سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
منصور العتيبي
كنت قد كتبت مقدمة مقالي بمناسبة مرور خمسة أعوام على انطلاق “رؤية المملكة 2030” قبل اللقاء التلفزيوني الذي أجري، مؤخرًا، مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث كانت المقدمة: “ونحن نجتاز ثلث الطريق نحو 2030 هناك شعور عام لدى أغلب السعوديين بأن الرؤية قد حققت أهدافها، وهذا الشعور السائد الممزوج بالأمل والتفاؤل لدى الشعب السعودي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج ما يراه من إنجازات تحققت أمامه على أرض الواقع منذ انطلاق الرؤية الطموحة”.
أمَّا وبعد نهاية لقاء سموه فأستطيع التأكيد وبكل ثقة بأن مقدمة مقالي أعلاه وشعور المواطن السعودي فيها تجاه “رؤية المملكة 2030” كان شعورًا حقيقيًا، بل وأكثر من ذلك حيث تعاظم شعورنا بنجاح الرؤية وتفاءلنا بها لنقول وبكل فخر بأن كثيرًا من دول العالم تطمح أن تصل إلى ما وصلت إليه إنجازات وأرقام (ثلث طريق) رؤية المملكة 2030.
بإمكان المتابع العادي، ناهيك عن المتخصص في السلوك الجماهيري، أن يلتقط إشارة مهمة من حجم التفاعل الكبير مع لقاء سمو ولي العهد السعودي، والاحتفاء منقطع النظير من قبل المواطنين بجميع شرائحهم ومختلف أعمارهم. فهذه الإشارة المهمة والواضحة تعكس مدى إيمانهم العميق وثقتهم المطلقة بسمو ولي العهد، عرَّاب الرؤية ومهندسها. فالمواطن السعودي يرى في سموه الأمل والمستقبل والطموح والشغف، ويبادله نفس الشعور عندما قال سموه أثناء اللقاء إن: “المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية”، وكأن لسان حالهم بتفاعلهم الكبير يقول: وأنت كذلك يا سمو الأمير.
إن المتتبع لخطوات “رؤية المملكة 2030” يدرك بكل وضوح أنها خطوات واثقة تسير على الطريق الصحيح بكل ثبات وطمأنينة، ويمكن تتبعها من خلال ما ذكره سموه من حقائق وإحصائيات، وما تم كسره من أرقام كان يعتقد بأنها غير قابلة للتحقيق في 2020، بل وأكثر من ذلك فقد باتت “رؤية المملكة 2030” تقترب من تحقيق أهدافها النهائية قبل 2030. وإن كل ما بشّر به سمو ولي العهد، في بداية انطلاق “رؤية المملكة 2030″، هي الآن حقائق ترى على جميع الأصعدة من النمو الاقتصادي، وزيادة الاستثمارات، وتضاعف الإيرادات غير النفطية، وارتفاع نسبة التوطين للصناعات، وكسر حاجز الـ11% في خفض البطالة، وارتفاع نسبة الإسكان 60% وغيرها من الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي.
لم يكن إعلان سمو ولي العهد السعودي لـ”رؤية المملكة 2030″ في عام 2016 سوى بداية انطلاق تحقيق الحلم والأمل على أرض الواقع، والتي – بلا شك – قد انطلقت قبل ذلك في عقل سموه كحقيقة يراها رأي العين قبل أن تكون حقيقة على أرض الواقع، وهذه عادة القادة العظماء. وقد قيل قديمًا: “الكثيرون يستطيعون توجيه السفينة، ولكن تحديد المسار يتطلب قائدًا ملهمًا”. وهذه القيادة الملهمة لسمو ولي العهد هي ما جعلت المواطن السعودي يقتنع بالرؤية وينسجم معها لاقتناعه التام بقائد الرؤية.
ومما لفت انتباهي كثيرًا كمتخصص في الاتصال هو هذا الحضور الآسر والشخصية الكاريزمية الفريدة التي يتمتع بها سموه، إضافة إلى شغفه اللامحدود بمستقبل أفضل للوطن والمواطن والذي تشعره في حديثه وتردد كثيرًا في ثنايا اللقاء، بل حتى إن من أهم معاييره في اختياره لفريق عمله هو توافر (الشغف) لديهم للتطوير والعمل الإبداعي.
كذلك استوقفتني خاتمة اللقاء عندما اختتم سموه بعبارة تلخص كثيرًا من فكر القائد الملهم الذي لا يكتفي بجعل الآخرين يثقون به، بل ويجعلهم يثقون بأنفسهم عندما قال: “الخوف ليس موجودًا في قاموس المواطن السعودي”.. بهذه الطاقة الإيجابية والروح القيادية المحفزة للتقدم والنجاح سنصل – بإذن الله – ونحقق “رؤية المملكة 2030” لننطلق بعدها لمحطة نجاح جديدة وآفاق أوسع من الإبداع والتميز في رؤية 2040.
كاتب وباحث سعودي*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر