سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
دان بيلز
تتسع الفجوةُ بين الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” والناخبات، بشكل يبدو أنه لا يتحسن، وهو ما يعكس مشكلة كبيرة ومحتملة تواجه الجمهوريين في الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، وذلك في حالة مشاركة النساء المعارضات لسياسات الرئيس في التصويت.
فقد أدى انتخاب ترمب إلى إحداث شرخ اجتماعي بين الأميركيين، ومن ثمَّ إلى تعميق الفجوة الحمراء – الزرقاء، التي أصبحت أهم ما يميز السياسة الأميركية اليوم. لكن حالة الاستفزاز التي يبديها قطاع من النساء في المجتمع الأميركي، تضفي المزيد من الاستياء على السياسة الأميركية.
لكن الملاحظ على الرئيس ترمب، أنه لا يقوم بما ينبغي حتى يخفف من وطأة تلك المشكلة؛ فالرجل الذي يواجه العديد من الاتهامات من النساء بالتحرش الجنسي، يبدو أنه يستمتع بسعادة خاصة في تشويه سمعة النساء، وبخاصة “نانسي بيلوسي” رئيسة مجلس النواب والنائبة عن كاليفورنيا، والنائبة “ماكسين ووترز” المنتمية للحزب الديمقراطي من كاليفورنيا أيضًا، والسيناتورة المنتمية للحزب الديمقراطي “إليزابيث وارين”، وكذلك “هيلاري كلينتون”.
وخارجيًا، فإن علاقة الرئيس الأميركي مع المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” يشوبها التوتر، وهو ما يتكرر مع رئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي” حيث تبدو علاقتها بترمب ضعيفة.
وحتى وقت قريب، كان ترمب يتمتع بعلاقات أفضل مع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، ورئيس الوزراء الكندي “جوستين ترودو”، إلا أن سياساته التجارية تسببت في توترات مع هؤلاء القادة. كما يتوقع أن تشهد تلك العلاقة اختبارًا في عدد من الحالات، مثل قمة حلف الناتو المقبلة، وخاصة مع تصاعد وتيرة الحروب التجارية. رغم ذلك، يتعامل ترمب ببراعة مع “فلاديمير بوتين” في روسيا، و”كيم جونغ أون” في كوريا الشمالية.
لكن التباينات في الاتجاهات التصويتية للمرأة ليست جديدة في السياسة الأميركية؛ حيث يشير مركز “المرأة الأميركية في السياسة”، بجامعة “روتجرز” إلى وجود فجوة بين الجنسين في كافة الانتخابات التي أجريت منذ عام 1980. وقد وصلت تلك الفجوة في انتخابات 2016 إلى 11 نقطة مئوية، حيث بلغت نسبة المصوتين من الرجال 52%، و41% من النساء الداعمين لترمب، وهي الفجوة التي تعد الأكبر من نوعها منذ 1980 رغم وجود ثلاث حالات أخرى (1996، 2000، 2012)؛ حيث تراوحت الفجوة بين 10 و 11 نقطة.
ويبدو أن رد الفعل تجاه انتخاب ترمب بين النساء كان مختلفًا؛ فقد تحولت النساء اللواتي صوتن في الانتخابات إلى ناشطات سياسيات، بل اتجه بعضهن إلى الترشح لكثير من المناصب على كافة المستويات المحلية. كما تتنافس الكثير منهن على مناصب عُليا هذا العام، بالإضافة إلى، ذلك فقد نظم عدد من النساء مسيرات مناهضة لسياسات ترمب في الكثير من المدن الأميركية منذ انتخابه.
وكما توضح الدراسة الصادرة عن مركز “المرأة الأميركية في السياسة”، فإن هذه التصنيفات المعتمدة على تحديد هوية الذين تفاعلوا مع الاستطلاع من الجمهور والذين قاموا بتعريف أنفسهم ذاتيًا، حيث تبلغ نسبة الموافقين على سياسات ترمب 91% من الرجال و82% من النساء. لكن الفجوة الحقيقية في هذا الصدد تتعلق بمستوى الدعم المصاحب لهذا التأييد. في حين يتفق نحو 68% من الجمهور الذكور بشدة مع أداء ترمب، كما يتفق مع ذلك 31% من النساء بالحزب الجمهوري، حيث يتسع الفارق ليصل إلى 37 نقطة.
ويُلاحظ من ذلك، وجود فارق مزدوج بين الرجال والنساء في تقييمهم لتعامل ترمب مع قضية الهجرة، والحال نفسه بين الجمهوريين. أمَّا في مجال التجارة، فيتفق الجميع، رجالاً ونساء، من الجمهوريين بشكل عام في النظرة الإيجابية، مع وجود تمايز فيما بينهم بما يتصل بقوة الدعم المقدّم لترمب.
أمَّا بشأن سياساته الاقتصادية، فتزداد الفجوة؛ فمن بين كافة من شملتهم الدراسة أبدى 6 من بين كل 10 رجال انطباعات إيجابية، في الوقت نفسه الذي أبدى أقل من 4 من بين كل 10 القلق من تلك القضية. وعلى مستوى الجمهوريين، فقد اتسع الفارق بين الرجال والنساء ليصل إلى 27 نقطة فيما يخص تأييد سياسات الرئيس الاقتصادية.
كما تزداد نسبة انعدام الثقة بين النساء؛ حيث يذهب الكثير منهن إلى أن ترمب يضر بالقيم الأميركية بدلاً من حمايتها، إذ تتراوح نسبة من يصدق كلام الرئيس من النساء ما بين 24 و54%، بينما تتراوح نسبة من يصدق كلام الرئيس من الرجال ما بين 14% و59%.
كما يثق الرجال بصراحة الرئيس دونالد ترمب بشأن موقفه من الديمقراطيين في الكونجرس، وتحديدًا فيما يخص التعامل مع قضايا الهجرة. غير أن النساء يشعرن بخلاف ذلك؛ حيث تصل نسبتهن إلى 41%. كما يثق واحد من كل اثنين من الرجال في ترمب فيما يخص أمن الحدود، أمَّا النساء فينقسمن حول هذا الأمر تمامًا. كما ينقسم الرجال بالتساوي حول موقفهم من بناء الجدار الحدودي، وهي القضية التي تعارضها النساء بفارق يصل إلى 26 نقطة. أمَّا في الحزب الجمهوري، فيفضل 8 من بين كل 10 رجال، و7 من بين 10 نساء، موقف ترمب من بناء الجدار الحدودي.
أمَّا سياسة ترمب في إدارة فصل الأطفال المهاجرين عن والديهم، فيعارضه غالبية الأميركيين، وهو ما يظهر أثره من خلال رد فعل جماهيري عام. لكن الجمهوريين يدعمونه في ذلك. ومرة أخرى تتسع الفجوة حول سياسة ترمب بين الرجال والنساء، حيث يدعمه 7 من بين كل 10 رجال، بينما تنقسم النساء حول تلك القضية بالتساوي. أمَّا على مستوى الحزب الجمهوري، فيعارض أكثر من ثلث النساء تلك السياسة.
وفي الانتخابات فإن النساء يصوتن بنسب مئوية أكبر مقارنة بالرجال منذ عشرات السنين. ففي عام 2016 صوت 63.3% من النساء، و59.3% من الرجال؛ وهو ما يتشابه مع الانتخابات النصفية الأخيرة أو التجديدية، فعلى الرغم من أن الاختلافات تكون أصغر؛ فقد زاد عدد النساء اللواتي يصوتن عن الرجال في الانتخابات تلك الانتخابات الأخيرة ما بين 5 و6 ملايين.
أمَّا بالنسبة إلى أهمية التصويت في الانتخابات الأخيرة، فوفقًا لنتائج آخر الاستطلاعات الخاصة بمشاركة النساء أجاب 77% من النساء، و74% من الرجال، أنها مهمة جدًا.
ويبقى التساؤل حول مصدر تلك المشكلة: هل تتصل بالديمقراطيين؟ ربَّما تكون الإجابة “لا”، فعندما سئل “سكوت كليمنت”، الخبير بمجال الاستطلاعات، حول تفسيره للفروق الواضحة في كثافة الناخبين بين الرجال والنساء خلال الاستطلاعات الأخيرة، أجاب أن “الموافقة الفاترة” على ترمب بين النساء من الحزب الجمهوري، يمكن أن تجعل بعضهن على الهامش في الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل.
كما يشير “كليمنت” إلى وجود علاقة قوية بين الموافقة القوية للرئيس والحماس للتصويت له؛ حيث يقول إن 56% من الجمهوريين يوافقون بشدة على أداء وظيفة ترمب، وأن التصويت مهم جدًا، لكن نسبة الموافقين على أدائه تبلغ 23% تقريبًا. كما توجد فجوة مماثلة بين الديمقراطيين، إلا أنهم أكثر اتفاقًا على الرفض الشديد لسياسات ترمب.
وأخيرًا، ففي كل مرة يُزعِج فيها ترمب شخصية سياسية من النساء، فإنه يعقد الأمور بالنسبة للمرشحين من حزبه في حملاتهم الانتخابية.
المصدر: جريدة واشنطن بوست
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر