سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
إيمان الخطاف
قبل أكثر من 10 سنوات، كنا نتلقف إنجازات المرأة السعودية لعرضها في الصحافة، وبقية وسائل الإعلام، بعد أن نغلفها بقالب الدهشة والاحتفاء، وعناوين يبدأ معظمها بجملة “لأول مرة”. لكننا اليوم تجاوزنا عصر الدهشة، وأصبحت جموع النسوة المتصدرات أكبر من دائرة الأول والثاني والعاشر، أو حتى المئة بعد الألف.
نرصد التحولات الكبيرة التي تشهدها المرأة السعودية، ونتلمس نضج تجربة التمكين، وكونها تخطت مرحلة البدايات وابتعدت عن عنصر المفاجأة، لتغدو نمطًا اعتياديًا ومتأصلاً في أذهان السعوديين. فتحولات تمكين المرأة امتازت بالديمومة والنمو التي هي أساس لأي تغيّر حقيقي وملموس، هي نتاج قرارات عليا بعيدة النظر مهدت للمرأة دخول العهد الجديد بدافع المشاركة في التنمية.
نتلمس ذلك في تعامل القيادة الواعية مع النساء بوصفهن شريكات الوطن والمستقبل، ودمجهن في عجلة الحراك النهضوي من أعلى الهرم وحتى آخره، دون تمييز جندري أو تحيّز فئوي، الأمر الذي ساعد على تغيير الصورة الذهنية للمرأة السعودية من كونها عنصرًا محدودًا في القوى العاملة، إلى مكوّن أساسي في سوق العمل الحديث وجزء من مفاصل القيادة في مختلف قطاعات الدولة.
وفي كل مرة نسمع خبرًا جديدًا يدعم مسيرة تمكين المرأة السعودية، صرنا نصفق ونستبشر بما هو آتٍ، مع يقين تام بأن تجارب المرأة تبلورت ونضجت بحيث أصبحت قادرة على الوصول إلى مناصب عليا تضاهي ما وصلت إليه النسوة في دول العالم المتقدمة، كجزء لا يتجزأ من الحراك التنموي الذي تعيشه السعودية اليوم، وهي تسير بخطى حثيثة لتحقيق رؤيتها 2030.
نحن نساء السعودية، لم يعد أكبر طموحاتنا، الحصول على وظيفة تقليدية، أو شهادة جامعية، بل اتسعت التطلعات اليوم، وصارت تتجه نحو المناصب القيادية، والشهادات العليا، والانخراط في المشاريع التنموية، ودفع وثبة التغيير، وهي تطلعات مشروعة في ظل ما وفرته لنا القيادة الحكيمة من سبل النمو والرفاه والتمكين، في مرحلة نعيشها – نحن النساء – اليوم بشغف وبهجة مع طاقة وافرة من الأمل والطموح.
نستشعر ذلك، مع اليوم الدولي للمرأة، الذي يصادف الثامن من شهر مارس (آذار) وتحتفي به كل دول العالم، حيث تفيض جعبتنا هذا العام بالعديد من التطورات النسوية العملاقة، من خلق فرص وظيفية نوعية جديدة للمرأة في قطاعات كانت حكرًا على الرجال، إلى السماح بقيادة السيارة، مرورًا بإتاحة فرصة الدخول للملاعب الرياضية، وغيرها الكثير.
في هذا اليوم، نقف لنستشعر الفرق ما بين واقع المرأة في السابق والوقت الراهن، لندرك أن هناك تاريخًا حديثًا يُكتب الآن بمداد الأمل والطموح، من شأنه صناعة مستقبل مشرق لهذا الوطن الناهض، بما ينسجم مع الكفاءات النسوية الهائلة التي تنتشر في البلاد وشمَّرت عن سواعدها للإسهام في تحقيق الغد الواعد.
إعلامية سعودية*
@ealkhattaf
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر