“تويتر” سيصبح مكانًا مخيفًا تحت قيادة “إيلون ماسك” | مركز سمت للدراسات

“تويتر” سيصبح مكانًا مخيفًا تحت قيادة “إيلون ماسك”

التاريخ والوقت : الخميس, 28 أبريل 2022

Greg Bensinger

إن قرار مجلس إدارة شركة تويتر الذي أعلنته بعد ظهر يوم الاثنين بقبول عرض استحواذ “إيلون ماسك” على الشركة، يعني أن الشركة تعتقد أن موقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر” سيستفيد على نحو أفضل من خلال ملكية رجل يستخدم المنصة الاجتماعية لقمع منتقديه ويقوم بتوجيه التنمرات الجسدية للأشخاص ويتحدى قوانين الأوراق المالية والعملات المشفرة بلا هوادة.

صرح “إيلون ماسك” أن أحد الأمور المركزية في رؤيته للخدمة التي تقدمها المنصة أن تكون بمثابة “ساحة شاملة لحرية التعبير والرأي”، ولكن ينبغي للمستخدمين فهم ما تعنيه هذه العبارة: الأمر الذي يعني حرية التعبير لأشخاص مثل “إيلون ماسك”، الملياردير وأغنى رجل في العالم. حتى في الوقت الذي كان فيه مجلس إدارة شركة تويتر يناقش عرضه البالغ 54.20 دولارًا للسهم، والذي قبلته الشركة، كان “ماسك” يحدد نغمته القيادية من خلال التغريد بأن مسؤولي لجنة الأوراق المالية والبورصات كانوا “دمى مخزية”.

لم يكن “ماسك” مسؤولاً عن رعاية الشركات التي يشرف عليها بشكل فعلي وهي: شركة صناعة السيارات “تسلا” وشركة استكشاف الفضاء “سبيس إكس” وشركة “نيورالينك” وشركة “ذا بورنج كمباني”. في الأشهر الأولى من الوباء، دسَّ “إيلون ماسك” أنفه فيما يتعلق بالقوانين الصادرة من مسؤولي القطاع الصحي – الذي وصف أوامرهم بالبقاء في المنزل على أنها أوامر فاشية – بإجبار العاملين في “تسلا” على العودة إلى وظائفهم، في انتهاك صريح للوائح الصحية المحلية. ولاحقت “تسلا” منذ سنوات مزاعم الانتهاكات العنصرية والتمييز والتحرش الجنسي في مصنعها في مدينة فريمونت بولاية كاليفورنيا، إذ قالت إن ست نساء عانين من المعاكسات والتحرش. وقالت الشركة إنها لا تتسامح مع مثل هذا السلوك.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن العديد من المتدربين السابقين في شركة “سبيس إكس” قدموا ادعاءات مماثلة حول موقف متراخٍ تجاه التحرش الجنسي من قبل المشرفين وبين الأقران. وقالت الشركة إنها تحقق في هذه المزاعم. 

في غضون ذلك، رفعت الهيئة التنظيمية في ولاية كاليفورنيا، مؤخرًا، دعوى قضائية ضد الشركة بشأن تقارير عن التمييز العنصري ضد مئات من الموظفين، بما في ذلك الحرمان من الترقية واستخدام الافتراءات العنصرية من قبل المشرفين. وفقًا لدعوى قضائية رفعتها إدارة كاليفورنيا للتوظيف العادل والإسكان في محكمة كاليفورنيا العليا في مقاطعة ألاميدا، فإن “ماسك” قال للموظفين أن يكونوا “بليدي الحس” تجاه المضايقات العنصرية التي يتعرضون لها أثناء العمل. ولكن نفت شركة “تسلا” مثل هذه المزاعم.

لا عجب في أن العديد من موظفي موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يشعرون بالذعر من احتمالية أن يترأس “إيلون ماسك” الشركة.

بالتأكيد، يمكن أن يستفيد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر “من بعض التحسينات على خدماته. إذ يتم تطبيق قواعد الموقع على نحو غير متساوٍ؛ فهو مليء بالتصيد العنصري والمضايقات والمعلومات المضللة. ويبدو أن السياسيين والمشاهير يتمتعون أيضًا بلمسة أخف من تطبيق “تويتر”، وذلك من أجل السياسة الخاصة بالتطبيق ضد المعلومات المضللة، على الرغم من الأدلة على أنه من المرجح أن يتم تصديقهم أكثر من المستخدمين العاديين. وتتمثل الطريقة المعتادة لتطبيق “تويتر” في الإشراف على المحتوى في وضع علامات التحذير على التغريدات التي تحتوي على معلومات مضللة، والتي يسهل تجاهلها ولا تخفف من الضرر الناجم عن مثل تلك المعلومات.

استخدم “دونالد ترمب”، قبل وبعد هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي، موقع “تويتر” ليدعو متابعيه للدخول في حالة التخبط والجنون التي شهدتها تلك الأوقات. وقد منعت الشركة “ترمب” من دخول تطبيق “تويتر” لدوره في مثل تلك الأفعال المخزية التي شهدتها أميركا في ذلك الوقت، لكنها غضت الطرف عن سلوك مماثل للعديد من السنوات.

في هذه الوجبة السامة يأتي “إيلون ماسك”؛ إذ دعا شخصًا لا يتفق معه باسم “بيدو غي” وألقى نكاتًا حول أجساد النساء، واضطر إلى حذف رسالة يمنع فيها عمال المصنع من الانضمام إلى النقابات. كل هذه الأفعال قام بها “إيلون ماسك” على المنصة التي سوف يمتلكها في القريب العاجل.

إن تخفيف إجراءات الإشراف على المحتوى، وهو ما يبدو أن “ماسك” مستعد للقيام به، لن يجعل موقع “تويتر” مكانًا أفضل، بل سيجعله أكثر سمية. في ظل الاعتقاد السائد بأن المزيد من الكلام هو العلاج الأفضل للخطاب الضار، فمن المحتمل أن يتوقع المستخدمون الجادون للتطبيق أنه سيتم إسكاتهم بشكل متكرر من قبل المتصيدين وروبوتات الويب. (آمل أن يكون “ماسك” جَادًّا عندما قال إنه سوف يهزم روبوتات البريد العشوائي أو سيموت وهو يحاول!).

على مستخدمي “تويتر” من النساء، على وجه الخصوص، أن يقلقن بشأن ما إذا كان “ماسك” سيجلب ازدراءه الواضح للنساء إلى الشركة التي هو على وشك امتلاكها. يعد موقع” تويتر” بالفعل مكانًا سَامًّا للنساء اللواتي يستخدمنه، وخاصة هؤلاء أصحاب البشرة الملونة.

كما ينبغي للعالم بأسره أن يشعر بالقلق من احتمالية أن يعيد “إيلون ماسك” دونالد ترمب مرة أخرى إلى التطبيق، الذي استخدم ببراعة منصات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مضللة خطيرة عن فيروس كورونا والسخرية من أعدائه والتشكيك في نزاهة الانتخابات الحرة والنزيهة. وقد صرح “دونالد ترمب”، يوم الاثنين، إنه لن يعود إلى تطبيق “تويتر “إذا سمح له بالعودة، وذلك لصالح تطبيق “تروث سوشل” الخاصة به، لكن بالطبع، نكث الرئيس السابق بوعود عديدة من قبل.

“إيلون ماسك” محق في أن “تويتر” أصبح ساحة عامة من الناحية الواقعية. لكن يجب النظر إلى ساحة عامة أخرى يقودها ملياردير شاب دون أي رقابة حقيقية على سلطته وهو: موقع فيسبوك. إذ أظهرت التسريبات على مدار العام الماضي أن شركة “ميتا”، تحت قيادة “مارك زوكربيرج”، قد أغفلت الدليل على أن التعليقات المؤذية على منصات الشركة تسببت في ضرر عاطفي للمراهقين وزادت من قلق المستخدمين وغضبهم. إذ تعرف الشركة أن خوارزمياتها معيبة جدًا، ولكن قد ثبت أن الضغط الخارجي والداخلي على الشركة لتغيير طريقة تصميمها وسياسة نشرها غير مجدٍ؛ نظرًا لأن “زوكربيرج” يمتلك حصة مسيطرة من الأصوات في مجلس إدارة الشركة.

ربما كان على “جاك دورسي، أحد مؤسسي شركة تويتر وعضو مجلس الإدارة، أن يثق بغرائزه عندما غرد بأنه “لا يعتقد أن أي فرد أو مؤسسة يجب أن تمتلك وسائل التواصل الاجتماعي، أو بشكل عام شركات الإعلام”.

صرح “إيلون ماسك” أنه لا يهتم بالأرباح الاقتصادية التي ستنتج جراء صفقته للاستحواذ على شركة تويتر. قد يحتاج إلى هذا الاتجاه – كما يتوقع البعض – إذا أصبحت المنصة مجانية للجميع وتخلى عنها المعلنون.

إلى أين يمكن أن يذهب المستخدمون إذا لم يعجبهم ما يصبح عليه “تويتر” تحت قيادة “إيلون ماسك”؟ فشلت شبكات التواصل الاجتماعي الجديدة التي توعدت بإيجاد بديل لحرية التعبير لـ”تويتر” حتى الآن في اكتساب الزخم، ولا سيما شبكة” تروث سوشل”.

كما هو الحال مع دوافع تأسيس هؤلاء المنافسين، فإن أسباب “إيلون ماسك” للسيطرة على موقع التواصل “تويتر” لا تتعلق بحرية التعبير؛ بل يتعلق الأمر بالتحكم في مكبر الصوت. مع الحشد الكبير من المعجبين به، سيصدر “إيلون ماسك” مكبر صوت عملاقًا وسيكون حرًا في توصيل استثماراته الخاصة وازدراء اللوائح الصحية السليمة والصراخ على النقاد.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدرirishtimes

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر