تركيا وإيران.. وجهان لعملة واحدة | مركز سمت للدراسات

تركيا وإيران.. وجهان لعملة واحدة

التاريخ والوقت : الأحد, 11 أكتوبر 2020

عبدالمنعم إبراهيم

 

في عالم السياسة هناك متلونون وانتهازيون يضعون المكياج على صور قبيحة، ومن بين هذه الأصوات ما سمعته مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأحدهم يدعو إلى التضامن مع الموقف التركي في انحيازها إلى جانب (أذربيجان) في حربها الحالية ضد (أرمينيا) في إقليم (ناغورني قره باغ) تحت مبررات انتهازية، وهي استغلال نقاط الخلاف بين تركيا وإيران في الموقف من الصراع الدائر هناك، باعتبار أن (طهران) هي أكثر تعاطفا مع (أرمينيا) لعدم رغبتها في انفجار صراع قومي في إيران أيضا، وأن يطالب الإيرانيون من أصل (أذري) بالاستقلال، والذين يقدر عددهم بما يقارب 10 ملايين نسمة في إيران.. ومن هذا المنطلق (الانتهازي) يقول صاحب هذا الرأي إن مصلحتنا كعرب أن نقف مع تركيا (في هذه الجزئية) في حربها إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا!

هذا موقف انتهازي أو يحاول أن يضع مكياجا على تحليلات للإخوان المسلمين مشابهة مؤيدة لتركيا في كل حروبها التوسعية الخارجية.

أولاً.. علينا أن ندرك أن كلا البلدين (تركيا وإيران) لديهما طموحات توسعية في الأراضي العربية وبقاع العالم.. إيران تمثل القرار السياسي ولديها (خونة وعملاء) ومليشيات مسلحة ومنظمات إرهابية في العديد من الدول العربية (سوريا ولبنان والعراق واليمن).. وتحرك منظمات إرهابية في السعودية والبحرين والكويت والإمارات وأفغانستان وباكستان وكشمير الهندية.

ومن جهة أخرى (تركيا) في ظل حكومة أردوجان كشفت عن طموحاتها التوسعية على حساب الأراضي العربية، فهي لا تزال تحتل مواقع من العراق، وتحتل أراضي في شمال سوريا بحجم لبنان جغرافيا، وتحتل أجزاء من ليبيا، وخصوصا في طرابلس، وتحتفظ هناك بأكبر مستودع من (النفايات البشرية) المتمثلة بالمنظمات الإرهابية والمليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين تقوم بتصديرهم للقتال إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا حاليا، ويقدر عددهم هناك بـ 1200 مرتزق سوري.. وتسعى تركيا لبناء قاعدة بحرية لها في اليمن بدعم من قطر.

تركيا لديها طموحات توسعية تتجاوز الدول العربية، حيث لديها مناوشات عسكرية حاليا ضد قبرص واليونان لفرض تنقيبها عن النفط والغاز في مياه الدول الأخرى في شرق المتوسط.. ومؤخرا شنت تركيا هجوما كبيرا ضد الإمارات والبحرين والسعودية ودول الخليج، وهددت الأمن القومي في المنطقة!

إذن تركيا وإيران وجهان لعملة واحدة.. ونشاط تركيا ودعمها عسكريا وعبر المرتزقة لأذربيجان ضد أرمينيا يأتي من منطلق شهية (أنقرة) المفتوحة على النفط والغاز في (أذربيجان) ورغبتها الجامحة في ابتلاعها مستقبلا.. وتركيا بعد الحرب سوف تعصر أذربيجان كالليمونة.. تماما مثلما فعلت مع قطر.

المصدر: صحيفة أخبار الخليج

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر