تفاقم المشكلات الاقتصادية في هونغ كونغ | مركز سمت للدراسات

تفاقم المشكلات الاقتصادية في هونغ كونغ

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 12 نوفمبر 2019

مؤشر رؤية الأعمال يتراجع لأقل معدل له منذ أكثر من عقد مضى

 

لم تشهد مشكلات هونغ كونغ الاقتصادية أي تحسن منذ هبوط مؤشر ثقة الأعمال لأقل معدل له منذ عقد مضى مع استمرار فقدان المدينة لتوازنها بسبب حرب التجارة العالمية واندلاع المظاهرات العنيفة المطالبة بالديمقراطية.

فقد هبط مؤشر مديري المشتريات (PMI)، الذي يقيم أداء القطاع الخاص إلى 39.9 في أكتوبر، وهو أسوأ معدل له منذ عام 2008 خلال الأزمة المالية العالمية، وهذا ما يؤكد تفاقم المشكلات في المدينة التي تجتاحها الاضطرابات السياسية.

وقد جُرَّت المدينة التي كانت مركزًا للتمويل الدولي إلى الركود بسبب حرب التجارة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وخمسة الأشهر من التظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي اتخذت “بكين” موقفًا صارمًا بشأنها.

وصرحت شركة “آي إتش إس ماركيت”، التي تراجع بيانات حوالي 400 شركة من شركات القطاع الخاص لتغذي مجموعة بيانات مؤشر مديري المشتريات، أن أنشطة الأعمال تتراجع حاليًا بسرعة لم تشهدها من قبل. فلقد سجلت آخر قراءة أقل من 50 وهو المستوى الذي يفصل بين النمو والانكماش الاقتصادي وأقل من معدل 41.5 في سبتمبر الماضي.

وصرح “برنارد أو”، اقتصادي كبير في شركة “آي إتش إس ماركيت”، قائلاً: “بسبب الاضطرابات السياسية الحالية وتأثير التوترات التجارية، انخفض معدل أنشطة الأعمال لأقل معدل له منذ بداية هذا المسح منذ أكثر من 21 عامًا”.

وأضاف: “تكشف الدلائل المتداولة حاليًا أن قطاعي السياحة والتجارة تأثرَا بشكل خاص”. وأكد أن المدينة تعاني انهيارًا كبيرًا في الطلب من الصين.

كان اقتصاد هونغ كونغ يعاني بالفعل من رياح عكسية في بداية عام 2019 بسبب اندلاع الحرب التجارية التي عصفت بالمدينة التي تعتمد بشكل أساسي على أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

في الربع الأول من العام، كانت المدينة تحقق نموًا ضعيفًا بنسبة 0.6%، ولكن الأمور ازدادت سوءًا بسبب التظاهرات التي اندلعت في يونيو الماضي.

وقد سجلت الأرقام التي نشرتها الحكومة، الأسبوع الماضي، انكماشًا في إجمالي الناتج القومي بنسبة 3.2% في الربع الثالث، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة التي سجلت انخفاضًا بنسبة 0.4%.

ويعني ذلك أن المدينة تعاني ركودًا تقنيًا استمر فترتين متتاليتين من الانكماش الاقتصادي.

وتعدُّ هذه أول مرة تعاني فيها المدينة الركود منذ أوائل عام 2009 في أوج الأزمة المالية.

وقد حذَّر وزير المالية “بول تشان”، الشهر الماضي، من احتمال تعرض المدينة لركود تام في نهاية هذا العام.

فقد انخفض عدد الزائرين للبلاد بالنسبة 40% وخاصة من الصين، وهو ما يمثل حوالي 80% من السائحين. وقد هبطت أرقام المبيعات لحوالي الخمس في شهري أغسطس وسبتمبر.

واندلعت التظاهرات هذا الصيف بسبب خطة كانت تعتزم تسليم أشخاص إلى الصين وهو ما دفع بملايين المتظاهرين إلى الشارع.

مع اعتراض “بكين” والقادة المحليين، تضاعفت التظاهرات وتكوَّنت حركة أكبر تدعو إلى المزيد من الديمقراطية ومساءلة الشرطة عن تزايد العنف بينها وبين المتظاهرين.

ويبدو أن “بكين” اختارت الانتظار والترقب على الرغم من مرور 22 أسبوعًا من الحشد السياسي، وأعلنت عن خططها لإحكام قبضتها على المدينة، وليست لديها أي نية لتقديم تنازلات.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: آسيا تايمز

 

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر