سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
لقد أطلق على القرن العشرين اسم “القرن الأميركي”. وقد جاءت هذه العظمة نتيجة تبني الرساء الأمريكيين سياسية تعتمد على البناء على تراث سابقيهم، حتى لو كانوا من حزب سياسي مختلف. ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن يضع الرئيس المنتخب بايدن الخطاب السياسي المهين السابق جانباً وأن يبني على التقدم المحرز في العلاقات الأميركية الكورية الشمالية التي بُنيت في ظل إدارة ترمب.
كانت انتخابات عام 2020 تعني الكثير لبيونغ يانغ، بسبب العلاقة الخاصة جداً القائمة بين كيم جونغ أون ودونالد ترمب. كيف سيؤثر فوز بايدن الواضح في الانتخابات على العلاقات مع كوريا الشمالية؟ للمسألة آثار عميقة. خلال الفترة الانتقالية من نوفمبر 2016 إلى يناير ، وهي الفترة التي تم نقل السلطة فيها للرئيس المنتخب دونالد ترمب، حذّر باراك أوباما من أن كوريا الشمالية هي المستنقع الشائك الذي تواجهه الأمة ويمكن أن يؤدي بسهولة إلى الحرب، حيث كان الوضع في أواخر ولاية أوباما قاتما للغاية.
ووفقاً لمراسل ووترغيت الشهير بوب وودوارد، في كتابه “الخوف: ترمب في البيت الأبيض”، نظر الرئيس أوباما في ضربة عسكرية جراحية وقائية محدودة في سبتمبر 2016 ضد كوريا الشمالية بسبب تجربتها النووية الخامسة وإطلاق صاروخ متوسط المدى على بعد 1000 كيلومتر داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. أدان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الصاروخ التجريبي الكوري الشمالي الذي سقط على بعد 150 ميلا من الساحل الياباني. وقال آبي للصحافيين “انه تهديد خطير لامن بلادنا”. وأضاف “أنه عمل شائن لا يمكن التسامح معه”.
في واحدة من أعظم الانتصارات الدولية للرئيس ترمب، ازدهرت علاقة خاصة بينه وبين كيم جونغ أون. ومع ذلك، كان بايدن شديد الهمة في انتقاده لزعيم كوريا الشمالية. وقد انخرط بايدن كوريا الشمالية في تبادل الشتائم. في المناظرة الرئاسية الأخيرة، وصف بايدن كيم جونغ أون بأنه بلطجي. من جانبها، وصفت وسائل الإعلام الكورية الشمالية بايدن بأنه أبله مسعور. وقد وعد بايدن بأنه سيواصل سياسة باراك أوباما تجاه كوريا الشمالية. هذه السياسة تعتمد على تخلى كوريا الشمالية عن جزء من أسلحتها النووية قبل التحديث والجلوس على الطاولة.
ومع ذلك، يشعر العديد من القادة السياسيين الأمريكيين بالقلق، لأنه في الماضي كاد هذا النهج أن يصل بالولايات المتحدة إلى حافة الحرب. وقد انتقد الرئيس المنتخب بايدن التقدم الذي تم إحرازه بوضوح بين البلدين، وقد اختبر ذلك صبر كل من ترمب وكيم جونغ أون. والآن بعد أن تأكد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، لا يسعنا إلا أن نأمل في أن يسود المنطق السليم وأن يستمر بايدن في البناء على أساس العلاقات الأكثر دفئاً التي تم تأسيسها.
ومن المحزن أن هناك ميلاً متزايداً في أميركا على مدى السنوات العشرين الماضية إلى التنديد تلقائياً بمبادرات السياسة الخارجية للرئيس عندما يكون هذا الرئيس منتمي لحزب معارض. في الآونة الأخيرة، تم ترشيح دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام الثالثة. وكان آخرها “عقيدة ترمب”. ووصف ديفيد فلينت، أستاذ القانون الأسترالي، سبب هذا الترشيح الأخير.
وقال فلينت ” أنه يقلل من ميل امريكا الى التورط في أي حرب”. في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، إذا أحرز رئيس الولايات المتحدة أو وزير الخارجية تقدماً كبيراً نحو سلام حقيقي، فإن القادة السياسيين على جانبي الممر سوف يُؤطرون صانعي السلام بغزارة. وأشاد الأميركيون كثيراً بدبلوماسية هنري كيسنجر المكوكية في الشرق الأوسط وعلى اتفاقات الرئيس رونالد ريغان مع ميخائيل غورباتشوف، والتي بشرت بنهاية الحرب الباردة.
وأياً كان رأي المرء في الرئيس ترمب بشكل عام، فقد أوصل الولايات المتحدة من حافة الحرب المحتملة مع كوريا الشمالية، في ظل إدارة أوباما، إلى علاقة خاصة بين دونالد ترمب وكيم جونغ أون. هل يريد الرئيس المنتخب بايدن حقاً العودة إلى الصواريخ الكورية الشمالية التي تهبط بالقرب من سواحل اليابان وأشرطة فيديو لكوريا الشمالية تجسد تدمير كوريا الشمالية لسان فرانسيسكو؟ لقد أطلق على القرن العشرين اسم “القرن الأميركي”.
وكان جزء من هذه العظمة نتيجة لسياسة قادة الأمة القائمة على البناء على إنجازات الرؤساء السابقين، حتى لو كانوا من حزب سياسي مختلف. ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن يضع الرئيس المنتخب بايدن الخطاب السياسي المهين السابق جانباً وأن يبني على التقدم المحرز في العلاقات الأميركية الكورية الشمالية التي بُنيت في ظل إدارة ترمب.
المصدر: المركز العربي للبحوث والدراسات
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر