المضامين الاتصالية المستخدمة في G20 | مركز سمت للدراسات

المضامين الاتصالية المستخدمة في G20

التاريخ والوقت : الخميس, 26 نوفمبر 2020

ماجد الجريوي – مشعل الوعيل

 

نجحت وسائل الإعلام السعودية بكافة أطيافها بالتعايش مع قمة العشرين التي أقيمت يومي 21 – 22 نوفمبر، حيث تحقق ذلك النجاح على أصعدة متعددة كمًا وكيفًا، بالإضافة إلى الأبعاد التي تحققت من تلك التغطيات الإعلامية التي برهن خلالها الإعلام قدرته على استيعاب الحدث والتفاعل معه بشكل لافت والذهاب به نحو آفاق أوسع وأكثر رحابة من المحيط الإقليمي، وقد تكامل الإعلامان بشقيه التقليدي والرقمي في تقديم محتوى مختلف ونوعي في ثنايا التغطية عبر أساليب عدة مورست إعلاميًا بشكل متقن. وسيتناول هذا التقرير كافة الجوانب الاتصالية التي صاحبت القمة من نقطة البدء مرورًا بتحليل كافة تلك التفاصيل للتغطية الإعلامية، وسيتطرق التقرير للجوانب التالية:

  • تعريف مبكر
  • ترقب بصري
  • تواصل رقمي
  • تصاعد وتيرة التغطية
  • تصدير الخطاب
  • توحيد الهوية
  • تغطية نوعية

كافة تلك الخطوات ساهمت بشكل كبير في نجاح الإعلام السعودي في مواكبة الحدث، وأهم من ذلك نجاحه البالغ في تصدير ذلك الخطاب للخارج من خلال عدد من الممارسات التي سيتم التفصيل فيها في ثنايا التقرير.

المحور الأول

تعريف مبكر

منذ انتهاء القمة الماضية المقامة في اليابان سعت وسائل الإعلام السعودية، وكذلك العديد من الجهات الحكومية ذات الاختصاص بالتعريف بالقمة والفروع التابعة لها، وكذلك محاور القمة من خلال عدد من اللقاءات والورش والندوات التي عقدت منذ عام، والتي كانت تهدف إلى زيادة مدارك المتلقين عن القمة والتعريف بالمحاور بشكل أدق، وقد جاءت سبل التعريف بالقمة وفروعها على النحو التالي:

  • ورش عمل لكل وزارة ذات اختصاص بالقمة.
  • ندوات تعريفية من قبل جهات حكومية أو هيئات أكاديمية أو قطاع خاص ذي صلة.
  • استضافة خبراء مختصين بالفروع التابعة لقمة العشرين للتعريف بها بشكل أدق وأكثر تفصيلاً.
  • فيديوهات تعريفية مرئية يتم من خلالها التعريف بالقمة والمحاور التي تندرج تحتها.
  • محتوى يقدم باللغتين من قبل الجهات في الإطار التعريفي بالقمة.

ويمكن القول في هذا المحور بأن المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص سبقت وسائل الإعلام في جوانب التغطية والتعريف بالحدث، وخصوصًا ذات الاختصاص بأحد المحاور الموجودة، إذ حرصت على نشر المفاهيم المتعلقة بالقمة لجمهورها الداخلي التابع للمنشأة في المقام الأول، ومن ثم الانتقال للجمهور الخارجي للتعريف بالحدث وأهميته ومحاوره.

وغلب على تلك الفترة كثافة المضمون المقدم وبلغة سهلة وتبسيطه ليتشرب المتلقون كافة المفاهيم المرتبطة بالقمة، وأيضًا التعرف على الجوانب التاريخية للقمة وسبب نشأتها.

المحور الثاني

ترقب بصري

ومنذ وقت مبكر جدًا قبل انطلاق القمة تمَّ صناعة هوية بصرية جاذبة للجمهور، وذلك من خلال إطلاق هوية المؤتمر التي جاءت مستوحاة من البيئة السعودية، بالإضافة إلى عملية التسويق والترويج الكبيرة للشعار، الأمر الذي جعل المواطنين والمقيمين يتعرفون على الشعار وعلى القمة من خلال حملة الترويج البارزة له. وتم التسويق للشعار عبر عدد من المنصات التالية:

  • وجود الشعار في المطارات.
  • وجود الشعار على سيارات الأجرة.
  • ترويج الشعار على عدد من المباني للأجهزة الحكومية والخاصة.
  • استخدام وسائل الإعلام التقليدية للترويج عن الشعار.
  • الترويج للشعار عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

تلك القنوات المستخدمة للترويج عن الشعار ساهمت بشكل كبير، ومنذ فترة مبكرة، في تعريف الجمهور بالشعار وبالحدث، وهو ما ساهم في تفاعل الجمهور بشكل كبير جدًا من حيث وضع التصميم على هواتفهم أو في معرفاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، مما ساهم أيضًا في حرص فئة الشباب تحديدًا على التعرف أكثر على القمة وأهدافها والخلفية التاريخية لمجموعة العشرين. كما شمل التعريف بالشعار والترويج له كافة مناطق المملكة، حيث لم يكن مقتصرًا على مكان إقامة الحدث العاصمة الرياض.

المحور الثالث

التفاعل الرقمي

ومنذ الإعلان عن شعار القمة تمَّ التركيز على الترويج للحدث رقميًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف المنصات، واستحوذ الـ”تويتر” على أغلبها نظرًا لكونها الشبكة الأكثر استخدامًا في المملكة، حيث تركز التفاعل الرقمي على النحو التالي:

  • تغريدات ومحتوى تعريفي بالحدث.
  • حسابات باللغة العربية والإنجليزية عن الحدث.
  • تعريف بالخليفة التاريخية للقمة.
  • شرح للجمهور المحاور التابعة للقمة ومواضيع النقاش.

ويمكن قياس التفاعل الرقمي عبر عدد من الأوجه، وهي:

  • أعداد المتابعين لتلك الحسابات.
  • تناقل المتابعين لمحتوى تلك الحسابات.
  • وجود أكثر من وسم (هاشتاق) حول الحدث.
  • توثيق الجمهور لصور المباني والجهات التي تفاعلت مع الحدث.
  • تفاعل الكثير من المشاهير في عدد من المجالات مع الحدث والترويج له.

المحور الرابع

تصاعد وتيرة التغطية

مع مرور الوقت واقتراب موعد القمة تصاعدت وتيرة التغطية الإعلامية، وتحديدًا في الجوانب الخبرية، حيث كانت معظم المواد التي تقدم في الأيام الأولى لتغطية الحدث تتمحور حول الجانب التقريري، غير أن قرب ساعة الصفر لانطلاق الحدث حوَّل خط سير التغطية نحو الجانب الخبري، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات عقدت للمرتبطين بالحدث. ويمكن وصف حالة التدرج في التغطية للحدث على النحو التالي:

ويلحظ من خلال هذا التدرج أن المحتوى الإخباري جاء متزامنًا مع الحدث، ما جعل قوة وسائل الإعلام تظهر وتبرز في جوانب التقارير المصاحبة والزوايا التي التقطتها وسائل الإعلام حول القمة والمحاور التابعة لها.

المحور الخامس

تصدير الخطاب

ونجح الإعلام السعودي وباقتدار بالغ جدًا في تصدير الخطاب الإعلامي للخارج وجعله لا يقتصر على المحيط الداخلي. ويمكن تحليل ذلك التصدير الإعلامي في المحتوى بعدد من الأشكال كانت على النحو التالي:

  • استضافة خبراء ومختصين وإعلاميين من دول مشاركة في القمة عبر وسائل إعلام سعودية.
  • وجود المحللين والإعلاميين السعوديين في وسائل إعلام دولية عالية الانتشار والصيت.
  • مرونة عالية وتعاون كبير مع عدد من وسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء لتغطية الحدث وتقديم المعلومة بشكل فوري.
  • المؤتمرات الصحفية المصاحبة التي شهدت حضورًا إعلاميًا كبيرًا من الخارج.
  • الحرص على تقديم المحتوى عن القمة بأكثر من لغة.

جميع تلك العوامل ساهمت بشكل كبير جدًا في تصدير الخطاب الإعلامي للخارج وجعله يتجاوز الإطار المحلي، وبالتالي شاهدنا عددًا من وسائل الإعلام الدولية تنقل عن مصدر إعلامي سعودي، وهو ما يعكس واقع ذلك التميز في التغطية.

المحور السادس

توحيد الهوية

مع اقتراب ساعة الصفر لعقد القمة تمَّ توحيد الهوية على كثير من الأصعدة وذلك من خلال:

  • معرفات العديد من الجهات في شبكات التواصل الاجتماعي.
  • معرفات حسابات لوسائل الإعلام في شبكات التواصل الاجتماعي.
  • شعارات وسائل الإعلام التقليدية.
  • عدد من المباني الحكومية والخاصة.
  • قيام العديد من المشاهير في شبكات التواصل الاجتماعي بوضع شعار القمة على معرفاتهم.
  • تفاعل الكثير من المواطنين مع القمة من خلال وضع شعار القمة على معرفاتهم.
  • قيام عدد من المواطنين والمواطنات بعمل مقاطع فيديو تفاعلية مع القمة من تصاميمهم.

المحور السابع

تغطية نوعية

نجحت وسائل الإعلام السعودية بشقيها الحكومي والخاص في الظهور بتغطية مميزة ونوعية للحدث حيث امتازت التغطية على الصعيدين:

  • الكم: من حيث عدد صفحات النشر وساعات البث، وكذلك حجم المواد المطروحة عن القمة.
  • الكيف: من حيث نوعية المواد وجودتها التي ارتكزت على العديد من الفنون الإعلامية من أخبار وتقارير وتحقيقات وحوارات.

كما امتازت التغطية بجوانب عديدة، منها:

  • حجم الخبرات الأجنبية التي تمَّ استقطابها للحديث في وسائل الإعلام المحلية.
  • وجود الإعلاميين السعوديين والمحليين في وسائل إعلام دولية.
  • قيام وسائل الإعلام السعودية بتقديم محتوى بأكثر من لغة، الأمر الذي ساهم في زيادة رقعة المحتوى.
  • عدم ارتكاز التغطية على طيف واحد من الفنون، فقد توزعت على كافة المحتويات من (أخبار، وتقارير، وتحقيقات، ومقالات، وحوارات، ووثائقيات).

أكاديمي متخصص في العلاقات العامة*

أكاديمي متخصص في الصحافة*

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر