سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أصبح الشعب التركي قاب قوسين أو أدنى من التجرع من نفس الكأس، الذي تتجرعه إيطاليا حاليًّا، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد؛ إذ يتسارع عدد الإصابات والوفيات، وفق الأرقام المعلنة، بصورة أسرع من النموذج الإيطالي وقت ظهور المرض؛ بسبب سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، الذي جرف على مدار السنوات الماضية قطاع الصحة، مستغلًا مسرحية الانقلاب الفاشل عام 2016، في التنكيل بكل خصومه، ومن حظ الشعب التركي العاثر، أن منظومة الصحة في البلاد نالت نصيبها من التنكيل.
تراجع غير مسبوق
شهد القطاع الصحي في تركيا تراجعًا غير مسبوق؛ إذ تم فصل 7.500 من العاملين في القطاع، ضمن عملية التطهير الجماعي، التي تمارسها الحكومة، منهم 1.689 طبيبًا تعسفيًّا من العاملين في وزارة الصحة، و1.697 طبيبًا أكاديميًّا؛ إذ تم إغلاق 14 مستشفى، و36 مركزًا طبيًّا ومركزًا بحثيًّا ومستشفى تعليميًّا، تابعًا لوزارة الصحة.
الأكثر قتامة
في القطاع الخاص، الصورة أكثر قتامة، فأكثر من 1.200 طبيب، أصبحوا الآن بلا عمل؛ نتيجة إغلاق مستشفياتهم ومراكزهم الطبية الخاصة، كما فقد 675 طبيبًا أكاديميًّا عملهم، عندما أُغلقت كليات الطب الخاصة، المرتبطة بمشاريع الخدمة، كما تأثر 5.261 طبيبًا وأكاديميًّا وعاملًا في قطاع الصحة من هذه الإجراءات التعسفية، وبإحصاء كل الذين فصلتهم الحكومة تعسفيًّا من العاملين في قطاع الرعاية الصحية الحكومي والخاص يصل عددهم إلى أكثر من 21.000 عامل، جريمتهم أن آراءهم تخالف توجهات الحزب الحاكم.
وأكد أنه في حالة نقص أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات، فإن معدلات الوفاة ستصل إلى 90% بين المصابين. برغم هذه الجرائم، رفض أردوغان السماع للتحذيرات التي تلقاها من المؤسسات الطبية؛ إذ أكد رئيس المجلس المركزي للجمعية الطبية التركية البروفيسور سينان أديامان، أن الأطباء الأتراك في خطر، في ظل انتشار فيروس كورونا في البلاد؛ بسبب نقص الأدوات الوقائية الأقنعة والنظارات والقفازات والمطهرات اليدوية للعاملين بمجال الرعاية الصحية، في ظل ارتفاع عدد مصابي كورونا.
إنكار النظام التركي وجود المرض، عدم تحركه بالسرعة الكافية في اتخاذ تدابير الفصل الاجتماعي والحظر، ضاربًا بتقارير أجهزة المخابرات، التي حذرت السلطات من الوباء عرض الحائط، ساهم بدور فعال في تفاقم الأزمة، فضلًا عن العناد والتعتيم الذي مارسه أردوغان وأجهزته حيال كورونا؛ ما حدا بالشعب التركي ممارسة حياته بشكل طبيعي رغم بوادر تفشي المرض.
وبالنظر إلى التركيبة السكانية في تركيا، نجد أن نسبة كبار السن فوق 65 عامًا، شكلت نحو 9.1% بنهاية عام 2019، مسجلةً 7.55 مليون نسمة، بحسب معهد الإحصاء التركي؛ ما ينذر بوقوع خسائر كبيرة بينهم؛ نظرًا لتأثير وانتشار الفيروس القاتل على كبار السن. ويضاف إلى قائمة الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة التركية، أنها لم تمنع الرحلات المباشرة من الصين والدول المؤبوة؛ خوفًا من الخسائر الاقتصادية، في قطاع السياحة وقطاعات الخدمات، الأمر الذي ساهم في تفشي الوباء، ونشر العدوى دون التمكن من مراقبتها أو تتبعها وحصرها.
خوف تركيا من إعلان حظر التجوال؛ نظرًا لخسائره المتوقعة، التي ستؤدي حتما لضرب اقتصادها المنهار، وخاصةً أنه يجب إعلان حظر التجوال في عموم البلاد، بعد تسجيل أكثر من ألف إصابة؛ لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، واستمرار الوضع على هذا المنوال، يؤدي لامتلاء وحدات العناية المركزة، في غضون أسبوع أو أسبوعين.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر