أن ترضخ للضغوطات الأميركية لزيادة الإنتاج، فقد تبين مرةً أخرى أن المعروض النفطي قد أضحى أكبر بكثير من الطلب، ما أدى إلى هُبوط الأسعار ولو إلى حين.

ولذلك، اتفقت “أوبك” وحلفاؤها بعد محادثات جرت في فيينا، على تقليص إنتاج النفط 1.2 مليون برميل في اليوم أكثر مما توقعته السوق. وقفزت أسعار النفط نحو 5 في المئة لتتجاوز 63 دولارًا للبرميل بعد ذلك بساعات. المنظمة ستخفض الإنتاج 0.8 مليون برميل يوميًا من يناير 2019، في حين سيسهم الحلفاء غير الأعضاء فيها بتخفيضات قدرها 0.4 مليون برميل يوميًا إضافية. الخفض سيستمر ستة أشهر من يناير، وسيكون إنتاج أكتوبر هو خط الأساس له. ويهدف هذا الخفض الذي يوازي أكثر بقليل من واحد في المئة من الإنتاج العالمي، إلى احتواء تراجع أسعار الخام الذي بلغت نسبته 30 في المئة في شهرين. وتؤمِّن “أوبك” وحلفاؤها نحو نصف الإنتاج العالمي من الخام وتربطها شراكة منذ عامين.

11-دافوس الصحراء

أكد المشهد الحضاري، الذي شهده العالم في افتتاح مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، أو “دافوس الصحراء”، في العاصمة الرياض، أن المملكة العربية السعودية ماضية بخطوات حثيثة نحو تنفيذ مستهدفات “رؤية السعودية 2030″، وأن ما تحقق من متطلبات هذه الرؤية حتى هذه اللحظة يبشر بالخير الوفير، ويؤكد أن الطريق الاقتصادي الذي ارتضته الرياض لنفسها يواصل تحقيق الأهداف المرسومة له بدقة تدعو إلى مزيد من التفاؤل. 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم بتكلفة إجمالية تتجاوز الـ56 مليار دولار وقعتها المملكة مع مؤسسات وشركات دولية، هو الحصاد الاقتصادي للنسخة الثانية من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2018، ما يدل على متانة اقتصاد السعودية، وما تتمتع به المملكة من علاقات قوية مع دول العالم.

إن هدف مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار(دافوس الصحراء) جذب رؤوس أموال أجنبية بمليارات الدولارات في إطار إصلاحات غرضها إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط وتحقيق أهداف “رؤية السعودية 2030”. وتركزت المبادرة بشكل رئيسي وأساسي على توفير منصة لحوار موضوعي بقيادة ما يزيد على 170 متحدثًا ينتمون إلى أكثر من 20 دولة، من بينها: السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والصين، واليابان، وكوريا الجنوبية وألمانيا، وبريطانيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها، لبحث توجهات الاستثمارات العالمية الحالية على المدى الطويل بأكثر من 10 قطاعات وأنشطة اقتصادية (التعليم، التصنيع، الخدمات، الترفيه، تكنولوجيا المعلومات، الفضاء، المالية والأسهم الخاصة، النقل، وغيرها)، بحيث يكون الهدف الأساسي هو استكشاف الفرص لتحقيق عائدات مستدامة طويلة المدى ذات أثر إيجابي ودائم.

12-الحرب التجارية

النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، كان من أبرز الأحداث الاقتصادية في 2018، وقد بدأ بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مارس، عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التي تسرد تاريخ “الممارسات التجارية غير العادلة” وسرقات الملكية الفكرية. وكرد انتقامي من الحكومة الصينية، فقد فُرضت رسوم جمركية على أكثر من 128 منتجًا أميركيًا أشهرها فول الصويا. وأصبحت الرسوم الأميركية على ما قيمته 34 مليار دولار من البضائع الصينية فعالة في يوليو، وقامت الصين بفعل المثل على نفس القيمة. هذه الرسوم تمثل ما قيمته 0.1 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

توقع البعض هدوء نار الحرب بعد قمة العشرين في الأرجنتين، إثر توصل الصين وأميركا إلى هدنة لمدة ثلاثة أشهر في الحرب التجارية بينهما، التي تهدد الاقتصاد العالمي. ففي موازاة موافقة واشنطن على تجميد قرارها رفع الرسوم الجمركية على بضائع صينية، وافقت بكين على شراء كميات “لم تحدد بعد، لكنها كبيرة جدًا” من السلع الأميركية. وهو ما فسره البعض بأن ترمب يعطي فرصة للتوصل إلى اتفاق يطوي صفحة الحرب التجارية، وأن الصين تقر في المقابل بوجود خلل في التبادل التجاري يمكن تصحيحه.

لكن، لم يدم الأمر طويلاً، فقد كشفت نصوص محادثات سرية أن خلافًا نشب مجددًا بين بكين وواشنطن في منظمة التجارة العالمية؛ حيث وجَّه كلٌّ من البلدين الاتهام إلى الآخر بتقويض النظام التجاري المتعدد الأطراف، وبيَّنت التسريبات أن السفير الأميركي “دينيس شيا”، اتهم الصين بالسعي إلى سرقة التكنولوجيا في قطاعات استراتيجية، وإغراق الأسواق الأميركية بمنتجاتها، قائلًا: “هذا غير مقبول”.

ويبقى هناك سؤال رئيسي يلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى، وهو عندما يدخل أكبر اقتصادين في العالم في حرب تجارية، كيف يمكن الخروج منها؟ بالنظر إلى النزاعات والخلافات التجارية السابقة، مع الأخذ في الاعتبار المواجهة الحالية، يظهر عدد من المؤشرات تقول إنه من المحتمل ألا يكون هناك حل سهل. غالبًا ما تكون الحرب مدمرة للطرفين، ولا يكون النجاح مضمونًا لأي منهما، وسيكون تأثيرها بعيد المدى، فالنزاعات التجارية لا تنطبق عليها “معادلة الفوز- الخسارة البسيطة”، وقد تؤدي في النهاية إلى انهيار النظام العالمي الاقتصادي القائم.

ومن المتوقع – أيضًا – أن تؤدي الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، إلى شطب نحو نصف النمو الاقتصادي الأميركي الذي تحقق، أخيرًا، خلال العام المقبل، وهو ما سيحدث مع الاقتصاد الصيني أيضًا. كما ستنزلق الولايات المتحدة والصين وأوروبا في مسار الركود الاقتصادي. ومن أبرز قطاعات الاقتصاد الأميركي التي ستتأثر بالحرب التجارية، هو قطاع الوظائف، حيث ستلجأ الشركات الأميركية إلى تقليص الوظائف للتعويض عن خسائرها في الأسواق العالمية. وعدد الوظائف المتأثرة بالحرب قد يصل إلى 700 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، مقابل 700 ألف إلى مليون وظيفة في الصين. ومن القطاعات الأخرى المتأثرة بالحرب، قطاع الاستثمارات الأجنبية، حيث ستتأثر الشركات الأميركية في الصين، في حين قد تبيع الصين السندات الحكومية الأميركية المقدرة بنحو 1.2 تريليون دولار، وهو ما سينعكس سلبًا على أسواق المال العالمية.

الإرهاب تحت المجهر

كان لافتًا في عام 2018، أن كابوس العصر الحديث تأثر بالضربات التي تلقاها خلال العام، فقد سجل العام تراجعًا كبيرًا في العمليات الإرهابية وقدرات التنظيمات المتطرفة، مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما كان ظاهرة إيجابية في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف، وإمكانية التغلب عليه في حال توافرت الإرادة السياسية والإجماع الدولي، رغم وقوع بعض الأحداث خلال العام، كان أهمها التالي:

1-صواريخ ميليشيات الحوثي

كان على رأس الحملات الإرهابية المتطرفة في عام 2018، مواصلة ميليشيات أنصار الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية، وتهديد الملاحة العالمية في البحر الأحمر؛ وهو ما قوبل بحزم شديد من قبل قوات الدفاع الجوي السعودية، التي تصدَّت لكل المحاولات الحوثية الإرهابية لاستهداف مدن ومحافظات المملكة.

ففي مارس، تمكَّنت قوات الدفاع الجوي السعودي من التصدي لهجوم صاروخي من سبعة صواريخ أُطلقت على المملكة من قِبل ميليشيا الحوثي. القوات السعودية تمكَّنت من تدمير الصواريخ السبع برمتها، في حين أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم.

وفي المقابل، تمكَّنت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من إلحاق خسائر فادحة بميليشيات الحوثي الإرهابية، فقد نجحت قوات التحالف في تدمير 21 منصة إطلاق صواريخ سكود، ومنصتين إطلاق صواريخ سام-2، ومنصة إطلاق توشكا.

إرهاب الميليشيات الحوثية نال الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، هذه المرة بالزوارق المفخخة، إلا أن التحالف اتخذ كل الإجراءات لتأمين الملاحة البحرية من تهديدات الحوثيين. وإذا أردنا تحري الدقة في التعرض للتهديد الحوثي الإرهابي الموجه للملاحة الدولية، فإن الحق يلزمنا أن نعترف أن إيران هي من تهدد، وميليشيا الحوثي مجرد مخلب قط، إذ يستمر النظام الإيراني بتصعيد الصراع من خلال تقديم الأسلحة للحوثيين، لزعزعة الاستقرار. ولعل هذا ما جعل البيت الأبيض يصدر بيانًا يحمِّل فيه إيران مسؤولية تهديد الملاحة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

هذه التهديدات التي أطلقتها جماعة الحوثي الإيرانية، لم تكن مجرد أقوال بل أفعال، ولا تطال سفن قوات التحالف الحربية، بل تتعداها إلى السفن التي تنقل المساعدات الإنسانية والإغاثية، بالإضافة إلى السفن الحربية الأميركية. واتخذت تهديدات ميليشيات الحوثي الإيرانية للملاحة الدولية في البحر الأحمر، الطابع العلني بعدما أعلن رئيس ما يسمَّى المجلس السياسي الأعلى في اليمن، صالح الصماد، عن إمكانية قطع المتمردين الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر، في حال واصل التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية العمليات باتجاه الحديدة. هذا السجل الأسود الذي يهدد الملاحة الدولية، دفع قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي لإطلاق معركة الساحل الغربي.

2-الإرهاب في مصر

منذ إعلان مصر عن تنفيذ العملية العسكرية “سيناء 2018″، التي بدأت أوائل فبراير، تمكَّنت قوات الأمن المصري من تحقيق نتائج كبيرة في مواجهة وتعقب العناصر التي نفذت العديد من العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية. وأعادت العملية الحياة إلى طبيعتها بشمال سيناء، وأتاحت للأجهزة التنفيذية البدء في تنفيذ عشرات المشروعات الخدمية للأهالي هناك. في المجمل حدث انخفاض كبير في عدد العمليات الإرهابية، خلال عام 2018، مقارنةً بالأعوام الأربعة الماضية.

وكان مجمل العمليات الإرهابية في شمال ووسط سيناء، عمليتي تفجير الإسكندرية في مارس، وهي محاولة اغتيال فاشلة عن طريق سيارة مفخخة استهدفت مدير أمن الإسكندرية، وأدت إلى مقتل رقيب ومجند شرطة وإصابة 4 آخرين. وهجوم حافلة المنيا، وهو هجوم إرهابي بالرصاص، في نوفمبر، استهدف أقباطًا كانوا يستقلون حافلة في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف، في محافظة المنيا، وأسفر الهجوم عن وفاة 9 وإصابة 13 آخرين. وفي 4 نوفمبر بعد يومين من العملية أعلنت وزارة الداخلية عن تصفية 19 من منفذي العملية.

وهناك عدة ملاحظات حول تراجع الإرهاب في مصر في 2018، فقد حصل تراجع كبير في بنية التنظيمات والجماعات الإرهابية، والعناصر المتطرفة الفاعلة والنشطة بالداخل المصري على تنفيذ عمليات إرهابية، مع انحسار شبه كامل لدور تنظيمي “حسم” و”لواء الثورة”، وهي التنظيمات التي خرجت من عباءة اللجنة الإدارية العليا للإخوان، المسؤولة عن الحراك المسلح بالجماعة، وأسباب ذلك مقتل محمد كمال مسؤول اللجنة الإدارية العليا، وكذلك الضربات الأمنية خلال 2018 ضد عناصر تنظيمي “حسم” و”لواء الثورة”.

أيضًا لا نغفل ارتفاع نسبة استهداف البنية التحتية لتنظيم “بيت المقدس” في سيناء، من قبل قوات الجيش المصري، والذي تزامن مع تراجع فاعلية ودور تنظيم “داعش” في سوريا والعراق. ومع ارتفاع نسبة استهداف العناصر الإرهابية من تنظيم “بيت المقدس” الإرهابي، تنامت أعداد العناصر الإرهابية من جنسيات غير مصرية، فعملية القسيمة – كمثال – بوسط سيناء في أبريل، كانت العناصر الانغماسية المنفذة غير مصريين، مثل الإرهابي أبوبكر المقدسي، الذي تمَّ قتله أثناء المواجهات. أيضًا، شهد عام 2018 ارتفاع نسبة استهداف قيادات الصف الأول والثاني بتنظيم “بيت المقدس”، وتزامن مع تراجع العمليات الإرهابية تراجع نسبة عدد الشهداء من قوات الأمن المصرية.

3-تفجيرات العراق

كان من أهم التفجيرات التي وقعت في العراق خلال عام 2018، تفجيرات بغداد، وهما تفجيران انتحاريان وقعا في ساحة الطيران في جانب الرصافة من بغداد، في يناير، وقد أدى الحادث إلى مقتل 38 شخصًا على الأقل وإصابة 105 آخرين بجروح، ويعتبر التفجير الذي حصل هو الأقوى من نوعه منذ إعلان العراق النصر على تنظيم “داعش” في ديسمبر 2017، وهو الأقوى فيها منذ تفجيرات الكرادة التي وقعت في يوليو 2016.

وإذا كانت التفجيرات الإرهابية قد شهدت ترجعًا ملحوظًا في العراق في 2018، على خلفية دحر تنظيم “داعش”، إذ أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق أن عدد ضحايا العنف والإرهاب في العراق خلال الشهر الماضي كان الأقل منذ عام 2012، فإن المعركة مع الإرهاب في العراق لم تنتهِ بعد، بل إن المعركة القادمة مع الإرهاب هي معركة استخبارية لملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة.

ويكمنُ أحد الجوانب الأكثر أهميةً لموضوع مكافحة الإرهاب في العراق، في التعمق بدراسة التهديدات الإرهابية التي باتت تظهر بالآونة الأخيرة في بعض المناطق الشمالية والشرقية من البلاد، والتي أضحت تمثل تهديدًا صارخًا للمكتسبات الأمنية التي تحققت بعد النصر العسكري على تنظيم “داعش”. لذلك يمكن القول إن من أولويات مكافحة الإرهاب في العراق البحث عن سبل تعضيد الجهد الأمني ومكافحة الإرهاب وتعضيد الجهد العسكري والاستخباراتي للقضاء على مكامن ما تبقى من التهديد الإرهابي، ويتطلب من الدولة تبني عدة أدوات لكبح جماح ما تبقى من خلايا إرهابية متبعثرة في بعض المناطق الاستراتيجية من العراق، مثل فرض السيطرة العسكرية على مجمل الجغرافيا العراقية، وتوسيع نشاط الاستخبارات بشقيها العسكري والمدني، والإحاطة الإعلامية والتوجه الدعائي المضاد، وفرض الردع والسيطرة السيبرانية المتنفذة، مع ترسيخ الإدارة الفكرية والإدراكية للمجتمع، والنهوض بالاقتصاد العراقي العام والخاص، مع التركيز على رفع وتيرة الانتماء الوطني على الولاءات الضيقة.

4-باكستان وأفغانستان

كانت باكستان في عام 2018، على موعد مع تفجيرين إرهابيين خطيرين، الأول في 10يوليو، استهدف تجمعًا حاشدًا لمناصري حزب العمال في بيشاور، حيث كان “هارون بيلور” وهو مرشح الحزب، الهدف الرئيسي من الهجوم، وقد قُتل فعلاً نتيجة القصف. وتسبب الهجوم في مقتل 22 على الأقل وإصابة 75 آخرين، وقد أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم.

الهجوم الآخر كان عقب ذلك بـ3 أيام، إذ وقع تفجيران في تجمعات انتخابية في بانو وماستونج: الأول، بقنبلة مخبأة في دراجة نارية، على بعد 50 مترًا من التجمع الانتخابي لـ”أكرم خان دوراني”، رئيس وزراء إقليم خيبر بختونخوا، وأدى إلى مقتل 5 أشخاص. والتفجير الآخر في ماستونج، أودى بحياة 149 شخصًا، ويعدُّ هذا الهجوم من بين أكثر الأعمال الإرهابية دموية في تاريخ البلاد. وكان من بين القتلى “سيراج رئيساني”، مرشح حزب بلوشتان عوامي لعضوية مجلس إقليم بلوشستان. وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن التفجير.

ويمكن القول إن الإرهاب في باكستان يمثل خطورة شديدة ويحتاج إلى خطوات عملية في مكافحته ومواجهته، فالدولة هناك تعاني من وجود تنظيمين إرهابيين خطيرين، وهما حركة طالبان باكستان، وتنظيم “داعش”، ولعل الأخير تزداد خطورته على خلفية القضاء على معاقله في سوريا والعراق، ما يجعله بحاجة إلى معاقل جديدة لينطلق بعملياته الإرهابية، وتعدُّ باكستان من المعاقل النموذجية له، نظرًا لتاريخ التنظيمات الإرهابية فيها وقدرتها على الوجود في البلاد، بالإضافة – بالطبع – إلى أفغانستان.

أفغانستان هي – أيضًا – كانت من ضحايا التفجيرات الإرهابية خلال 2018. والكارثة أن أخطر 4 هجمات تعرضت لها أفغانستان خلال العام، كانت في العاصمة كابول، كان الأول في يناير، وهو انفجار لسيارة مفخخة قتل 100 شخص على الأقل وجرح ما لا يقل عن 140. وأعلنت طالبان أنها وراء العملية. والثاني في مارس، وهو تفجير انتحاري بالقرب من مزار شيعي في منطقة كارتشي سخي، أسفر عن 33 قتيلاً و65 جريحًا. وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم. والتفجير الثالث كان في أغسطس، في مركز تعليمي في منطقة يغلب على سكانها الشيعة، وقُتل فيه 48 شخصًا بينهم 34 طالبًا، وأصيب 67 آخرون. وأعلن “داعش” مسؤوليته عن الانفجار. والهجوم الرابع في سبتمبر، وكان من خلال تفجيرين استهدفا ناديًا للمصارعة في منطقة دشت بارتشي، وهي منطقة تقطنها أغلبية من الهزارة. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة 70 آخرين. وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.

ولا ننسى – بالطبع – هجوم قندهار الذي وقع في أكتوبر، وكان يستهدف قائد قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. الهجوم المسلح الذي شنه أحد المندسين من طالبان في صفوف الشرطة الأفغانية، أثناء عقد اجتماع أمني على مستوى رفيع حضره قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال “سكوت ميلر”، أودى بحياة حاكم قندهار وقائد شرطتها والاستخبارات والجيش في الولاية. كما أصيب قائد قوات الحلف في جنوب أفغانستان، إضافة إلى جنديين أميركيين آخرين.

إذًا، تعاني أفغانستان نفس معاناة باكستان، في وجود تنظيمين إرهابيين دمويين، ضالعين في تنفيذ عمليات إرهابية، وهما طالبان و”داعش”، ما يعني أن مواجهة هذه التنظيمات يحتاج إلى جهد مكثف وتعاون بين البلدين وجيرانهما، بل بحاجة إلى دعم دولي، وهو ما حدث بالفعل، من خلال عملية الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

5-تفجيرات الصومال

لم يكن حظ الصومال أفضل من سابقتيها فيما يخص التعرض لهجمات إرهابية، لا سيَّما أن الدولة الإفريقية بها تنظيم إرهابي لا يقل خطورة عن “داعش” وطالبان، والحديث عن حركة “شباب المجاهدين” المبايعة لتنظيم القاعدة، التي نفذت عدة عمليات إرهابية خلال 2018 في البلاد، منها انفجاران نُفذا باستخدام سيارتين ملغومتين، الأول بالقرب من مبنى جهاز الاستخبارات الوطنية، والآخر في نقطة أمنية قريبة من القصر الجمهوري. الانفجاران أسفرا عن مقتل وإصابة 45 شخصًا. كما شنت الحركة هجمات على مواقع لـبعثة الاتحاد الإفريقي ومقر وزارة الداخلية.

لا تزال حركة “الشباب” تشكل تهديدًا قويًا، ولا تزال الحالة الأمنية العامة في البلد متقلبة، كما أن تأمين التمويل لبعثة الاتحاد الإفريقي يجب أن يكون على رأس الأولويات، لا سيَّما أن قوات الأمن الصومالية ليست مستعدة بعد لتحمل المسؤوليات كاملة. ويجب أن يكمّل تمويل كل من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال وقوات الأمن الصومالية بعضهما البعض. وتواجه الصومال أزمات حالية، فضلاً عن مشاكل هيكلية أساسية، بعضها يثير القلق من حيث قدرته على عرقلة التقدم السياسي. وسيظل توفير الدعم العملي والتشجيع السياسي للقيادة الصومالية، على الصعيد الاتحادي، وعلى مستوى المحافظات، أمرًا ضروريًا.

بقاء القوات الإفريقية في الصومال يعدُّ أمرًا ملحًا، ذلك أنه مع انسحاب قوات حفظ السلام الإفريقية، نهاية سبتمبر، من إحدى البلدات الواقعة على بعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة مقديشو، تدفَّق إليها وإلى القرى المجاورة المئات من مقاتلي حركة “الشباب” الصومالية ومن دون قتال، ويبدو أن الانسحاب التدريجي لقوات حفظ السلام الإفريقية من البلاد بعد 11 عامًا من العمل فيها، والذي تمَّ وضعه في إطار النجاح في صدِّ الحركة التي تخوض حربًا ضد الحكومة الصومالية، سيشكل فرصة للحركة للتمدد مجددًا؛ ما يعني أن التهديد الذي تشكله حركة “الشباب” داخل الصومال وفي منطقة القرن الإفريقي لا يزال قائمًا. لذلك، على بعثة الاتحاد الإفريقي عدم تنفيذ قرار خفض القوات التابعة لها في الصومال بشكل تدريجي، قبل القضاء على حركة “الشباب” بشكل نهائي، رغم أن الحركة أظهرت تراجعًا في قدراتها حتى مع استمرار تهديداتها للأمن الداخلي، وأمن دول الجوار الإفريقي.

6-هجمات أوروبا

لم تسلم دول أوروبا من الهجمات الإرهابية خلال عام 2018، ففي بلجيكا، وقع في شهر مايو هجوم “لييج”، وهو هجوم قتل جماعي. جرى إطلاق النار في جادة “أفروا”، أحد أبرز شوارع المدينة، وقُتل على إثره شرطيتان وشخص ثالث. مُطلق النار توجه لاحقًا إلى مدرسة ثانوية، واحتجز رهينة لفترة قصيرة، لكن من دون أن يُصاب أحد.

فرنسا هي الأخرى كانت ضحية لهجمات إرهابية، إذ كانت باريس على موعد مع هجوم بسكين في مايو. حاولت الشرطة أولاً إيقاف المهاجم باستخدام أسلحة صاعقة قبل إطلاق النار على المشتبه به، ثم أطلقت الشرطة النار على رجل يُدعى “فرانكو” الشيشاني يبلغ من العمر 21 عامًا بعد أن قتل أحد المشاة وأصاب آخرين. الهجوم الثاني كان هجومًا مسلحًا في ديسمبر، في سوق بمدينة ستراسبورغ، حيثُ أطلق شخص النار على حشدٍ من الناس ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الفور وتوفي آخر لاحقًا متأثرًا بجروحه، كما أصيب في العملية 12 آخرين بجروح شديدة الخطورة.

روسيا – أيضًا – عانت هذا العام من أحداث إرهابية، فقد تعرضت كنيسة في مدينة “كيزليار” بجنوب جمهورية داغستان الروسية لإطلاق نار أدى إلى مقتل 5 أشخاص من المحتفلين بعيد “الماسلينيتسا”، وجميع القتلى كانوا من النساء، ومن بين الجرحى 3 من عناصر الحرس الوطني الروسي. الهجوم نفَّذه شخصان (رجل وزوجته)، والمسلح من سكان مدينة “كيزليار”، وهو من مواليد 1995.

إن الهجمات الإرهابية في دول أوروبا في عام 2018 لها ظروف خاصة، فهي تتزامن مع صعود كاسح للشعبوية في أوروبا، وما يصاحب هذه الشعبوية والقومية من كراهية شديدة للمهاجرين واللاجئين، والنظرة العنصرية لكل المسلمين بوصفهم مشاريع إرهابيين محتملين، ما ينذر بمستقبل سيئ للجاليات المسلمة والمهاجرين واللاجئين في أوروبا. ولعل ما حدث في ألمانيا يؤكد هذا التخوف. ففي مارس، اعتدى متطرفون على مسجد بالمولوتوف، وأسفر الهجوم عن أضرار مادية في المسجد.

7-إرهاب خاص في أميركا

إذا أردنا أن نصنف العمليات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة خلال عام 2018، فيمكن وصفها بأنها “إرهاب المدارس”، فالسمة الغالبة على أكثر الحوادث أنها كانت إطلاق نار في مدارس ثانوية. ففي فبراير، وقع حادث إطلاق نار في مدرسة ثانوية في مدينة باركلاند بولاية فلوريدا، أسفر عن مقتل 17 شخصًا في هذه العملية. وقد اعتقلت الشرطة المشتبه بارتكابه الحادث ويحمل اسم “نيكولاس كروز”، وله من العمر 19 عامًا، وهو تلميذ سابق في المدرسة نفسها سبق أن طُرد منها.

وفي مارس، سقط عدد من الضحايا بإطلاق نار داخل مدرسة ثانوية في مدينة “غريت ميلز” في ولاية ماريلند جنوبي العاصمة واشنطن. وفي مايو، قتل 8 على الأقل في إطلاق نار داخل مدرسة ثانوية في مدينة سانتافي الواقعة جنوب شرقي ولاية تكساس.

وهناك إحصاءات تقول إن أميركا تتصدر دول العالم من حيث عدد تلك الحوادث، وتلعب عوامل عديدة أدوارًا هامة في مفاقمة وتصاعد تلك الحوادث، منها انتشار السلاح، وتزايد حوادث الكراهية، ويبقى السؤال: لماذا يحدث هذا في أميركا تحديدًا أكثر من غيرها من الدول؟ ربَّما لن تتلخص الإجابة عن هذا التساؤل في جملة أقل من 140 حرفًا مثلما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عندما قال مغردًا على “تويتر” تعقيبًا على حادث إطلاق النار في فلوريدا، إن “المرض العقلي” هو سبب إطلاق مراهق للنار في المدرسة.

إن إحدى أهم القضايا البارزة في الحياة السياسية الأميركية، هي قضية حيازة الأسلحة وحملها، التي وردت في وثيقة الدستور الأميركي الذي كُتب عام 1787 والذي نَصَّ ثاني بنوده مباشرة على أن: “الميليشيا جيدة التنظيم أمر هام للحفاظ على دولة حرة، حق الشعب في حيازة الأسلحة وحملها لن يتم المساس به”. هكذا صار حقًا دستوريًا لكل مواطن أميركي أن يقتني أو يحمل مسدسًا أو بندقية. ووفقًا لـ”سي إن إن”، فإن الولايات المتحدة تأتي على رأس الدول في التسلح المدني بمعدل 48 في المئة من مالكي الأسلحة المدنيين في العالم، ويُقدَّر عددهم بحوالي 650 مليون شخص. فمن بين كل 100 شخص في أميركا هناك 89 يحملون السلاح.

أيضًا، يُقدَّر عدد حلبات إطلاق النار في الولايات المتحدة بحوالي 2523 سلسلة حلبات وحلبة مستقلة، بدخل سنوي يُقدَّر بمليار دولار، ويصرُّ بعض أهالي الأطفال القُصر في أميركا على اصطحاب أولادهم إلى حلبات إطلاق النار في أعمار مبكرة تصل إلى 10 سنوات أحيانًا؛ أي أن الأطفال في أميركا يتعرضون لثقافة “السلاح” في أعمار مبكرة. هناك مُسبب محتمل آخر للعنف المرتبط بالأسلحة النارية، هو ممارسة ألعاب الفيديو، وخاصة تلك الألعاب التي سميت بـfirst person shooterأو الشخص الأول مطلق النار، وهي رائجة الشعبية في العالم، وقدتحدث عنها الكثير من علماء النفس منذ ما يزيد على 10 سنوات، وتم ربطها علميًا بزيادة الأنشطة العنيفة لدى الإنسان.

كذلك، شهدت الولايات المتحدة حادثين خطيرين خلال 2018، الأول يعرف بـ”الطرود المفخخة”، حيث أرسلت أربعة عشر طردًا في أواخر أكتوبر، تحتوي على قنابل أنبوبية كانت ترسل عبر خدمة البريد الأميركية إلى الكثيرين من أبرز منتقدي الرئيس ترمب، بما في ذلك العديد من أبرز سياسيي الحزب الديمقراطي من أمثال (نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وعضو مجلس الشيوخ كوري بوكر، ووزيرة الخارجية السابقة ومنافسة ترمب في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون، وعضو مجلس الشيوخ كامالا هاريس، والنائب العام السابق إريك هولدر، والرئيس الرابع والأربعين باراك أوباما، ورئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية السابقة ديبي واسرمان شولتز، وعضو مجلس النواب ماكسين ووترز)، والممثل روبرت دي نيرو، والملياردير والمتبرع السياسي جورج سوروس وتوم ستير، ومدير وكالة المخابرات السابق جون برينان، ومدير المخابرات القومية السابق جيمس كلابر. لم يُصب أحد في محاولة الهجمات. كما تلقت شبكة “سي إن إن” الإخبارية طردًا موجّهًا إلى “جون برينان” في استديوهاتها بمدينة نيويورك في مركز تايم وورنر (الشركة الأم التي تتبع لها سي إن إن)، وهو ما أدى إلى إخلاء المبنى.

الحادث الثاني هو حادث إطلاق نار جماعي في كنيس بمدينة “بيتسبرغ” بولاية بنسيلفانيا الأميركية، أسفر عن وقوع عدة وفيات وعدد من الجرحى الآخرين (من بينهم أربعة من رجال الشرطة). واعتُقل المشتبه به روبرت باورز. وكان إطلاق النار قد وقع في أحد أيام السبت، وصرخ مطلق النار “يجب أن يموت جميع اليهود” قبل أن يفتح النار على الناس داخل الكنيس.

نظرة على العلم والتكنولوجيا

من أهم المظاهر الإيجابية التي زيَّنت وجه عام 2018، كانت تلك المختصة بالطفرات التكنولوجية والإنجازات العلمية والاكتشافات الأثرية التي أُعلن عنها على مدار السنة، لما تمثله من بارقة أمل للبشر في حلمهم بالوصول إلى مستوى حياة أفضل، وتخطي حدود ما هو معلوم لدينا إلى مسارات لم يتمكن علمنا من الخوض في غمارها إلا أخيرًا. ومن أهم هذه الإنجازات ما يلي:

1- ناسا تواصل استكشافاتها

واصلت إدارة الطيران والفضاء الأميركية، والمعروفة بوكالة (ناسا)، محاولتها الحثيثة لاستكشاف الفضاء الخارجي طوال عام 2018، ففي مايو، أطلقت الوكالة صاروخًا من طراز “أطلس 5” من قاعدة “فاندنبيرغ” الجوية في ولاية كاليفورنيا، حاملاً أول مسبار آلي صممته (ناسا) خصوصًا لاستكشاف أعماق كوكب المريخ. ويمثل المسبار الرحلة رقم 21 التابعة لـ(ناسا) لاستكشاف المريخ. وبمجرد استقراره على سطح الكوكب سيقضي المسبار “إنسايت” عامين، أي ما يساوي عامًا واحدًا على المريخ، في الغوص في أعماق الكوكب بحثًا عن معلومات تساعد على معرفة كيف تشكل المريخ، بالإضافة إلى أصل الأرض وغيرها من الكواكب الصخرية.

والأداة الرئيسية في المسبار “إنسايت” هي مقياس زلازل فرنسي الصنع، مصمم لرصد أقل ذبذبات ناتجة عن “زلازل مريخية” حول الكوكب. وستضع الذراع الآلية للمسبار الأداة على السطح، وهي حساسة بدرجة تمكنها من رصد موجة زلزالية لا تتجاوز نصف قطر ذرة الهيدروجين. ويتوقع العلماء رصد ما بين 10 و100 زلزال خلال فترة البعثة وجمع بيانات تساعدهم في استنتاج عمق وكثافة وتكوين مركز الكوكب والقشرة الصخرية المحيطة به وأبعد طبقاته الخارجية أو الغلاف الخارجي.

ومن المتوقع أن يجمع “إنسايت”، الذي هبط بنجاح على سطح المريخ في نوفمبر، أول بيانات قيمة عن الاهتزازات الزلزالية لكوكب غير الأرض. وسيكون المسبار “إنسايت” مجهزًا بحفارة ألمانية الصنع للتنقيب لمسافة تصل إلى 5 أمتار تحت سطح الأرض، وهي تجر معها مسبارًا حراريًا يشبه الحبل لقياس الحرارة المتدفقة من داخل الكوكب. وسيحمل نفس الصاروخ، الذي سينقل “إنسايت”، قمرين صناعيين صغيرين ينطلق عليهما “كيوبساتس” سيتجهان إلى المريخ بمسار خاص بهما خلف المسبار، وذلك في أول اختبار لهذا النوع من التكنولوجيا في أعماق الفضاء.

“إنسايت” لم يكن المسبار الوحيد لـ(ناسا) في 2018، ففي أغسطس، أطلقت الوكالة مسبار “باركر”، وهو أول مركبة فضائية من صنع الإنسان مصممة لعبور الغلاف الجوي للشمس، في مهمة تاريخية من شأنها حماية الأرض من خلال كشف ألغاز العواصف الشمسية الخطرة. يحمل المسبار أربعة أجهزة، ستعكف على محاولة فهم شدة حرارة هالة الشمس التي تتجاوز مليون درجة، وأسباب العواصف الشمسية التي تشبه “نوبات السعال القوية”، بالإضافة إلى دراسة الإيونات الثقيلة والتقاط صور مقربة لسطح الشمس لمراقبتها عن كثب.

بلغت تكاليف المهمة مليارًا و500 ألف دولار. ونجح المسبار “باركر”، الذي وصل لأقرب نقطة للشمس في أواخر أكتوبر، في أن يكون أول جهاز بشري يراقب الشمس عن كثب، عن بعد ستة ملايين كيلومتر تقريبًا، وهي مسافة تعدُّ قريبة جدًا من هذا النجم الملتهب الذي يبعد عن الأرض 150 مليون كيلومتر. ويوازي حجم المسبار حجم سيارة صغيرة، وهو يحمل أجهزة مخصصة لدراسة الغلاف الجوي للشمس ومراقبة سطحها. وسيساعد المسبار “باركر” على تحسين قدرة العلماء على توقع الرياح الشمسية التي تضرب الأرض، كما سيبلغ منطقة مثيرة للاهتمام تكون فيها الرياح الشمسية في تسارع، وسيكون ذلك في المواضع التي نرى فيها حقولاً مغناطيسية هائلة ستمر بقربنا عندما ستنطلق المقذوفات الكبيرة المتأتية من الهالة في المجموعة الشمسية.

ولم يكن اكتشاف الفضاء هو الشغل الشاغل لـ(ناسا) في 2018، فقد أطلقت لوكالة، في سبتمبر، القمر الصناعي ICESat-2على صاروخ إطلاق متحرك من قاعدة فاندنبرج الجوية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، للقيام بمهمة استخدام الليزر لقياس الارتفاع المتغير لثلج الأرض. ومن المقرر أن تأخذ أداة الليزر المستخدمة في الرصد، قياسات الارتفاع بشكل كبير، مما يضيف بعدًا ثالثًا لصور القمر الصناعي المسطحة للأرض، إذ تساعد هذه القياسات الدقيقة الباحثين على تتبع التغييرات في جليد الأرض والبحر، بالإضافة إلى أنها سوف تساعد في فهم الأسباب التي تدفع هذه التغييرات.

2- السعودية وانطلاقة علمية

كان عام 2018 حافلاً من الناحية العلمية والتكنولوجية في المملكة العربية السعودية، في تأكيد جديد على رغبة المملكة في اللحاق بركب العالم المتقدم، توافقًا مع “رؤية السعودية 2030”.

إنجازات المملكة العلمية انطلقت مع الإعلان عن اكتشاف حفرية إصبع تعود إلى نحو 90 ألف عام في صحراء النفود بالسعودية، وهو ما يتيح للعلماء فهمًا جديدًا لخروج الجنس البشري من إفريقيا لاستعمار العالم. فعظمة العقلة الوسطى التي تمَّ اكتشافها لإصبع شخص بالغ في المنطقة الوسطى، هي أقدم حفرية للإنسان العاقل الأول “homo sapiens” خارج إفريقيا ومنطقة الشام المتاخمة، كما أنها أول حفرية للإنسان الأول في شبه الجزيرة العربية.

الاكتشاف يدعم نظرية أنه لم يكن خروجًا سريعًا واحدًا من إفريقيا قبل 60 ألف عام، وإنما سيناريو هجرة أكثر تعقيدًا. ويشير هذا الاكتشاف، مع اكتشافات أخرى في السنوات القليلة الأخيرة، إلى أن الجنس البشري انتقل خارج إفريقيا عدة مرات منتهزًا مختلف الفرص خلال الـ100 ألف عام الأخيرة أو نحو ذلك. الاكتشاف يوضح – أيضًا – أن هؤلاء البشر كانوا يتحركون في الأراضي الداخلية وليس على طول الخط الساحلي كما كان يعتقد.

الاكتشاف لم يكن هو الإنجاز العلمي الوحيد للمملكة في 2018، بل يمكن القول إن المملكة كانت على موعد مع حدث تاريخي مهم، فقد أطلقت المملكة قمرين صناعيين، هما: “سعودي سات 5أ” و”سعودي سات 5ب” على متن صاروخ صيني من قاعدة “جيوغوان” بالصين. وستتم الاستفادة من هذين القمرين في تزويد الجهات الحكومية بالصور الفضائية عالية الدقة التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وذلك لاستخدامها في شتى مجالات التنمية الوطنية. وستتم إدارة وتشغيل هذين القمرين من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض.

الإنجاز يأتي كمحصلة للجهود التي بذلتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات في نقل وتوطين وتطوير العديد من التقنيات المتقدمة، ومنها تقنيات الأقمار الصناعية، وبناء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع هذه التقنيات وإنشاء البنى التحتية المتطورة؛ وهو ما مكن المدينة من تطوير وتصنيع القمرين الصناعيين “سعودي سات 5أ”، و”سعودي سات 5ب” في معاملها بأيدٍ وطنية، كما يأتي استكمالاً للعديد من الإنجازات التي تمَّ تحقيقها في مجالات الفضاء والطيران انسجامًا مع “رؤية السعودية 2030”.

وفي خطوة ذات مغزى كبير، دمجت المملكة حرصها على اللحاق بركب العلم باهتمامها بشعائر دينها وعلى رأسها الركن الأعظم، إذ نظَّم الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، في مدينة جدة، أكبر “هاكاثون” في منطقة الشرق الأوسط، يحمل اسم “هاكاثون الحج”، شارك فيه آلاف المطوِّرين من الجنسين، ومن أكثر من 100 دولة، وذلك مواصلة لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، واغتنامًا للمواهب التقنية الشابة، التي تبرز ضمنها مشاركة المرأة في استكشاف وتطوير تقنيات موسم الحج.

كان هدف اتحاد الأمن السيبراني من تنظيمه ذلك الحدث، هو استقطاب العقول الرائدة في مجال البرمجة، لابتكار الحلول التقنية المساهمة في إثراء وتحسين تجربة الحجيج؛ من خلال مسابقة شارك فيها مئات المطورين من دول إسلامية عدة، مثل: مصر والجزائر والمغرب وعُمان، إلى جانب بريطانيا واليابان، وفي النهاية ذهبت الجائزة إلى فريق قوامه سعودي من الفتيات بالكامل. وقام الفريق بتصميم تطبيق “ترجمان” الذكي، الذي يقوم بترجمة النصوص والشعائر دون الحاجة إلى الاتصال بشبكة الإنترنت.

3- الصين تواصل تقدُّمها

لا تكفُّ الصين عن محاولتها المستمرة لتأكيد قوتها كدولة متكاملة في كافة المجالات، وكان اهتمامها بالتطوير العلمي والتكنولوجي واضحًا في 2018. فمع مطلع العام، أعلنت الصين نجاحها في استنساخ أول قرد من فصيلة “المكاك” في العالم، وذلك بواسطة خلايا جسدية وفقًا للطريقة التي تمَّ استنساخ النعجة “دوللي” بها. وهذا يجعل تطبيق البحوث على القرود المتطابقة جينيًا للاستفادة منها في بحوث الأمراض البشرية، أمرًا ممكنًا. هذا النجاح يعني أن الصين ستصبح رائدة في أبحاث علم الأمراض والدماغ من خلال اتخاذ “قرود المكاك” كنماذج.

كذلك أطلقت الصين قمرًا صناعيًا بهدف إقامة حلقة وصل بين الأرض ومسبار قمري مرتقب سيستكشف الجانب المظلم من القمر. القمر الصناعي المعروف باسم “تشيتشياو” سيستقر في مدار على بعد نحو 455 ألف كيلومتر من الأرض، وسيكون أول قمر اتصالات في العالم يعمل من هناك. وتهدف الصين إلى اللحاق بركب روسيا والولايات المتحدة وتصبح قوة فضائية كبرى بحلول عام 2030. وتخطط لتدشين أعمال البناء في محطتها الفضائية المأهولة في 2019.

ورغم هذا التنافس، فإن الصين شاركت مع روسيا في إجراء 5 تجارب علمية فريدة من نوعها، بتعديل طبقة مهمة من الغلاف الجوي فوق أوروبا، لاختبار تقنية مثيرة للجدل قد تكون مناسبة لتطبيقات عسكرية محتملة، بحسب ما أفاد علماء صينيون مشاركون في هذا المشروع. وتمَّ ضخ الجزيئات في الغلاف الجوي فوق البلدة بواسطة جهاز “سورا”، وهو جهاز للتسخين الجوي تمَّ تشييده إبان العهد السوفييتي خلال فترة الحرب الباردة.

الولايات المتحدة كانت قد عمدت إلى إنشاء منشأة مماثلة في ألاسكا في تسعينيات القرن الماضي في مشروع أطلقت عليه اسم “هارب”، وبلغت كمية الطاقة التي ولَّدها “هارب” حوالي واحد جيجاواط، أي نحو 4 أضعاف مشروع “سورا” السوفييتي. وتعمل الآن الصين على مشروع مماثل خاص بها في سانيا بمقاطعة هينان، ليغطي كامل منطقة بحر الصين الجنوبي، وسيكون أكبر حتى من مشروع “هارب” الأميركي.

4- قمر صناعي إماراتي

الحضور العربي الفضائي كان لافتًا في 2018، فبالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة من اليابان، القمر الصناعي “خليفة سات”، الذي يحمله الصاروخ الياباني (H-IIA) ويعتبر الأول الذي صنع بأيدٍ إماراتية. واستغرق تصنيع القمر الصناعي 4 أعوام من التجهيز والاستعداد والتدريب لفريق عمل من مركز محمد بن راشد للفضاء.

ويعتبر “خليفة سات” أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، ويمتلك 5 براءات اختراع. وسيقدم القمر صورًا فضائية عالية الجودة والوضوح، كما أنه يتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم.

5- منتجات تقنية لحياة أفضل

سجلت المنتجات التقنية حضورًا كبيرًا خلال عام 2018، بشكل أبهر العالم وحدد مسار التكنولوجيا، وكان العام حافلاً بآخر الاكتشافات التقنية في مختلف المجالات، الهادفة إلى تعزيز ارتباطنا بالتكنولوجيا أكثر فأكثر في كافة مناحي الحياة، مثل نظارة Oculus Goأو النظارة المستقلة للواقع الافتراضي من شركة “فيسبوك”، التي لا تتطلب أي جهاز آخر للعمل، حيث تستعمل دون الحاجة إلى وصلها بهاتف ذكي أو ربطها بالحاسب. كما ظهر الهاتف الذكي القابل للطي.

كذلك ظهرت كاميرات الدرونز المستقلة Skydio R1بتقنيات ذكية تسمح لها بالطيران وتتبع هدف التصوير دون أدنى صعوبة، كما يمكن التحكم فيها أيضًا من طرف ساعة أبل، إضافة إلى ساعة أبل 4 التي تتميز بخصائص متعددة، من أهمها إمكانية إجراء مخطط كهربائي للقلب ECGلمستخدميها، وهو ما مثل قفزة في قطاع الساعات والأجهزة القابلة للارتداء. أيضًا شاهدنا الإعلان عن نظارات Bose ARالتي تعدُّ ثورة تقنية، وهي تستخدم الصوت فقط في توفير تجربة تعتمد على تقنيات الواقع المعزز للمستخدمين.

6- تسريب بيانات المستخدمين

كان من أهم الأحداث المرتبطة بالتكنولوجيا خلال عام 2018، وقوع 21 هجومًا كبيرًا ناجحًا على قواعد بيانات مملوكة لشركات ومؤسسات كبرى حول العالم، وكانت نتيجتها تسريب وسرقة ومتاجرة في بيانات تأثر بها أو تخص مليارين و582 مليون شخص بالقطاع الحكومي والتقنية والطيران والفنادق، ونتج عنها خسائر بمئات الملايين من الدولارات.

الهجوم الأكبر كان في الهند، وتحديدًا ضد قاعدة بيانات الهوية الحكومية الهندية (Aadhar)، وبسببه تسربت بيانات تخص هوية 1.1 مليار شخص من المواطنين، والمعلومات حول الخدمات المتصلة مثل الحسابات المصرفية. كما تعرضت فنادق “ماريوت ستاروود” لهجوم نجم عنه تسريب بيانات 500 مليون شخص من النزلاء، تضم أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام جوازات السفر وتواريخ الحجز وبعض أرقام بطاقات الدفع وتواريخ انتهاء الصلاحية. وكان من ضمن الجهات التي تعرضت للهجوم كلٌّ من: “إكزاكتيس”، و«ماي فيتنس بال”، و”كيورا”، و”ماي هيرتاج”.

“فيسبوك” كان لها نصيب من هذه الهجمات، وأشهرها واقعة “كامبريدج أنالتيكا”. صحيح أنها حدثت في 2015، لكن تمَّ الكشف عن الهجوم في 2018، وتمَّ خلاله سرقة وتسريب البيانات الموجودة بملفات التعريف الخاصة بـ87 مليونًا من مستخدمي “فيسبوك”، وتمَّ عبر برنامج “ديجيتال لايف” الذي طوره أستاذ بجامعة “كامبريدج”، ومرر بشكل غير صحيح معلومات المستخدمين إلى شركة “كامبريدج أنالتيكا” للتأثير في انتخابات الرئاسة الأميركية. كما تعرض الموقع لهجوم خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، ووصل المهاجمون خلاله إلى بيانات حساسة جدًا، تخص 29 مليون مستخدم لـ”فيسبوك” وتتضمن المواقع وتفاصيل الاتصال والحالة الاجتماعية والأجهزة المستخدمة لتسجيل الدخول. أيضًا، تطبيق “ماي برسونالتي” التابع لـ”فيسبوك” منذ عام 2012، تعرض للهجوم في وقت غير محدد، لكن “فيسبوك” قامت بحظره في أبريل، بعد تقارير مؤكدة تحدثت عن أن التطبيق يسيء استخدام بيانات مستخدمي “فيسبوك”، وأنه تسبب في تسريب بيانات أربعة ملايين مستخدم.

وكذلك من الجهات التي تعرضت للهجوم كلٌّ من: “غوغل بلس”، “تشيج”، “تيكيت فلاي”، “تايم هوب”، “كريم”، “كاثي باسيفيك للطيران»، “شي إن”، “ساكس آند لورد تايلور”، “تي موبايل”، “سينج هيلث”، “أوربتز”، والخطوط الجوية البريطانية.

ومن أهم نتائج هذه التسريبات التي تمثل الوجه الخطير للتكنولوجيا، تعرض بعض هذه المؤسسات إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث فقدت شركة “فيسبوك” نحو 37 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية، في أكبر تراجع للشركة في يوم واحد هذا العام، بعد فضيحة تسريب بيانات عشرات الملايين من المستخدمين الأميركيين لاستخدامها في الانتخابات الرئاسية عام 2016. وكان نصيب المدير التنفيذي للشركة “مارك زوكربيرغ ” من هذه الخسارة، نحو 4 مليارات دولار فقدها من حصته الشخصية في أسهم الشركة، بالإضافة إلى فقدانه 17.4 مليار دولار من ثروته، ثم مثول “زوكربيرغ” للتحقيق معه من قبل مشرعين أميركيين ومن الكونجرس، كما طلبه البرلمان لأوروبي والبرلمان البريطاني للخضوع لجلسات استماع.

7- قانون حماية البيانات GDPR

على الجانب المقابل لكوارث التسريبات السابقة، كانت دول الاتحاد الأوروبي على موعد مع مزيد من الحماية، بعد أن دخلت تشريعات حماية البيانات الجديدة لمستخدمي الإنترنت GDPRفي الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، لتعزيز حقوق هؤلاء المستخدمين وفرض عقوبات كبيرة على بعض المخالفات في العصر الرقمي، التي تمثلت بفضائح “فيسبوك”. التشريعات الجديدة المسماة “لائحة حماية البيانات العامة للاتحاد الأوروبي”، تسببت في سيل من الرسائل الإلكترونية من الشركات التي تطلب موافقات صريحة من المستخدمين على الاتصال بهم. فعلى الرغم من اعتماد هذه القواعد الجديدة رسميًا قبل عامين، مع فترة سماح حتى ليل الخميس – الجمعة للتكيف معها، تباطأت الشركات في التصرف، مما أدى إلى تدافع كبير منها في اللحظات الأخيرة لتكييف أوضاعها.

بروكسل تؤكد أن هذه القوانين سوف تصبح معيارًا عالميًا لحماية معلومات المستخدمين على الإنترنت، لا سيَّما في أعقاب فضيحة إساءة استخدام بيانات مستخدمي “فيسبوك”. ويتيح القانون إمكانية فرض غرامات على الشركات المخالفة تصل إلى 20 مليون يورو (24 مليون دولار)، أو أربعة في المئة من المبيعات العالمية السنوية عقابًا على خرق قواعد البيانات الجديدة الصارمة للاتحاد الأوروبي، وهو سوق كبير يضم نحو 500 مليون شخص.

وبموجب القانون الجديد، سيكون بوسع الأفراد منح إذن صريح لاستخدام بياناتهم الشخصية. كما يتضمن – أيضًا – منح المستخدمين “الحق في معرفة” الجهات التي تعالج معلوماتهم وما ستستخدم من أجله. وسيكون بوسعهم حظر معالجة بياناتهم لأسباب تجارية، وحتى الحق في حذف بياناتهم بموجب “الحق في النسيان”. وسيتخذ الآباء القرارات بالنيابة عن أبنائهم حتى يبلغوا سن الرشد، وهو ما ستحدده الدول الأعضاء ما بين 13 و16 سنة.

جولة بمناطق النزاع

لا يزال العالم بحاجة لمزيد من التكاتف للتغلب على المشكلات التي تعاني منها بعض الدول التي يطلق عليها “مناطق نزاع”، والتي يتصادف أن أغلبها موجود في منطقة الشرق الأوسط، وجلّ ضحاياها من أبناء أمتينا العربية والإسلامية، وإن كان بعضها قد حقق تقدمًا جيدًا خلال 2018، إلا أن البعض الآخر لا يزال يراوح مكانه.

1- سوريا

تواصلت في 2018 الحرب الدائرة في سوريا بين جيش نظام بشار الأسد وحلفائه من جهة، وبين المعارضة السورية وبعض التنظيمات المسلحة من جهة أخرى، وإن كانت تطورات الأمور قد غيَّرت المشهد بشكل كامل عمَّا كانت عليه قبل 2018، بعد أن تمكنت قوات النظام وحلفاؤه من تحقيق انتصارات متتالية مهدت له السيطرة على غالبية الأراضي التي سبق أن خسرها، واستفاد في ذلك من الحرب الدولية على تنظيم “داعش” الإرهابي.

غير أن أهم الأحداث التي شهدتها سوريا في 2018، هي ما جاءت في آخر العام، والحديث هنا عن قرار الرئيس الأميركي ترمب، بسحب كل القوات الأميركية من سوريا، في خطوة بدت مفاجئة للعديد من المراقبين. ترمب تعلل بأن القوات الأميركية نجحت في هزيمة تنظيم “داعش”، ولم تعد هناك حاجة لبقائها في سوريا. قرار الرئيس الأميركي أثار ردود فعل داخلية، كان أبرزها إعلان وزير الدفاع “جيمس ماتيس”، استقالته من مهام منصبه. القرار الأميركي يتضمن كذلك إنهاء الضربات الجوية على تنظيم “داعش” الإرهابي.

شكّل القرار الأميركي مفاجأة لأنه جاء في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لعملية في شمال سوريا ضد التشكيلات الكردية. الضمانة الوحيدة لأمن الأكراد، كانت الولايات المتحدة. والخاسر الأكبر من القرار هم المسلحون الأكراد والعرب في “قوات سوريا الديموقراطية”. فهل القرار “جزء من اتفاقية بين ترمب وأنقرة”، أم مناورة تهدف إلى صرف انتباه الجمهور داخل الولايات المتحدة عن الأوضاع السياسية الداخلية غير المواتية لدونالد ترمب؟

على ما يبدو أن ترمب لم يفكر في عواقب القرار، لا سيَّما أن ثمة إمكانية لأن يعيد تنظيم “داعش” تقوية صفوفه، فهو لا يزال يحتفظ بجيب صغير على الحدود العراقية السورية، ويوجد فيه بحسب تقديرات باحثين أميركيين ما بين 20 و30 ألف مقاتل. كما أن في الانسحاب “هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يريد الاستحواذ على مناطق النفوذ الأميركي”، بالإضافة إلى إيران، التي وسعت نطاقها الإقليمي بشكل كبير، والتي ستُترك المنطقة لها ولقوى خارجية أخرى لملء الفراغ.

أمَّا عن الأحداث الأخرى التي وقعت خلال 2018، فيمكن الحديث عن الهجمات العسكرية المتبادلة بين تنظيم “داعش” وقوات النظام السوري، وكذلك القوات التركية، مثل حملة شمال غرب سوريا التي انتهت بانتصار كبير لقوت النظام، ومعركة حرستا في الغوطة الشرقية، والهجوم التركي على عفرين تحت مسمَّى “غصن الزيتون”، والقصف الإسرائيلي على مطار التيفور العسكري، وهجوم دوما الكيميائي، ولا ننسى الضربات الأميركية الفرنسية البريطانية لمعاقبة النظام السوري على هجوم دوما الكيميائي.

كما شهد عام 2018 تحطم طائرتين روسيتين في سوريا، الأولى هي طائرة أنتونوف أن-26 في مارس وقتل كل من على متنها وعددهم 39 جنديًا روسيًا، ثم حادث سقوط طائرة الاستطلاع إيل 20 أثناء غارات إسرائيلية على سوريا، في سبتمبر، ومقتل طاقمها المكون من 15 جنديًا.

2- اليمن

الحديث عن تطورات الأوضاع في اليمن خلال 2018، يبدأ من أحدث المستجدات، أي اتفاق الحديدة، وهو اتفاق على عقد هدنة في محافظة الحديدة اليمنية، في إطار جهود لمحاولة حل الأزمة اليمنية. عقد الاتفاق في ستوكهولم، السويد، تحت رعاية الأمم المتحدة في 13 ديسمبر. المحادثات تمخضت عن اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب عسكري لكافة الأطراف من محافظة الحديدة. وتضمن الاتفاق إشراف قوى محلية على النظام في المدينة، لتبقى الحديدة ممرًا آمنًا للمساعدات الإنسانية. ويقضي الاتفاق بانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال 14 يومًا، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها.

أمَّا عن الأحداث العسكرية، فكانت هناك معركة البيضاء التي شنتها القوات الحكومية اليمنية ضد ميليشيات الحوثيين وذلك بعد سيطرة القوات الحكومية على آخر معاقل الحوثيين في محافظة شبوة المجاورة. وكذلك معركة الحديدة في محافظة الحديدة غربي اليمن بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من طرف، والحوثيين من طرف آخر، قبل التوصل لاتفاق السويد.

3- ليبيا

كان المشهد السائد في ليبيا في 2018، هو العمليات الإرهابية، مثل تفجير مسجد بيعة الرضوان، وهو تفجير مزدوج لسيارتين مفخختين أمام مسجد بيعة الرضوان في مدينة بنغازي مساء يوم 23 يناير؛ وأدى التفجير إلى عشرات القتلى والجرحى بعد هدوء نسبي شهدته المدينة منذ انتهاء معركة بنغازي الثانية. وكذلك هجوم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وهو اعتداء نفَّذه مسلحان مطلع مايو، وقاما بإطلاق النار على موظفي المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وتفجير نفسيهما، ما سبب في قتل وجرح أكثر من 20 شخصًا وحرق جزء كبير من البناية. وبعد ساعات من الهجوم أعلن تنظيم الدولة “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.

أيضًا، كانت ليبيا على موعد مع تجدد الاشتباكات في طرابلس، في 19 أغسطس، بين فصائل ليبية مسلحة مختلفة. اندلعت الاشتباكات إثر إعلان قوة تابعة لمدينة ترهونة تدعى “اللواء السابع مشاة” عزمها السيطرة على العاصمة طرابلس لطرد الميليشيات التي تسيطر عليها؛ حيث دخلت في صراع مسلح مباشر مع كتيبة ثوار طرابلس.

2018 حمل أخبارًا جيدة من ليبيا إلى مصر، وأخرى فاضحة إلى تركيا. أمَّا الجيدة، فكانت بالقبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي، المطلوب ضبطه في مصر ومحكوم عليه بالإعدام لكونه العقل المدبر لعمليات إرهابية دامية في مصر أودت بحياة العديد من رجال الشرطة والجيش المصري.

أمَّا الأخبار الفاضحة، فكانت من نصيب تركيا، بعد أن ضبطت الأجهزة الأمنية في ميناء الخمس البحري، حاويتين “قوام كل منهما 40 قدمًا محمّلة بالأسلحة والذخائر، كانت على متن سفينة قادمة من ميناء مرسين في تركيا، في حمولة كانت تشير بياناتها، إلى أنها مواد بناء”، وهو ما أثار شكوكًا حول دور مشبوه تقوم به أنقرة في الأزمة الليبية. وهذه ثاني مرّة، يتم فيها إحباط إدخال أسلحة تركية إلى ليبيا، إذ منعت دولة اليونان، مطلع العام الحالي، مرور سفينة محمَّلة بالأسلحة والمتفجرات، كانت في طريقها إلى ليبيا قادمة من تركيا. ويتهم الجيش الوطني الليبي بشكلٍ دائمٍ، قطر وتركيا والسودان بتأمين الأسلحة لخصومه، وخصوصًا المجموعات الإسلامية.

4- العراق

بالرغم من النهاية التي قد تبدو جيدة لعام 2018 في العراق، بعد الاتفاق على الانتهاء من تشكيل الحكومة، فإن العام كان صعبًا في مجمله، حيث شهد اندلاع احتجاجات البصرة واسعة النطاق التي انطلقت في سبتمبر على إثر تسمم آلاف الأشخاص من جراء تلوث مياه الشرب وسط مطالبات بتحسين واقع الخدمات العامة، وخصوصًا الماء والكهرباء. أسفرت هذه الاحتجاجات عن سقوط 10 قتلى، مما زاد من وتيرة الاحتجاجات في البصرة. وأيد بعض السياسيين هذه الاحتجاجات، ومنهم مقتدى الصدر. وكانت قد انطلقت احتجاجات في جنوب العراق في يوليو، في البصرة للمطالبة بتحسين واقع الخدمات العامة، وخصوصًا الماء والكهرباء، وطالب المحتجون بتوفير فرص للعمل ومكافحة البطالة لدى الشباب. ثم انتشرت موجة الاحتجاجات من مدينة البصرة لتشمل كافة مدن جنوب العراق وصولاً إلى العاصمة بغداد.

حتى المشهد الانتخابي في العراق كاد يتعرض للتدمير، بعد أن قرر مجلس النواب إعادة فرز أصوات الانتخابات البرلمانية يدويًا. ثم اندلع حريق في موقع تخزين يضم نصف صناديق الاقتراع في بغداد التي تتعلق بالانتخابات التشريعية.

5- إسبانيا

ربَّما تكون عاصفة استقلال إقليم كاتالونيا ومطالب انفصاله عن إسبانيا، قد عرفت بعض الهدوء خلال عام 2018، لكن المؤكد أن العاصفة ستعود أقوى مما كانت عليه ولن تمت مستقبلاً برغم المحاولات الإسبانية والأوروبية لوأدها. ولعل تجدد الاشتباكات، أخيرًا، بين الشرطة الإسبانية ومحتجين على قرار السلطات المركزية في مدريد نقل جلسة لمجلس الوزراء إلى مدينة برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا الإسباني، هي بداية جولة جديدة لصراع أشد وطأة.

الداخلية الإسبانية دخلت على الخط بشكل ينذر بمزيد من التصعيد، فقد هدد وزير الداخلية الإسباني “فرناندو جراندي مارلاسكا”، بإرسال الشرطة الوطنية إلى إقليم كتالونيا، إذا لم تبذل السلطات المحلية مزيدًا من الجهد لإيقاف الاحتجاجات. واتهم “جراندي مارلاسكا” شرطة الإقليم المحلية بالتقاعس عن منع المحتجين المطالبين بالاستقلال من إغلاق طريق “إيه بي-7” لما يزيد على 15 ساعة. وسيثير تدخل الشرطة الوطنية الجدل في الإقليم.

ما يزيد من الأزمة هو وجود نسبة لا يستهان بها من سكان الإقليم يرفضون الانفصال عن إسبانيا، وهم حريصون – أيضًا – على تنظيم التظاهرات الرافضة للانفصال، في شوارع برشلونة ضد زعمائهم الذين سعوا إلى الانفصال، وحرصوا على الاحتفالات بـ”اليوم الوطني” الإسباني، رافعين الأعلام الإسبانية والكتالونية، هاتفين لملك إسبانيا.

رئيس الوزراء الإسباني “بيدرو سانتشيث”، اجتمع مع رئيس حكومة إقليم كتالونيا “كيم تورا” أخيرًا، واتفقا على إجراء حوار عميق بين الحكومتين رغم اعترافهما بوجود خلافات كبيرة بين الطرفين، ويعدُّ رئيس حكومة الإقليم من الشخصيات المؤيدة لانفصال كتالونيا عن باقي إسبانيا، فكيف ستنتهي هذه الأزمة؟ هل يكون الانفصال قريبًا، أم ستنجح حكومة “سانتشيث” في تحقيق إنجاز سيكون تاريخيًا لو تمكنت من طي صفحة الانفصال؟

6- الروهينجيا.. المعاناة مستمرة

تواصلت معاناة مسلمي أراكان من قبل الأغلبية البوذية في ميانمار في عام 2018، وكانت الكثير من التقارير والتحليلات تتحدث عن تورط المؤسسات الرسمية في عمليات الاضطهاد السياسي والديني ضد الروهينجيا،لكن مع أهمية دور السياسات الرسمية لحكومة ميانمار في تكريس الوضع الراهن لأقلية الروهينجيا، لا يمكن اختزال مسؤولية تطور معضلة الروهينجيا في السياسات الحكومية، إذ لا يمكن إغفال دور العوامل الدينية، متمثلة في الأساس في تطور ما يمكن وصفه “بالتطرف البوذي” داخل المجتمع البورمي، الذي أخذ شكل ظهور مجموعة من التنظيمات الأيديولوجية البوذية المتشددة، التي حظيت بنفوذ كبير داخل المجتمع البورمي، وشكلت مركز قوة مهمًا في مواجهة الحكومة والمؤسسات الرسمية، بما فيها الجيش. ويأتي على رأس هذه المنظمات “جمعية حماية العرق والدين”Association for the Protection of Race and Religionوالمعروفة بـ”ماباتا” MaBatha، ومنظمة “969” البوذية.

الاضطهاد الذي تتعرض له أقلية الروهينجيا، والذي جعلها أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد والعنف في العالم، جعل منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، تطالب مجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف الجرائم بحق الروهينجيا إلى المحكمة الجنائية الدولية، في الوقت الذي طالبت المنظمة من حكومة ميانمار، حلَّ “لجنة التحقيق في الانتهاكات ضد الروهينجيا”. ويظهر أن أعضاء اللجنة وتصرفاتهم لا يتوافر لديهم الرغبة في التحقيق الجدي بالجرائم الخطيرة التي وقعت بحق الروهينجيا، وهناك مؤشرات عديدة أظهرت عدم جدية تلك اللجنة في التحقيق بالجرائم ضد الروهينجيا”. جرائم الجيش والشرطة ضد الروهينجيا، منذ أغسطس 2017، أسفرت عن فرار أكثر من 750 ألف شخص إلى بنجلاديش المجاورة، لكن “روزاريو مانالو”، رئيسة لجنة التحقيق، زعمت أنها “لم تجد أدلة لدعم ادعاءات وقوع انتهاكات حقوق الإنسان”. من الواضح أن اللجنة تتجاهل الأدلة والشهادات التي جمعها محققو الأمم المتحدة، ووزارة الخارجية الأميركية، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، فما الذي يحتاجه أعضاء مجلس الأمن للدعوة إلى العدالة والمساءلة عن الجرائم الدولية الخطيرة؟!

 

خاتمة

انقضى عام 2018، بعد أن شهد أحداثًا وأخبارًا أسعدت ملايين من البشر، كما حمل إلينا حوادث وأنباء أوجعت الملايين أيضًا، وخلاله حاولنا متابعة الأحداث التي كانت وتيرتها متسارعة، لنساعد القارئ في فهم العالم من حوله.

فعلى الصعيد السياسي، كان العام مليئًا بالأحداث التي تبعتها تغييرات كبيرة ستؤثر في العالم أجمع، مثل الاستحقاقات الانتخابية التي كانت في أكثر من 25 دولة، والتي أظهرت في أوروبا بشكل خاص تنامي قوة الشعبويين والقوميين وما يحملونه من أفكار، بالإضافة إلى التقلبات التي شهدتها إدارة الرئيس الأميركي ترمب، بشكل غير متوقع، وما قد تشهد أميركا نفسها من صراع بين إدارة تحمل أفكار ترمب وكونجرس ديموقراطي الأغلبية، وتبعات ذلك على الصعيد الدولي، ولعلَّ الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني مجرد صورة واحدة لما سيحدث في 2019. أيضًا، باتت مناطق النزاع، على ما يبدو، أنها في طريقها للهدوء، فهل تتمسك أطراف النزاع ببوادر الأمل، أم تفشل في البحث عن طريقة للتعايش المشترك؟

أمَّا ما يتعلق بالاقتصاد، فيمكن وصف 2018 بأنه عام الحرب التجارية، ليست بين الصين وأميركا فقط، بل حتى الحلفاء الأوروبيين لم يسلموا من حرب ترمب الاقتصادية، التي جاءت في صورة رسوم جمركية. كما شملت حربه النظام الإيراني والفنزويلي. وفي حين عانت اقتصادات دول مثل تركيا وقطر، كانت المملكة العربية السعودية على موعد مع عام ناجح اقتصاديًا، ويُتوقع لعام 2019 أن يحمل الكثير في جعبته للاقتصاد العالمي، في ظل وجود الفرص جنبًا إلى جنب مع التهديدات.

وكان من أفضل ما شهده 2018، هو التراجع الملحوظ للإرهاب والمنظمات المتطرفة، بفضل التكاتف الدولي للقضاء عليها، مثلما حدث مع “داعش” و”القاعدة” في الشرق الأوسط، وما يحدث مع ميليشيات الحوثي في اليمن. رغم التراجع، فإن بعض الدول عانت من هجمات إرهابية، ما يعني أن الحرب لم تنتهِ بعد.

مرت 2018 بكل ما حملته من أحداث، لكن تبعاتها ستكون حاضرة بقوة في 2019، فهل تقودنا التبعات لعالم أفضل وأقل نزاعًا، أم تصبح وقودًا لما هو أخطر؟

 

وحدة الرصد والمتابعة*

المراجع

– قبل الانتخابات الأوروبية.. كيف تُرسم معالم المشروع الأوروبي؟ موقع يورو نيوز.https://bit.ly/2A9YZ1l

– حين تحدّد الانتخابات البرلمانية المسار العام لأوروبا – يورو نيوز.https://bit.ly/2T9oIhy

– الانتخابات الإيطالية: الحزب الديمقراطي الحاكم يعترف بهزيمته والأحزاب الشعبوية تتقدّم – يورو نيوز. https://bit.ly/2GEOqZV

– الانتخابات الإيطالية: تخوف من المهاجرين وتعاطف معهم – يورو نيوز. https://bit.ly/2Q0r00j

– رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي يتوقف عن جهود تشكيل الحكومة – يورو نيوز. https://bit.ly/2Cxk5Z4

– إعلان تشكيلة الحكومة الإيطالية الجديدة برئاسة جوزيبي كونتي – روسيا اليوم. https://bit.ly/2GCe4hK

– الحكومة الإيطالية الجديدة ذات الاتجاه الشعبوي تؤدي اليمين الدستوري الجمعة – يورو نيوز. https://bit.ly/2LDNIeg

– الاتحاد الأوروبي.. تحت وطأة أزمة إيطاليا – روسيا اليوم. https://bit.ly/2TeHiVf

– ما القادم في “دراما” الأزمة الإيطالية؟ – يورو نيوز. https://bit.ly/2Q4NzBf

– قبل الانتخابات الأوروبية.. كيف تُرسم معالم المشروع الأوروبي؟  يورو نيوز. https://bit.ly/2QMRk3n

– حين تحدّد الانتخابات البرلمانية المسار العام لأوروبا – يورو نيوز. https://bit.ly/2QU2O5j

– رياح الشعبوية تعقد حلم ماكرون الأوروبي – مونت كارلو الدولية. https://bit.ly/2ThnMrr

– حزب CDAهو الفائز الأكبر على مستوى هولندا – Groenlinksالفائز في المدن – Denkيتقدم في روتردام – هولندا اليوم. https://bit.ly/2Sfa9J4

– حزب رئيس الوزراء المجري المعادي للمهاجرين يكتسح الانتخابات البرلمانية – يورو نيوز. https://bit.ly/2CxAz3f

– هولندا: انتخابات لتجديد البرلمان في ضوء تنامي الخطاب الشعبوي – يورو نيوز. https://bit.ly/2SiXvsD

– نتائج الانتخابات الهولندية ما تزال في مقدمة الاهتمامات الأوروبية – يورو نيوز. https://bit.ly/2Sll43Q

– هولندا.. اليسار الأخضر يكتسح البلديات الكبيرة – موقع.iraqicp https://bit.ly/2GFV0PP

– تقرير وتحليل لنتائج ومفاعيل الانتخابات الهولندية على الصعيد الأوروبي العام – يورو نيوز. https://bit.ly/2V63McW

– هولندا: بعد الانتخابات.. حجم التوقعات – يورو نيوز. https://bit.ly/2LARLYu

– المتطرف الهولندي تييري باوديت.. عصري – هنا هولندا. https://bit.ly/2CCHPLh

– ارتياح في هولندا إثر خسارة اليمين المتطرف في الانتخابات – يورو نيوز. https://bit.ly/2SnceCQ

– انتخابات السويد: تساوي الائتلافين الرئيسيين ومكاسب كبيرة للقوميين المناهضين للهجرة – بي بي سي. https://bbc.in/2rTTlvB

– صعود اليمين في السويد يثير مخاوف المهاجرين واللاجئين – بي بي سي. https://bit.ly/2Cxrzvc

– دميرتاش: المرشح الذي يخوض معركته الانتخابية في تركيا من خلف القضبان – بي بي سي. https://bbc.in/2QNMUJw

– “الانتخابات التركية الاستبداد بطعم الديمقراطية”.. أردوغان يزيد بطشه بالمعارضين بعد انفراده بالسلطة – اليوم السابع. https://bit.ly/2EOFfEe

– ما يمكن لأردوغان فعله بعد “نظام حكم الفرد” – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2RhD1TR

– استفتاء تركيا.. باب خلفي لرحيل أردوغان!! – كاتوبجي. https://goo.gl/67wfCW

– محطات حاسمة جعلت من بوتين “قيصر روسيا الجديد” – بي بي سي. https://bit.ly/2ENq3Xs

– إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية رابعة من ست سنوات – فرانس 24. https://bit.ly/2EPByxB

– فوز كاسح للسيسي برئاسة مصر في انتخابات “شهدت أكبر نسبة أصوات باطلة في تاريخ البلاد” – بي بي سي. https://bbc.in/2H5z1y5

– قراءة في نتائج الانتخابات البلدية في تونس – مونت كارلو. https://bit.ly/2E7CJJS

– قراءة في نتائج الانتخابات المحلّيّة التونسية – مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية. https://bit.ly/2BHvd3W

– نتائج الانتخابات العراقية وخارطة تشكيل الحكومة – الحرة. https://bit.ly/2QQGEAR

– الرئيس العراقي يدعو إلى الإسراع بتشكيل الحكومة – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2LAUEsi

– “الوطن” تنشر النتائج النهائية للجولة الأولى من الانتخابات النيابية والبلدية – الوطن البحرينية. https://bit.ly/2LxsYEM

– البحرين: نسبة المشاركة بالانتخابات 67%.. والجبير وقرقاش يعلقان – سي إن إن. https://cnn.it/2BvDWaB

– قراءة في نتائج الجولة الأولى من الانتخابات النيابية والبلدية البحرينية 2018 – الوطن البحرينية. https://bit.ly/2T4Uuw2

– عون يفرمل رسالة “النواب” لتعبيد الطريق أمام تشكيل حكومة الحريري – الوطن البحرينية. https://bit.ly/2T8pJGz

– أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية تستمر للشهر السادس على التوالي – سبوتنيك. https://bit.ly/2Tg9B6T

– الرابحون والخاسرون في انتخابات لبنان – يورو نيوز. https://bit.ly/2TbTaaS

– الحريري: “حزب الله” يعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية – سبوتنيك. https://bit.ly/2V3X0Vb

– البرلمان العراقي الجديد.. أبرز الخاسرين والفائزين – إرم نيوز. https://bit.ly/2EP4syo

– الصراع على وزارتي الدفاع والداخلية يؤخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية – إرم نيوز. https://bit.ly/2GEbl7r

– عقوبات أكبر من قدرة حكومة بغداد – الحياة. https://bit.ly/2QMBBBc

– هذه تحديات حكومة عادل عبد المهدي – العربية. https://bit.ly/2Q6gq7S

– الأغلبية الديموقراطية وسياسة أميركا في الشرق الأوسط – مركز سمت للدراسات. https://bit.ly/2BEFY6Z

– الرئيس المكسيكي المنتخب يقول ان لا أحد سيهدد المكسيك ببناء جدار – فرانس 24. https://bit.ly/2EQW0y4

– 3 ملفات ساخنة أمام الرئيس المكسيكي الجديد – البيان. https://bit.ly/2BHF7Tb

– فوز تاريخي لليسار بالانتخابات الرئاسية بالمكسيك – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2EJATO0

– المكسيك تنصب أول رئيس يساري في تاريخها الحديث – اليوم السابع. https://bit.ly/2GDXON7

– رئيس المكسيك الجديد يتعهد بوضع نهاية للنخبة “الجشعة” – رويترز. https://bit.ly/2EKUBZJ

– تعهد بألّا يسرق.. لوبيز أوبرادور رئيسًا للمكسيك – القدس. https://bit.ly/2Cz4AQw

– بولسونارو.. ترامب «الاستوائى» فى البرازيل! – الأهرام.https://bit.ly/2AhOxFc

– زوما يستقيل من رئاسة جنوب إفريقيا واعتقال مقربين منه – بي بي سي. https://bit.ly/2LAHL1A

– جنوب إفريقيا: حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يختار سيريل رامافوسا زعيمًا له – بي بي سي. https://bit.ly/2Cxf16P

– من هو سيريل رامابوزا رئيس جنوب إفريقيا الجديد؟ – بي بي سي. https://bit.ly/2V8KPq1

– محللون سياسيون في لندن: إقالة تيلرسون ضربة قوية للجناح المؤيد لقطر في أميركا – الاتحاد. https://bit.ly/2LAHXhk

– كيف تؤثر إقالة تيلرسون على سياسة واشنطن تجاه القضايا العربية؟ – بي بي سي. https://bbc.in/2CA7Qet

– مستشار ترامب الجديد يعتزم القيام بحملة “تطهير” في البيت الأبيض – روسيا اليوم. https://bit.ly/2pAFolI

– جون بولتون – موسوعة المعرفة. https://bit.ly/2V9Tc4M

– جون بولتون وسياسة الارتباك – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2pHOFHK

– استقالة جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكي بسبب “خلافه في الرأي مع ترامب” – بي بي سي. https://bbc.in/2CqiqnV

– ترامب يكلف نائب ماتيس بالقيام بأعمال وزارة الدفاع – سي إن إن. https://cnn.it/2s2Ihg1

– جنرال متقاعد يبين لـCNNماذا تعنيه استقالة شخص مثل ماتيس – سي إن إن. https://cnn.it/2GCeYdZ

– استقالة ماتيس أم نهاية ترامب؟! – الأهرام. https://bit.ly/2RpB6fQ

– القمة الإفريقية الـ30 تُختتم بالدعوة إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين الجمهورية الصحراوية والمغرب – وكالة الأنباء الصحراوية. https://bit.ly/2V6793A

– القمة الـ30 للاتحاد الإفريقي: الدعوة لتسريع الإصلاحات وتعزيز الاندماج الإفريقي – وكالة الأنباء الجزائرية.

 https://bit.ly/2EKnDsp

– مؤتمر سوتشي حول سوريا: جهد كبير ونتيجة متواضعة – بي بي سي. https://bit.ly/2BDlhIO

– ننشر البيان الختامى للقمة العربية الـ29 بالظهران في السعودية – اليوم السابع. https://bit.ly/2GAFuEG

– قمة هلسنكي: بوتين وترامب يرحبان بمحادثات “ناجحة جدًا ومفيدة” – فرانس 24. https://bit.ly/2EI3BPn

– بعد قمة هلسنكي: هل أصبح ترامب “في جيب بوتين”؟ – بي بي سي. https://bit.ly/2VbAt94

– ترامب وبوتين يتغزلان بأول قمة تجمعهما في هلسنكي – دويتشه فيله. https://bit.ly/2AfRSEp

– انتقادات أمريكية حادة لقمة ترامب وبوتين في هلسنكي – إرم نيوز.https://bit.ly/2ENXQjT

– قمة هلسنكي: حسابات الربح والخسارة في ملفات ترمب ـ بوتين – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2uIZtb9

– قمة ترامب وكيم: أهداف اللقاء التاريخي وجدول أعماله – بي بي سي. https://bit.ly/2CxPKJI

– قمة ترامب – كيم : الرئيس الأمريكي يصف الاتفاق بأنه “هائل” – بي بي سي. https://bit.ly/2BExAo4

– نتائج قمة “ترامب” و”كيم” تحدد مستقبل العملات العالمية – الاتحاد. https://bit.ly/2LxiyVE

– ترامب وكيم يوقعان على وثيقة مشتركة عقب محادثات تاريخية – بي بي سي. https://bit.ly/2Tc7T5v

– هل تسفر قمة ترامب وكيم عن نتائج “تاريخية”؟.. صحف أمريكية: الاجتماع مجرد خطوة أولى في مفاوضات طويلة وصعبة – اليوم السابع. https://bit.ly/2GO8pp8

– قمة ترامب – كيم.. قراءة في المعطيات والنتائج – مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية.

 https://bit.ly/2BQ2RVp

– من هو الجاسوس البريطاني الذي جرت مبادلته بالجاسوسة الروسية “الأكثر سحرًا”؟ – بي بي سي. https://bbc.in/2Ahh0uv

– إصابة جاسوس روسي مزدوج بـ”مادة مجهولة” في بريطانيا – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2BJq4bM

– تهديد بريطاني بالرد على روسيا إذا ثبت تورطها في واقعة الجاسوس سكريبال – بي بي سي. https://bit.ly/2rRT4cu

– بريطانيا: بدء التحقيقات بحادثة الجاسوس سكريبال – إيلاف. https://bit.ly/2Ai6x23

– بريطانيا تتهم “ضابطين روسيين” بمحاولة اغتيال الجاسوس السابق سكريبال – بي بي سي. https://bbc.in/2wLLW3p

– بريطانيا تؤكد مسؤولية موسكو في تسميم الجاسوس وتعلن طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا – فرانس 24. https://bit.ly/2ERjzaT

– روسيا تطرد 23 دبلوماسيًا بريطانيًا من موسكو: أشخاص غير مرغوب بهم في البلاد – سي إن إن. https://cnn.it/2QPvNqH

– إعلان السلام بين إثيوبيا وإريتريا بعد عشرين عامًا من الحرب – فرانس24 . https://bit.ly/2T8KYIb

– السلام بين إريتريا وإثيوبيا: مؤشر لعصر جديد في القرن الإفريقي – العرب. https://bit.ly/2EL4gAc

– تعزيز السلام بين إثيوبيا وإريتريا يواجه “عقبات” ويستلزم عملاً شاقًا – إرم نيوز. https://bit.ly/2GFfpo8

– إثيوبيا وإريتريا توقعان اتفاق سلام تاريخيًّا في جدة – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Q3cGEc

– الملك سلمان يرعى اتفاقية السلام بين إريتريا وإثيوبيا – العربية.  https://bit.ly/2GFhEYC

– تسلسل الأحداث في واقعة إسقاط الطائرة الروسية “إيل-20” – روسيا اليوم. https://bit.ly/2rTVUhd

– كاتب إسرائيلي: بعد صواريخ “إس 300″… الأزمة مع روسيا عميقة وخطيرة – سبوتنيك. https://bit.ly/2Q996sx

– ما تداعيات إسقاط الطائرة الروسية على العلاقات الروسية الإسرائيلية؟ – فرانس 24. https://bit.ly/2QT5Nuz

– إسرائيل تعتبر أن الحديث حول حادثة تحطم الطائرة الروسية “إيل-20” منتهي – سبوتنيك.https://bit.ly/2EP3t1m

– “Six People Said Killed, 300 Arrests At Sufi Protest In Iran”. RadioFreeEurope/RadioLiberty. https://bit.ly/2CxYWxP

– “Iran: Dervishes Community Attacked by Security Forces”. .iranfocus. https://bit.ly/2QPRmYm

– Iran’s Gonabadi Dervishes: A ‘long history’ of persecution. https://bit.ly/2LnlN17

– Iran Protests Highlight Economic Failings Of The Revolution. forbes. https://bit.ly/2QNhanG

– Several killed, at least 20 injured in attack on military parade in Iran”. washingtonpost. https://wapo.st/2T8N62D

– وكالة إيرانية: أكثر من 60 مصابًا في هجوم الأهواز – رويترز. https://bit.ly/2Rm3wrq

– Protest Over Water Scarcity Turns Violent In” Southwestern Iran”. RadioFreeEurope/RadioLiberty. https://bit.ly/2BE64XU

– ASMLA chief says Ahwazi uprising threw Mullah regime into dilemma. The Baghdad Post. https://bit.ly/2rUyjwR

– قمة الكوريتين التاريخية: سول وبيونغ يانغ تتعهدان بالتخلص من الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية – بي بي سي. https://bbc.in/2Io9Fib

– السلام بين الكوريتين .. بين آمال باستمرار المحادثات ومخاوف من تعثرها – يورو نيوز.  https://bit.ly/2NolgkE

– حظوظ السلام بين الكوريتين – مونت كارلو الدولية. https://bit.ly/2CAxD6d

– كل ما تريد أن تعرفه عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس – يورو نيوز. https://bit.ly/2QSaNzI

– ماذا يعني نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس – سبوتنيك.https://bit.ly/2jsSuPr

– مظاهرات أوروبا.. تعددت الاحتجاجات و”السترة واحدة” – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2EL7FPu

– صحف عربية: تحذيرات من انتقال “الربيع الأصفر” خارج حدود فرنسا – بي بي سي. https://bbc.in/2EIbeW1

– فرنسا حائرة في أوروبا مريضة – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2Q1XpDI

– هل يؤثر انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني على الدول العربية؟ – بي بي سي. https://bbc.in/2BJtXx1

– الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.. بداية جديدة لتحجيم إيران- المواطن. https://bit.ly/2CxjQNt

– قرقاش: استراتيجية أميركا تجاه إيران نتيجة طبيعية لسلوك طهران – أخبار سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2GE72Jf

– اختتام القمة الخليجية: السعودية تشدد على ضرورة استجابة قطر لمطالب دول المقاطعة – بي بي سي. https://bbc.in/2PtfdYj

– قمة الرياض تؤكد على دور مجلس التعاون في مواجهة التحديات – العربية. https://bit.ly/2LC26Du

– “الجبير والزياني”: دول مجلس التعاون الخليجي أسرة واحدة قادرة على حل خلافاتها دائمًا – سبق. https://bit.ly/2Sje5sf

– الإعلان عن تأسيس تحالف البحر الأحمر – إيلاف. https://bit.ly/2SkmNXr

– تحالف البحر الأحمر: احتواء التهديدات في نظام إقليمي مضطرب مركز المستقبل للأبحاث. https://bit.ly/2ENttJJ

– تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني – السياسة الدولية. https://bit.ly/2SluFaS

– ترامب ينفذ تهديده وينسحب من الاتفاق النووي .. ماذا بعد؟ – دويتشه فيله. https://bit.ly/2AdYFPe

– مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي يؤكد على أهمية تطوير الصناديق الاستثمارية العربية – الزيتونة. https://bit.ly/2Afppyw

– مسعى لمواصلة الضغط على حكومة مادورو.. الاتحاد الأوروبي يمدّد عقوباته على فنزويلا – النهار. https://bit.ly/2Q1K0vf

– الوضع الاقتصادي في فنزويلا.. إلى أين؟ – جريدة المستقبل. https://bit.ly/2QPciyw

– نيكولاس مادورو: حظر واشنطن استيراد النفط من فنزويلا إجراء غير شرعى – اليوم السابع. https://bit.ly/2Q6Ml8f

– ترامب يفرض عقوبات على فنزويلا غداة انتخاب مادورو – أخبار سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2EIxG10

– الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على فنزويلا عامًا جديدًا – سبوتنيك. https://bit.ly/2V6b5Bz

– فنزويلا، الطريق إلى الجحيم الاقتصادي – فرانس 24. https://bit.ly/2V3DFTU

– ترامب يطلق الحرب التجارية مع أوروبا بفرض الرسوم الجمركية – دويتشه فيله. https://bit.ly/2SfYl9v

– ترامب يقر فرض رسوم جمركية على واردات الألمنيوم والحديد الصلب إلى الولايات المتحدة- روسيا اليوم. https://bit.ly/2tIKRv0

– أوروبا تبحث عن حلول في مواجهة سياسة ترامب “النزواتية”- دويتشه فيله. https://bit.ly/2RgIc6q

– عقوبات ترامب الجمركية وأثرها على تجارة الدول العربية – دويتشه فيله. https://bit.ly/2AbWoUw

– البحرين تعلن اكتشاف أكبر حقل للنفط في تاريخها – العربية. https://bit.ly/2BJw2JI

– البحرين.. أكبر اكتشاف نفطي يضم 80 مليار برميل – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2CAg8D7

– البحرين تكتشف حقل نفط بحري “يحتوي على 80 مليار برميل” – بي بي سي. https://bit.ly/2rSOz1l

– ميزانية السعودية العملاقة.. قفزة إصلاحية لتحقيق رؤية 2030 – جريدة المستقبل. https://bit.ly/2RnKRvn

– الموازنة السعودية.. طريق الإفصاح والشفافية – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2ERokRN

– أكبر ميزانية في تاريخ السعودية – السياسة الكويتية. https://bit.ly/2QPdPEM

– ميزانية ما بعد التريليون – صحيفة الاقتصادية. https://bit.ly/2QU5ek7

– اقتصاديون: ميزانية 2019 تحفز النمو وتنعش الحراك الاستثماري. الاقتصادية – https://bit.ly/2T8Q9I5

– انطلاق قمة مجموعة العشرين ومحمد بن سلمان يترأس وفد المملكة – البيان. https://bit.ly/2Afl7HH

– قمة العشرين: اتفاق على فشل “منظمة التجارة” وتباعد بشأن المناخ – جريدة الحياة.  https://bit.ly/2BE9PfY

– قمة العشرين تلتزم بإصلاح منظمة التجارة العالمية – البيان. https://bit.ly/2CzzWq4

– تانجو مجموعة العشرين.. ماذا تتوقع من قمة بوينس آيرس؟ – زقاق النت. https://bit.ly/2FZco1J

– قمة العشرين: الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا تصدر تحذيرًا مشتركًا ضد الحمائية التجارية – بي بي سي. https://bit.ly/2EP8WnM

– قمة العشرين… حلم التنمية العادلة والمستدامة – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2QTj06L

– قمة الأرجنتين ورياح الواقعية – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2RimXRH

– ننشر نتائج منتدى إفريقيا.. 7 قرارات للرئيس السيسي.. و30 اتفاقية بـ3.5 مليار دولار – بوابة الأهرام. https://bit.ly/2GEipRw

– منتدى إفريقيا الاقتصادي.. سباق الاستثمار والفرص – صحيفة العرب. https://bit.ly/2SqHVvf

– موافقة أوبك وروسيا على خفض إنتاج النفط – سي إن إن. https://bit.ly/2LxGAQp

– “أوبك” وروسيا تتفقان على خفض 1.2 مليون برميل.. والأسعار ترتفع 5% – جريدة الحياة. https://bit.ly/2GSebpN

– مشهد هبوط أسعار النفط ما بين نهاية ٢٠١٤ ونهاية ٢٠١٨.. الذاكرة والدروس والتحديات – جريدة الحياة. https://bit.ly/2Vd9BFk

– أسعار النفط تنخفض.. والآمال الحد من إنتاج أوبك وروسيا تكبح الخسائر – جريدة الحياة. https://bit.ly/2GHwTjE

– من الذي يتحكم في أسعار النفط؟ – بي بي سي. https://bit.ly/2BEJGO0

– قطر بين ارتفاع في الديون الداخلية والخارجية وبيئة غير جاذبة للاستثمار – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2NH8U6x

– بعد أن كشفت قناة الجزيرة عن الارتفاع الكبير لديون القطريين .. 1.9 مليون ريال نصيب المواطن من ديون حكومة الدوحة – صحيفة مال الاقتصادية. https://bit.ly/2QMNO90

– Statement from President Donald J. Trump on Additional Proposed Section 301 Remedies. WhiteHouse.gov. https://bit.ly/2GLrO5C

– Trump hits China with tariffs, heightening concerns of global trade war. CNN. https://cnn.it/2DJW0M1.

– These Are the 128 U.S. Products China Is Enacting Tariffs On. Fortune. https://bit.ly/2SqIJAh.

– Reaction to the Trade Battle Between China and the US. The New York Times. https://nyti.ms/2CAvHdN.

– الحرب التجارية بين أمريكا والصين واقتصاد العالم! – أخبار الخليج. https://bit.ly/2pI7L0C

– تطورات جديدة في الحرب التجارية بين الصين وأمريكا – صحيفة تواصل الإلكترونية. https://bit.ly/2BEpvzV

– حرب التجارة بين أميركا والصين.. من الخاسر الأكبر؟ – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Rgvp3L

– بسبب الحرب بين أمريكا والصين… توقعات بانهيار النظام الاقتصادي العالمي – سبوتنيك. https://bit.ly/2rUEfWF

– “دافوس الصحراء” أحبطهم – البيان. https://bit.ly/2LzkRrp

– نجاح “دافوس الصحراء” – صحيفة سبق الإلكترونية. https://bit.ly/2Sj8ceL

– حصاد “دافوس الصحراء”.. صفقات بالمليارات تعكس زخم الاقتصاد السعودي – العين الإخبارية. https://bit.ly/2EPvypd

– ‏‫الجدعان: الاهتمام الدولي بمبادرة مستقبل الاستثمار يعكس قوة ومتانة اقتصاد المملكة عالميًا – سبق – https://bit.ly/2Rkqtec

– اقتصاديون سعوديون لـ”سبوتنيك”: مستقبل الاستثمار بداية نهاية الاعتماد على النفط – سبوتنيك. https://bit.ly/2D1buyB

– كم بات عدد صواريخ الحوثي البالستية التي اعترضتها السعودية للآن؟ – سي إن إن. https://cnn.it/2Nhb35u

– Middle East Crisis: Saudi Arabia bombarded with seven missiles over Riyadh – https://bit.ly/2Tc7f8e.

– UN condemns Al Houthi missile attacks on Saudi Arabia – https://bit.ly/2QPG9qz.

– التحالف: الحوثيون يواصلون تهديد الملاحة الدولية بالزوارق المفخخة – الوئام. https://bit.ly/2AgjxFr

– واشنطن: تهديد الحوثي للملاحة الدولية تصعيد إيراني – البيان. https://bit.ly/2QMSziZ

– إنفوغرافيك.. تأمين الملاحة الدولية من تهديدات الحوثيين – أخبار سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Afl9Pw

– 27٪ نسبة انخفاض معدلات الوفيات المرتبطة بالإرهاب عالميًا خلال 2018 – المصري اليوم. https://bit.ly/2ECcRnU

– 5 ملامح للإرهاب في 2018 – الأهرام اليومي. https://bit.ly/2Q49mJ0

– كاميرات كشفتهم.. تحديد هوية منفذي حادث الإسكندرية – العربية.نت. https://bit.ly/2VbbEtx

– مصابو حادث الإسكندرية لوزير الداخلية: الإرهاب لن ينال من عزيمتنا – اليوم السابع. https://bit.ly/2EIkcm9

– حادث دير الأنبا صموئيل: هجوم مسلح على حافلة أقباط في المنيا في المنيا بصعيد مصر – بي بي سي. https://bbc.in/2zAYZqb

– داعش يعلن مسؤوليته عن هجوم المنيا في مصر – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Vhuek2

– مصر.. عام من الإرهاب الأسود الدامي – سكاي نيوز عربية.https://bit.ly/2TaPXIi

– أقباط مصر.. هدف رئيسي للعمليات الإرهابية – دويتشه فيله. https://bit.ly/2RcvGoA

– مصر.. العملية “سيناء 2018” تحقق أهدافها باجتثاث العناصر الإرهابية – قناة سكاي نيوز عربية. https://youtu.be/pcbCNb8lg28

– “المرجع” يحلل مسارات الإرهاب في مصر – المرجع. https://bit.ly/2TaRrSR

– عشرات القتلى بتفجير في مدينة الصدر ببغداد – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Q0Lg1R

– مئة قتيل في هجوم انتحاري مزدوج بوسط بغداد – بي بي سي.https://bbc.in/2RiqJKR

– الأمم المتحدة تعلن تراجع ضحايا الإرهاب في العراق – البيان. https://bit.ly/2Rcasar

– تراجع الإرهاب في العراق 76%… وخطر “داعش” باقٍ – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2V3IUmy

– العراق: المعركة القادمة مع الإرهاب استخبارية لملاحقة الخلايا النائمة – اليوم السابع. https://bit.ly/2Czmenc

– الأدوات الناجعة لمكافحة الإرهاب في العراق – البيان. https://bit.ly/2QMVcBn

– هجوم على قاعدة للاتحاد الإفريقي في الصومال – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2LxpJx4

– 21 قتيلاً و20 جريحًا جراء انفجارين في العاصمة الصومالية مقديشو – .TRT – https://bit.ly/2RiQFGa

– 14 قتيلاًبتفجير سيارة مفخخة في مقديشو – الغد. https://bit.ly/2CygASf

– هجمات حركة الشباب الدامية تجهض آمال الاستقرار في الصومال – صحيفة العرب. https://bit.ly/2CxCe90

– فورين بولسي: البديل حركة الشباب إذا انسحبت القوات الإفريقية من الصومال – الصومال الجديد. https://bit.ly/2LDdVcX

– “ANP leader Haroon Bilour among 20 killed in Peshawar blast”. Dawn. https://bit.ly/2SjmNGV.

– ارتفاع عدد ضحايا هجوم باكستان إلى 128 قتيلًا وداعش يتبنى – أخبار الآن. https://bit.ly/2GGhbp3

– ارتفاع قتلى هجوم على تجمع انتخابي في باكستان إلى 149 – رويترز. https://bit.ly/2Vdg5UG

– إصابة جنرال أميركي في هجوم قندهار – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2EL6TRM

– مكافحة الإرهاب في باكستان .. هل فات الأوان؟ – الأهرام اليومي. https://bit.ly/2ERrC7B

– الولايات المتحدة: على باكستان اتخاذ خطوات عملية لمكافحة الإرهاب – الشروق. https://bit.ly/2s0DMm4

– كيف دمر العنف حياة الأمريكيين؟ 307 حوادث إطلاق نار جماعى فى 2018 أسفر عن مقتل 328 شخصا – اليوم السابع – https://bit.ly/2Tg5I0N

– “أمة المسدسات”.. لماذا تشهد أمريكا أكبر عدد من حوادث إطلاق النار الجماعي؟ – موقع قناة الإشراق. https://bit.ly/2Q4bPDg

– Shooting at Pittsburgh synagogue: At least 11 dead, suspect in custody. NBC News. https://nbcnews.to/2AtY24k

– ADL Statement on Synagogue Shooting in Pittsburgh. Anti-Defamation League. https://bit.ly/2AvqanC

– Florida man charged in connection with 14 mail bombs sent to Trump critics. CompuServe. https://bit.ly/2V9xy0v

– 3قتلى بينهم شرطيتان في حادث إطلاق نار في بلجيكا – بي بي سي. https://bbc.in/2L5M17U

– Dozens killed as bomber hits college students in Afghan capital. cbsnews. https://cbsn.ws/2w9s0HL

– Suicide Bomber, in Crowd of New Year Pilgrims, Kills Dozens in Kabul”. وول ستريت جورنال. https://on.wsj.com/2GFunuk

– Suicide car bomb attack in Kabul kills at least 40, wounds 140, officials say. Washington Post. https://bit.ly/2QR2YKz

– At least 20 people killed in separate bombings at Kabul wrestling club. The Guardian. https://bit.ly/2AifSXF

– باريس: مقتل شخصين وإصابة 4 في هجوم بسكين.. و”داعش” يتبنى العملية – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2jRDwl6

– Gunman kills at least four people in French Christmas market. Reuters . https://reut.rs/2QSjvho

– قتلى وجرحى بإطلاق نار على حشد في جمهورية داغستان الروسية – روسيا اليوم. https://bit.ly/2rRIvGx

– مجلس الأمن الدولي يعتمد مشروع القرار البريطاني بخصوص اليمن – روسيا اليوم. https://bit.ly/2Q2OH8q

– “لجنة الدفاع” في الدوما: علينا مراقبة انسحاب أمريكا من سوريا فهي تبتكر حيلاً للبقاء – روسيا اليوم. https://bit.ly/2EQpSeq

– ما سر انسحاب أمريكا المفاجئ من سوريا؟ – روسيا اليوم.https://bit.ly/2GFl8u8

– دخول تشريعات حماية البيانات الجديدة في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ – فرانس 24. https://bit.ly/2Va73rO

– البرلمان البريطاني ينشر وثائق سرية “تفضح فيسبوك” – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2EMZYHH

– الاثنين.. رئيس فيسبوك يواجه مشرعين أميركيين – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2ELcNT1

– رئيس فيسبوك “مطلوب” في أوروبا – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Slt5Wy

– مارك زوكربيرغ يفقد 17 مليارًا من ثروته – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2QPjvi4

– فضيحة فيسبوك” ثمنها 37 مليار دولار – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Q1b51R

– تسريب بيانات 2.58 مليار مستخدم حصيلة 21 ًا على قواعد البيانات خلال 2018 – الإمارات اليوم. https://bit.ly/2rUMZME

– منتجات تقنية رسمت مسار التكنولوجيا 2018 – منصة الرؤية. https://bit.ly/2EPIpaN

– إطلاق “خليفة سات”.. أول قمر صناعي بأيدٍ إماراتية – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2PpHrXS

– غزو الفضاء في 2018.. والعرب حاضرون – سكاي نيوز عربية.https://bit.ly/2SftlGC

– الصين تطلق قمرًا صناعيًا لاستكشاف الجانب المظلم من القمر – رويترز. https://bit.ly/2AiRFjX

– تجارب روسية صينية “لتعديل الغلاف الجوي” – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2RezNAC

– الصين تنجح في استنساخ أول قرد من فصيلة المكاك في العالم _ Arabic.news.cn – https://bit.ly/2SfYVUQ

– جدة.. انطلاق أكبر “هاكاثون” في الشرق الأوسط – سبق. https://bit.ly/2EN0Xrn

– هاكاثون الحج” يستقطب 18 ألف مطور ومبرمج من 100 دولة لإثراء وتطوير تجربة الحج – مجلة الرجل. https://bit.ly/2RfZgJT

– تطبيق “ترجمان” يحصل على جائزة المليون ريال في ختام “هاكثون الحج” – سبق. https://bit.ly/2GDdBvC

– هاكثون الحج يدخل السعودية موسوعة غينيس للأرقام القياسية – مجلة هي. https://bit.ly/2V9zVQX

– فاينانشيال تايمز” تشيد بـ”ترجمان”: ابتكار بأيدي فتيات سعوديات – سبق – https://bit.ly/2GG69A6

– لقطات لا تنسى من افتتاح مدينة الملك سلمان للطاقة سبارك – مجلة الرجل. https://bit.ly/2Rjg2I6

– السعودية تطلق قمرين صناعيين للتصوير عالي الدقة – سي إن إن.https://cnn.it/2QOeSVF

– اكتشاف في السعودية قد يغير النظرية حول الإنسان الأول – الحرة. https://arbne.ws/2GPI6ub

– الليزر يصل الفضاء.. ناسا تطلق قمرًا صناعيًا لدراسة جليد الأرض اليوم السابع. https://bit.ly/2rTw0dq

– ناسا تطلق قمرًا صناعيًا لمتابعة ذوبان الجليد – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2rUopeY

– إطلاق المسبار “باركر” أول مركبة فضائية “تلامس الشمس” لاستكشاف أسرارها – فرانس 24. https://bit.ly/2rQElyE

– مسبار آلي لاستكشاف حياة بالمريخ – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Va8RB6

– ناسا تطلق مسبار آلي صممته خصيصًا لاستكشاف أعماق كوكب المريخMedi1-.  https://bit.ly/2Q12Jr6

– سوريا: ماذا بعد إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية؟ – بي بي سي. https://bbc.in/2EHp3DW

– الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا.. أية عواقب؟ – يورو نيوز. https://bit.ly/2ENajo2

– من المستفيد من سحب القوات الأمريكية من سوريا – روسيا اليوم. https://bit.ly/2SXBUpm

– وكالة: مفاجأة جديدة تتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا – سبوتنيك. https://bit.ly/2Ac8OM6

– “واشنطن بوست”: انسحاب ترامب من سوريا استسلام لروسيا – روسيا اليوم. https://bit.ly/2EHbRik

– ISIS Attacks Hayat Tahrir al-Sham In Syria’s Eastern Hama. SouthFront blog, https://bit.ly/2BeZswI

– How the Syrian army is working to gain control of road to Raqqa. al-monitor, https://bit.ly/2GCtQt9

– قوات النظام تواصل مع حلفائها عملياتها في الريف الحلبي الجنوبي وتفرض سيطرتها على مزيد من المناطق متقدمة نحو ريف إدلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان. https://bit.ly/2DgFUtP

– Islamist rebels attack Army base near Damascus in latest breach . AMN – Al-Masdar News. https://bit.ly/2DR8mmY

– أردوغان يعلن بدء العملية العسكرية ضد الأكراد في عفرين السورية.. ويحدد التحرك المقبل لما بعد المعركة – هافينغتون بوست عربي. https://bit.ly/2BD8xBW

– U.S. launches missile strikes in Syria – washingtonpost. https://wapo.st/2ELbqQr

– مصادر أميركية: إسرائيل قصفت قاعدة التيفور السورية – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2T1IoUq

– Russian plane crash in Syria ‘kills 32. BBC. https://bit.ly/2CwcJVG

– Russian plane disappears from radars during Israeli attack on Syria’s Latakia. RT International. https://bit.ly/2QP45u0

– الكرملين يعلن عن قلق القيادة الروسية الشديد لحادث “إيل-20” – روسيا اليوم. https://bit.ly/2RaoWaR

– Arab states launch biggest assault of Yemen war with attack on main port – Reuters. https://bit.ly/2BE9Gcg

– معركة البيضاء.. الجيش اليمني ينتصر ومليشيا الحوثي تتهاوى– العين الإخبارية. https://bit.ly/2EJTLgF

– الحرب في اليمن: هدنة في الحديدة معبر المساعدات الإنسانية الأساسي – بي بي سي. https://bbc.in/2T2cqHq

– أبرز بنود “اتفاق ستوكهولم” بشأن مدينة الحديدة باليمن – سكاي نيوز عربية. https://bit.ly/2Lv7uZ6

– Syria war: At least 70 killed in suspected chemical attack in Douma – BBC News. https://bbc.in/2GIIb6Y

– Dozens killed in apparent chemical weapons attack on civilians in Syria, rescue workers say”. واشنطن بوست. https://bit.ly/2Lwv2Nq

– ليبيا: عشرات القتلى جراء تفجير سيارتين مفخختين في بنغازي – فرانس 24.https://bit.ly/2GabjQn

– قتلى وجرحى في هجوم لـ”داعش” على مفوضية الانتخابات في طرابلس – الشرق الأوسط. https://bit.ly/2rjObZ9

– إدارة شؤون الجرحى: 96 قتيلاً و444 مصابًا في “اشتباكات طرابلس” – بوابة الوسط. https://bit.ly/2AcIvph

– تركيا تسعى لإيجاد مخرج لفضيحة “شحنات الأسلحة”في ليبيا – جريدة الحياة. https://bit.ly/2BAMsDW

– سقوط ضحايا في اشتباكات مسلحة بين متظاهرين وقوات الأمن في البصرة – الحرة. https://bit.ly/2GLGJBg

– مياه “قاتلة” وطحالب سامة في البصرة.. 18000 حالة تسمم – قناة العربية. https://bit.ly/2zL6eNa

– محتجون يحرقون قنصلية إيران في البصرة.. ومقتل متظاهر – قناة العربية. https://bit.ly/2NSBkHj

– المتظاهرون يحرقون مبنى محافظة #البصرة للمرة الثانية وإغلاق ميناء أم قصر بعد تجمع محتجين – https://bit.ly/2PYcmH5

– Catalonia Cries “Freedom!” Market Says “Not So Fast…”. Bloomberg. https://bit.ly/2EF1Imt

– Spain Catalonia: Court blocks independence referendum”. BBC News. https://bbc.in/2GESkBU

– الروهنجيا… قضية اضطهاد ديني أم أزمة تحول ديمقراطي؟ – مركز الأهرام للدراسات. https://bit.ly/2LySSYG

– لماذا انفجرت أزمة مسلمي الروهينغا؟ – بي بي سي. https://bbc.in/2AeZlUu

– “هيومن رايتس” تطالب بإحالة ملف الروهنجيا إلى الجنائية الدولية – مصر العربية. https://bit.ly/2PYBehI

– مواجهات بين الشرطة الإسبانية ومتظاهرين في برشلونة – روسيا اليوم. https://bit.ly/2EM2T4i

– شبح الانفصال يحوم من جديد.. مدريد تهدد بإرسال الشرطة الوطنية لكتالونيا – روسيا اليوم. https://bit.ly/2QMP5wT

– دعوات للوحدة في كتالونيا باليوم الوطني الإسباني – روسيا اليوم. https://bit.ly/2EGN1PN

– مواجهات بين الشرطة وبين محتجين منددين باجتماع الحكومة الإسبانية في برشلونة – يورو نيوز. https://bit.ly/2CCKuok

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر