تحالف روسيا مع الصين | مركز سمت للدراسات

تحالف روسيا مع الصين

التاريخ والوقت : الخميس, 26 أغسطس 2021

أبرزت المناورات العسكرية الأخيرة التي جرت في منطقة نينغشيا في الصين، وشاركت فيها قوات من الجيشين الصيني والروسي، ملمحاً من ملامح التقارب المتسارع بين البلدين النوويين، وهو تقارب طالما أثار قلق معسكر الولايات المتحدة والحلف الأطلسي من أن تتطور صيغ التعاون الدبلوماسي والتجاري الحالي إلى تحالف دفاعي وهيكل قيادة مشترك له أهداف واستراتيجيات بعيدة المدى على ملعب السياسة الدولية.

تعتبر الولايات المتحدة الصين عدوها الأول وهي تتبنى استراتيجية لعزل هذه الدولة وإضعافها، ومن بين أهم بنود هذه الاستراتيجية محاولة إبعاد موسكو عن التقارب مع بكين، لكن هذه الخطوة تصطدم بالإجراءات العقابية التي تتخذها أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون ضد روسيا في قضايا الأمن السيبراني والتسلح النووي وغيرها. ويقول الخبراء إن هذه الخطوات المتناقضة تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكثر فأكثر، باتجاه تعزيز علاقاته مع الصين.

ويحذر محللون غربيون من أن الصين وروسيا على بعد نصف خطوة من الاستخدام المشترك للاتصالات والاستخبارات وأنظمة التحذير، من أجل تعزيز وجودهما الاستراتيجي، وذلك على الرغم من أن زعيمي البلدين يتجنبان التوقيع على اتفاق كامل بشأن تحالف عسكري.

وقد عبر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبجنيو بريجنسكي عن الخطورة الكامنة وراء التحالف المحتمل والسياسات التي تدفع باتجاهه، عندما أكد بشكل صريح أن «أسوأ سيناريو يمكن أن تتعرض له الولايات المتحدة، هو تشكيل تحالف كبير بين الصين وروسيا، كما أن السياسة الأمريكية المعادية لروسيا والصين التي تنتهجها القيادة الأمريكية الحالية وتعبر عن الأزمة الوجودية للنظام السياسي الأمريكي، إنما تدفع روسيا والصين إلى تحقيق هذا السيناريو الذي يعد الأسوأ للولايات المتحدة».

وقد أكد الكاتبان أندريا كيندال تايلور، وديفيد شولمان، أن الشراكة الاستراتيجية القوية بين الصين وروسيا ستُلقي بآثارها السلبية على قوة الولايات المتحدة ومكانتها في النظام العالمي. وحذرا من تلاقي المصالح الروسية الصينية، فكل منهما ينظر للولايات المتحدة على أنها أكبر تحدٍ أمني لهما؛ الأمر الذي سيعزز تعاونهما في المستقبل، وسيقيد من قوة ومكانة الولايات المتحدة، وأخيراً سيسرع من عملية التحول إلى عالم متعدد الأقطاب، وإعادة تشكيل القواعد والمعايير الدولية لصالح الدولتين الحليفتين.

وفي المقابل، فإن الكاتب الأمريكي الذائع الصيت جورج فريدمان، يعتبر احتمال قيام تحالف عسكري بين الصين وروسيا مجرد وهم، مشيراً إلى وجود عوائق اقتصادية وعسكرية وتاريخ من عدم الثقة والصدامات الحدودية، والتنافس على النفوذ في آسيا على مدى سنين طويلة.

فعلى صعيد التعاون العسكري مثلاً، فإن روسيا تواجه ضغوطاً كثيفة على طول جبهتها الغربية، حيث لا ترى الصين أي مصلحة في إنفاق مواردها على حماية المنطقة الأوروبية العازلة لروسيا. ومن جانب آخر، فإن الصين تواجه تحدياً من الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، حيث تحاول بكين منع أي إغلاق مستقبلي محتمل لوصولها إلى ممرات الملاحة والشحن الدولي، ولا تمتلك موسكو الموارد اللازمة لتقديم الدعم في هذه المنطقة.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر