سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
شهريار كيا
قال رئيس النظام الإيراني “حسن روحاني” قبل أيام قليلة فقط، إن نظامه أصبح بإمكانه التغلب على العقوبات الاقتصادية المُعَطِّلة التي فرضتها الولايات المتحدة مرة أخرى العام الماضي. ووصف الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية بأنها “ظالمة”. وقال “روحاني” إن النظام عمل على دعم استمرار علاقاته مع العراق. ومع ذلك، فإن ثمة تقارير متناقضة تصدر عن العديد من المسؤولين بداخل النظام، ومن بينهم مقربون من الرئيس.
لقد حاول “روحاني” أن يُظهر أن زيارته الرسمية الأخيرة للعراق حققت نجاحًا بمساعدة إيران في الحد من العزلة التي تعيشها، لكن الكثيرين من المراقبين يقولون إن هذا ليس هو واقع الحال على الإطلاق؛ فقد نقلت إحدى النشرات الإيرانية عن الرئيس العراقي قوله إنه لا يريد أن تصبح بلاده “ميدانًا للصراعات الإقليمية والدولية”. وفي الواقع، يتزايد قلق المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، من الوجود الإيراني في العراق، وفق ما صرح به المبعوث الخاص للولايات المتحدة لإيران، “براين هوك”، قائلاً: “إن إيران تحاول جعل العراق ولاية أخرى لها”. ولفت السياسي البارز “صباح زنجانه” الانتباه إلى القضايا الحاسمة بين إيران والعراق، والتي يجب حلها قبل أن يتفاقم وضعها مع الوقت إذا استمرت على حالها. وذكر “زنجانه” أن التبادل الاقتصادي بين الجانبين يحتاج إلى “الوصول إلى حالة واضحة ومقبولة”. ويبدو جليًا للجميع أن الوجود الإيراني في العراق لا يخدم مصالح أي شخصٍ ولا مصالح الشعب العراقي، بل النظام الإيراني الحاكم فقط. وعلى ذلك، فقد ذهب “روحاني” إلى العراق بدوافع خفية وخدمة مصالح ذاتية.
لقد حذَّرت الولايات المتحدة إيران من أن “الأنشطة التي تشملها العقوبات” سيتم تطبيقها بالفعل، بغضِّ النظرِ عن البلد الذي تُنَفَّذ فيه. فالنظام الإيراني يحاول تأمين طريقه نحو الشرق الأوسط حتى يتمكن من العمل بحرية. بيد أن الهدف الأساس من ذلك هو قيام “الحرس الثوري الإيراني” (IRGC) بنقل الأفراد والإمدادات والأسلحة بعيدًا عن الرقابة الدولية. ذلك أن الولايات المتحدة ترى أنها لن تحقق هدفها في أن تكون قادرة على القيام بذلك.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن تشكيل وحدةٍ جديدةٍ تهدف إلى مواجهة التهديد الإيراني، تحت مسمى “خلية الدمج المالي الإيرانية”، وهي مجموعة مشتركة بين عدد من الوكالات التي تعمل على دعم اتخاذ إجراءات ضد إيران و”الكيانات الأخرى غير المشروعة”.
وقد لفت وكيل وزارة الخزانة الأميركية، “سيجال ماندلكر”، الانتباه إلى إحجام إيران عن تبني ضمانات مالية بموجب القانون الدولي، وقال إن الولايات المتحدة على اتصال مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأغراضها الخاصة التي تدعم إيران.
لقد كان الاتحاد الأوروبي على درجة من المرونة بشأن طهران، إذ حاول إقناع النظام الإيراني بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي. ومع ذلك، فإن هذا الاسترضاء لإيران يبعث برسالة خاطئة، وهي منح النظام الضوء الأخضر لمواصلة سياساته العدائية.
وعلى ذلك، فقد بات من المتعين على المجتمع الدولي أن ينضم إلى الشعب الإيراني في إدانته للأعمال الخبيثة التي يقوم بها النظام ومواجهة أعماله القمعية للشعب، وأنشطته الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر