سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ألبرتو فاليرو
في حين أن التكنولوجيا الرقمية تعتبر مفتاح الحل للتحديات البيئية العالمية والمخاطر الأمنية، فإن تركيز قوة الاقتصاد الرقمي خارج أوروبا يمكن أن يزيد أيضًا من التهديدات. فالمستقبل المستدام يتطلب اقتصادًا رقميًا ذا سيادة وعلى درجة من المسؤولية والأمن مع دول الشمال الأوروبي التي تقود الطريق.
لقد جعلت الأوضاع الراهنة للشؤون العالمية من عمليات التطوير المستدامة والعادلة والآمنة للتكنولوجيا الرقمية، أكثر أهمية مقارنة بأي وقت مضى. إذ ينصب مركز القوة في اقتصاد البيانات اليوم في البلدان خارج الاتحاد الأوروبي، مما يشكل تحديًا للسيادة الأوروبية ومرونتها.
وكما يقول “ألبرتو فاليرو”، رئيس قسم التكنولوجيا في مؤسسية “تايتوفري كونيكت” Tietoevry Connect، فإن تطوير الاقتصاد الرقمي في أوروبا يتحرك مدفوعًا بالقيم البشرية، ولكن معالجة البيانات في بعض الولايات القضائية التي تقع خارج نطاق لوائح الاتحاد الأوروبي تمثل تهديدًا لحماية الخصوصية وأمن المعلومات وتحقيق الأهداف المناخية. فاليوم، تتم معالجة ما يصل إلى 92% من جميع البيانات خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما يلقي الضوء على الخلفية الاستراتيجية الرقمية للاتحاد الأوروبي، التي تهدف إلى تعزيز خبرة تقنية المعلومات في أوروبا بشكل مستدام وذلك لضمان السيادة الرقمية.
يعد تأثير التكنولوجيا الرقمية على الأفراد والشركات والبيئة والمجتمع الأوسع بمثابة ظاهرة متعددة الأبعاد. فالتكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا في حل قضايا المناخ وأزمات الطاقة والأزمات الاقتصادية، وحتى التهديدات الأمنية العالمية. ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، فإن صناعة تكنولوجيا المعلومات نفسها تصارع نفس التحديات التي تهدف إلى حلها.
فالبنية التحتية لصناعة تكنولوجيا المعلومات تتطور بسرعة ويتسع نطاق تأثيرها بشكلٍ هائل؛ إذ يقدر الاتحاد الأوروبي أن التكنولوجيا الرقمية تمثل ما بين 8% و10% من إجمالي استهلاك الطاقة على مستوى العالم. ومع ذلك، فبمساعدة التكنولوجيا الحديثة واقتصاد البيانات الصديق للبيئة، بات بالإمكان تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للعملاء بما يقدر بنحو 75 ألف كجم في عام 2021 وحده. وعلى هذا، يتجه الأمر نحو الاقتصاد الرقمي المستدام من خلال وضع معايير عالية له، والمشاركة بنشاط في النقاشات ذات الصلة بالصناعة وجهود التطوير بالتعاون مع مشغلي الصناعة الآخرين والاتحاد الأوروبي.
قوة الخدمات السحابية
تعدُّ الخدمات السحابية المقدمة بما يتوافق مع القيم الخضراء، هي الوسيلة الأكثر فاعلية لزيادة كفاءة الطاقة، وتقليل الآثار البيئية الضارة لاقتصاد البيانات.
إذ تعدُّ هذه الخدمات السحابية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 90% من غرف الخوادم التقليدية. كما أن تقنية الجيل الخامس تعدُّ أكثر كفاءة من تقنية الجيل الرابع بنفس النسبة. وفي الواقع، يتم بالفعل استخدام الحرارة المهدرة المستعادة من مراكز البيانات لتدفئة 700 منزل على مدار السنة في مدينة “إسبو” السويدية، على سبيل المثال. وفي الوقت الراهن، يتم استرداد نصف الطاقة التي تُستهلك، ويُعاد استخدامها لتدفئة المنازل، وهو ما يؤكد أهمية الخدمات السحابية والتكنولوجيا الحديثة في التغلب على أزمة الطاقة.
وفي هذا الإطار، يتمثل أحد أهداف الاستراتيجية الرقمية للاتحاد الأوروبي في التحول الكامل لاقتصاد البيانات إلى الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وفي هذه الحالة سيتم تحقيق استهلاك الطاقة المحايدة للكربون في العام المقبل. فقد تمت زيادة معدل الاستهلاك من الطاقة المتجددة إلى نحو 92% في عام 2021، وهو ما يتوافق مع أهداف توفير الطاقة مع الاستهلاك السنوي للطاقة لأكثر من 1000 أسرة فنلندية. ونظرًا للوضع الحالي على مستوى العالم، فمن الممكن تحقيق أهداف الاستدامة الطموحة وتسليط الضوء على آثارها الملموسة، وهو ما يؤكد الإنجازات التي تحققت بما يؤثر في المجتمع ككل.
وتعتبر بلدان الشمال الأوروبي رائدة في تطوير تقنيات السحابة الحديثة، مما يساعد على تعزيز مكانة أوروبا في اقتصاد البيانات في المستقبل. إذ تعتبر البيئة الباردة بمنزلة الحالة المثالية لمراكز البيانات الموفرة للطاقة. وبالإضافة إلى مزاياها فيما يخص قضايا المناخ، فإن مراكز البيانات الموجودة في دول الشمال تعد ذات سيادة خاصة بالتقدم. كما أنها تنطوي على مزايا أهمها الأمان. ولهذه الأسباب، تلتزم الشركات بتحديد مواقع جميع مراكز البيانات التابعة لها في البلدان ذات المناخ البارد.
الريادة الرقمية
بالإضافة إلى القضايا البيئية، يمتد تأثير التكنولوجيا الرقمية إلى الحياة الخاصة للأفراد، وظروف عمل الشركات، وأمن وحيوية المجتمع؛ مما يؤدي إلى مزيد من الضغط فيما يتعلق بالتنظيم. فحق الأفراد في حماية الخصوصية والخدمات المتساوية، حتى في الظروف الاستثنائية، إلى جانب الأمن الوطني والدولي وشروط المنافسة العادلة بين الشركات، يعتمد على اقتصاد البيانات الأوروبي المشترك الذي يسير فيه الابتكار المستدام جنبًا إلى جنب مع القيم الديمقراطية؛ ذلك أن قوة التكنولوجيا تحتاج إلى كبح جماحها من قبل القيادة المسؤولة. إن آثار صناعة تكنولوجيا المعلومات على المجتمع والبيئة واسعة ومعقدة. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، من المهم النظر في الاتجاه الذي تتطور فيه الصناعة، ومن الذي يحدد هذا الاتجاه، وكيف يتم ابتكار حلول جديدة، وأين توجد مراكز البيانات والبلدان التي تُدار فيها الخدمات السحابية. إننا نعيش في عصر تتعرض فيه الاحتياجات الأساسية وحقوق الإنسان التي اعتدنا النظر إليها كأمر مسلم به للخطر، مما يجعل الأمر أكثر أهمية لتعزيز اقتصاد البيانات الأوروبي، والحفاظ على مصيرنا في أيدينا.
تعمل شركات مثل “تايتوفر” جنبًا إلى جنب مع مشغلي الصناعة والاتحاد الأوروبي لتطوير بنية تحتية آمنة ومستدامة، إذ إن تنظيمها يضمن بيئة رقمية عادلة للأوروبيين، إلى جانب استخدام أكثر فعالية للبيانات المتوفرة. وتقدر المفوضية الأوروبية أن نحو 80% من البيانات الصناعية المتاحة لا تزال غير مستخدمة تمامًا، لأنه يمكن تعزيز المرونة والتعافي والقدرة التنافسية والأمن والرفاهية من خلال تحسين توافر البيانات في بيئة موثوقة. فالبيانات تعدُّ مصدرًا لا ينضب، لأن استخدامها لا يتضاءل. ومع أخذ ذلك في الحسبان، ينبغي تحسين البيانات ذات القيمة بشكل أكثر فعالية وتسخيرها لدعم تنمية المجتمع والأعمال على حد سواء، فالقيادة الناجحة من خلال التكنولوجيا الرقمية تحمل إمكانات هائلة لزيادة الرخاء والتضامن والاستدامة.
ابتكار آمن
بينما يزيد تنظيم الصناعة من الأمن، فإن ذلك يمثل أيضًا تحديات للابتكار، فالتغييرات السريعة في التنمية الصناعية والتشريعات المعمول بها مراقبة لا تزال مستمرة بالنسبة لبيئة التشغيل، وهو ما يفرض نظرة عميقة في الاتجاهات والتطورات الحالية. وبالتالي، يجب أن يتواءم الابتكار مع الأهداف البيئية واللوائح الحالية والتنظيمات المستقبلية. وفي الوقت نفسه، يتطلب الأمر الحفاظ على القدرة التنافسية وتحسين الربحية المستمر للكفاءة، وتحسين إدارة المخاطر.. وأخيرًا، فإن التعاون مع شريك موثوق يخفف العبء ويحسن الكفاءة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Tietoevry
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر