“الوباء المعلوماتي”: كيف تصبح الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة أكثر فتكًا من الوباء؟ | مركز سمت للدراسات

“الوباء المعلوماتي”: كيف تصبح الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة أكثر فتكًا من الوباء؟

التاريخ والوقت : الإثنين, 24 يناير 2022

ماديسون مولتون

في أكتوبر 2016، لم يكن مصطلح “الأخبار المزيفة” معروفًا تقريبًا. ولكن بعد شهر، ووسط انتخابات أميركية تاريخية، تضاعف الاهتمام بهذه العبارة أربع مرات.

لقد تحول من تعبير مهمل إلى أداة سياسية، إلى كلمة العام 2017، وهو الآن منتشر في كل مكان (بخاصة في دوائر وسائل التواصل الاجتماعي).

إن مخاطر الأخبار المزيفة معروفة في جميع أنحاء العالم. وقد أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم “الوباء المعلوماتي”، وهو تشبع مفرط للمعلومات يجعل من الصعب التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ. أثبتت الدراسات الحديثة أن الوباء المعلوماتي، إلى جانب كونه وباء، فإنه ليس خطرًا فقط ولكنه قاتل.

الأخبار المزيفة ليست بالأمر المُستحدث

تعود المعلومات المضللة والأخبار المشوهة إلى قرون مضت. ففي عام 1835، أصبح “ذا صن” (The Sun) اسمًا مألوفًا بعد نشر قصة من ستة أجزاء تدعي أن حضارة غريبة تعيش على القمر. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر، أدت حرب التوزيع بين “جوزيف بوليتسر” و”ويليام راندولف هيرست” إلى انتشار استخدام القصص المثيرة والمبالغ فيها ذات العناوين الجذابة لبيع الصحف، والمعروفة باسم “الصحافة الصفراء”.

تُغذِّي وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت العلامة التجارية للصحافة الصفراء في القرن الحادي والعشرين، الأخبار المزيفة، لخلق آلة معلومات مضللة تنشر قصصًا كاذبة بشكل أكبر وأسرع من أي وقت مضى.

يُظهر التاريخ أننا لسنا بعيدين عن المعلومات المضللة، بخاصة أثناء الأزمات الصحية العالمية. إذ يخلق الخوف وعدم اليقين المحيطين بالأوبئة الموطن المثالي للأخبار المزيفة للاستقرار والاتصال بالمنزل. فهذه السنة ليست مختلفة.

المعلومات المضللة والأوبئة: مزيج قاتل

انتشرت المعلومات الطبية الخاطئة كالنار في الهشيم، مما تسبب في دخول الكثيرين في المستشفيات وحدوث المزيد من الوفيات في جميع أنحاء العالم. وقد وجدت دراسة نُشرت في الجمعية الأميركية لطب المناطق الحارة والنظافة الشخصية أن ما يقرب من 800 شخص ماتوا قد نُقلَ ما يقرب من 6000 شخص إلى المستشفى في الأشهر الأولى من العام كنتيجة مباشرة للمعلومات المضللة المتعلقة بالجائحة.

وعدَّدت الدراسة كثيرًا من الأمثلة على انتشار المعلومات الضارة، التي أدى العديد منها إلى الوفاة:

  • دخول الآلاف إلى المستشفى وموت المئات في مناطق مختلفة من العالم بعد انتشار إشاعة مفادها أن تناول الكحول عالي التركيز من شأنه أن يطهر الجسم.
  • أصيب 60 شخصًا بالعمى الدائم بعد تناول الميثانول.
  • في الهند أصيب العديد من الأشخاص بالمرض جراء تناول بذور الداتورا السامة، بعد مشاهدة مقطع فيديو انتشر سريعًا يزعم أن البذور تعزز المناعة.
  • انتشار التقارير التي تتحدث عن أشخاص يشربون معقم اليدين أو مسحوق التبييض أو يأخذون “علاجات عجيبة” خطيرة.

يتم تصوير هذه العلاجات بمهارة على أنها ذات مصداقية من خلال استخدام لغة الصناعة والتلاعب بالمصادر.

تسببت بعض الادعاءات بشكل غير مباشر في حدوث وفيات أو أمراض خطرة من خلال المساهمة في انتشار الجائحة. فالعديد من الصور المزيفة التي تدعي أن ارتداء القناع يسبب فرط ثنائي أكسيد الكربون أو نقص الأكسجة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتمت مشاركة أحدها أكثر من 100000 مرة. كما زعمت المقالات الكاذبة أن الوباء ملفق أو مبالغ فيه مبالغة كبيرة، مما تسبب في الشعور بالاطمئنان وعدم الثقة في الأخبار الموثوقة.

لن يصبح اللقاح فعالاً في حالة رفض الناس الحصول عليه

في الأشهر المقبلة، بينما يتسابق العالم لإعداد لقاح، قد يصبح تهديد الأخبار الكاذبة أكثر فتكًا.

فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 28% من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن “بيل جيتس” يريد استخدام اللقاح لزرع رقاقة إلكترونية. كما أن هناك نظرية شائعة أخرى تقول إن الجائحة ليست سوى خدعة اخترعت كذريعة لتلقيح الناس بالقوة.

لكي تنجح مناعة القطيع في منع انتشار المرض، تحتاج نسبة عالية من السكان إلى التعرض أو التطعيم. فإذا رفض جزء من السكان التطعيم نتيجة لهذه القصص الإخبارية المزيفة، فقد يصبح التفشي السنوي وحالات الإغلاق المحلية المتقطعة أمرًا شائعًا. وتصبح الممارسات مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي جزءًا دائمًا من الحياة اليومية لسنوات مقبلة.

وعلى الرغم من صغر عدد الذين يزعمون أنهم لن يحصلوا على اللقاح، يقول الباحثون إن عددهم مرتفع بما يكفي لمنع فعالية اللقاح. إذ تهدد الأخبار المزيفة بشدة مستقبل مكافحة الأوبئة.

حماية نفسك من الأخبار المزيفة

أفضل طريقة لحماية نفسك هي الحكم على كل معلومة بشكل نقدي وتجنب نشر المعلومات غير المؤكدة وذلك باتباع ما يلي:

  • من كتبها؟ تحقق مما إذا كان مصدر المعلومات موثوقًا، واحذر من المواقع الزائفة التي تحاكي المؤسسات الإخبارية الشرعية.
  • لا تقم بالمشاركة بناءً على عنوان رئيسي؛ اقرأ المقالة كاملة وحدد ما إذا كانت المعلومات تحتوي على أدلة داعمة وكافية، أو لا.
  • ابحث عن مصدر داعم وموثوق به يؤكد المعلومات.
  • تحقق من التاريخ، فغالبًا ما تتم مشاركة المقالات أو مقاطع الفيديو القديمة وتقديمها على أنها حديثة، ولكنها قد لا تكون ذات صلة في الوقت الحالي.
  • هل الأمر سخرية؟ ابحث في الموقع والمؤلف لتحديد ما إذا كان المقصود من القصة مزحة، أو لا.

يعد فهم عواقب الأخبار المزيفة أمرًا حيويًا في منع انتشارها. لإنهاء “الوباء المعلوماتي”، احترس من الأخبار المزيفة وتأكد من أنك لن تصبح ضحية.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: thesouthafrican

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر