تغريدة جديدة للسبهان.. ماذا قال؟ | مركز سمت للدراسات

تغريدة جديدة للسبهان.. ماذا قال؟

التاريخ والوقت : الخميس, 9 نوفمبر 2017

رقية الزميع

 

هذا ليس عنوانًا لهذا المقال فقط، وإنما أيضًا كان عنوانًا لخبر تمَّ نشره في أكتوبر الماضي في إحدى الصحف اللبنانية تضمنت فقط “تغريدة” لم تتجاوز بضع كلمات نشرها وزير الدولة السعودي ثامر السبهان في حسابه على تويتر. متابعة تغريدات وزير الدولة السبهان، ليست أولوية في الإعلام اللبناني وحده، وأنما إيران أيضًا. متابعة التغريدات تحمل الكثير من الرموز والدلائل التي تشير إلى أن البوصلة الإيرانية أصبحت حائرة. إيران التي لها تاريخ في دراسة خصومها، بتتبع ودراسة سيرهم ومحاولة قراءة تحركاتهم وتصريحاتهم، ومؤخرًا متابعة تغريداتهم المنشورة في تويتر أيضًا، لمعرفة ما ستمثله من تهديد لنظامها العدائي.
اليوم يمثل ولي العهد، أشد أولئك الخصوم ضراوة، وأعصاهم على التنبؤ. ولعل خطوة استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، التي أعلنها من الرياض، كانت أكثر تلك الخطوات استفزازًا لإيران، وأدارت كل روس النظام الإيراني حول نفسها، داقَّة ناقوس الخطر من وثبة سعودية ماضية بحزم لردعها. نشهد ذلك من خلال نظرة سريعة على الصحف الإيرانية التي تابعت بذهول ما يحدث في المنطقة ونقلت تصريحات و”تغريدات” بنبرة عدائية غاضبة واضحة ومباشرة، لا تخفي الكثير من القلق، صدرت عن رموز نظامها الذين شحذوا أقلامهم للرد على التصريحات الرسمية الصادرة من المملكة، ومن خلال هجومهم على ولي العهد، ووزير الخارجية، وأيضًا وزير الدولة لشؤون الخليج العربي.
الهجوم الحالي على وزير الخارجية عادل الجبير، هو امتداد لسجلها الطويل في استهدافه، لا سيما ما أدركته، منذ وقت طويل، من يقظته لأنشطتها وأجنداتها التخريبية، وبلاغته اللغوية وذهنه الحاضر في فضح أجندتها الثورية والتخريبية التي تصيبها في مقتل في كل مرة يدلي بأحاديث للإعلام. فضلاً عن عمله الدؤوب والمتواصل مع المسؤولين الدوليين لكف يدها عن التدخل في شؤون المملكة ودول المنطقة. كما لا يمكن للعالم نسيان محاولات إيران اغتياله حينما كان سفيرًا للمملكة في واشنطن، بسبب ما رأت أنه يمثل تهديدًا لمصالحها وحلفائها في المنطقة.
تغريدات معالي وزير الدولة ثامر السبهان، أصبحت صداعًا لإيران وحلفائها في المنطقة. الفرس الذين يفاخرون بأدبهم الذي يبارز بالتلميحات والإشارات الضمنية، ينكبون اليوم على دراسة “تغريدات” من بضع كلمات يكتبها معاليه في حسابه على تويتر، في محاولات مثيرة للشفقة لمعرفة ما الذي تنوي عليه المملكة. وبالعودة إلى تعيين معاليه سفيرًا للمملكة في بغداد، وما أثار ذلك من رعب إيراني، تمثل في نشر وسائل الإعلام الإيرانية، وبتوجيهات من القيادة الإيرانية، لتقارير جمعتها حوله من أجهزة الاستخبارات الإيرانية وحليفتها الإقليمية، تشدد فيها على خلفيته العسكرية، وهو ما عبرت عنه دون مباشرة قناة العالم الإيرانية حول تعيينه، بأن ذلك “يوضح حقد المملكة على إيران، وسياستها العدوانية، ومحاولتها إدارة الشأن الخليجي والهيمنة عليه”، وبحسب المعارض الإيراني «محمد مجيد الأحوازي» الذي قال إن قاسم سليماني «لم يتصور أن يكون سفير السعودية ثامر السبهان بهذه الشجاعة والقوة والنشاط داخل العراق الذي تعتقد طهران بأنه محافظة تابعة لإيران»، هذا الخوف الذي استشعرته إيران وخططت بسببه لاغتياله في بغداد.
لا يُذكر أبدًا، أن مسؤولاً سعوديًا قد ردَّ على ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، لا حول ما يصدر عن إيران ولا غيرها. معالي وزير الخارجية له جملة شهيرة، عندما يُسأل عن تغريدة أحدهم: بأن المملكة لا ترد إلا على التصريحات الرسمية. التتبع الإيراني للتغريدات والتصريحات الرسمية، يعكس ريبة إيرانية عميقة من سياسة خارجية سعودية عازمة بقوه للدفاع عن مصالحها وردع ما يمس سيادتها واستقرارها، باعتبارها معادلة نتيجتها صفرية . ZORO SUM GAME

 

باحثة في العلاقات الدولية *

@RuqayaAlzamia

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر