سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أمجد المنيف
يتميز ترمب عن الآخرين بأنه الأقدر على نبش الموضوعات الراكدة، الدخول إلى جحور القضايا وصيدها، غير مبالٍ بالتبعات المتوقعة.. على الإطلاق.
في بحر الأسبوع الماضي، وجه ترمب تحذيراً إلى شركات «غوغل» و»فيسبوك» و»تويتر»، قائلاً إن الشركات الثلاث «تدخل منطقة خطرة جداً جداً»، وذلك بعد ساعات من تغريدة، عبر حسابه على تويتر، اتهم فيها غوغل بإعطاء الأفضلية في نتائج البحث عنه للأخبار السلبية.
كما قال ترمب للصحفيين في البيت الأبيض: «أعتقد أن غوغل تستغل الكثير من الناس، وهذا أمر خطير جداً، واتهام خطير جداً». وأضاف ترمب أن شركات غوغل وفيسبوك وتويتر «تدخل في منطقة حرجة جداً جداً وعليها أن تحذر».
كثيرون، يعتقدون أن حديث الرئيس الأميركي ينطلق من قناعات شخصية، لأنهم لا يدركون أن قضية (حيادية الإنترنت) -التي يعرفها فخامة الرئيس جيداً- تستولي على الأولوية القصوى في أميركا وأوروبا، وتمثل هاجساً كبيراً لمحركات البحث وعلى رأسها «غوغل»، حيث إنها ستكون من أكبر الخاسرين فيما لو نجحت إدارة ترمب في إدخال التعديلات التي تشهد عراكاً مستمراً على هذا القانون.
«حيادية الإنترنت» أو «الحياد الإلكتروني» يعني في أبسط تعامله «الحياد الصافي»، بمعنى أن مقدمي خدمات الإنترنت يعاملون الجميع، الأفراد والكيانات، بمنطق التساوي دون تمييز، وأتذكر أننا في مركز سمت للدراسات بحثنا في أواخر 2017 هذه القضية، ونشرنا قراءة: حيادية الإنترنت.. ما بين هيمنة العولمة وتغول الرأسمالية.
وحتى تتضح الصورة، قضية ترمب جاءت كتصريح رداً على سؤال حول تغريدته التي اتهم فيها غوغل بـ «قمع أصوات المحافظين وإخفاء المعلومات والأخبار الجيدة». وقال إن «نتائج البحث على غوغل عن أخبار ترمب لا تظهر سوى تقارير الإعلام الكاذب».
مبدأ حيادية الإنترنت -وفق تحقيق لإحدى الوكالات- يردع مزودي خدمة الإنترنت من منع الوصول إلى بعض المواقع، أو نوع معين من المحتوى، ومن النتائج المباشرة لإلغاء «حيادية الإنترنت» في الولايات المتحدة الأميركية، مثلاً، تمكين مزودي خدمة الإنترنت من منح جهات أولوية في سهولة وسرعة الوصول إلى بعض صفحاتها على حساب جهات أخرى، ويرجح مراقبون أن المتضرر الأكبر هو محركات البحث وعمالقة التقنية، ومعها إلى حد ما المؤسسات المتوسطة والصغيرة.
من ناحية أخرى، فإن هذا التفريق يمكن أن يكون له تداعيات أيضاً على المستخدمين، حيث سيساهمون في التكاليف المرتفعة لمنتجي المحتوى الذي يتطلب استهلاكًا كبيرًا لحزم الإنترنت وللبيانات، مثل «نتفليكس» أو «أمازون» أو غيرها.
رغم هذا التنويه من ترمب، إلا أنه لا يزال مشغولاً، سيتفرغ لهم يوماً، ويبدأ معركة جديدة.. كما فعل مع الإعلام، ربما. والسلام..
المصدر: جريدة الرياض
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر