سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
هيا العياضي
دخول المرأة للملاعب لا يقل أهمية عن أي قرار لتمكينها، فلهذا القرار أبعاد صحية واجتماعية. فقد دعت منظمة الصحة العالمية في مؤتمرها عن الأهداف الإنمائية للألفية (Millennium Development Goals) المنعقد عام 2000م واستدامتها إلى عام 2030م، والذي كانت خلاصته ثمانية أهداف رئيسية – اثنان منها يمسان المرأة بشكل مباشر – إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين المرأة؛ لتشمل بهذا، الجوانب الصحية والاجتماعية للمرأة والمجتمع، أخذًا في الاعتبار المعايير الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على الصحة والمرض. إن هذا التوجه في سياسات الصحة العامة أثبت فعاليته وكفاءته. فلتحسين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لأفراد المجتمع، أثر على خفض نسب الأمراض.
من هذا المنطلق، فإن زيادة فرص حصول المرأة والفتيات على التعليم البدني والرياضة، وهو ما تسعى إليه الهيئة العامة للرياضة في توجهها الحالي، لهي أحد السبل لتحقيق الأهداف الإنمائية. لكن ينبغي الحرص على أن تكون برامج “الرياضة للجميع”، وبرامج النشاط البدني، مصممة بشكل مناسب للجوانب الاجتماعية والثقافية، وأن تشمل تكثيف فرص النشاط البدني للفئات التي تتلقى فوائد صحية إضافية، في حين تفتقر إلى تكافؤ الفرص للمشاركة، لا سيما النساء والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. بالإضافة إلى أن تكون مبادرة “الحركة للصحة “Move for Health” العالمية بمثابة فرصة قائمة للشراكة لوضع وتعزيز السياسات والبرامج العالمية والوطنية والمحلية بشأن النشاط البدني في إطار متكامل للوقاية من الأمراض غير المعدية، والتنمية الصحية.
تشير المؤشرات الحالية لنسب زيادة الوزن التي بلغت 27٪، وإهمال النشاط البدني للنساء في المملكة، إلى الأثر السلبي المستقبلي على ميزانيات الصحة العامة، لذا لزم الاعتراف بأهمية الرياضة في الوقت الراهن، وإظهار دعمها من خلال تحسين وتوفير الموارد والنشاطات الداعمة لها، ومن ذلك دخول المرأة للملاعب، فهذا القرار سيساهم في رفع قناعة المرأة بالنشاط البدني، وبالتالي تعزيز صحة المرأة، أخذًا في الاعتبار العلاقة بين خفض نسب الأمراض وزيادة النشاط البدني.
ويمكن الاستفادة من قرار دخول المرأة للملاعب في تحقيق الأهداف الأوسع نطاقًا في مجالي التعليم والتنمية، بأن تركز البرامج الرياضية على تنمية الفرد، وليس على تنمية المهارات الرياضية فقط. فمثل هذا القرار، يمكن أن يساهم في بناء الثقة وتعزيز التكامل الاجتماعي. كما يمكن أن يساعد إشراك النساء في الأنشطة الرياضية، إلى جانب نظرائها من الرجال، ومنها دخولها للملاعب، في التغلب على التحيّز الذي يؤدي – في كثير من الأحيان – إلى الضعف الاجتماعي لكلٍّ من النساء والفتيات.
الرياضة بكافة جوانبها، توفر مدرسة مثالية للحياة، خاصة عندما تكون الأنشطة مصممة لتعليم المهارات والقيم الأساسية، وضمان تمكين الفئات التي تفتقر إلى تكافؤ الفرص. ومن ذلك تعزيز ثقافة الوحدة الوطنية، استنادًا إلى قيم المشاركة والتسامح وقبول الآخر، وبالتالي فإن إشراك الأسرة بجميع أركانها في كافة الأنشطة المجتمعية، يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية عمليًا لدى المرأة أولاً، ثم الطفل والأسرة.
نحن نسير على الخطى الصحيحة لإعادة توازن المجتمع الصحي والاجتماعي، والرياضة كغيرها من القطاعات، هي إحدى محطات التغيير والتمكين.
باحثة أكاديمية – جامعة الملك سعود*
hayaeyadi@
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر