جدلٌ آخر حول “نتفكلس” | مركز سمت للدراسات

جدلٌ آخر حول “نتفكلس”

التاريخ والوقت : الإثنين, 3 يونيو 2019

عبير خالد

 

قدمت شركة “نتفلكس” العام الماضي، مسلسلاً تلفزيونيًا حمل اسم “ثلاثة عشر سببًا”، وقد تسبب هذا المسلسل في إثارة حالة قلق عامة حول مخاطر الانتحار بين المرهقين، لا سيَّما بين أولئك المعرضين للتنمر والصور النمطية. فالعرض يصور تفاصيل عملية انتحار فتاة مراهقة يتم توثيق دوافعها على أشرطة صوت. وقد عبر المعالجون النفسيون والأساتذة والعاملون الاجتماعيون عن قلقهم إزاء العرض بسبب ثنائهم على الانتحار، وزيادة مخاطر ذلك بين المراهقين. بينما يختلف آخرون، مثل “ماركو سكالفيني” بكلية لندن للاقتصاد، مع تلك الانتقادات الموجهة للمسلسل، حيث طالب “سكالفيني” بإتاحة المزيد من النقاش المفتوح حول ظاهرة الانتحار على شاشات التلفزيون وذلك بغرض الوصول إلى حلول وتفاهمات أفضل.

ويبدو أن شركة “نتفلكس” تدرك أن النقد موجه لمسلسل “ثلاثةَ عشرَ سببًا”، وبخاصة المشهد الذي انتحرت فيه المراهقة. وفي العرض الأخير “أنت” Youتركز “نتفلكس” بشكل ما على تفاصيل جريمة قتل، بما يظهر قدرًا أقل من الدموية. ومع ذلك، فمن الواضح أن المسلسل يعتمد على الجريمة من أجل جذب الجمهور حيث يقوم البطل بقتل كل شخصٍ في حياة صديقته تقريبًا. وتعمل بطلة العرض “أنت” مديرة لمتجر كتب، حيث تعبر المسارات مع كاتبة طموحة، “جينيفر بيك”، وتُطَوِّر هاجسًا بقتل كل من في حياتها. إذ لم يتم الإعلان عن جرائمها حتى المشهد الأخير الذي يكشف فيه “بيك” عن جرائم القتل.

وخلال المسلسل يستخدم “جولد بيرج” وسائل التواصل الاجتماعي وحساب “أي كلاود” iCloud الخاص به لتتبع جميع حركات صديقته. ولم يتم إلقاء القبض عليه أبدًا، حيث يخفي رباطة جأشه إحساسه بانعدام الأمن العميق والخوف من الانكشاف. فقد كانت طريقة “جو” الوحيدة للتعبير عن الحب هي السيطرة المفرطة. وقد تطرقت هذه السلوكيات وجوانب شخصية “جو” إلى مسألة خطيرة تتعلق بالإساءة المنزلية عبر الإنترنت.

كشفت استطلاعات الرأي حول إساءة المعاملة المنزلية عبر الإنترنت التي أجرتها “منظمة المعونة النسائية” في المملكة المتحدة أن 85% ممن شملهم الاستطلاع عبر الإنترنت أن الإساءة التي يتعرضون لها كانت من صديق أو صديق سابق. كما يقولون إن ذلك يعدُّ جزءًا من نمط المعاملة الذي يتعرضون له حينما لا يكونون (أون لاين). غير أن حوالي 29% ممن شملهم الاستجواب يفيدون بتعرضهم للملاحقة بواسطة برامج التجسس أو التتبع “جي بي إس” لتحديد مواقع هواتفهم أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم من قِبَل صديق أو صديق سابق. كما تضمنت إجابات 50٪ ممن شملهم الاستطلاع، الإشارة إلى أن الإساءة التي يتعرضون لها عبر الإنترنت تضمنت تهديدات مباشرة لهم أو لأشخاص يعرفونهم. كما أشار نحو ثلث المجيبين الذين تلقوا تهديدات بأنه التهديدات التي تعرضوا لها عبر الإنترنت تمَّ تنفيذها بالفعل.

ومن الواضح أنه في حين تتعلم شركة “نتفلكس” من أخطائها وتقليل مشاهد الدم والجريمة، فإن محتوى العرض لا يزال يمثل مشكلة خاصة عند طرحه في سياقات اجتماعية أوسع.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: Beaver Online

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر