سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
مقدمة
يحمل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية عبقًا خاصًا به، إذ يتميز بصفات جعلته منفردًا عن كل الأيام الوطنية التي درجت معظم دول العالم على الاحتفال بها. فاليوم الوطني للمملكة، لم يكن – بتاتًا – استقلالًا ضد مستعمر، وإنما توحيد لأطياف متجانسة تحت راية واحدة ودين واحد ولغة واحدة. إنه اليوم الذي أعلن فيه جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – توحيد هذه البقعة من الجزيرة العربية[1]).)
وعبر هذا البحث، سوف نتناول تاريخ تدشين اليوم الوطني، ودور الملك المؤسس في إرساء الاحتفال بالذكرى سنويًا، ومحطات في ذكرى هذا اليوم، بجانب قرارات وإنجازات خادم الحرمين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذكراه مع اليوم الوطني. وسنتطرق إلى أهم مظاهر الاحتفال بهذا اليوم، سواء داخل المملكة في الشوارع والأسواق، وكذلك احتفالات المؤسسات التعليمية والمدارس، أو في الخارج، خاصة بالدول الخليجية الشقيقة، وإلقاء الضوء على دور الدولة السعودية وتأثيرها العالمي.
كما سنتناول أهمية اليوم الوطني بالنسبة لرؤية 2030، خاصة أن احتفالات المملكة بالذكرى المئوية لتوحيد المملكة، ستتزامن مع الاحتفال بتحقيق رؤية (2030) في العام نفسه، وأخيرًا الحديث عن الأهداف المثلى من الاحتفال بالذكرى السنوية لليوم الوطني وتأثيره في مستقبل المملكة.
قرار الاحتفال باليوم الوطني سنويًا
استطاع المغفور له – بإذن الله – الملك عبدالعزيز آل سعود، عبر نظرته الثاقبة وحنكته السياسية، أن يؤسس لدولة راسخة شامخة، تسير وفق سياسة ثابتة ورؤية واضحة، في ضوء رسالتها وأهدافها المنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ومبادئ شريعة الإسلام الحقة، وعلى هذا سار أبناؤه البررة من بعده[2]).)
في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ، الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م، صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية)، ابتداء من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه، الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان)[3]).)
ومنذ ذلك الحين، احتلت المملكة العربية السعودية موقعًا خاصًا، ومرتبة فريدة، اقتضت أن تسلك طريقًا طويلاً، قُوبِل خلاله بتحديات جسام، فأبَى هذا الوطن إلا أن يحقق هذه المنزلة الرفيعة، والمكانة العظيمة، عبر خطوات متلاحقة في طريق طويل اصطفت فيه النجاحات، وعلت فيه المنجزات، فكانت السمة الدائمة لطريق الوطن هي النجاح والتفرد.
فمنح الله المملكة مكانتها العظيمة وشرَّفها ببيته، وخصَّها بمسجد رسوله – صلى الله عليه وسلم – فتبلورت هذه المكانة في واقع حضاري وثقافي لا نظير له، فأضحت المملكة قلب العالم الإسلامي وقِبلته، ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومحل فخر ومصدر اعتزاز لكل مسلم على وجه الأرض.
كما نجحت المملكة، منذ تلك اللحظة التي تأسست فيها، في أن تعيش نماء وتطورًا ملحوظًا على جميع الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية[4]).)
محطات في ذكرى اليوم الوطني
بعد 50 عامًا من دخوله الرياض وتأسيس المملكة العربية السعودية في 9-9-1369هـ، قرر الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، الاحتفال كل عام بذكرى اليوم الوطني، وتوزيع الطعام والكسوة على الأيتام والعجزة، وفتح المطاعم للمواطنين جميعًا احتفاء بهذه المناسبة، ووضع برنامج بالذكرى الذهبية، وإبلاغ جهات الاختصاص بأن تحتفل البلاد بهذا اليوم السعيد، ويستقبل الأمراء في جميع أنحاء المملكة، التهاني نيابة عن جلالة الملك، وتعطل الدوائر والمدارس[5]).)
منذ إعلان الملك المؤسس توحيد المملكة، تعاقب على المملكة 7 ملوك، وكانت البداية في الفترة من 1932 إلى 1952، فترة حكم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي شهد عهده 22 ذكرى لليوم الوطني، ثم الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، الذي شهد عهده 11 ذكرى، في الفترة من 1953 إلى 1963، ثم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي شهد عهده 11 ذكرى أيضًا، في الفترة من 1964 إلى 1974، ثم الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي حلت ذكرى اليوم الوطني 7 مرات في عهده، من الفترة من 1975 إلى 1981.
ويُعدُّ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، صاحب الرقم الأكبر بين الملوك الذين حلت ذكرى اليوم الوطني السعودي في عهدهم، حيث شهد عهده 23 ذكرى، في الفترة بين 1982 إلى 2004، ثم خلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي شهد عهده، الاحتفال باليوم الوطني السعودي 10 مرات، في الفترة من 2005 إلى 2014، ثم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي يرعى ذكرى الاحتفال باليوم الوطني السعودي للمرة الثالثة في عهده الكريم.
الملك عبدالله وذكراه مع اليوم الوطني
ففي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 2005م، تمَّ الاحتفال باليوم الوطني الـ75 منذ إعلان توحيد البلاد تحت مسمّى “المملكة العربية السعودية”، واكتسب احتفال هذا العام بُعدًا جديدًا، بقرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – للمرة الأولى، حصول المواطنين على إجازة استثنائية مدتها 3 أيام بمناسبة هذه الذكرى[6]).)
وخلال الاحتفال بالذكرى 79 في عام 2009، افتتح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وذلك بحضور عدد من رؤساء دول العالم[7]).)
وفي اليوم الوطني السعودي 84 في عام 2014، دشَّنت أمانة محافظة جدة، أطول سارية علم في العالم، تتوسط السارية ميدان خادم الحرمين الشريفين وسط جدة، بارتفاع يتجاوز 171 مترًا، وبمقاس علم يبلغ 49.5 متر طولًا، و33 مترًا عرضًا، وبمساحة إجمالية تبلغ 1635 مترًا مربعًا، وبوزن 570 كيل جرامًا، وعلى مساحة تتجاوز 26 ألف متر مربع[8]).)
مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني في الداخل والخارج
تحرص جميع مؤسسات المملكة على الاحتفال بهذه الذكرى في ظل أجواء مبهجة، حرصًا من الجميع – حكومة وشعبًا – على تعزيز الرؤية الخاصة بهذه الذكرى، بأن يبقى هذا الوطن بمقوماته الخالدة، وخصائصه الفريدة، وقيادته الرشيدة، ومكتسباته العظيمة، درَّة بين الأوطان، وشامخًا على مرِّ العصور.
ووسط أجواء من البهجة والحماس الوطني كل عام في ذكرى الثالث والعشرين من سبتمبر، يخرج السعوديون في الطرقات العامة، معلنين عن فرحتهم، في حين تعبِّر الفعاليات الاجتماعية عن الثناء والامتنان لمؤسس البلاد الملك عبدالعزيز، والشكر للقيادة الحكيمة.
وفي الغالب، تختلف الطرق التي يحتفل بها المواطنون بهذه المناسبة، فلكلٍّ منهم طريقته الخاصة للتعبير عن الفرحة، فبعضهم يعمل على إلصاق صور القيادة الرشيدة على زجاج سياراتهم، إلى جانب الرواج في متاجر الهدايا، وكذلك تشهد محلات بيع قطع غيار السيارات، إقبالًا كبيرًا من سائقي السيارات لتزيين سياراتهم للاحتفال عبر لصق الصور والشعارات، أو صبغها باللون الأبيض والأخضر، تعبيرًا عن حب الوطن[9]).)
وتهتم المؤسسات التعليمية والتربوية بتعزيز أهمية اليوم وحب الوطن، بارتداء الأخضر والأبيض، وإنشاد الأغاني الوطنية، خلال طابور الصباح، ورفع العلم من قِبل الطلبة والطالبات، وتقديم عروض الأداء الخاصة والجماعية، والقيام بشيء مميز للمجتمع.
وتحاول بعض المدارس إقامة فعاليات خاصة بطريقة أكثر فاعليه وإنتاجية، كزيارة مجموعة من الطالبات لبعض المنازل لتشجيع كبار السن على الالتحاق بفصول محو الأمية، في حين تقوم أخريات بالمشاركة في تنظيف الأحياء، ووضع الزهور على مداخل المنازل، ومساعدة المحتاجين لتكون السعودية مكانًا آمنًا ورائعًا للعيش.
في دول الخليج
في الأعوام الماضية، شارك خليجيون من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي أشقاءهم السعوديين، الاحتفال باليوم الوطني، تأكيدًا على العلاقة الأخوية القوية التي تربط بين المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي[10]).)
ففي البحرين، تقيم شؤون الجنسية والجوازات والإقامة، عددًا من الفقرات الفنية الاحتفالية، وتوزّع بطاقات التهنئة على المواطنين السعوديين القادمين عبر جسر الملك فهد. كما تتوشح المجمعات التجارية الكبرى بألوان العلم السعودي وراية التوحيد، في أجواء احتفالية كرنفالية، لاقت تفاعلًا كبيرًا واستحسانًا من قِبل المواطنين السعوديين وأشقائهم البحرينيين. ويخصّص تلفزيون البحرين بثَّه طوال اليوم، للاحتفاء باليوم الوطني السعودي، ويكرِّس محتوى برامجه لهذه المناسبة الوطنية؛ اعتزازًا وتقديرًا لمكانة المملكة العربية السعودية في قلوب البحرينيين[11]).)
أمَّا دولة الإمارات، فقد قررت أثناء الاحتفال بالذكرى الـ86، تسمية أحد أهم الشوارع في إمارة دبي باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما توشح برج خليفة بالعلم السعودي في منظر آسر وجذاب. وعادة ما تخصّص العديد من القنوات والإذاعات الإماراتية، محتوى برامجها للاحتفال باليوم الوطني، وتتراقص نافورات دبي على أنغام النشيد الوطني السعودي، ويُستقبل السعوديون القادمون عبر المنافذ البرية والمطارات بالورد والحلوى والهدايا[12]).)
وفي الكويت، يبرز اللون الأخضر مضيئًا في قمة الأبراج، وتقام احتفالات اليوم الوطني في جميع أنحاء الدولة.[13]) )
رؤية 2030 واليوم الوطني
لم تغفل رؤية المملكة 2030، أهمية تعزيز الشعور الوطني والانتماء، بل أكدت الرؤية على الفخر بإرث المملكة الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، مدركة أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة. وحدد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، 10 برامج جديدة من خلال جمع المبادرات القائمة في محافظ متسقة لتنفيذ برامج متخصصة، ترسخ الانتماء الوطني، وتدعم الثقافة الوطنية والفنون والترفيه والإسكان، وتحسين نمط الحياة، وخدمة ضيوف الرحمن، وبرامج أخرى تدعم الريادة الوطنية في الصناعة والأسواق المالية[14]).)
يُعدُّ اليوم الوطني، جزءًا أصيلاً من هذه الهوية الوطنية التي تسعى قيادة المملكة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – إلى الحفاظ عليها وترسيخها في نفوس السعوديين، ولا سيما النشء الجديد.
لقد وضعت رؤية 2030، مجموعة من المرتكزات المحورية، حيث تضمنت في المقام الأول، وضمن أولوياتها القصوى، الاهتمام المباشر بالمواطن السعودي في التعليم والتأهيل والتدريب وإتاحة وتنمية الفرص، وإقرار مبدأ التكافؤ للجميع، ودعم المؤسسات الصغيرة، ورفع كفاءة القطاع الحكومي، وتفعيل خصخصة عدد من القطاعات، وتمكين القطاع الخاص، مع السعي لتوفير منظومة متكاملة من الخدمات المتطورة في التوظيف، والعلاج، والسكن، والترفيه. ولضبط تنفيذ هذه الرؤية، فقد تمَّ وضع أهداف محددة لها، وآليات تنفيذ دقيقة، مقترنة بأجهزة رقابة ومؤشرات قياس وأنظمة متابعة وشفافية، تقوم جميعها على مميزات ومقومات جغرافية وحضارية واجتماعية وديموغرافية واقتصادية، تمثل قوة المملكة وطاقتها البشرية. وإضافة إلى هذا الجوانب الاجتماعية، فهناك مسارات التنمية الاقتصادية والاستثمار عبر العديد من البرامج والاستراتيجيات والآليات التي من المتوقع – بإذن الله – أن تجعل من المملكة قوة اقتصادية عالمية لا يستهان بها، ونموذجًا فريدًا في التحول الاقتصادي. وعلى هذا، مثَّلت رؤية المملكة 2030، تطلعات قادة البلاد لمستقبل المملكة، وسبل تحقيق التنمية الشاملة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة[15]).)
ويمثل اليوم الوطني، قيمة عظيمة لدى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد حرص في العام الماضي على تهنئة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة هذه الذكرى، التي قال فيها نصًا: “تمر اليوم ذكرى اليوم الوطني للمملكة، ونحن نستحضر ما قام به مؤسس بلادنا وباني نهضتها، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وأبناؤه البررة من بعده، مشيدين بما تشهده المملكة من نمو وازدهار مستمر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي تشرُف بخدمة ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما”، وفق ما نقلته قناة الإخبارية السعودية الرسمية”[16]).)
واعتبر ولي العهد أن “رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تأتي إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التطوير والعمل الجاد لاستشراف المستقبل، ومواصلة السير في ركاب الدول المتقدمة، وتحقيق النمو المنشود، مع التمسك بثوابت ديننا الحنيف وقيمنا السامية”، واختتم كلمته بقوله: “لا يفوتنا في هذا الذكرى الطيبة أن نحيي رجالنا الأبطال الذين يذودون بأرواحهم فداء لدينهم ووطنهم، فلهم منا كل تحية وتقدير”[17]).)
وإلى جانب التحديات الاقتصادية، هناك تحدٍ من نوع آخر، لكنه التحدي الأخطر، وهو تحدي آفة الإرهاب، إذ نجد المملكة في سبيل ضمان حماية المواطن ومؤسسات الدولة الحيوية من براثن الإرهاب الغاشم([18])، تضع برامج استراتيجية تعتمد مسارين في حربها على الإرهاب، يأتي في مقدمتها إشاعة ثقافة المسؤولية الوطنية لدى المواطن العادي، ورفع وعيه بالمخاطر المحدقة من جراء الأفكار المغلوطة والفكر الضال، فكانت الجهود واضحة في توعية الشباب وبيان ضلال هذه الفئات المشبوهة وانحرافها عن صحيح الدين. ثم يأتي المسار التالي، وهو المرتبط بتطوير القدرات الفنية والمعلوماتية للأجهزة الأمنية التي طوَّرت من قدراتها وإمكاناتها بشكل سريع وبكفاءة عالية.[19]) )
الأهداف الوطنية للاحتفال بالذكرى سنويًا
تأتي رسالة الاحتفال السنوي بذكرى اليوم الوطني، لتعزيز شعور الفخر والاعتزاز بالثوابت التي قام عليها هذا الوطن الغالي وبمكانته الكبيرة، وتنمية روح الانتماء إليه، وتقوية محبته في النفوس، وترسيخ مسؤولية الحفاظ عليه في نفوس الناشئة على وجه الخصوص.
وللاحتفال باليوم الوطني، وتأثيره على مستقبل المملكة، الكثير من الأهداف الوطنية، التي تكمن في تعميق شعور الاعتزاز بالدين الإسلامي الحنيف، والنهج السعودي القائم على مبدأ الوسطية والاعتدال، والتوكيد على الالتزام به والثبات عليه،[20])) والتعريف بالأثر العظيم لأئمة الدولة السعودية وملوكها في نصرة دين الله تعالى وتطبيق شرعه، والدعوة إلى عقيدة التوحيد الخالص وهدي سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليه، وما كان عليه سلف هذه الأمة، والتعريف بالجهود التي قام بها الملك عبدالعزيز ورجالاته في سبيل توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية، وبناء وحدتها العظيمة، وإلقاء الضوء على أبرز منجزاته الحضارية والعلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وعبر الاحتفاء بهذا اليوم، يتمُّ إبراز جهود ملوك المملكة، وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في سبيل تنمية الوطن وتطويره، وبناء الإنسان السعودي ورعاية مصالحه، والحفاظ على اللحمة الوطنية، وتعميق قيم المحبة والوفاء بين القيادة والشعب، والاعتزاز بها.
وكذلك إبراز المكانة العظيمة للمملكة العربية السعودية، وتوضيح جهودها على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، وجهود قادتها الكبيرة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما، ونشر الخير والسلام في العالم.
الاهتمام بفعاليات اليوم الوطني، يؤدي إلى تعميق مشاعر الحب والولاء للوطن وقيادته الرشيدة وترجمتها إلى مبادرات عملية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات، ومن ثم تعزيز الدور الإيجابي تجاه الوطن، وتقدير مشاريعه التنموية والفخر بها، والحفاظ على منجزاته ومكتسباته وتنميتها، والتحفيز للعمل المستمر في سبيل رفعته وإعلاء مجده، والدفاع عن قيمه ومبادئه والافتخار بها.
وإلى جانب ما سبق، يتأتى عبر هذا الاحتفال، تعزيز شعور الفخر برؤية المملكة العربية السعودية 2030، وترسيخ مرتكزاتها، والتعريف بأهدافها ومضامينها وبرامجها، والقيم الإيجابية المطلوبة من الطلاب والطالبات تجاهها[21]).)
وأخيرًا، نوصي بأهمية استهداف طلبة وطالبات المدارس والجامعات عبر فعاليات كبيرة وبوسائل متعددة ومختلفة([22])، لتعريفهم باليوم الوطني (اليوم والتاريخ)، وتعزيز روح الانتماء للوطن، وتنمية الحس الوطني والاجتماعي لديهم، مع مد جسور التواصل بين الطالب وولاة الأمر والمسؤولين، وزرع الثقة والإدراك لدى الطلاب، وربطهم بالمجتمع المحيط بهم، مع تنمية شخصية الطالب وإثراء ثقافته الوطنية، وإطلاعه على مكتسبات الوطن ومقدراته[23]).)
بالتأكيد، الأجيال الجديدة والمجتمع ككل، يحتاج منا إلى تفعيل هذه البرامج، خاصة في ظل الصراعات الثقافية الحالية، والتيارات الفكرية المتناقضة، انطلاقًا من مبادئ وقيم المملكة الحميدة، التي تستمدها من (القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة)، والدين الإسلامي الخالد، ووجوبية التصدي لما يعرف بالغزو الفكري، وربط الطالب بالأرض و(الوطن) والتراث والتاريخ والبيئة، وما نعيشه في وقتنا الحاضر من ازدهار وتقدم في المجالات كافة، وما يتطلبه الوضع الراهن من بذل التضحيات الجسيمة، وبيان كيف كنا، وكيف تحولنا إلى هذا العهد الزاهر، فما (اليوم الوطني)، إلا رمز لتجسيد هذا الحاضر.
[1]– https://units.imamu.edu.sa
[2]– https://ar.wikipedia.org/wiki
[3] – https://ar.wikipedia.org
[4]– نفس المصدر السابق
[5]– https://www.alarabiya.net
[6]– http://www.bbc.com/arabic
[7]– https://www.alarabiya.net
[9]– https://news.travelerpedia.net
[10]– https://www.skynewsarabia.com
[13]– نفس المصدر السابق
[15]– http://vision2030.gov.sa/
[17]– نفس المصدر السابق
[19]– https://aawsat.com/home/
[20]– https://units.imamu.edu.sa/deanships
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر