سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Danny Ervin
كمدافع عن الطاقة النووية، أجد مبادرة TerraPower لبناء مفاعل نووي قابل للتوسع واعدة جدًا. هذا المسعى الذي يقوده رائد الأعمال ذو الرؤية البعيدة “بيل جيتس”، يحمل إمكانات هائلة لتعزيز استقرار الطاقة العالمي وحماية بيئتنا. تكتسب هذه الأهمية وضوحًا خاصًا، بينما تواجه الولايات المتحدة نقصًا وشيكًا في الطاقة.
لقد أظهر الطلب على الكهرباء اتجاهًا نسبيًا مستقرًا خلال العقد الماضي، ولكن هناك احتمالية متزايدة لنمو كبير في المستقبل القريب. الزخم لكهربة العديد من جوانب المجتمع الحديث قوي. وتدعو العديد من الولايات إلى استخدام مضخات الحرارة الكهربائية لتدفئة وتبريد المنازل، ومن المرجح أن تغير اللوائح الأخيرة التي وضعتها وكالة حماية البيئة (EPA) صناعة السيارات بشكل كبير. وتفرض هذه اللوائح حدودًا صارمة على كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل ميل للسيارات والشاحنات، مما يتطلب تحولًا نحو زيادة إنتاج السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي الطلب المتزايد على مراكز البيانات، المدفوعة بتقدم الذكاء الاصطناعي، إلى زيادة استهلاك الكهرباء أكثر فأكثر.
على الرغم من تزايد استخدام تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بوتيرة متسارعة، فإنها تعاني من عدم الموثوقية نظرًا لطبيعتها المتقطعة. على عكس مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري والطاقة النووية، لا يمكن لتقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح توليد الكهرباء بشكل مستمر على مدار اليوم والليل. في عصرنا المترابط والمعتمد على التكنولوجيا، هناك حاجة ملحة لوجود منشآت توليد كهرباء موثوقة وقابلة للتحكم، بهدف ضمان إمداد مستمر للطاقة.
الطاقة النووية المتقدمة ضرورية ضمن محفظة طاقتنا، وتمثل محطة TerraPower الابتكار الرائد في هذه الصناعة المثيرة. ستكون أكثر محطات الطاقة النووية تقدمًا في العالم، مقترنة بنظام تخزين طاقة باستخدام الملح المنصهر القادر على زيادة الإنتاج لأكثر من خمس ساعات ونصف الساعة خلال فترات الطلب القصوى. هذا المشروع، الذي تُقدر تكلفته بحوالي 4 مليارات دولار ممولة من مصادر حكومية وخاصة، يُمثل خطوة كبيرة نحو حلول الطاقة المستدامة المبنية على أساس الطاقة النووية.
ستعمل المحطة بواسطة مفاعل ناتريوم متقدم يبرّد بالصوديوم السائل بدلاً من الماء. مع القدرة على توليد ما يصل إلى 500 ميجاواط، ستوفر طاقة كافية لتزويد حوالي 400 ألف منزل بالطاقة.
سيدمج المشروع عدة ابتكارات تسهّل عملية بنائه مقارنةً بالمرافق النووية التقليدية. سيتبع تصميمه الموحد مواصفات مرخصة مسبقًا، مما يمكّن من تجميعه ضمن بيئة مصنعية تساعد على تطبيق تدابير صارمة للتحكم في الجودة. يضمن هذا النهج دقة واتساق البناء عند مقارنته بالأساليب التقليدية.
تشير التوقعات إلى جدول زمني للبناء يقارب ست السنوات، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بالفترة الزمنية التي تتراوح بين 10 و16 عامًا والمرتبطة عادةً بمحطات الطاقة النووية للجيل الحالي. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تقلل عملية التصميم المبسطة وعمليات البناء القائمة على المصانع من تكاليف البناء الإجمالية إلى النصف، مما يجعل هذا التصميم أكثر جدوى اقتصادية.
من بين العوامل الملهمة في مشروع TerraPower هو موقعه المميز في محطة فحم سابقة في وايومنغ. يتيح هذا الموقع فرصة سهلة للاندماج في الشبكة الكهربائية الحالية مع تعزيز الاقتصاد المحلي. يعمل هذا المشروع على استغلال التكنولوجيا الجديدة في موقع موجود، مما يقلل من التكاليف المرتبطة بنقل الطاقة.
هذا النهج يعتبر نموذجًا يجب تكراره في العديد من منشآت الفحم الأخرى المغلقة. من خلال إعادة استخدام البنية التحتية للشبكة القائمة وتشغيلها بالطاقة النووية، يمكننا دفع التنمية المستدامة مع وضع أساس ضروري للنمو الاقتصادي في المجتمعات المحلية.
اختيار موقع فحم سابق لمشروع TerraPower يعد تذكيرًا مهمًا بدور التقنيات الحالية الموثوقة لتوليد الطاقة، مثل الفحم والغاز الطبيعي. يجب أن نتحلى بالحذر قبل التخلص من الأصول الرئيسية والموثوقة لنظامنا الكهربائي الحالي دون وجود بدائل مناسبة. من الضروري التنقل بعناية خلال الانتقال الطاقي، مع إعطاء الأولوية لتطوير حلول متينة وقابلة للتوسع يمكن أن تسد الفجوة بين واقعنا الطاقي الحالي والمستقبل المتصور بفعالية.
يستمر أسطول محطات الفحم في أداء دور حيوي في توفير الطاقة بأسعار معقولة وموثوقة، ومن السابق لأوانه تقليل أهميتها. تم تذكيرنا بأهمية هذا الدور في ديسمبر، عندما حذرت هيئة الرقابة على موثوقية الشبكة الوطنية (FERC) من خطر انقطاع التيار الكهربائي الذي يواجه ثلثي البلاد خلال العقد المقبل. يأتي هذا التحذير في ظل زيادة الطلب على الطاقة في الوقت الذي تشجع فيه السياسات التنظيمية إغلاق محطات الفحم القائمة بشكل مبكر.
تحمل محطة TerraPower وعدًا هائلاً لمستقبل طاقتنا، ومع ذلك، يتعين علينا الآن المضي قدمًا بحذر على هذا الطريق لتحقيقه.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: .Real Clear Energy
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر