مي الشريف

لا تهدأ قضايا المرأة في مجتمعنا، وفي الغالب – ومهما كانت بساطتها – تتحول إلى قضايا رأي عام، وينقسم المجتمع ما بين رافض ومؤيد. ومن ثمَّ تأخذ تلك القضايا مجراها الطبيعي، ومع الوقت يمارسها الجميع من مؤيد ورافض بشكل تلقائي. ويتمُّ تدوين سجالاتها وبداياتها الصعبة والغريبة – أحيانًا – في تاريخنا. فعلى سبيل المثال، في عام ١٩٥٥ميلادي، تمَّ سجن الكاتب السعودي عبدالكريم الجهيمان لمدة ستة أشهر، وذلك بسبب نشره لمقال لا يعرف صاحبه، إلا أنه يؤيد ما جاء فيه، وكان يتمحور حول أهمية تعليم المرأة. وبعد خمسين سنة من تلك الحادثة، أصبحت النساء يستحوذن على أكثر من ٥١٪ من مقاعد التعليم الجامعي. أما بالنسبة للأديب عبدالكريم الجهيمان، فقد تمَّ تكريمه في عدة محافل وطنية، وإطلاق اسمه على مدرسة في الخرج، وأحد شوارع الرياض.

مسيرة تمكين المرأة السعودية، بدأت بقرار تعليم البنات، الذي صدر عام ١٩٦٠، فتمَّ افتتاح المدارس، والجامعات، والكليات النسائية لها. ومنذ ذلك الحين – وإن كانت بوتيرة بطيئة – أزيلت بعض العقبات، فدخلت المرأة إلى سوق العمل في مجالات محدودة سابقًا، حتى وصلت اليوم إلى أغلبها، عبر دعم الحكومة السعودية، وإتاحة الفرص المبررة دينيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا. فدعم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، المرأة عام ٢٠١١م،  وأمر بقرار دخولها لمجلس الشورى بنسبة لا تقل عن ٣٠٪ من كل دورة، والسماح لها بالتصويت والترشح في المجالس البلدية. وعاشت المرأة السعودية يومها التاريخي في ٢٦ سبتمبر من هذا العام، إذ تمَّ السماح لها بقيادة السيارة، وهو ما سيفتح لها المجال بشكل أكبر في مواصلة قيادة حياتها، وأسرتها، وتحقيق طموحاتها في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى دعم المرأة السعودية، وذلك لأهمية دورها في بناء المجتمع، ومسيرة التنمية، وتحقيق رؤية المملكة٢٠٣٠.

ذكر ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان في أحد الحوارات الصحفية، أن «عنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات»، وهذا ما تراه المرأة السعودية كحد لطموحها، وتتمناه لها ولمجتمعها، في ظل الأمير محمد بن سلمان، الذي يمثل القدوة الشابة، وروح التغيير المتدفقة في شرايين المجتمع السعودي.

كاتبة وباحثة سعودية *

@ReaderRiy