سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ناوكو أوكي
اختار الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” أسلوبًا غير تقليدي للدبلوماسية مع كوريا الشمالية تميز بالتركيز على العلاقات بين الزعيمين ونهج قائم بذاته يقلل من التشاور مع أصحاب المصلحة الآخرين. وفي حين أن هذا النهج أدى إلى ثلاثة اجتماعات قمة مع الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون”، إلا أنه لم يؤدِّ إلى تراجع ذي مغزى عن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
وعند تولي الرئيس الأميركي المنتخب “جو بايدن” منصبه، سيواجه كوريا الشمالية المُحبَطة بشأن ما تعتبره دبلوماسية فاشلة ومتحمسة لمواصلة توسيع ترسانتها النووية والصاروخية. ولزيادة فرص إحراز تقدم في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، يجب على “بايدن” السعي إلى تنسيق أفضل مع حليفتي الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية واليابان، أكثر من تنسيق “ترمب” في أي عملية دبلوماسية مستقبلية. وسيحتاج “بايدن” أيضًا إلى السعي للتعاون من الصين أيضًا، نظرًا لدورها المهم.
ومن غير المرجح أن يكرر “بايدن”، الذي انتقد “ترمب” لإضفاء الشرعية على “كيم” من خلال اجتماعات القمة، مفاوضات دبلوماسية على غرار “ترمب”. وأكد “بايدن” أنه لن يكون على استعداد للقاء “كيم” إلا إذا وافق الزعيم الكوري الشمالي على تقليص قدرة بيونغ يانغ النووية.
ولا يتضح نوع العملية التفاوضية، إن وجدت، التي ستكون كوريا الشمالية على استعداد لمتابعتها بعد مغادرة “ترمب” لمنصبه. فقد فضلت كوريا الشمالية النهج من أعلى إلى أسفل مع “ترمب”، مع التركيز على الكيمياء الشخصية بين الزعيمين وتجنب المحادثات على مستوى العمل الضرورية للتوصل إلى التفاصيل. لقد كان من المحتمل أن يأمل “كيم” في أن يؤدي أسلوب “ترمب” المتحرّك، الذي كان رافضًا أيضًا للحوار الأقل مستوى، إلى نتائج لصالحه. كما كان الافتقار إلى المتابعة سمة رئيسية أخرى لهذه الدبلوماسية، التي أنتجت بيانات غامضة، ولكن لم تنتج نتائج ملموسة لنزع السلاح النووي.
وفي حين أن كوريا الشمالية لم تستبعد الدبلوماسية مع الإدارة الجديدة، فقد أوضحت أنها تريد أن ترى الولايات المتحدة تقدم تنازلات. وفي المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري الذي اختتم أعماله، مؤخرًا، في أوائل يناير، وصف “كيم جونغ أون” الولايات المتحدة بأنها “أكبر عدو” لكوريا الشمالية، وأكد أن مفتاح إقامة علاقة ثنائية جديدة هو انسحاب الولايات المتحدة من “سياستها العدائية”. وتشير هذه العبارة إلى مجموعة واسعة من الإجراءات على قائمة الرغبات، بما في ذلك رفع العقوبات الاقتصادية وإنهاء التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وفي الاجتماع نفسه، قالت كوريا الشمالية أيضًا إنها ستواصل السعي لتحقيق التحسينات الكمية والنوعية في قواتها النووية وأنظمة أسلحتها. وقد أشارت الدولة إلى قائمة مفصلة بشكل غير معتاد بالأسلحة المتطورة قيد التطوير، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية والصواريخ ذات الرؤوس الحربية المتعددة. وتعتقد بيونغ يانغ على الأرجح أن الوقت في صالحها، لأن المزيد من الأسلحة لا يعني فقط المزيد من الإجراءات للدفاع عن البلاد، ولكن أيضًا نفوذ أكبر في أي مفاوضات دبلوماسية مستقبلية.
إن الخيار الذي يواجهه “بايدن” في وقت مبكر من رئاسته هو هل سيلغي التعهد الذي قطعه ترمب بعد اجتماعه الأول مع “كيم” في سنغافورة في يونيو 2018. وقد أعلن “ترمب” بعد ذلك أنه سيوقف التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعتبرها كوريا الشمالية استفزازية على الرغم من عدم وجود تنازلات ملموسة في المقابل. وعلقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية منذ ذلك الحين، أو قلصت حجم التدريبات المشتركة واسعة النطاق. لقد تسببت جائحة “كوفيد ــ 19” في تعطيل التدريبات في عام 2020.
إن استئناف مثل هذه التدريبات سيساعد القوات الأميركية والكورية الجنوبية على الاستعداد بشكل أفضل لأي طوارئ محتملة. لكن يمكن لبيونغ يانغ أن تستخدم استئنافها ذريعة للقيام باستفزازات جديدة.
سيكون القرار الأسهل لـ”بايدن” الذي يتوافق مع سياسته الخارجية الشاملة، هو تسهيل إجراء مشاورات أوثق مع حلفاء الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية واليابان حول القضايا الأمنية بشكل عام، والتهديد الكوري الشمالي بشكل خاص. لقد أصيب الكوريون الجنوبيون بالصدمة عندما أعلن “ترمب” تعليق التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية دون التشاور معهم. وكانت اليابان قلقة من أن الولايات المتحدة ستقلص أو حتى تسحب قواتها من كوريا الجنوبية، مما سيكون له تداعيات أمنية كبيرة على البلاد. ويمكن أن تستغل كوريا الشمالية مثل هذه الاختلافات. ولضمان الاستقرار في المنطقة، تحتاج الولايات المتحدة إلى إجراء مشاورات أوثق مع حلفائها حول شكل المفاوضات مع كوريا الشمالية والتنازلات التي قد تؤثر عليهم في أي دبلوماسية مستقبلية.
سيحتاج “بايدن” أيضًا إلى السعي للتعاون مع الصين بشأن كوريا الشمالية على الرغم من برودة العلاقات العامة بين واشنطن وبكين. وفي حين أن الولايات المتحدة والصين لا تتفقان مع تهديد كوريا الشمالية، وربَّما لن تفعل ذلك أبدًا، فقد نجحتا في تنسيق المناهج بطريقة محدودة في الماضي. ويحتاج “بايدن” إلى إيجاد هذه الأرضية المشتركة مع الصين، التي لا تزال أهم شريك تجاري وحليف سياسي لكوريا الشمالية، وتملك مفتاحًا لأي حل مستقر لمشكلة كوريا الشمالية.
إنه من غير الواضح إن كانت الدبلوماسية ستجري بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. ففي حالة القيام بذلك، يجب على “بايدن” التأكد من أن إدارته تنسق مع أصحاب المصلحة الرئيسيين إلى أقصى حد ممكن.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: منتدى شرق آسيا
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر